الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ثالثا: التنشئة للأطفال في الولايات المتحدة الأمريكية:
المجتمع الأمريكي مجتمع رأس مالي، وهو مجتمع يقوم على الإنتاج الضخم. ويتميز هذا المجتمع بعدم التجانس بين ثقافاته، وتعدد طبقاته. ويواجه المجتمع كثيرا من المشكلات الصناعية الضخمة.
1-
الأعراف والقيم الشائعة:
تقوم التربية في المجتمع الأمريكي على قيم متصارعة بين طبقة وأخرى، ويواجه الطفل منذ بداياته تيارات متباينة من المبادئ ونماذج السلوك داخل الأسرة وخارجها.
ويؤكد المجتمع الأمريكي على التعبير الحر للفرد، ولو على حساب التماسك الاجتماعي. ولا تخضع عملية التربية للأبناء فيه على أسلوب محدد يرتبط بنظام الدولة، بل إن التربية تعود للأشخاص، وتثمر نتائجها حسب جهد الوالدين أو أحدهما في توجيه الأطفال.
ويتفاوت دور الأب والأم أثناء عملية التنشئة، والأسرة تلقن الأبناء قيم الطبقة التي تنتمى إليها، وكثيرا ما تتعارض قيم الأسرة مع قيم الجماعات الأخرى مثل جماعة الرفاق وتدعم جماعات الرفاق للأطفال -وبخاصة مع اقترابهم من البلوغ- النزعات المعادية لقيم الكبار واهتماماتهم.
2-
رعاية الأطفال من الوالدين:
يتفاوت دور الأب والأم في اتخاذ القرارات الأسرية الخاصة بالأطفال وفي استخدام العقاب البدني، ووضع القيود على الأطفال. وعموما يتضح ضعف دور الأسرة في توجيه الأبناء.
فالوالدان لا يبذلان جهدا ولا ينفقان وقتا كافيا في المواقف التي تتطلب تقديم النصح وتوجيه السلوك لضعف علاقات الود داخل الأسرة. كما أن هناك ضعفا في العلاقات بين الكبار بعضهم وبعض.
3-
مراعاة الفروق بين الجنسين في التنشئة:
تختلف بعض الطبقات في أسلوب تربية البنت عن الولد، ويبدو هذا الاختلاف واضحا عند الطبقة العاملة التي تعاقب البنت على أفعال تغفرها للولد.
4-
المشاركون في التنشئة:
لا تضع الدولة معايير للتربية الجماعية مثلما نجد في دولة ضخمة مثل أمريكا وهي روسيا، وإن كانت هناك دور للحضانة وروضات
والتربية مسئولية الأسرة وحدها، وهذا ما يجعل الطفل الأمريكي أكثر عرضة أحيانا للقلق إذا ترك في عناية شخصية آخر أو في دار للحضانة.
ولذلك فالأشخاص الآخرون دورهم ثانوي في تربية الأطفال، وللأبوان دور مهم في تلقين الطفل قيم الطبقة التي ينتمي إليها.
ولجماعات الرفاق دور مهم على الأطفال الكبار، وهي تعمل مستقلة عن إشراف الآباء إلى حد كبير، وتتميز بالمرونة في أفكارها، ولذا فغالبا تتعارض مع مبادئ الأسر.
5-
المنتظر للأطفال:
تستقطب الطفل الأمريكي مواقف السلوك الاستقلالي والحرية والسلوك المنحرف بدرجة أوضح من الطفل السوفيتي في نفس العمر، ويعاني الطفل الأمريكي صراع القيم، بين ما يراه داخل الأسرة وما يراه خارجها.