الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ومن أهم خصال الطفل حالته المزاجية التي تجعل الوالدين أكثر أو أقل شدة في المعاملة. فيشير Belsky إلى أن Batcy توصلت إلى أن المزاج المتقلب وخاصة في فترة الرضاعة يمكن أن يفوض الأداء الوالدي أو يعوقه. في الوقت الذي نجد فيه أن وسامة الطفل أو ذكاءه يمكن أن يجعل الوالدين أكثر حماية أو اهتماما زائدا بطفلهم.
ويعد جنس الطفل أيضا من الخصال ذات الأهمية، ففي الوقت الذي يشعر فيه الأبناء الذكور أنهم يعاقبون أكثر، ترى البنات الإناث أن أمهاتهن تراعيهن بدرجة أعلى. ونجد أيضا في بعض المجتمعات العربية مكانة الذكور الواضحة عن الإناث وبخاصة قرب الطفولة المتأخرة وما بعدها.
كما أن تكوين الطفل الجسدي وصحته الجسمية ومدى إعاقته تجعل الوالدين يتخذون توجهات معينة نحو تنشئته أو معاملته وتوقف الأمر في كل الأحوال على حجم أسرة الطفل وترتيبه الميلادي بين الإخوة والأخوات.
وهناك على أي حال نماذج نظرية لوصف سلوك الوالدين مع أبنائهما ربما كان من المفيد تناولها في الجزء القادم.
ثانيا: الأساليب الوالدية في معاملة الأبناء
هناك عدد من النماذج النظرية التي تصف سلوك الوالدين في معاملة الأبناء فلقد قدم Symonds نموذجا اشتمل على بعدين قطبيين، وذلك في عام 1939 أحدهما يعتبر أن "تقبل الابن" من جانب الوالد أو الوالدة يقابله أو ضده "رفض الابن" من جانب الوالد أو الوالدة، والثاني "السيطرة على الابن" من جانب الوالد أو الوالدة يكون ضده "الخضوع للابن" أي لطلباته وأغراضه وأوامره وبذلك فإن البعدين تبعا لهذا النموذج هما:
التقبل - الرفض، السيطرة - الخضوع
وفي عام 1959 ظهر نموذج Scheafer et al. لسلوك الوالدين في معاملة الأبناء على النحو التالي:
الاستقلال - الضبط: Aut nomy vs Control
الحب - العداء Love vs Hostility
وقد ذكر البعدان السابقان بمسميات أخرى على النحو التالي:
التسامح - التقييد Permissiveness Vs Restrictiveness
القبول - الرفض Acceptance vs Rejection
وقد ذكر أيضا في هذا النموذج بعض من مسميات أساليب المعاملة بين محاور هذه العوامل القطبية يوضحها الشكل التالي:
ولقد عرض Backer نموذجا مقترحا ثلاثي البعد لسلوك الوالدين في معاملة الأبناء عام 1969 جاءت أبعاده الثلاثة على النحو التالي:
الدفء - العداء، التشدد - التسامح، الاندماج القلق - الحياد الهادئ.
وافترض بين هذه الأبعاد الثلاثة أساليب متدرجة للمعاملة يوضحها الشكل الآتي:
أما الباحثة Baumrind فقد توصلت إلى أربع طرق يعامل بها الآباء أطفالهم هي:
الالتزام بالضبط الوالدي Parental Control
مراعاة مطالب النضج Maturity Demends
التواصل بين الوالدين والطفل Communication
الدفء الوالدي "عطف وحنان" Narturacne
وقد انتهت نفس الباحثة في عام 1971 من مراجعة دراستها في ضوء دراسة أخرى وركزت على ثلاثة أساليب يعامل بها الأطفال من قبل الوالدين، وأضافت إليهم فيما بعد أسلوبا رابعا:
الحزم، التسامح Permissive، التسلط Authoritative، الانسجام Harmony
وإذا كانت هناك أساليب للمعاملة الوالديه تمارس مع الأبناء، قد حاولت الدراسات استكشافها، فإن التباين شبه الظاهر يوحي بوجود أنماط وأساليب لا تمارس على وتيرة واحدة خلال مراحل نمو الأطفال، ولا يمكن القول باستقلاليتها، وغالبا تختلف مستوياتها باختلاف المستويات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية للأسر.
فإذا ارتضينا التقبل أو دفء المعاملة أسلوبا في ضوء ما سبق، ننتظر تأثير هذا الأسلوب على انتماء الطفل للجماعات والاندماج مع الآخرين ومن ثم استدخاله للقيم والمعايير كما أن جحود الوالدين أو أحدهما مع الطفل يفقده لجزء من الأمن ويتعلم الأنانية بالإضافة إلى افتقاد جزء من القدرة على التوافق العام.
ويكتسب أسلوب دفء المعاملة أهميته والرفض أو الجحود من قبل الوالدين خطورته كما يشير park، Hetherington في أن الطفل يحاول تجنب التفاعل مع والديه الجحودين كلما تمكن مما يقلل من دور والديه في تنشئته، بالإضافة إلى توهج الغضب والعدوان الذي لا يستطيع الطفل توجيهه إلى والديه فيزيحه إلى الآخرين.
ويعد الضبط الوالدي الذي يقابل الاستقلال من أساليب المعاملة التي كشف عنها كل من Scheefer ، Becker وفيه يمارس الأب أو الأم سلوكيات تغير السلوك النامي للطفل وتكف عن ميوله، ويصل الضبط إلى الصرامة حينما يضع الوالدان قواعد ويطلبان من الطفل الالتزام بها، وإذا لم يؤكدا على الالتزام بها يقال إن الضبط لين. ويختلف ذلك عن الحماية الزائدة التي تعتني بالطفل في جميع أوقاته لتقدم كل ما يرغب لتهدئته.
وترى Baumrind أن الوالدين يحاولان تشكيل أطفالهما، فيكبحان إرادة الطفل ويبخلان بتشجيع الطفل على ممارسة جزء من حريته تحت رعايتهما، وفي ذلك يكون الوالدان على مسار التسلط الوالدي Firm Discipline. ويستخدم بعض الآباء أشكالا مختلفة من العقاب تتباين بين الكره الحقيقي إلى ممارسة الضرب أو النقد والتوبيخ وأحيانا سحب الامتيازات.
ويذكر Bordizinsky et al. أن الأبناء الذين كان عقابهم بقسوة من قبل الوالدين أصبحوا عدوانيين مع غيرهم من الأطفال وأيضا مع المعلمين، وينتظر من الأطفال الذكور الذين تمت ممارسة القسوة عند عقابهم أن يصبحوا منحرفين أو لهم سلوكيات مضادة لمجتمعهم حينما ينخرطون في المراهقة.
وعلى أي حال فإن أي شكل من الأشكال القاسية والعنيفة في التعامل مع الطفل يعد سوءا لمعاملة الطفل Child Abuse. فالعقاب البدني القاسي بإفراط وإهمال الطفل يعتبر من قبيل سوء المعاملة التي عند استمرارها مع الصغير تجعله يبدو له وجه عجوز عند مقارنته بمن هم في مثل سنه من الأطفال، ولا يخفى أنه من الصعب تحديد عدد الأطفال العرب الذين يعانون من سوء معاملة والديهم، وأشكال هذا السوء للمعاملة.
والوالد المسيء لطفله بإفراط يمكن أن يكون والدا مريضا ويحتاج إلى علاج نفسي، ومن سماته الأكثر وضوحا في الغالب الذهانية ويذكر Bark و Collmer أن الدراسات انتهت إلى أن الوالد المسيء في أغلب الأحوال أسيئت معاملته وهو طفل، فهذا الأب حينما كان طفلا كان أمامه نموذج مسيء له، والاحتمال الأعظم أن يكون قد امتص معاييره وطريقته. وهذا ما دفع Belsky إلى ذكر أهمية دراسة تاريخ نمو الوالد المسيء، نظرا لإمكانية أن يكون تاريخ النمو النفسي للوالدين أو أحدهما سببا في سوء معاملة الأبناء.
ولا يجب أن نكون في معزل عن خصائص المجتمع الذي يعيش فيه أولياء الأمور المتسمون بالعنف وسوء معاملة الأبناء. فالعنف السائد في المجتمع، والذي يظهر بين أفراده أو على شاشات التلفزيون أو عبر وسائل الإعلام الأخرى يمكن أن يعلم الأبناء والآباء أن العنف وسيلة مقبولة لحل المشكلات.
ولقد ظهر أن الوالدين المسيئين إلى أطفالهما، لديهما ممارسات قليلة من التفاعلات اللفظية مع هؤلاء الأطفال بالإضافة إلى أنهم ليسوا متسقين معهم في التعامل. ولا يفوتنا أن نشير إلى أن الطفل ذاته وخصائص شخصيته أحيانا تكون من أسباب معاملته معاملة سيئة من قبل الوالدين أو أحدهما.
ويعد عدم الاتساق في المعاملة في المعاملة Inconsistence مع الطفل سببا في ممارسة هذا الطفل لسلوك ضد المجتمع Antil Social Behavior مثل العدوان، بالإضافة إلى الاضطرابات النفسية التي تبدو عليه.
والواقع أن الإكثار من ترهيب الطفل وتهديده على كل صغيرة وكبيرة من أشد العوامل خطورة على بنائه النفسي. كما ان التحقير والاستهزاء به أو إشعاره باختلافه عن بقية إخوته، هي أساليب للمعاملة سوف تترك آثارها فيما بعد عليه. ولكن الحزم من أنسب الأساليب التي تحقق جزءا من الصحة النفسية للأطفال، ويترتب عليه غالبا أطفال وكبار مستقبلا لهم شخصيات متزنة، قادرة على تقييم الأمور بموضوعية ومتقبلة ذواتها إلى حد بعيد.
وربما ينكر شخص الحديث عن دفء الأبوين أو حنانهما بحجة أن هذا الحنان أمر طبيعي فيهما، ولكن ما يحدث من البعض من غلظة وجحود يوجب النصح والإرشاد ويمحو العجب والإنكار، إن هذا يحدث وحدث بالفعل منذ القدم.
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: أبصر الأقرع بن حابس رضي الله عنه النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقبل الحسن والحسين، فقال: إن لي عشرة من الولد ما قبلت أحدا منهم!! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من لا يَرحم لا يُرحم".
وإذا كان علماء النفس يرشدون إلى عدم نهر الطفل لأن ذلك يؤثر على شخصيته نجد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد سبقهم إلى ذلك.
فعن عبد الله بن شداد بن الهاد عن أبيه قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في إحدى صلاتي العشاء أو الظهر أو العصر، وهو حامل الحسن أو الحسين، فتقدم النبي صلى الله عليه وسلم فوضعه ثم كبر للصلاة، فصلى فسجد بين ظهراني صلاته سجدة أطالها، قال "راوي الحديث": إني رفعت رأسي فإذا الصبي على ظهر النبي صلى الله عليه وسلم وهو ساجد، فرجعت في سجودي فلما قضى الرسول صلى الله عليه وسلم قال الناس: يا رسول الله، إنك سجدت بين ظهراني الصلاة سجدة قد أطلتها فظننا أنه قد حدث أمر أو أنه يوحى إليك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"كل ذلك لم يكن، ولكن ابني ارتحلني، فكرهت أن أعجله حتى يقضي حاجته".
إن في عمل الرسول هذا تهذيبا لطباع شرسة، ويحد بذلك من تنطع مقيت، فإصلاح نفس الطفل وإدخال السرور على قلبه أمور هامة في المعاملة. إن الله الرحيم ليقبل الصلاة التي يشغل فيها صاحبها بالحدب على طفل، وربما لا يقبل الصلاة التي توصد حول مؤديها الأبواب والحجب، وينهر من أجلها الأطفال أو يضربون خشية أن تبطل كما يزعمون.
إن الآباء الذين يشكون من فساد أولادهم بعد كبرهم، ليس لهم إبداء ضيق أو برم -فعلى نفسها جنت براقش- فهم الذين أرخوا لهم بحجة العطف والحنان، بدافع الحب المفرط. إن الإسلام دين الوسط والاعتدال يجب على الوالدين أن يسلكا في ضوئه مع أولادهما نهجا وسطا، ليس فيه حماية زائدة أو تدليل أو تسلط أو تصلب أو تحقير، بل إن الأمر دفء في غير ضعف وحزم في غير شدة.
والذي يقرأ قصة سيدنا يوسف عليه السلام أو قصة سيدنا إبراهيم أو سيدنا شعيب عليهما السلام يلتمس تنبيها إلى صورة حية واقعية، كان فيها الحوار بين الآباء والأولاد وليس التسلط والتصلب بل لغة الإقناع، وكان فيها أيضا تقدير رأي الولد بما يبعث الثقة بالنفس وتقدير الذات.
يقول الله تعالى في سورة يوسف عليه السلام: {إِذْ قَالَ يُوسُفُ لَأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ، قَالَ يَا بُنَيَّ لا تَقْصُصْ رُؤْياكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ} ، ويقول الله في شأن إبراهيم وولده إسماعيل عليهما السلام:{فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ} .
وإذا كان الثواب مهما بالنسبة للأطفال، فعقاب الطفل إذا أهمل أو جنح إلى الخطأ مباح أيضا استنادا إلى إباحة الإسلام ضربه على ترك الصلاة عند بلوغه عشر سنين، ولكن هذا العقاب المباح أمر بالغ الحساسية على الأخطاء الأخرى التي ترتكب من الأطفال، ولا ننسى ما روته عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"إن الله رفيق يحب الرفق، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف، وما لا يعطي على سواه".
وإذا كانت هناك تباينات واضحة توصلت إليها البحوث بخصوص أبعاد أو أساليب المعاملة الوالدية وانعكاساتها على الأطفال، فإنه في ضوء كل ما سبق وفي ضوء ديننا الإسلامي يمكن تصور أساليب للمعاملة لا يمكن القول بأنها مستقلة في شكل أبعاد على النحو التالي:
1-
التقبل "الدفء" - الرفض "الجحود" Ingratitude
إن دفء المعاملة يتمثل في السعي إلى مشاركة الطفل، والتعبير الظاهر عن حبه وتقدير رأيه وإنجازاته والتجاوب معه والتقارب منه من خلال حسن الحديث إليه والفخر المعقول بتصرفاته ومداعبته بالإضافة إلى رعايته، واستخدام لغة الحوار والشرح لإقناعه، أو توضيح الأمور له مع البعد عن الاستياء منه والغضب من تصرفاته والضيق بأفعاله وإشعاره بعدم الرغبة فيه والميل غلى انتقاده وبخس قدراته وعدم التمتع بصحبته وظهور النفور من وجوده.
عيوب القطب السالب لهذا الأسلوب:
يؤدي اتباع الرفض والجحود للطفل، إلى صعوبة في بناء شخصية مستقلة نتيجة شعوره بالرفض، كما أنه يكره السلطة الوالدية وينسحب شعوره بهذا إلى معارضة السلطة الخارجية. وغالبا ما يصبح هذا الطفل متمردا في المستقبل متسلطا ولديه شعور بالنقص.
2-
الاستقلال - الضبط "التحكم"
هو منح الطفل قدرا من الحرية لينظم سلوكه، دون دفع السلوك للطفل في اتجاهات محددة أو كف ميوله من خلال قواعد ونظم يطلب منه الالتزام بها ويشجع على ممارستها دون مراعاة لرغبات الطفل أو دون تزويده بمعلومات عن نتائج سلوكه.
عيوب القطب السالب لهذا الأسلوب:
يؤدي اتباع التحكم والسيطرة من قبل الوالدين، إلى الكف عن التعبير الصريح عن الرأي والتردد في اتخاذ القرار وصعوبة معرفة الصواب والخطأ، وفي الأغلب تكون شخصية الطفل أميل إلى العصابية وعدم الاتزان الوجداني مستقبلا.
3-
الحماية الزائدة - الإهمال
هي المغالاة في المحافظة على الطفل والخوف عليه لدرجة مفرطة ليس في أوقات المرض فحسب بل في أوقات التغذية والنظافة واللعب وممارسة المهام التي يكلف بها.
عيوب هذا الأسلوب:
للحماية الزائدة مضارها المتمثلة في خشية الطفل من اقتحام المواقف، وانخفاض مستوى الجرأة، وعدم الاعتماد على النفس، كما أن للإهمال عواقبه على الطفل مثل التبلد وعدم الانتماء بالإضافة إلى تكوين فكرة سيئة عن الحياة الأسرية.
4-
الديموقراطية - التسلط
البعد عن فرض النظام الصارم Firm Discipline على الطفل أو كبح إرادته من قبل الوالدين معتمدين على سلطتهما وقوتهما ومقيمين سلوك الطفل وفقا لمعايير مطلقة محددة للسلوك ومنتظرين دائما الطاعة من قبله عند فرض رأيهما عليه، وإجباره على التصرف بما يرضي رغبتهما.
عيوب القطب السالب لهذا الأسلوب:
غالبا ما يمارس الطفل نفس الأسلوب عندما يكبر، ويبعد عن التعبير عن رأيه وينخفض مستوى مفهوم الذات لدى الذين يعاملون بهذا الأسلوب، بالإضافة إلى تقلب انفعالاتهم والعزلة.
5-
التدليل - القسوة Cruelty
التراخي والتهاون في معاملة الطفل وعدم توجيهه لتحمل المسئوليات والمهام التي تتناسب ومرحلته العمرية، مع إتاحة إشباع حاجاته في الوقت الذي يريده هو.
عيوب هذا الأسلوب:
مع التدليل يشعر الطفل بالغرور وإصابته بالإحباط لأتفه المواقف الصعبة ومع القسوة قد ينطوي على نفسه وينسحب من المواقف الاجتماعية ويتولد لديه شعور بالنقص وشعور حاد بالذنب وكره السلطة والعدائية مع الأطفال الآخرين.
6-
الإثابي - العقابي Parental Reware and Punishment
ما يجنيه الطفل كمعزز لتقوى أو تبقى أو تكتسب سلوكيات معينة كالإثابة الأولية "طعام أو شراب
…
" أو الإثابة الموضوعية "لعب أو مال
…
" أو الإثابة النشاطية "الخروج والنزهة
…
" أو الإثابة الاجتماعية "ابتسامة أو إيماءة
…
" مقابل ما يوجهه الوالد من ألم جسمي أو نقد لفظي أو توبيخ أو استهجان أو تخفيض في الامتيازات الممنوحة للطفل.
فعالية هذا الأسلوب:
هناك أدلة مؤداها أن الطفل يتعلم أسرع إذا تلقى كلا من الثواب والعقاب، فالإثابة تعلمه ما ينبغي أن يعلمه، والعقاب يعلمه ما لا ينبغي أن يمارسه. وإحاطة الطفل بالنوعين لها فائدة أكبر عما لو اعتمد على الثواب فقط أو العقاب فقط.
7-
التذبذب Irresolution- اتساق المعاملة
عدم ثبات الوالدين أو حيرتهما في نظامهما الذي يتعاملان به مع الطفل في المواقف نفسها وتناقض أسلوبهما عند مقارنة أسلوب معاملة كل منهما بالآخر أو داخل أسلوب الوالد الواحد تجاه نفس السلوك الصادر من الطفل أو شبيه هذا السلوك.
عيوب القطب السالب لهذا الأسلوب:
يجد الطفل صعوبة في معرفة الإيجابات والسلبيات، يكون غالبا مترددا ومتشائما ولا يصلح للقيادة ومنخفض الاتزان الوجداني، ويمارس السلوك ضد الاجتماعي.
8-
الحزم - لا مبالاة
إقامة ضبط متزن على الطفل يتضمن تنبيهه إلى أخطائه وحثه على الوصول إلى نماذج ناضجة من السلوك مع توضيح الأشكال السلوكية غير المقبولة في جو من الحب وتقدير الرغبة بالإضافة إلى تشجيعه على التحاور وإبداء رؤيته.
عيوب القطب السالب لهذا الأسلوب:
التسيب في أداء الأعمال، ممارسة التخريب وألعاب العنف. رفض النظام. ولا يمنع الأطفال عند هذه المعاملة من الضبط الذاتي.
9-
التفرقة - المساواة
التفضيل والاهتمام بأحد أو بعض الأبناء عن طريق الحب أو المساعدة والعطاء أو منح السلطة أو التمتع بمزايا دون اكتراث بمشاعر الأبناء الآخرين.
عيوب القطب السالب لهذا الأسلوب:
الغيرة والخوف من المستقبل والأنانية بالإضافة إلى فقدان الثقة بالآخرين.
10-
الاعتزاز التقدير - الاستهزاء "التحقير"
الثناء على الطفل وإظهار بأنه محل إعجاب وتقدير مع البعد عن خداعه أو الاستخفاف بتصرفاته وأفعاله وقدراته وانفعالاته وإنجازاته.
عيوب القطب السالب لهذا الأسلوب:
انخفاض مستوى القطب بالنفس وبالتالي انخفاض مفهوم الذات وضعف الولاء للأسرة والشعور بالإحباط.