الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وتقل عجلة التنشئة الاجتماعية Acceleration of Socialization "معدل سرعة عملية التنشئة الاجتماعية" كلما نما الطفل ونضج، وأصبح لديه رصيد كاف من الخبرات والمهارات، لأنه يكون ذا نشاط فعال ومؤثر في شبكة العلاقات الاجتماعية التي تميز جماعته عن الجماعات الأخرى.
إن علاقة الطفل بعالمه الخارجي تأخذ شكل أفعال وردود أفعال أو استجابات اجتماعية واضحة وخالية من التناقضات. فالتصرف الذي كوفئ عليه الطفل في الأمس لا يجب أن يعاقب عليه اليوم، لأن إغفال هذه القاعدة يزرع عنده فقدان الثقة في تصرفاته وسلوكه، ولتجنب ذلك لا بد للمحيطين به من مراعاة التفاعل الثابت المتسق عند التعامل معه.
ثانيا: لمحة تاريخية عن التنشئة ومعاملة الأطفال
وربما كان من المفيد استعراض لمحة تاريخية حول التنشئة ومعاملة الأطفال:
كانت التنشئة قبل الإسلام تتبع أساليب الشدة والقسوة في تربية الأطفال ومعاملتهم، فقد كان الجلد منتشرا والعقاب القاسي شائعا.
فقد وجدت قبل ظهور الإسلام ثلاثة أنماط من التنشئة تتنازع على السيادة في الشرق خاصة، هي: التنشئة الفارسية، والتنشئة الإغريقية، والتنشئة المسيحية. وكان لكل نمط طابع خاص يميزه.
وقد اتسع الإسلام لأدب الفرس، وفلسفة اليونان، وأنظمة الروم، ورهبنة المسيحية، حتى إنه ليصح القول بأن التنشئة الإسلامية برزت على ما عداها، وأصبحت ذات خصائص واضحة المعالم بارزة القسمات.
وأساس التنشئة الإسلامية هو القرآن الكريم، الذي يحفظه الصغار فيهذب أخلاقهم، ويصفي نفوسهم، ويتعودون من خلاله على مكارم الأخلاق
…
وتبدأ التنشئة الإسلامية عن طريق المحاكاة والتلقين، ذلك أن الطفل ينشأ فيرى أبويه يقرأان القرآن الكريم بالإضافة للشعائر الأخرى، فتنطبع في ذهنه هذه الصورة، ويترسم خطاها بالتقليد أو بالتوجيه والدفع.
ولقد ضرب النبي صلى الله عليه وسلم المثل الأعلى في توضيح أساليب التنشئة الوالدية، فهو مثلا يطالب بالرفق بالأطفال، وعلاج أخطائهم بروح الشفقة والرأفة والعطف والرحمة، ومعرفة البواعث التي أدت إلى هفواتهم والعمل على تداركها وإفهام الأطفال نتيجتها.
ولم يقر صلى الله عليه وسلم الشدة والعنف في معاملة الأطفال، واعتبر الغلظة والجفاء في معاملة الأولاد نوعا من فقد الرحمة من القلب، وهدد المتصف بها بأنها عرضة لعدم حصوله على رحمة الله حيث قال عليه السلام للأقرع بن حابس حينما أخبر أنه لا يقبل أولاده:"من لا يَرحم لا يُرحم".
ولقد دعا نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم إلى تأديب الأطفال، وغرس الأخلاق الكريمة في نفوسهم وتعويدهم حسن السمات والتحلي بالصدق والأمانة واحترام الكبير فقال صلى الله عليه وسلم:"ليس من أمتى من لم يجل كبيرنا ويرحم صغيرنا ويعرف لعالمنا حقه".
وأخرج ابن ماجة عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم: "أكرموا أولادكم وأحسنوا أدبهم".
وعن أيوب بن موسى عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ما نحل والد والدا من نحل أفضل من أدب حسن" فلا ينبغي الإكثار من لوم الطفل لتأديبه أو تأنيبه وتوبيخه لزلاته، لأن الإكثار من التأنيب يميت قلب الطفل، ولهذا فالحكمة أفضل عند تأديب الطفل.
وقبل 505هـ نادى الغزالي بتكوين العادات الحسنة في الأطفال منذ الصغر، بتعويدهم التبكير في النوم والتبكير في الاستيقاظ والتشجيع على المشي والحركة وعدم البصق في المجالس أو التثاؤب بحضرة الغير، وتجنب الحلف بالله صادقا أو كاذبا، وأن يطيعوا الأبوين والمعلمين.
قال الإمام الغزالي: "اعلم أن الطريق في رياضة الصبيان من أهم الأموال وأوكدها، والصبي أمانة عند والديه، وقلبه الطاهر جوهرة نفيسة ساذجة خالية من كل نقش وصورة، وهو قابل لكل ما نقش، ومائل إلى كل ما يمال به إليه، فإن عود الخير وعلمه نشأ عليه وسعد في الدنيا والآخرة وشاركه في ثوابه أبواه وكل معلم له ومؤدب، وإن عود الشر وأهمل إهمال البهائم شقي وهلك، وكان الوزر في رقبة القيم عليه والوالي له".
وقرابة عام 755هـ قدمت وجهة نظر ابن خلدون في أن القرآن الكريم هو أصل التعليم وأساس التنشئة. ويقول ابن خلدون: "إن الغاية من ذلك الوصول بالوليد إلى رسوخ العقائد الإيمانية في نفسه، وغرس أصول الأخلاق الكريمة عن طريق الدين، الذي جاء مهذبا للنفوس ومقوما للأخلاق باعثا على الخير".
ويقول ابن خلدون: "اعلم أن تعليم الولدان للقرآن شعار من شعائر الدين، أخذ به أهل الملة، ودرجوا عليه في جميع أمصارهم، لما يسبق فيه إلى القلوب من رسوخ الإيمان وعقائده من آيات القرآن وبعض متون الأحاديث، وصار القرآن أصل التعليم الذي يبني عليه غيره من العلوم. ولكل مصر وجهة في تعليمه للولدان، فأهل المغرب يقتصرون على تعليم القرآن فقط، ويأخذون في أثناء المدارسة بالرسم ومسائلة، واختلاف حملة القرآن فيه، لا يخلطون ذلك بسواه، لا بحديث، ولا فقه، ولا شعر
…
وأهل الأندلس جعلوه أصلا في التعليم فلا يقتصرون لذلك عليه فقط بل يخلطون في تعليمهم للولدان رواية الشعر في الغالب والترسل وأخذهم بقوانين العربية وحفظها وتجويد الخط والكتاب، ولا تختص عنايتهم في التعليم بالقرآن دون هذه بل عنايتهم فيه بالخط أكثر من جميعها إلى أن يخرج الولد من عمر البلوغ إلى عمر الشبيبة
…
أما أهل إفريقيا فيخلطون في تعليمهم للولدان للقرآن بالحديث في الغالب، ومدارسة قوانين العلوم وتلقين بعض مسائلها، إلا أن عنايتهم بالقرآن واستظهار الولدان إياه، ووقوفهم على اختلاف رواياته وقراءاته أكثر مما سواه".
ويؤكد ابن خلدون على الرحمة بالأطفال والرأفة بهم والإشفاق عليهم، والعمل على تهذيبهم باللين واللطف، لا بالشدة والعنف، لأن مجاوزة الحد مضرة
ومفسدة للأخلاق. فإذا أخذ الطفل بالقسوة والشدة ضاعت نفسه وذهبت ريحه، ويحمله هذا على الكذب والخبث والنفاق.
لقد ذاع صيت الفكر الإسلامي في تنشئة الأطفال، واهتم الآباء والمربون بأساليب إسلامية في التنشئة. إلا أن هناك أفكارا جاء بها رواد من الغرب آخرون نبعت أفكارهم وآراؤهم من تجارب على عينات Samples مهما كانت محدودة، ولم تأت أساليب المعاملة التي ينشدونها من جذور للدين كما لاحظنا في التراث الإسلامي.
ففي الفترة ما بين 1910-1930م نظر السلوكيون Behaviorism وفي مقدمتهم Watson إلى أن الطفل كشيء قابل للتشكيل عن طريق الإشراط والاقتران، ولم يعيروا الاهتمام لحاجات الطفل وشعوره إلا القليل، أو حتى للفروق الجينية والاستعدادات والخصائص المزاجية. وركز السلوكيون في هذه الفترة على العوامل البيئية ودروها في إكساب الأطفال ما نريد، وأن نكبح من السلوك ما نريد أي نوقف غير المرغوب من السلوك وذلك عن طريق التعزيز والإثابة أو العقاب على السلوك الاجتماعي. ومن هنا نكسب الأطفال العادات الحسنة ونبطل العادات السيئة.
ومهمة الوالدين في نظر watson البعد عن تدليل الأطفال بأسلوب صارخ أو حتى واضح، وعليهم معاملة الأطفال على أنهم بالغون نسبيا، مع اتباع أسلوب موضوعي لا تتجاوز فيه العاطفة حدودها كالإسراف في تقبيله أو حضنه، ويوصي الوالدين بالبعد عن استخدام الحنان الظاهر لأنه أسلوب لا جدوى منه. ويشير إلى أن حب الأم عائق شديد وآلة حادة يمكن أن تجرح جروحا عميقة لا تلتئم، ويجعل مرحلة الطفولة غير سعيدة والمراهقة مثل الكابوس، كما أن الحب الشديد من جانب الأم يدمر حياة الطفل الزوجية السعيدة فيما بعد بل وتنعكس آثاره السلبية على حياته المهنية مستقبلا. ووصل تأثير watson إلى الكتب الحكومية في الولايات المتحدة، حتى إن كتب العناية بالطفل صارت إلى أنه لا يسمح للطفل بمص أصابعه، وإذا حدث ذلك فالأمر يستوجب ربط ذراع الطفل بالسرير أو إلباسه قفازا أو دهان أصابعه بسائل كريه، بالإضافة إلى عقاب الأطفال إذا تسببوا في اتساخ أنفسهم، كما نصح الآباء بترك أطفالهم يبكون خوفا من تعزيز سلوكيات غير مقبولة عن طريق تهدئتهم.
وفيما بين عام 1930-1960م أخذت التنشئة اتجاها آخر مبنيا على التسامح مع نصح الوالدين بمراعاة مشاعر الأطفال وتعرف قدراتهم وإمكاناتهم، ويرجع ذلك التحول إلى آراء مدرسة التحليل النفسي وعلى رأسها Freued، الذي ركز على دور العاطفة وأثر الحرمان العاطفي المبكر على بذور المشكلات النفسية. وقد تأثر بهذا الاتجاه أيضا Gesel ذلك العالم الذي اهتم أيضا بالنضج ودوره مع الاستعداد في عملية التنشئة، ويرى أنه حينما يصل الأطفال إلى سن معينة ويبدون استعدادهم وتقبلهم حينئذ يكون التدريب ممكنا، مثال ذلك التدريب على عملية الإخراج التي تتطلب من الأطفال التحكم والضبط اللذان يساعدانهم على أدائها دون ممارسة ضغوط أو قلق من قبل الآباء.
ومع اقتراب الأربعينيات 1940م ظهر الاتجاه الأكثر تسامحا ومرونة على يد أصحاب النزعة الإنسانية Humanistic أمثال Rogers و Maslow وغيرهما مثل Dewey ذلك الرجل التربوي المتألق. لقد بدا المبدأ الآن قائما على فكرة أن الأطفال يولدون ومعهم دافع فطري للتعلم والسعي من أحل تحقيق ذواتهم، وكي يحققوا ذلك لا بد من وجود بيئة مناسبة يشعرون فيها بالحرية ويكون التعامل معهم مبنيا على التفاهم.
وفي الستينيات من هذا القرن ظهرت أفكار Spoke التي لم تشجع على التسامح والتدليل الكامل في تربية الأطفال، وتركز على الدفء والحنان في علاقة الوالدين بالطفل متبنيا فكرة أن الطفل يستجيب لتوجيهات الآباء المحبين الودودين على نحو أسرع وأيسر من الآباء الذين يغلب على أسلوبهم القسوة، فنحن في حاجة إلى آباء مصدر سلطة أكثر من كونهم متسلطينن ومنذ ذلك الوقت استمر التأكيد على دور الدفء في معاملة الأطفال أثناء عملية التنشئة الاجتماعية، والبعد عن التسامح والتهاون أو التشدد كل التشدد. إن الواجب على الآباء في ضوء تلك الأفكار أن يسمعوا وجهة نظر الطفل إذا كان بمقدوره التعبير عنها، وأن يوضحوا قيودهم ونظامهم وألا يستخدموا قوتهم في ضبط الأطفال من خلال العقاب والعنف.
والبحوث الحديثة حول تفاعلات الأطفال الصغار ترتبط بأعمال Bawiby ، Spitz التي أثنى عليها Anna Freud ، Malanie Klein ويعتمد هذا التيار
الفكري على الرأي القائل بضرورة وجود ارتباط وثيق وحميم دائم بين الأم والطفل، وإن كل شكل من أشكال الانفصال أو الفقدان مضر بالطفل.
وهناك تصور أحدث للارتباط العاطفي على طرف نقيض من وجهة Bowiby إذ هو يوجه التحليل نحو تأثيرات هذا الارتباط بين الأم والطفل، ليس على الطفل فقط بل على ما له من انعكاسات على الأم. إن الطفل ومن يعتنى به مرتبطان بنظام تفاعلات ثري ومعقد، يشترك فيه الطرفان اجتماعيا منذ لحظة الولادة.
ففي السبعينات استطاع Stern، Klaus وغيرهم أن يفصلوا النصيب العائد إلى الرضيع في إقامة هذا الارتباط أو هذه العلاقة والمحافظة عليها وأن يتأملوا الطريقة التي يسلط بها على من يعامله أو من يعتني به بطرق متفاوتة.
ولذا
…
فإننا نهتم أكثر بما يجعل الطفل عامل تكوين وتعديل أو على أقصى حد عامل تعكير لسلوك الشخص الذي يعنى به. وهناك ميل إلى أن نرى سلوك الرضيع باعثا لسلوك الأم وإلى اعتبار أشكال التفاعل منظمة مسبقا بينهما، وأن بالإمكان اكتسابها.
وينظر إلى بعض العناصر كما لو كان لها تأثير على تحريك عناية الكبير بالطفل أو استدرارها مثل جنس الطفل وقوامه وحيويته.
ومن أدق التحاليل وأشملها عن تفاعل الأم والرضيع ما أشار إليه Barzelton عن أن التفاعل خلال الأشهر الأولى يكون في هيئة دورات اتصال أو فترات اتصال يثور أثناءها انتباه الطفل، ويبلغ ذروته، ثم يتناقص إلى أن يدخل في مرحلة أهدأ. وينطبق على تفاعل الأم نفس هذا الشكل الذي تتزامن معه إذا كانت الأجواء تجري على خير ما يرام. ويعتبر هذا النسق الذي لا دخل للأم والرضيع فيه أساس الرابطة العاطفية. ومحور التفاعل أساسه المحافظة على ضبط بيولوجي للطفل لا يكون فيه هذا الطفل محل حماية زائدة ولا إهمال تام.
وقد لوحظ من جانب الأم ضروب مختلفة من السلوك، مثل تعمدها المبالغة في تحفيز الطفل في مرحلة انخفاض التفاعل.
وعندما يكون انتباه الطفل في مرحلة الذروة، فيمكن للأم استشارة المرحلة أو المحافظة عليها بواسطة الصوت واللمس، وإن كان للنظر هنا مرتبة الصدارة.
إن Stern يرى أن النظر أكثر أنشطة الأم متابعة قبل الرضيع لارتباطه بنظر الولد الذي هو دون ذلك من حيث الاستقرار. وفي اللحظات التي تتأمل فيها العيون بعضها بعضا يحدث التثبيت أو المحافظات على الرابطة العاطفية بين الاثنين. وهي عملية ذات تأثير مزدوج متبادل، يتحتم مع تكرارها على الطرفين أن يتلازما ويرتبطا اجتماعيا ووجدانيا.
إن عجز الرضع العميان عن إصدار بعض علامات تظهر لدى الرضع المبصرين، يمثل عائقا يحول دون إقامة ترابط وجداني بين الأم والطفل.
والأدوات التي تستخدمها الأم مع وليدها للحفاظ على التأثير المتبادل هي: النظر والاتصال البدني والصوت وملاطفات الأم. وغالبا ما تجيب على ما يبديه الطفل من استعداد للتفاعل بواسطة الصوت. وهذه التفاعلات خلال العام الأول للميلاد ليست مهمة لإقامة الرابطة العاطفية وتثبيتها، وإنما هي مهمة في نمو الطفل اللغوي والإدراكي المعرفي والاجتماعي، وكل ذلك هام للغاية أثناء عملية التنشئة.
وإذا كانت التنشئة الاجتماعية تشير إلى العملية التي يكتسب الأفراد بواسطتها المعرفة والمهارات والإمكانات التي تجعلهم أعضاء فعالين في مجتمعهم، فمن الواضح أن خبرة التطبيع الاجتماعي للفرد في الطفولة لا تعده لكل الأدوار التي يتوقع منه أن يمارسها في حياته المستقبلة في المجتمع.
إن الأمر هنا يتطلب منا أن نوضح علاقة الشخصية بالمجتمع التي تبدو في اتجاهين أساسيين:
الاتجاه الأول: يهتم بكيفية تكيف الشخص للمجتمع، وكيف يتمكن من أن يبدع، وكيف يغير في النظام الاجتماعي الذي ولد فيه بالتدريج، وذلك مع غيره من الأشخاص الذين يحولون على نفس النحو:
الاتجاه الثاني: يهتم بكيفية بناء المجتمع للشخص بعدما يولد فيه، وكيف يحوله من كائن بيولوجي إلى إنسان له فعاليات اجتماعية مناسبة.
إن التنشئة الاجتماعية تنطوي تحت الاتجاه الثاني، أي إنها تدور حول كيفية تغيير المجتمع للإنسان المولود وليس كيفية تغير الإنسان لمجتمعه.
والفرد عموما يعد وبدرجات متفاوتة من النجاح، ليلبي سلوكه مطالب بيئته وأعضاء مجتمعه في مجالات ومناسبات مختلفة، وهذه المطالب دائما ما تكون مرتبطة بواحد من المراكز الاجتماعية أو الأدوار الاجتماعية كالابن والتلميذ والزوج والموظف و
…
إلخ. إن السلوكيات المطلوبة من الفرد الذي في مركز أو دور معين تسمى مواصفات الدور Prescribed Role ومواصفات الدور هي في الأساس جهود من قبل أفراد المجتمع أو مؤسساته لينظموا سلوك الأفراد الآخرين حتى تتحقق صور متوقعة أو منتظرة.
وعلى أي حال يكتسب الفرد حضارة جماعته خلال عملية التنشئة الاجتماعية والتي يمكن تقسيمها إلى قسمين:
1-
فهم المراكز أو الأدوار الاجتماعية: يكتسب الفرد فهما للمراكز أو الأدوار المعترف بها تقليديا في مجتمعه وأسمائها.
2-
تعلم مواصفات وفعاليات الدور: يتعلم الفرد مواصفات الدور وسلوك الدور وما يصاحب كل دور من شعور وأحاسيس.
ومن خلال القسمين السابقين تصبح وظيفة التنشئة هي تحويل الفرد الخام "الإنسان الخام" في المجتمع إلى عضو عامل فعال وجيد، ومحتوى عملية التنشئة هي فهم كيان الأدوار ومواصفات كل دور وسلوكياته المصاحبة.
وما يجب ألا يخفى على الأذهان أن النظرة التي تعتبر التنشئة الاجتماعية عملية يأتي بواسطتها للمجتمع أفراد مناسبون لا تنكر أن مطالب المجتمع، أحيانا تبدو غير واقعية أو هي بالفعل غير منطقية أو غير ممكنة وربما تحد إذا لم تجعل مستحيلا تحقيق الرغبات الشخصية لكثير من أعضاء المجتمع وربما تسببت واحدة من متطلبات المجتمع في انحلال أو تطرف. وكما أن فكرة كون الطفل صفحة بيضاء يجب إعادة النظر في قبولها فليس هناك ما يبرر بوضوح أن تجارب الطفولة تنعكس بشكل آلي في مظاهر إيجابية أو مظاهر سلبية عند مرحلة الرشد والشيخوخة.
ولقد ظهر الاهتمام بفكرة اكتساب الأدوار من قبل الأطفال في بحوث Michalson، Sewell، Maccoby وغيرها.