الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
خامسا: متغيرات خلف العمليات التي تحدث أثناء التنشئة
المطاوعة
…
خامسا: متغيرات خلف العمليات التي تحدث أثناء التنشئة:
هناك متغيرات تكمن خلف العمليات التي تحدث أثناء التنشئة منها:
1-
المطاوعة Complince:
إن هناك ظروفا يطيع فيها الأطفال غيرهم بخصوص اقتراحاتهم أو أوامرهم، والميل للمطاوعة يبدأ بصورة مشتتة إلى حد ما ولكنه يثبت مع نضج الطفل، فمن غير الممكن التنبوء بما إذا كان طفل الرابعة أو الخامسة من العمر سيطيع أو لا يطيع في مدرسته من خلال معرفتنا بأسلوب والديه بشأن طرق إثبابته أو عقابه. ولكن يمكن التنبوء على أساس هذه المعلومات بخصوص أطفال أكبر عمرا ومع التقدم في العمر لدى الأطفال يتزايد ثبات سلوك الطاعة، فأطفال دار الحصانة يبدون متسقين إلى حد ما في طاعة الكبار في المنزل أو الروضة أو الحضانة، وإن كانوا ليسوا كذلك مع الأنداد، حتى يصل الأطفال إلى سبع أو ثماني سنوات فيبرز الاتساق في المطاوعة مع الأنداد والكبار.
وطفل الروضة المطاوع مع أنداده ينحو أيضا بصفة عامة إلى أن يعتمد عليهم للمعونة الجسمية والدعم العاطفي، وبالرغم من ذلك يكون عدوانيا أو غير ودي معهم، والطفل المطاوع مع البالغين لا يبدو عدوانيا بنفس القدر.
وعموما فإن الأطفال الصغار ترتبط مطاوعتهم باعتماديتهم أو عدم تمكنهم من الاستقلالية عن الأنداد، بينما لا نجد هذه العلاقة أو الارتباط بين المطاوعة والاستقلالية عن الكبار.
وتعتبر المكافآت أكثر فعالية من العقوبات في إظهار المطاوعة ويبدو أن المطاوعة الاجتماعية Social Compliance كأحد خيوط عملية التنشئة الاجتماعية تستلزم تعلما طويل المدى. فالأطفال يميلون إلى المطاوعة نتيجة لأنواع المكافآت وأنواع العقوبات التى يستخدمها معهم الآباء. وربما لنماذج السلوك التي يقدمها هؤلاء الآباء أو أي أشخاص آخرين مهمين بالنسبة للطفل.
وإن كانت هناك إمكانية لعدم استبعاد فكرة رجوع الميل إلى المطاوعة إلى جذور وراثية، فإن التفسير في ضوء منطلقات فرويديه قد تعتبر مقبولة. إن نمو الميل إلى المطاوعة المتسق من الروضة إلى المدرسة يحدث عندما يستدمج الطفل قيم واحد من الوالدين في طريقه للتوحد مع الوالد الآخر من الجنس المضاد "بما يؤدي إلى حل عقدة أو أديب أو إلكترا". وربما يرى آخرون إلى القدر الأكبر من الاتساق في ضغوط الوالدين على الأطفال الأكبر سنا، مدعين أن سلوكهم الأكثر اتساقا إنما يعكس فقط هذا الضغط المكثف بالمنزل، بالإضافة إلى الضغط المتزايد في المواقف العامة للأطفال الأكبر باتجاه قيامهم بأدوار تتطلب السيطرة المتسقة حينما يكون في وضع قيادي أو المطاوعة المتسقة عندما يكون في وضع التابع.