المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌أولا: مشكلات الأكل - تنشئة الطفل وسبل الوالدين في معاملته ومواجهة مشكلاته

[زكريا الشربينى]

فهرس الكتاب

- ‌مقدمة

- ‌محتويات الكتاب:

- ‌الفصل الأول: تنشئة الأطفال اجتماعيا

- ‌أولا: مفهوم التنشئة الاجتماعية

- ‌ثانيا: لمحة تاريخية عن التنشئة ومعاملة الأطفال

- ‌ثالثا: نظريات في التنشئة الاجتماعية

- ‌مدخل

- ‌ نظرية التحليل النفسي:

- ‌ نظريات التعلم الاجتماعي المبني على فكرة التدعيم:

- ‌ نظرية الدور الاجتماعي:

- ‌رابعا: عمليات تحدث أثناء تنشئة الطفل:

- ‌خامسا: متغيرات خلف العمليات التي تحدث أثناء التنشئة

- ‌المطاوعة

- ‌ العدوانية

- ‌ التقليد والتعلم البديل:

- ‌ الحساسية من المشاهدين والمستمعين "الجمهور

- ‌ تركيبة الأسرة

- ‌ دافع الإنجاز

- ‌ بيئة الجنين والطفل

- ‌سادسا: الأخلاق وعملية التنشئة الاجتماعية:

- ‌سابعا: اللغة وعملية التنشئة الاجتماعية:

- ‌ثامنا: مراحل عملية التنشئة الاجتماعية للأطفال

- ‌مراحل التنشئة كعملية محدودة لها نهاية

- ‌ مراحل التنشئة كعملية مستمرة لا نهائية:

- ‌تاسعا: حدود التنشئة الاجتماعية

- ‌مدخل

- ‌ أطفال الكيبوتز

- ‌ استحالة الجتمعة للطفل:

- ‌ محو آثار التنشئة:

- ‌عاشرا: أهداف ومحتوى التنشئة الاجتماعية للأطفال

- ‌حادي عشر: شروط تحقق التنشئة الاجتماعية الملائمة

- ‌ثاني عشر: نتائج التنشئة الاجتماعية على الأطفال

- ‌ثالث عشر: الإخفاق في تنشئة الأطفال

- ‌الفصل الثاني: دور الثقافة في تنشئة الأطفال

- ‌أولا- للثقافة معنى:

- ‌ثانيا: نظم تشكيل الأطفال تبعا للثقافة

- ‌النظم الأولية

- ‌ النظم الثانوية:

- ‌الفصل الثالث: وكالات التنشئة الاجتماعية

- ‌مدخل

- ‌أولا: الأسرة

- ‌ثانيا: دار الحضانة

- ‌ثالثا: رياض الأطفال

- ‌رابعا: المدرسة

- ‌مدخل

- ‌ بنية المدرسة الاجتماعية وأثرها في التنشئة الاجتماعية للأطفال:

- ‌ الأساليب المقصودة وغير المقصودة للتنشئة الاجتماعية في المدرسة:

- ‌ معالجة آثار الإحباط على التلاميذ أثناء تنشئتهم داخل المدرسة:

- ‌ المدرس وعملية التنشئة الاجتماعية:

- ‌ نماذج العلاقة بين المدرس والتلميذ أثناء تنشئته:

- ‌ معالجة ما يصيب المدرس من إحباط أثناء قيامه بالتنشئة:

- ‌ رؤية الآباء لدور المدرسة في تنشئة الأطفال:

- ‌خامسا: جماعة الرفاق

- ‌مدخل

- ‌ البنية الاجتماعية لجماعة الرفاق وأثرها على التنشئة الاجتماعية للأطفال:

- ‌ موقع الأساليب المقصودة وغير المقصودة للتنشئة في جماعة الأقران:

- ‌ معالجة آثار الإحباط أثناء التنشئة داخل جماعة الأقران:

- ‌ رؤية الآباء لدور جماعة الأقران في تنشئة الطفل:

- ‌سادسا: النوادي والساحات الشعبية والجمعيات:

- ‌سابعا: دور العبادة

- ‌ثامنا: وسائل الإعلام

- ‌مدخل

- ‌ التلفزيون:

- ‌ الإذاعة:

- ‌ السينما وأفلام الفيديو:

- ‌ المسرح والسيرك:

- ‌ المطبوعات:

- ‌ وسائل التنشئة الاجتماعية في الوسائط الإعلامية:

- ‌ رؤية الآباء لدور وسائل الإعلام في تنشئة الأطفال:

- ‌ بعض البرامج في الميزان:

- ‌تصور الوسائل الثقافية المقرةءة وتصور في الحلول

- ‌ دعامات أساسية لبناء صرح ثقافة الطفل المسهمة في تنشئته

- ‌تاسعا: الخدم والبشكار والمربيات

- ‌الفصل الرابع: نماذج لتنشئة الطفل من بيئات مختلفة

- ‌أولا: نمط تنشئة الطفل من قرية مصرية

- ‌ثانيا: تنشئة الطفل في قرية مكسيكية:

- ‌ثالثا: التنشئة للأطفال في الولايات المتحدة الأمريكية:

- ‌رابعا: تنشئة الأطفال في روسيا:

- ‌خامسا: تنشئة الطفل الغجري في الهند:

- ‌سادسا: نمط التنشئة في قرية كولمبية

- ‌سابعا: تنشئة الأطفال عند الفينزويليين الأفارقة

- ‌ثامنا: تنشئة الأطفال في قرية فرنسية

- ‌الفصل الخامس: نحو نموذج للوالدية في التنشئة

- ‌أولا: تفاعل الوالدين مع الأبناء من خلال نماذج وبحوث

- ‌ثانيا: الأساليب الوالدية في معاملة الأبناء

- ‌الفصل السادس: الوالدان كأجزاء من مشاكل تنشئة الأطفال وأجزاء من الحلول

- ‌أولا: إعطاء الطفل الانطلاقة الأولى

- ‌ثانيا: أفضل التوقعات

- ‌ثالثا: المنافسة مع الآباء الآخرين

- ‌رابعا: علاقة الأبناء بأحد الأبوين

- ‌خامسا: الطفل يشبه أحد الوالدين

- ‌سادسا: الندية بين الأشقاء

- ‌سابعا: المشاركة في المسئوليات بين الآباء:

- ‌ثامنا: تأثير الانفصال والطلاق بين الوالدين

- ‌تاسعا: جليس الطفل

- ‌عاشرا: تفضيل الوالدين لأحد الأبناء:

- ‌حادي عشر: حب الأطفال أكثر من اللازم

- ‌الفصل السابع: دور الوالدين في تنشئة الأبناء على المبادئ

- ‌أولا: استدلال الطفل عبر النموذج

- ‌ثانيا: زيادة قدرة الطفل العملية لتوجيهه

- ‌ثالثا: تقسيم طريق الوصول إلى الهدف

- ‌رابعا: حب الأطفال لاهتمام وانتباه الوالدين

- ‌خامسا: استخدام التغذية الراجعة

- ‌سادسا: ماذا يخبرنا الطفل بخصوص مشكلاته

- ‌سابعا: عقاب الأطفال

- ‌مدخل

- ‌ ما هو العقاب "آثار استخدامه

- ‌ منع الآثار الجانبية السلبية للعقاب

- ‌ الأثر الإيجابي للعقاب

- ‌ثامنا: الاستمتاع مع الطفل

- ‌تاسعا: الثواب أو الرشوة للأطفال

- ‌عاشرا: إعطاء الطفل حق الاختيار

- ‌حادى عشر: تعلم الصفات الخلقية والقيم

- ‌الفصل الثامن: دور الوالدين في مواجهة مشكلات أطفالهم أثناء التنشئة

- ‌مدخل

- ‌أولا: مشكلات الأكل

- ‌ثانيا: البكاء ونوبات الغضب والانفعال

- ‌مدخل

- ‌ متى يتحول البكاء والغضب إلى مشكلة

- ‌ كيف نتعامل مع البكاء ونوبات الغضب والانفعال

- ‌ثالثا: عادة مص الأصابع

- ‌رابعا: مشكلات الكلام

- ‌خامسا: الخوف

- ‌مدخل

- ‌ ما هو الخوف وما هي الفوبيا

- ‌ لماذا تتطور هذه الأنواع من الخوف

- ‌ كيفية التعامل مع الخوف:

- ‌سادسا: ضرب الرأس بالحائط أو إصابة الطفل لنفسه

- ‌سابعا: سلوك عدم الطاعة والاعتراض

- ‌مدخل

- ‌ عدم استجابة الأطفال:

- ‌ متى يكون ذلك مشكلة

- ‌ تعليم الطاعة:

- ‌ الإفراط في الطاعة من جانب الطفل:

- ‌ثامنا: التدريب على قضاء الحاجة

- ‌مدخل

- ‌ متى يكون الطفل مستعدا لتدريبات التواليت

- ‌ البلل أثناء النوم:

- ‌تاسعا: مشاكل النوم

- ‌مدخل

- ‌ القواعد المتبعة لوقت النوم:

- ‌ مشاكل ومتاعب النوم المختلفة:

- ‌ لماذا يقابل الأطفال تلك الصعوبات في النوم

- ‌ متى تصبح صعوبات النوم مشكلة حقيقية

- ‌ كيفية التعامل مع مشاكل النوم:

- ‌ جعل وقت النوم للطفل ممتعا للآباء:

- ‌ العلاقة بين وقت النوم وعدم الطاعة:

- ‌عاشرا: العدوانية

- ‌مدخل

- ‌ سبب عدوانية الأطفال:

- ‌ متى تعتبر العدوانية مشكلة

- ‌ كيفية التعامل مع العدوانية:

- ‌ الرد على العدوانية:

- ‌حادي عشر: السلوك الاجتماعي والعلاقات

- ‌ثانى عشر: النشاط الزائد

- ‌مدخل

- ‌ خصائص الطفل ذي النشاط الزائد:

- ‌ ماذا تفعل حيال النشاط الزائد ومستوياته

- ‌ثالث عشر: الاستحواذ والإكراه والطقوس

- ‌رابع عشر: طلب المساعدة

- ‌المراجع

- ‌أولا: المراجع العربية:

- ‌ثانيا: المراجع الأجنبية

الفصل: ‌أولا: مشكلات الأكل

‌أولا: مشكلات الأكل

Eating Problems

وبالتأكيد سوف يكون الاهتمام الأول بطفلك بخصوص الطعام والأمر يبدأ في اليوم الأول عندما نكون منتظرين بشغف كيف سيأخذ الطفل الثدي أو الزجاجة، وتتساءل الأم:"هل تأخذ الطفلة كفايتها""هل الطفل يشرب كثيرا؟ ".

لماذا هذه الطفلة لا تأخذ الثدي؟. وتحاول الأم التي ترفض ابنتها أن تأخذ ثديها جاهدة

وهنا تظهر العقبة الأولى. وتعاود الأم أسئلتها "هل هي تكرهني؟ ""هناك شيء خطأ بي؟ " يا إلهي ماذا سأفعل؟ " حتى ولو شرحت الممرضة أو الصديقات أن هذا عام وأنها من الممكن أن تستغرق يوما أو يومين، وأنه لا يوجد مخاطرة على الطفل، وأن هذا الموضوع بسيط لحين اتخاذ الوضع الصحيح لفم الطفل والثدي. وما هي إلا دقائق أو ساعات قليلة ويتخذ الرضيع الوضع الصحيح، وهكذا تشعر الأم بالفخر عند رعاية طفلها.

ولا تعجب في أننا نسرف في أحاسيسنا وعنايتنا وإشفاقنا على الإطعام للصغار وهذا الاهتمام سوف يستمر عبر السنوات، بالرغم من أن النتيجة ربما تتغير، إننا شغوفون بمعرفة دور الطعام في مستوى النشاط، الصحة والرؤية، المزاج، هل الطفل يأكل كثيرا أو لا يأكل. هل هو سمين جدا أو نحيف جدا، مع إحاطته بالرعاية. ويعطي مجتمعنا رعاية بالغة بالطعام. وليس غريبا أننا نعطي اهتماما مبكرا لكبر أو صغر حجم أطفالنا وكم ونوعية ما يأكلونه.

وعندما يكون اهتمامنا الأول للإطعام خطوة للأمم يكون بالطبع به بعض التطرف وتبين الإحصاءات أن من 80-85% من الأطفال زائدي الوزن يستمرون زائدي الوزن حتى يصبحوا في سن 12 سنة، وهناك تزايد في مشكلات زيادة الوزن وعواقبها النفسية والاجتماعية على الأطفال.

وسوف نبدأ ببعض اهتمامات الوالدين بشأن الإطعام في مرحلة الطفولة:

1-

مرحلة الإطعام خلال السنة الأولى:

يقوم الطفل في مرحلة المهد بانعكاسات وضعية خاطئة. وتسيطر الانعكاسات عندما يلمس خد الطفل أي شيء، ويقلب الطفل فمه تجاهها. ونحن نذكرها هنا لأنها تساعد على تدارك أخطاء عامة تحدث في الرضاعة الأساسية بالثدي. ففي

ص: 274

بعض الأوقات نجد الأم أو الممرضة تضع يدها على خد الطفل لترشده تجاه الثدي "أو الزجاجة" وبالطبع يدير الطفل رأسه وفمه ناحية اليد وكأنها الثدي تماما. في الوقت الذي يجب أن يلمس الثدي خد الطفل، ويقوى الانعكاس الخاطئ عندما يكون الطفل جائعا ويضعف عندما يكون غير جائع، ولا تنس أنه من الممكن أن يكون الطفل كسولا نتيجة المسكنات التي تأخذها الأم أثناء الولادة التي تستغرق أياما عديدة، وهذا بالتأكيد واحد من الأسباب المفسرة لماذا أطفال كثيرون لا يأخذون الثدي فورا؟ وانعكاسات الرضاعاة تظهر جليا في الأطفال حديثي الولادة.

والأطفال حديثو الولادة يقومون بمص أي شيء يوضع في الفم ويبدو أنهم يستمتعون بالمص حتى عندما لا يكون هناك طعام، ورغبة المص تبقى قوية لمدة 12-15 شهرا وفي بعض الأحيان من 2-3 سنوات، يعوضها الثدي، أو الزجاجة، أو الأصابع.

والجوع، والشهية تضعف أثناء السبعة أو العشرة أيام الأولى. ومؤشرات الجوع تكون منتظمة من اثنين إلى ثلاثة أسابيع من العمر، ويبدأ الطفل في الجوع أكثر من العادة، ومع مرور أربعة أسابيع يكون هناك انتظام للحاجة إلى الطعام كل ثلاث ساعات وهكذا.

وتقوى الشهية وخاصة بين أربعة إلى اثني عشر أسبوعا. وهناك أيام يأخذ الطفل فيها أكثر مما يحتاج جسمه، وبانتظام مستمر وفي السنة الأولى من العمر يبدأ الجوع في الانتظام، وعامة تتميز السنة الأولى بسرعة النمو وانتظام الصحة والشهية وفي السنة الثانية تبدو الشهية أكثر وضوحا.

والإطعام بالثدي بعكس الزجاجة، وتقترح أغلب البحوث أن لبن الثدي هو الطعام المفضل للأطفال. والأطفال الذين يرضعون بواسطة الثدي لا يعانون من مشاكل المعدة. فلبن الثدي يمدهم بمناعة من التلوث.

ومميزات الإطعام عن طريق الثدي ليست حقيقة بهذه العظمة، فلقد وجد أن 37% من الرضع عن طريق الزجاجة يعانون من نفس الأشياء. ويعتبر التلوث عاما في السنة الأولى. وكل هذه التلوثات هي في الحقيقة تعالج بسهولة ومبكرا عن طريق الطبيب وأحيانا الأم.

وبينما يعتبر الإطعام عن طريق الثدي مصدرا من مصادر الرضا والراحة لبعض الأمهات، يعتبر مشكلة بالنسبة للبعض الآخر. فربما يتسرب اللبن عند

ص: 275

الإطعام وتبدو الملابس المبللة أو الفراش المبلل. وربما بعض الآباء يعترضون لأنهم يريدون أن يشاركوا في إطعام الأطفال، وربما يؤلم الثدي الأم، أو يتورم وينتفخ وربما لا تستطيع الأم العاملة أن ترضع طفلها عن طريق الثدي، والأفظع أنها ربما تشعر أن "الأمومة" ربما تتعارض مع "المستقبل في العمل".

وعموما فالإطعام عن طريق الثدي أفضل كثيرا للأطفال من الإطعام عن طريق الزجاجة. ليس لأنه طبيعي فقط، بل لأنه مميز بكثير من المناعة ضد التلوث، وأقل ما يقال إن المزايا ليست غامرة وهي مستمرة في التناقص، لأن الغذاء البديل للبن الأم يتحسن ويبقى العامل المقرر لذلك عاطفيا في بعض الأسر.

ومع ذلك فالعائلات العاديات، ترى أن جمع الرضاعة الطبيعية والرضاعة الصناعية أفيد وأقنع أسلوب للرضاعة، فالأم يمكن أن تُرضع إذا كان متاحا لها أن تفعل ذلك، وقد يوضع لبن الثدي في زجاجة للأب لإرضاع الطفل، وأيضا قد يستخدم اللبن البديل عندما يكون الوقت قصيرا، وفي أي الحالات ليس هناك سبب للشعور بالذنب أو التأنيب، فالملاييين من الأطفال يتم تبنيهم كل عام، والعديد من الأمهات قد لا يستطعن طبيا أن يرضعن بالثدي لسبب أو لآخر، ورغم ذلك فأبناؤهن من الأطفال يبدو عليهم النمو الصحي والسعادة مثلهم مثل الأطفال الذين يرضعون رضاعة طبيعية.

ولا تدع أحدا يخبرك أن الصلة أو الارتباط يتناقص إذا لم يكن هناك رضاعة طبيعية، فمثل هذا الارتباط العاطفي يأتي إذا حمل أحد الطفل أو احتضنه أو غنى له أو أحبه أو هدهد له واعتنى به ناظرا في عينيه بحب أثناء إطعامه، وهذا لا يأتي من الثدي. وإذا كانت الرضاعة الطبيعية متاحة للأم فإنها لا بد أن تتداخل مع الحب والرعاية وتلاقي العيون بالدفء.

2-

بعض الخدع لتقديم الثدي:

العديد من الأطفال الرضع لا يقبلون على الثدي بطريقة مباشرة. وفي إحدى الدراسات وجد أن 40% من الأطفال حديثي الولادة يحتاجون إلى مساعدة كبيرة عندما يرضعون من الثدي لأنهم يصابون بالإرهاق ومن ثم عدم الاهتمام عندما يقدم لهم.

ص: 276

إن جوع الطفل قد يكون متأثرا بالمخدر الذي يعطى للأم أثناء المخاض. الذي قد يأخذ وقتا، ولذلك فجوع الطفل قد يترتب عليه بعض الصعوبات، مثل أن يحصل أو يحتفظ بالحلمة في فمه وقد يأخذ وقتا حتى يجد وضعا مريحا لكل من الأم والطفل. ولهذا إذا كان لدى طفلك بعض مشكلات الرضاعة في البداية فاستريحي فهذا شائع جدا.

وهناك بعض الأشياء يجب أن تقومي بها في البداية.

أولا: بالطبع لا بد أن تبحث الأم عن وضع مريح. إن وضع الجلوس يبدو أكثر شعبية بين الأمهات، فجربي الجلوس على السرير مع وضع مخدات كبيرة خلف الرأس والظهر. وضعي وسادة في حجرك والطفل فوق الوسادة وارفعي ركبتيك لكي تقربي الطفل، وانحني إلى الأمام لكي تجعلي الثدي أقرب إلى الطفل، فإذا فعلت ذلك عدة مرات فستجدين الوضع المحبب والمكان المفضل للرضاعة.

ثانيا: حركي حلمة ثديك ناحية فم الطفل ولكن احذري أن تلمس يدك خده أثناء ذلك حتى لا يتجه فمه إلى يدك تاركا الحلمة.

ثالثا: قد يكون الأمر محبطا للطفل حتى يتعلم أنه لا بد أن يأخذ الجزء المحيط بالحلمة كله في فمه، فقد تساعد الأم بأن تحرك الحلمة ببطء في شفتيه إلى أعلى وإلى أسفل لكي تغيظ الطفل فيفتح فمه أكثر لتناول هذه المنطقة.

رابعا: يمكن للأم أن تجلب القليل من اللبن من ثديها وتضع الثدي وهذه القطرات من اللبن بين شفاه الطفل. معظم اللبن سيزيد من اهتمام الطفل، وهكذا بالطبع سيركز الطفل على الثدي ومن هنا تظهر حاسة التذوق.

خامسا: ومن الإحباطات الشائعة للأطفال حديثي الولادة أثناء الرضاعة الطبيعية، أن الطفل لا يستطيع التنفس لأن أنفه يدفن في الثدي. ولذلك فإنك تستطيعين أن تضغطي على الثدي لإبعاده عن أنف الطفل، أو تقربي ساقيه فيأخذ الطفل وضعا يعطي أنفه الحرية، وأخيرا في بعض الأحيان لا يستطيع الطفل أخذ الثدي إلى فمه لكون الثدي ممتلئا وصلبا فعلى الأم نقل أو تفريغ بعض اللبن قبل إطعام الطفل.

ص: 277

3-

الفطام Weaning from the breast

في أمريكا الشمالية هناك عادة فطام الطفل من الثدي فيما بين الشهر السادس والثامن، فالفطام المبكر عادة يمثل صعوبات بالنسبة للطفل. ومع هذا فالفطام المتأخر في أثناء الستة أشهر الثانية من النمو قد يسبب بعض الصعوبات مثل التعود على الأكل وفقدان الوزن والجفاف. إن أفضل طريقة لمنع هذه المشاكل هي فطامه بعد حولين أو تبادل الثدي بالزجاجة أو بأي طريقة للإطعام في أثناء الأربعة أشهر الأولى من العمر فقط، لكي يتعود الطفل على هذه الوسائل. وفي معظم التوصيات يجب أن تبدأ هذا عندما يبلغ الطفل شهرين. إذًا مهدي كأم لاستخدام الزجاجة، وعودي الطفل على تناولها مبكرا فلن يكون هناك مشكلة عندما تقررين فطام الطفل من الثدي. على الأم أن تفعل هذا متى تشاء من عمر الطفل تدريجيا لإحلال وجبته من الثدي بالزجاجة أو الطعام.

إذا لم يتناول الطفل الزجاجة مباشرة جربي عددا من الحلمات فالكثير من الأطفال لا يحبون حجما واحدا معينا. بالإضافة إلى هذا افحصي الفتحات حتى تري تدفق اللبن منها سريعا جدا أو بطيئا جدا، ويكون هذا حقيقيا خاصة للأطفال الذين يرضعون رضاعة طبيعية، وإذا كانت فتحة الزجاجة ضيقة فقد يتضايق الطفل بالطبع لأنه سيظل جائعا. ونستطيع أن نعوض هذا بوضع اللبن في كوب مع الأطفال الأكبر، وعموما من الممكن وضع لبن الثدي في زجاجة حتى نستطيع أن نعود الطفل على الرضاعة بواسطة الزجاجة. وفي الأطفال فوق التسعة أشهر يكون من الأفضل أن ندعهم يمسكون الزجاجة أو الكوب.

4-

متطلبات ضد برنامج التغذية:

والوالدان اللذان يطعمان أطفالهما سوف يجدان أن الطفل سيظهر برنامجا "نظاما" بطريقة أو بأخرى، وهذا البرنامج ربما يبدأ الساعة 8 صباحا في يوم، والساعة 5 صباحا في يوم آخر، إنه من الصعب لتدبير أعمال المنزل أن تلتزم بهذا الروتين الذي يتغير كل يوم.

وفي الشهر الأول من العمر فإن أغلب الأطفال سوف يكونون برنامجا لمدة 4 ساعات، يبدأ في نفس الوقت كل يوم ويكون هذا ملائما في بيوت كثيرة.

ص: 278

ويجب على الفرد أن يضع في ذهنه أن بعض الأطفال سوف يكونون غير سعداء بهذه الفترة الفاصلة، وربما يحتاجون وجبات صغيرة من وقت إلى آخر، ويجب أن يكون الوالدان مستعدين ليتكيفوا ويتغيروا عند الحاجة، وهناك مظهر آخر من المتطلبات ضد برنامج التغذية وكمية أكل الأطفال. فمعظم البحوث تقترح أن نتركهم يأكلون بقدر ما يريدون. فإطعام الأطفال عن طريق الثدي يمكن أن يتغير ويزداد في أوقات مختلفة، ففي بعض الأوقات يأخذون 15 جراما، وفي وقت آخر اثنين وقية فقط. وباستخدام الثدي أو الزجاجة يجب ألا يحاول المرء الضغط على الطفل لأن شهيته سوف تتغير، وهذا أمر طبيعي جدا. وإذا شعرت الأم برغبة الطفل للرضاعة كل ساعتين فمن المفيد استشارة الطبيب.

5-

الأغذية الجامدة "الصلبة".

في الشهور القليلة الأولى سوف يدفع الطفل لسانه للخارج تجاه الطعام الجامد، في الشهور الثلاثة أو الأربعة التالية سيحدث تغيير فسيدخل اللسان الطعام داخل الفم وبالتدريج، إن هذا وقت مناسب لممارسات التذوق الأولى للأطعمة الجامدة. فالخضروات الطازجة واللحوم غالبا ما تستخدم أولا، يتبعها الحبوب والجبن الأبيض وقطع الموز وفواكة أخرى وعصير مصفى. وغالبا أي شيء يمكن أن يوضع في مزيج، ويمكن أن يكون ذلك خلال وجبة المساء عندما تزيد فعالية الأطفال على الاندفاع والمرح، وعندما يقبل الطعام الخفيف مرة سيصبح بعد ذلك أي طعام خفيف "طري أو لين" مقبولا لديه، والأطعمة الناعمة التي تتطلب مضغا يمكن أن تقدم مبكرا عن 7 أو 8 أشهر حتى ولو لم تظهر أي أسنان، فسوف يبلعها الطفل ويكون هذا تدريجيا جيدا للمضغ.

وعندما يقبل الطفل هذا الأكل الخفيف فقد لا يقبل الزجاجة كما كان، فمذاق الأطعمة الجامدة أفضل ومتعة اللعب بها أكثر، فالطفل يستطيع أن يلفظها أو يضعها على وجهه أو على شعره ويديرها بأصابعه، وقد يضرب الطبق ليرى الطعام يطير ويسقط على الأرض وهو ما لا يستطيع أن يفعله بالزجاجة أو اللبن.

والأطفال الطبيعيون ما بين 9 و10 أشهر يضعون أي شيء في أفواههم، ومن 10 أشهر إلى 4 سنوات ستجد أعقاب السجائر وطلاء الأظافر والدواء وكلها

ص: 279

أشياء غير معروفة لهم أسفل الأغطية وتحت الوسائد، وهنا يجب على الوالدين أن يشرفوا على أبنائهم بصفة دائمة. بعد 4 سنوات لا يقدم الطفل على هذه الأفعال بعد ذلك لأنها يجب أن تتوقف، والخطر يكون جسيما إذا لعب الطفل بالعقاقير الطبية السامة، وهنا يصبح العقاب "الضرب" جزءا من المعاملة.

وتنخفض الشهية وتصبح غير منتظمة في السبعة إلى العشرة أيام الأولى، وربما يفقد المولود حديثا 10%من وزنه في الأسبوعين الأول والثاني، ويصبح الجوع متعلقا بالحيوية، أما المرحلة ما بين السنة الأولى والخامسة فيكون النمو فيها بطيئا حتى يصبح 2 كيلوجرام زيادة في وزنه كل عام، وقد تمر شهور بدون زيادة في الوزن، ويحتاج الطفل طعاما أقل وتقل شهيته ويزداد معها مخاوف وقلق الآباء، وقد تظهر بوضوح قدرتنا على عدم إطعام الطفل، ولكن لا يوجد شيء خطأ في ذلك، فاحتياج الجسم يصبح قليلا لأنه يكون بطيء النمو ويظهر ذلك في أن الطفل يأكل ربما مرة واحدة في اليوم، ولكن يعوض ذلك بأن يأكل كثيرا خلال الوجبة. وإذا ازداد نقص وزن طفلك وشحوب لونه فإن الروشتة من الطبيب ستساعد على تهدئتك.

إن الإجبار على الأكل عادة يكون غير ضروري وغير مؤثر، إلا إذا لاحظنا أن الطفل جوعان فعلا ويظهر هذا بتوقفه عن اللعب وظهور الجوع عليه فالأطفال يحبون اللعب ويكرهون أي شيء يعطلهم عن ذلك، فإذا استمرت فترة لعبة مدة وأخرته عن العشاء يجب تحذيره "يجب أن تأكل بعد 5 دقائق" ثم إجباره على الطعام ونأخذ منه اللعب إذا استدعى الأمر ذلك.

6-

ماذا نفعل عند حدوث مشكلة فقد الشهية:

نادرا ما يفقد الطفل ما دون الست سنوات شهيته، والطفل فاقد الشهة من الصعب إرضاعه ليتقبل الطعام، فهو يحب بعض الأطعمة ويرفض البعض الآخر وعندما يسبب ذلك فقد الوزن فهنا تبدأ المشكلة.

وكثير من الناس يشيرون إلى أن فقد الشهية ما هو إلا خوف حقيقي من الطعام وغالبا ما يبدأ عند الأطفال البالغين من العمر 12 سنة وفي هذه الحالات النادرة يكون بسبب مرض ما، وهناك بعض الطرق التي تفتح شهية الطفل وتجعل

ص: 280

وقت الوجبة أكثر متعة، فإذا كان الطفل يكره نوعا من الطعام فعلينا أن نبدله بنوع أخر لكي نجعل الطعام تجربة ممتعة بالنسبة له، فالبيئة المحيطة به ووقت تناول الطعام يجب أن يشعراه بالسعادة كما يجب ألا يجبر الطفل على أكل جميع ما يوضع أمامه وتترك له الحرية في اختيار طعامه، ثم من الأفضل ألا يناقش الآباء الأطعمة التي يكرهونها أمام الأطفال.

7-

شراهة الطعام:

واحد من كل خمسة يعانون من زيادة الوزن تقريبا. ونجد ذلك في النساء مرتين أكثر من الرجال. ويمثل هذا الخطر الأول على الصحة وغالبا ما يبدأ في الطفولة، ولقد أثبتت الأبحاث التي تتعلق بنمو الجسم أن وزن الجسم لا يتعلق بكمية السعرات الحرارية التي يتناولها، ويجب أن نعرف ما هي الأسباب التي تؤدي إلى ذلك.

8-

أسباب زيادة الوزن:

هناك عوامل عديدة لذلك، مثل الناحية النفسية والنشاط الجسماني وعادات الطعام الموروثة، إن الوراثة تعطينا الحجم وبناء الجسم، والناحية النفسية تمدنا بالسرعة التي تأكل بها، والنشاط الجسماني يحدد عدد وكمية السعرات المحترقة أثناء اليوم وعادات الطعام تحدد كمية المأكولات التي نتناولها ومتى نتناولها.

وفي الأطفال نجد أن شراهة الطعام لا يزداد بها وزن الجسم فقط ولكن حجمه أيضا، فكمية السعرات التي تسبب التخمة تزداد عندما يصل الطفل 12 سنة "وربما قبل ذلك" ولهذا فإن من الصعوبة أن يفقد "أو يكسب" الطفل كمية كبيرة من الوزن بعد 12 سنة. إن 80% من الأطفال المصابين بالتخمة يظلون هكذا بعد أن يكبروا.

بعض الآباء يعتقدون اعتقادا خاطئا في عدم أهمية مستوى نشاط الطفل، لأن التمرينات تستهلك قدرا ضئيلا من الطاقة كما أن شهية الطفل تزيد كلما زاد نشاطه. وفي الحقيقة أن الطفل الزائد الوزن "من 6-8 سنوات" يعاني أيضا من قلة الحركة مقارنة بالطفل ذي الحجم الطبيعي، كما أن تقليل مستوى نشاط الطفل لا يقلل من كمية الطعام التي يتناولها الطفل الشره.

ص: 281

وبالطبع لا بد من وجود مشكلات نفسية لدى الطفل السمين فهو دائما يرى في نفسه قبح الشكل وعدم الصلاحية الاجتماعية، وعدم ملاءمته كصديق لأحد.

وفي النهاية يجب أن نوضح أن عددا ضئيلا جدا من الأطفال يصبحون سمانا ما لم يكن أحد والديهم سمينا، كما أن 10% من الأطفال المصابين بالتخمة يكون والديهم من ذوي الحجم الطبيعي، وقد ترتفع إلى 50% عندما يكون أحدهم سمينا، وتصل إلى 80% إذا كان كلاهما سمينا، وعلى أي حال نجد أن القدوة والمثل للطفل في الآباء يلعبان دورا كبيرا في التحكم الغذائي لديه.

9-

متى تكون المشكلة؟!

لا يجب أن يهتم الآباء بوزن أطفالهم إلا بعد أربع أو خمس سنوات، فكثير من المواليد يبدون وكأنهم زائدو الوزن، وينعكس ذلك بعد بلوغهم ثلاث أو أربع سنوات. ولقد أثبتت البحوث أن مشاكل الوزن المتعلقة بالطفولة تكون من الخامسة إلى السابعة من العمر، وفي هذه الفترة يجب أن نضع أعيننا على وزن الطفل ونزنه باستمرار. فهناك دائما وزن معين يعتبر طبيعيا، وقد يختلف ذلك طبقا لتكوين الطفل الجسماني أي إذا كان عريض المنكبين مثلا.

وإذا كان الطفل في هذه السن أو أكبر قليلا لا يزيد وزنه على الوزن المثالي بنسبة 20% فيجب أن يتعامل الآباء مع هذه المشكلة. كما أن هذا يتضح بشدة ويبدو مشكلة في وزن الطفل بسبب قلة مستوى نشاطه الملحوظ وتجنبه لأصدقائه ربما بسبب الأسماء التي يطلقونها عليه.

كما يجب التأكيد على أنه من الخطر الانتظار حتى تتفاقم مشكلة زيادة الوزن التي تحدث نتيجة التغذية الجيدة وقلة التمرينات الرياضية.

إن الإستراتيجية التي نتبعها تصلح الأطفال ابتداء من سن الخامسة. وأخيرا يجب أن نشير إلى أنه من النادر أن يصبح الطفل سمينا بعد سن الثانية عشرة. لذلك فإن الآباء يجب أن يشعروا بالفخر إذا استطاعوا أن يحافظوا على وزن طفلهم الطبيعي خلال تلك السنوات السبع "من سن الخامسة حتى الثانية عشرة".

وهناك أشياء يجب ألا نفعلها إذا كان الطفل لديه زيادة في الوزن:

ص: 282

1-

يجب ألا نترك الطفل حتى يشتد جوعه.

2-

يجب ألا نجعل من موضوع الطعام قضية أخلاقية فنقوم بلوم الطفل وإحراجه ونقوم بمراقبته باستمرار.

3-

لا نتوقع من الأطفال أن يفعلوا شيئا لا نفعله نحن. ولا نتوقع أنهم سيرفضون غالبا تناول نوع من أنواع الطعام نتناولها نحن الكبار.

4-

لا تصبح متحمسا أكثر من اللازم، فإن هذا تغيير يعترض الطفل دائما.

5-

يجب ألا يأتي ذكر استخدام فاتحات الشهية بتاتا إذا لم يكن هناك مشكلة صحية تتعلق بالوزن.

6-

أخيرا فالتوبيخ ليس له تأثير على الوزن إطلاقا ولكنه يهدف إلى تحويل انتباه الطفل لما فيه مصلحته ويشعره بمسئوليته.

10-

كيفية تحاشي الزيادة في وزن الطفل وكيفية معالجة ذلك:

من السهل علينا أن نتعامل مع عادات الطعام بالنسبة للأطفال، بعكس الكبار لأننا ببساطة يمكن أن نتحكم في نوعية وكمية الأكل المقدم للطفل، ومع ذلك فإن الآباء الذين يعانون من السمنة نجدهم غير قادرين على ضبط النظام الغذائي لأطفالهم.

أولا: على الآباء أن يتفهموا أن وزن الطفل يجب أن يقاس خلال السنوات الأولى من العمر لتحاشي السمنة فيما بعد وليكون من السهل التحكم فيه.

ثانيا: يجب على الآباء أن يتخلصوا من الحكمة القائلة "أن الطفل السمين هو الطفل السليم"، فكثير من العائلات يشجعون أطفالهم على إنهاء طعامهم، ويسعدهم أن يطلب الطفل زيادة من الطعام "هل تريد طبقا آخر من الإسباجتي؟ " إذن سأحضر لك بعض الحلوى "هل أملؤه لك مرة أخرى".

ثالثا: يجب أن نتعامل مع الوجبات الخفيفة بحكمة، فليس هناك ضرر من تقديمها، ولكن يجب التأكد من نوعية ما نقدمه خلالها وتكون بسيطة مثل البطاطس المحمرة.

ص: 283

رابعا: تخصيص مكان واحد للأكل "ليس أمام التلفزيون" فيمكن أن يأكل الطفل كل ما يريده ولكن على مائدة الطعام. بهذه الطريقة نجعل الطعام يتنافس مع الأفعال الأخرى المفضلة للطفل بدلا من أن يقوم الطفل بشيئين في وقت واحد فقد يصبح هذا عادة عند الطفل. وقد تعني مشاهدة التلفزيون إحضار أي شيء للأكل.

خامسا: إن الأشخاص الزائدي الوزن غالبا ما يكون أكلهم بسبب شعورهم بالسعادة أو بالحزن، إذن فالأكل بالنسبة لزائدي الوزن يرتبط بالحالة النفسية لديهم.

نحن لا ننقل هذا الشعور كمثال لأطفالنا فقط، ولكننا نفترض أن الطعام ساعدنا خلال الأوقات العصبية، لذلك فنحن نقدم الطعام للطفل عندما يشعر بإحباط، ولا مانع من كوب من الليمون إذا تعرض الطفل للأذى من طفل آخر. إن الطعام يجب أن يقدم بانتظام ولا يجب أن يعتمد على المزاج أو يقدم تبعا لظروف نفسية فقد يتحول هذا إلى عادة من الصعب التخلص منها.

سادسا: الأكل ببطء وبهدوء، وننتظر من الطفل أن يفعل نفس الشيء. فإذا ازدادت سرعة أكله أكثر من اللازم فإن الإشارات الفسيولوجية ستستغرق وقتا أطول لكي تذهب من المعدة إلى المخ لتخبرك بأنك قد شبعت. لذلك فسوف تأكل طعاما أكثر من احتياجك، ولن يستطيع المخ أن يخبرك أن معدتك قد امتلأت.

فالجوع يظهر على هيئة تقلصات عضلية في المعدة، وهذه التقلصات أو الانقباضات لا تهدأ بمجرد أن يوضع الطعام في الفم، فالطعام لا بد أن يعد للهضم وبعد دقائق سيؤثر على الجوع. والأكل ببطء يسمح للمعدة والمخ أن يستوعبا كمية الطعام الذي تم أكله بالفعل ومدى امتلاء المعدة.

سابعا: لا تتسوق لشراء الطعام وأنت جائع، تسوق وأنت شبعان، وخاصة إذا كان معك طفلك. فإن كان كل منكما شبعان فلن يغريك وجود حلوى أو طعام مملح أو نشويات.

ثامنا: اكتب قائمة للأطعمة التي تريد أن تشتريها قبل ذهابك للتسوق واشتر فقط ما كتب بالقائمة.

تاسعا: تأكد أن طفلك ينال بعض التمرينات الرياضية كل يوم. وهذا لا يمثل مشكلة مع معظم الأطفال لأن اللعب مع الأطفال أو الذهاب إلى الروضة

ص: 284

"ما قبل المدرسة" يهتم بذلك جيدا. ولكن الأطفال الزائدي الوزن قد لا يشاركون وقد يصابون بالإرهاق بسهولة، وإذا كان الأمر هكذا، إذن فنحن الآباء والأمهات يجب أن نزيد للأطفال مهام رياضية فنستطيع مثلا أن نذهب للتريض مساء كل يوم بعد العمل مع طفلنا، ويمكن أن نذهب إلى السوق لمشاهدة المحلات أو التفرج عليها، ويمكن أن نقوم بتعليق سلة ونلعب كرة السلة معا في مكان مناسب، وبالطبع من الصعب حقيقة أن نجد طرفا للتمرينات كل يوم، وأن نجد أنشطة يتمتع بها الطفل وأبواه معا، والمشكلة دائما تكون من ناحية الآباء الذين يكون من الصعب أخذهم من عملهم أو بعيدا عن التلفزيون أو الكمبيوتر، فمفتاح التمرينات هو أن نؤدي شيئا ممتعا ولا نقول إنك يجب أن تمشي ميلين مثلا. فالتمرينات يمكن أن تكون أبسط من ذلك بكثير بشرط أن تترك الطفل ينطلق. وعلى الآباء اكتشاف اللعبة المحببة لدى أطفالهم.

وهناك شيء آخر عن التمرينات، وهو أنه يجب عدم إجبار الطفل على القيام بها إذا كان متعبا، أما الأطفال الزائدو الوزن فنجد أنه من الصعب عليهم أداء أي تمارين، لدرجة أنهم إذا بدءوا في أي تمرين لا يلبثون أن يشعروا بالتعب والإرهاق.

عاشرا: وفي النهاية حين يحين وقت الوجبات، لا تستخدمي الطعام السريع لفترة طويلة لأنها عملية وسهلة، ولكن جهزي أطعمة أساسية "كالخضار والدجاج واللحم المشوي" في طريقة لذيذة، لأنه ليس فقط الأطعمة السريعة هي اللذيذة، ولكن الأساس هنا هو تقديم طعام عادي بطعم لذيذ، وخاصة لمن يهتمون بالسعرات الحرارية الموجودة في الأطعمة لأطفالهم.

وفي أثناء إعداد الوجبات لا بد أن نهتم بالبروتينات ونجعل الطفل يتناول المناسب منها. ولا مانع من تقديم الأطعمة التي لا يفضلها الطفل عندما يكون جائعا.

ص: 285