الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سابعا: سلوك عدم الطاعة والاعتراض
مدخل
…
سابعا: سلوك عدم الطاعة والاعتراض:Noncomploance and Oppostitional Behavior
إنني لا أستطيع أن أتخيل أن هناك شيئا يعكر الوالدين ويضايقهم أكثر من عدم طاعة أطفالهم لهم، "خالد انتظر لحظة
…
حبيبي خالد
…
انتظر
…
خالد انتظر عندك. انتظر حالا
…
تعال هنا الآن".
وما الأمر الثالث تقريبا تبدأ الأم في الانفعال والتحرك، ومع الأمر السادس تركض وراء طفلها الذي قارب على أن يختفي قائلة "هذه المرة سوف أقتله".
هذا القول يبدو مألوفا لأنه يحدث لكل منا "ولكنه غير مقبول" والطفولة مليئة بالطباع العادية وغير العادية.
تعد طاعة الطفل هي المطلب الرئيسي للآباء، فمعظم شكاوى الآباء تدور حول عدم طاعة أطفالهم لهم، والفرصة هنا جيدة لكي نعلم أنه عند نقطة معينة ستصبح مشكلتك أنت أيضا، فالأطفال يتعلمون كيف يمارسون هذه المهارة التي تحرك الناس خلفهم وتؤثر عليهم ومدى تأثير ذلك ومعرفة إلى أي مدى يجب أن يفعلوه، وتلك هي طبيعة الأطفال
…
وإذا لم يكن هناك مفر من عدم الطاعة فيجب ألا نرغم الطفل على ذلك فلا يستحب أن يطيع الطفل معظم الوقت لأننا بتقليل نسبة عدم طاعته قد نجعله مطيعا لأي شخص "حتى الغرباء" ومنفذا لجميع الأوامر الصادرة له "حتى ممن هم في مثل سنة". إننا لا يجب أن نتمادى في إرغام الطفل على الطاعة باستمرار، فقليل من عدم الطاعة يجب أن يحدث ولكن لا بد أن يحتفظ الآباء بحقهم في طاعة الطفل لهم إذا احتاجوا ذلك.
وإذا كانت الطاعة تعني أن يفعل الطفل ما يطلب منه وعدم الطاعة تعني عدم فعله ذلك يبقى الأمر أكثر تعقيدا عند التدخل الخاطئ. إننا نريد أن يبدأ الطفل في التنفيذ بعد فترة معقولة من 10 إلى 20 ثانية مثلا ليس بعد ساعتين. كما أننا نفضل أن يكون الأمر مرة واحدة فقط، وبعض الآباء يتوقعون الاستجابة في جميع المواقف كالطلبات، الأوامر، الأسئلة، الاقتراحات والتعليمات.
إن هذا سيكون غير منطقي حدوثه، ومع ذلك فإننا يجب أن نحصل على استجابة كاملة "100% " للأوامر فلن تصبح أوامر إلا لأهميتها القصوى. ثم أننا يمكن أن نجعل بعضا من عدم الطاعة "حرية رأي" في حالة الاقتراحات مثل.
"ما رأيك لو لعبنا بالمكعبات" أو الأسئلة هل تريد أن تأكل الآن؟ " أو في حالة الطلبات "ممكن أن تحضر لي ساعتي من فضلك؟ ".
إذن فالمغالاة في إجبار الطفل على الاستجابة لهذه الرغبات ليس في مصلحة الطفل وإنما في مصلحة الآباء فقط، وقد يؤثر على الطفل فيما بعد.
والملاحظة الأخيرة أننا نذكر الفرق بين عدم الطاعة والاعتراض لأنهما في الحقيقة متشابهان جدا ويتم التعامل معهما بنفس الطريقة، فقط الاختلاف الوحيد هو أن عدم الطاعة عبارة عن عدم تنفيذ الطفل لطلباتك، أما السلوك الاعتراضي أكثر تطرفا فهو لن يقوم برفض طلباتك وإنما قد يقوم بعض أنفك أيضا أو عمل عكس ما قد تطلبه منه، إذن فالاعتراض هو حالة متطورة من حالات عدم الطاعة.
لقد وجد أن المعدل الطبيعي للطاعة من 60% إلى 80% "ولذلك فإن عدم الطاعة يكون معدله من 20إلى 40%" ولم تجد الدراسات أي اختلاف بين الأولاد والبنات، ولم يوجد أيضا أي اختلاف بين الآباء والأمهات تجاه عدم الطاعة.
إن الطاعة يجب أن تزداد بعد سنة الخامسة إلى النقطة التي عندها يصبح عدم الطاعة ليس ذا أهمية. وبينما مستوى الطاعة خلال السنوات الثلاث الأولى من العمر لا يدل على ما سوف يحدث في السنوات التالية لكن الطاعة في سن
الثالثة إلى السادسة وجد أنها تتعلق بالطاعة فيما بعد "أي من السادسة حتى الأربعين" وإضافة إلى ذلك فإن زيادة مستوى عدم الطاعة من الثالثة حتى السادسة يعتبر من المشاكل السلوكية التي تؤثر على الطفل فيما بعد.
لقد توصلت الدراسات إلى أن هناك علاقة بين عدم الطاعة وبقية المشاكل السلوكية الأخرى، ومثال على ذلك فإن زيادة عدم الطاعة دائما ما تكون مصحوبة بالغضب والبكاء.
والآباء لا يثنون على الأطفال عند طاعتهم والنسبة التي تفعل ذلك لا تزيد عن 30% فبعض الآباء يتوقعون مجرد الطاعة من أطفالهم، وإن ذلك لا يستحق أي ثناء خاص، أما البعض الآخر فلا يلاحظون تلك الطاعة بين كل هذا الكم من التعليمات الموجهة لأطفالهم خلال اليوم أو حتى لم يخطر على بالهم مجرد الثناء عليهم.
وفي معظم الأحيان تزداد الطاعة بالرغم من غياب الثناء، ولكن وجد أنه يجب على الآباء أن يستخدموا أسلوب الثناء على أطفالهم عند حدوث الطاعة مع أنه في بعض الأحيان تقل الطاعة عند استخدام الآباء للثناء الزائد عن قيمة ما طلب تنفيذه.
وبعض الآباء لا يمهلون أطفالهم لكي يطيعوا ولا يساعدونهم في ذلك عند إصدارهم الأوامر أو خلال ثوان من الأمر فهذا خطأ. لأن ذلك يعلم الطفل أن هناك شخصا سوف ينفذ الأمر بدلا منه، والبعض الآخر من الآباء يستخدمون الصياح أو الغضب أو التهديد مع الأوامر ليحصلوا على الطاعة. وقد يصاحب ذلك عدد أكبر من الأوامر مما يؤدي إلى زيادة عدم الطاعة وسلبية في رد الفعل.
وفي النهاية نجد أن الآباء غالبا ما يتحملون أو يتسامحون مع عدم الطاعة حتى سن الخامسة لذلك نجد أنه بعد سن الخامسة يصبح الآباء أكثر صرامة، ربما لأن سن دخول المدرسة قد حان وتكون الأوامر والتعليمات المعقدة والكثيرة التي يجب أن يبدأ في المنزل. فلا يوجد شيء يجعل رفاق الطفل والمدرس ينفرون منه أكثر من عدم الطاعة وعدم التعاون والمشاركة.