الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حادى عشر: تعلم الصفات الخلقية والقيم
…
حادي عشر: تعلم الصفات الخلفية والقيم
نحن جميعا نود أن يفرق أطفالنا بين الصواب والخطأ، ونحن نريد منهم أن يمارسوا المشاعر الحية والأمانة ومساعدة الآخرين، لكن كيف يمكن تعليم ذلك. التعليمات فقط ليست كافية فلذلك التوضيح البسيط بين الخطأ والصواب ليس مؤثرا، فمن الأفضل للطفل أن يوجه نحو الصفات الأدبية ويبقى فقط كيف يتعلمها.
عندما يبدأ الطفل في كتابة حرف "A" لأول مرة يجب أن أقول له "هذا صواب إنك في منتهى الذكاء" أنا لست أثني عليه فقط، وليس هذا بمعنى أنني أشجعه أو أريد منه أن يفعل ذلك مرات عديدة، ولكن إني فرحت بالتأكيد وأعطيت انطباعا على أن الذكاء شيء جيد، وبعد استخدام تلك الكلمة مرات قليلة ستجد لها صدى في نفسه بعد أن أقوم باستخدام نفس الكلمة في مواقف أخرى مشابهة، وبذلك أكون قد علمته إحدى القيم، وبنفس الطريقة يمكن أن أحدثه عن المشاركة والمساعدة.
إذا كنا نشجعه على سلوك معين ونثني عليه وفي نفس الوقت نضع تعريف هذا السلوك فإنه سوف يحس تلك الكلمات ومعناها ويقدر فعلها، وبنفس الطريقة يمكن أن نعلم الطفل أنواع السلوك الذي لا نود أن يفعله بتعريف هذا السلوك بدلا من التوبيخ وما شابه ذلك، وعلى سبيل المثال إن "والدة مازن اتصلت لتسأل عما إذا كان عندنا المضرب الخاص به لقد قلت لي يا خالد إنك قد وجدت هذا المضرب في الشارع أهذا ما حدث حقا، وإذا لم تقل لي الحقيقة فإن هذا "كذب" والكذب خطأ فادح والآن انصرف إلى غرفتك" ونحن نستطيع أن نفعل ذلك بالتعليق على
سلوك الطفل "انظر ماذا يفعل هذا الوالد إنه ينفخ فقاعات الهواء في رأس ابنه قائلا: إن هذا معناه أن مازن سوف يظل حزينا ووالدته غاضبة
…
".
وبنفس الطريقة يمكن أن نعلم أطفالنا الكثير من الصواب والخطأ بملاحظة لأمثلة من تصرفات الأطفال الآخرين، فكلما كثرت الأمثلة ازداد فهمه للخطأ والصواب. بنفس الطريقة أيضا يمكن تعليمه الفرق بين الرغبة في الصداقة وعدم الرغبة فيها. وكذلك الأمانة والخيانة. وكان الحنان والقسوة والحب والكراهية ومع أن هذه المفاهيم ستأخذ طريقها عبر السنين لكن لا بد للطفل أن يتلقى مبادئها منذ الصغر.
وواحد من أهم الأسلحة المستخدمة لتعليم الأدب والأخلاق والقيم طبعا هو النموذج، فإن الطفل يميل إلى أن يتعلم طريقة تعبير وسلوك وشكل والديه، فإنه لن يفيد أن نقول للطفل أن القسم أو الحلف سيئ بينما كلامك كله يحتوي على الحلف واليمين، إن الطفل لن يعرف الخطأ من الصواب إذا قلت له لا تكذب ثم يسمع والدته تقوله لشخص على التليفون أن والده مريض أو غير موجود بالمنزل بينما والده يجلس بجواره، إن الطفل لا يستطيع أن يجرد كيف يعاكس سلوكنا أو أمرنا وسوف يركبه. وقد يتعلم أن يعطي لنفسه بعض الاستثناءات في القاعدة كلما احتاج، ولذلك فإن سلوك الآباء لا بد أن يكون على وتيرة واحدة مع أوامرهم، وإذا لم يحدث ذلك واختلف السلوك عن الأمر أو العكس فلن يمكن للطفل أن يفرق بين الخطأ والصواب.