الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
اللعب بالعرائس واللعب حتى نشعر تماما أنه مستريح وفي حالته الطبيعية، ثم نكرر نفس ما حدث من تهدئة إذا شعرنا أنه بدأ في الخوف ثانية عندما نقترب خطوة أخرى، في اتجاه حمام السباحة وهكذا في كل خطوة. إن هذا سيأخذ مدة عشرين دقيقة للطفل لكي يسترجع هدوءه. لكن لا بد ألا نتقدم حتى يتم ذلك ولا بد أن نسرف في التشجيع خطوة بخطوة حتى نصل إلى حافة حمام السباحة، وهنا الخطوة الرئيسية، فنجلس على حافة الحمام وندعوه إلى ذلك فإن قاوم فلا نرغمه بل نشجعه بوضع أقدامنا في المياه ونضحك، ثم نضع اللعب إلى آخره
…
وخطوة بخطوة ننزل الحمام ونبدأ اللعب بالمياه ونظهر له استمتاعنا بالمياه ونمسك به لينزل، وهكذا يستطيع الطفل التغلب على خوفه الشديد تجاه المياه. وبالتدريج يتحول الطفل من رافض رفضا تاما لرؤية حمام السباحة إلى طفل يتحرق شوقا للذهاب إلى الحمام والاستمتاع بالسباحة.
سادسا: ضرب الرأس بالحائط أو إصابة الطفل لنفسه
…
سادسا: سلوك ضرب الرأس بالحائط أو إصابة الطفل لنفسه: Hea- Banging and Self-Injurous Behavior
قليل من الأشياء تدعو للعجب، وأحيانا الخوف لكن ليس هناك أكثر من أن نرى طفلا يضرب رأسه في الحائط عمدا، نعم إن هذا شائع عند الأطفال في مثل سنه، ولكن هذا يختلف عند رؤيته يحدث لطفلك أمام عينيك، ومن المستحيل أن تصدق أن هذا يمكن أن يكون طبيعيا ولكنه في الحقيقة طبيعي، ومن الشائع أن يحدث مثل هذه الجروج لنفسه، ويحدث هذا في السنتين الأوليين من عمره ومع ذلك فإن ظهور هذا ليس فيه خطورة، ولكن يصعب أن يحدث ذلك أمام عينيك، وعند معظم الأطفال نجد أن هذا يختفي بمرور الوقت.
إن سلوك جرح الطفل لنفسه لا يعني بالضرورة أن يؤذي الطفل نفسه ولكن في الحقيقة إن هذا نادرا ما يسبب أضرارا، ولكن قد يؤذي نفسه بالفعل إذا فعل ذلك بكثرة، والشيء المؤسف في هذا السلوك للطفل نحسه أكثر عندما يصدم رأسه في زاوية المكتب أو سور السلم أو الحائط أو الأرض أو في ظهر كرسي خشبي أو ذراعه، أو أن يعض إحدى شفتيه أو يكسر إحدى أسنانه، ويعض لسانه مما قد يسبب الالتهابات والإصابات.
وبالنسبة للأطفال حتى 18شهرا فهذا يتكرر كثيرا وبتصميم قليل، أما الأطفال من سنتين إلى 6 سنوات فقد يسبب هذا السلوك لهم مشاكل كبيرة، وهذا يحتاج للرعاية والاهتمام.
وغالبا ما يظهر السلوك عند سن 12 شهرا، ويظل حتى سن سنتين، فقد يمكن أن يستمر هذا لأيام، أو لأسابيع، أو شهور، أو حتى سنة أو سنتين، فلا توجد قاعدة ثابتة له.
إن عملية كسر الأسنان تكون لدى ما نسبته 56% من الأطفال، أما خبط الرأس أو العض أو الخربشة أو شد الشعر فهذا يحدث بنسبة تتراوح بين 3% إلى 15% تحت سن سنتين، وهذا يكون للذكور أكثر من الإناث ثلاث أو أربع مرات، وعموما فإن هناك فرصة كبيرة لحدوث هذا السلوك للطفل الطبيعي. وفي نفس الوقت إنه من النادر جدا أن يسبب هذا السلوك أي جروح أو أذى للطفل تحت سن سنتين، وأن هذا يقل بالفعل حتى يتلاشى.
إن هذا السلوك يبدأ في هذه السن الصغيرة ليكون ما يسمى بـ"الإثارة الذاتية "Self- Stimulation" وهذا يعني أن الطفل يثير نفسه ليفعل شيئا أو يشعر بشيء يريد أن يكتشفه. إن ضرب الرأس في الحائط يشبع هذه الرغبة القوية لديه، وذلك بالنسبة للحركة نفسها التي دائما ما تكون منتظمة وتعطي شعورا بالسعادة لما يسمعه الطفل من أصوات تناظر ما يقوم بفعله.
بينما هذا الصوت قد يعطي شعورا بالقلق غير مرغوب فيه لي ولك، لكن يجب أن نتذكر أننا نتحدث عن طفل لا يستطيع أن يكتشف البيئة المحيطة به عند تركه بمفرده في فراشه، فهناك وقت محدد للفراش أو لتركه بمفرده أثناء الليل. فبعد أن يمل الأطفال مص الأصابع والرفس بالأرجل ومتابعة الأشياء المتحركة فإنهم سيقدمون على فعل آخر كضرب الرأس في الحائط أو الخربشة والعض.
ومن الملاحظ أن هؤلاء الأطفال نادرا ما يقومون بضرب رأسهم عندما يحملهم أحدا أو يلعب معهم، إن ضرب الرأس في الحائط ليس صفة حميدة ولكن يبدو أنه شيء اعتاد الأطفال فعله عندما لا يجدون أي شيء آخر يفعلونه. وفي الحقيقة أن هذا السلوك لا يحدث بالدرجة الكافية التي قد تؤدي إلى الأذى، أما
السبب الثاني لهذا السلوك فهو جذب الانتباه، فإنه قد يحدث أولا بمحض الصدفة أو كجزء من انفعالات الغضب. وعندما يكون الطفل في حالة من الضيق أو الجوع فيقوم بضرب يديه أو رأسه في ظهر الكرسي ولكن ماذا يحدث بعد ذلك؟ الأم ستسرع بإحضار الطعام ومحاولة التهدئة والتحدث برفق لتهدئ من روعه فسرعان ما يتعلم الطفل أن هناك شيئا جميلا يحدث بعد ضرب رأسه، فإن ذلك يجعل من حوله يسرعون إليه، يتحدثون معه ويلعبون معه ويحتضنونه، ونتيجة ذلك أن الطفل قد يكرر هذا الفعل عندما يتأخر عليه الطعام أو عندما لا يجد من يحتضنه.
1-
متى تكون المشكلة؟
هناك على الأقل 3 مواقف تحتاج إلى تدخل مع العلم أنهما نادرا ما تحدث:
1-
إذا استمر هذا السلوك بعد سن سنتين.
2-
أن يستخدم هذا السلوك كلما أراد الطفل شيئا في نفس اللحظة "الطعام - اللعبة
…
إلخ".
3-
عندما يكون هناك خطر على الطفل في أي سن أو في أي وقت، ومع ذلك فإن حدوث هذا لا يستدعي القلق خلال أول سنتين من العمر.
2-
ما يجب أن نفعله:
إن رد فعلنا يجب أن يختلف تجاه هذه الحوادث، ففي حالة جرح الطفل نفسه بشكل منتظم من سن 4 إلى 18 شهرا فإن هناك طريقتين من الاحتياطات يمكن أن نتبعهما:
الأولى: نحمي الطفل من الأذى أو الخطر بحشو المقاعد والأسرة الصلبة ببطانة تمتص الصدمات، وبالنسبة للخربشة فنحرص على قص الأظافر دائما أو نلبسه قبعة على رأسه في حالة شد الشعر.
الثانية: أن نحاول التقرب إلى الطفل دائما بحمله أو احتضانه أو النوم بجانبه أو هزه لينام حيث إن هذه العادة تتوقف تماما بهذا التقرب.
وإذا كان الطفل يضرب رأسه بغرض الانتباه أو لتنفيذ طلباته فإن ذلك يسبب مشكلة إلى حد ما في حالة عدم توقف ذلك، وقد يستمر الطفل في استخدامه
ليحصل على كل ما يريده "حلوى، لعب،
…
إلخ" ويبتعد عن كل ما لا يريده "النظافة، الذهاب إلى الفرش، تعاطي الدواء
…
إلخ". إن هذا يحدث غالبا بعد سن 18 شهرا لكن لا بد أن يتوقف، وكلما كان أسرع كان أفضل.
كيف نستطيع أن نقول إن هذا نوع من التظاهر؟ هناك الكثير لكي نقوله، فإذا حدث هذا كجزء من الغضب فإن ذلك يكون مصحوبا بالرفس والصياح والسقوط على الأرض، وهذا عادة ما يكون تظاهرا وتمثيلا. وإذا كنت تعلم أن الطفل يريد شيئا كالطعام أو اللعب أو ما شابه ذلك فإن هذا من الخداع أيضا، وإذا حدث هذا فقط عندما تترك الحجرة "وهذا يزعجه جدا" وعندما يقطع العمل الممتع الذي كان يفعله، أو عندما لا يستطيع أن يحصل على ما يريد، فكل هذا يعتبر من قبيل التظاهر. فإذا كثر حدوث ذلك وصاحبه صياح وصوت عالٍ وبكاء فإن هذا يعتبر تمثيلا أيضا "تذكر أن الإثارة الذاتية لا يصحبها أي بكاء أو صياح أو غضب، ولكنها تحدث بانتظام وبتكرار وبهدوء".
إنه من الشائع بين الأطفال أن يحاولوا إصابة أنفسهم ليحصلوا على ما يريدون، حتى ما بعد سن السنتين، ويكون هذا مؤقتا فعلا إذا تعاملنا معه بالطريقة الصحيحة، ولكنه يكون مفزعا، فأحد الأطفال في سن 3 سنوات بدأ في ضرب رأسه بشدة للخلف في شيء وكان هذا هو المقعد واعتقدنا أنه ربما أن يكون نوعا من اللعب ولكن بعد ذلك بدأ يضرب رأسه في الحائط ثم الأرض ويفعل ذلك عندما يغضب أو عندما يريد أبا من أبويه يلعب معه. وبتحليل نتائج البحوث حول كيفية التعامل مع هذا النوع من السلوك فقد أكدت جميعها نفس المفاهيم.
أولا: أن خطورة هذا السلوك لا يمكن أن يكون سببا في تلبية رغبة الطفل.
ثانيا: أن الطفل يجب أن يتعلم الطرق السليمة لكي يحصل على ما يريد.
ثالثا: يجب أن نعمل مجهودا خاصا لكي نشبع نشاط الطفل باللعب معه وتعليمه ألعابا جديدة ونقرأ له القصص، وأن نقضي معه وقتا أكبر نشعره فيه بالمتعة، فإذا حدث هذا بتركيز واهتمام فإننا سوف نقلل من حدوث هذا السلوك.
إن الباحثين قد أضافوا بعضا من العقاب إلى الخطة، وقد أثبت هذا نجاحه "مع حدوثه في نفس الوقت الخطأ" والآن نعود إلى حديث خطوات التعامل مع أذى الطفل لنفسه بقليل من التفصيل.
إنه لشيء أساسي أن يتعلم الطفل أن ضربه لرأسه أو عضه ذراعه لن يفيده في شيء، وإذا قمت بتلبية رغبته إذا فعل ذلك فسوف يتعلم أن هذه الطريقة فعالة للحصول على ما يريد، وإذا استسلمنا لسلوكه يزداد الأمر سوءا ونجعل من الصعب علاجه فيما بعد، وكما ناقشنا من قبل أن المهم هو أن نعرف لماذا يفعل الطفل ذلك لنتخلص منه، فإذا كان يريد لعبة يلعب بها بها أو أحد والديه يلعب معه أو قطعة حلوى، أو مشاهدة التلفزيون، فوضع أيدينا على المشكلة يساعدنا في تعليمه الطريقة الصحيحة لطلبها ولا نحاول ذلك بعد حدوث هذا السلوك مباشرة "لكي لا يعتقد أنه في النهاية أيضا وباستخدامه العض أو الخبط سيحصل على ما يريد" ولكن بعدها بحوالي 15 دقيقة نأخذه إلى حجرته ونعلمه أن يقول:"اللعبة من فضلك" وعندما يفعل ذلك نعطيها له" وهكذا بالنسبة للتلفزيون والحلوى"، وتتكرر العملية لأيام عديدة، والغرض هنا طبعا تعليمه طرق التعبير عن رغبته، ولا ننسى أن نعطيه ما يريد في كل مرة كي نجعله يشعر بنجاحه في ذلك، وعندما يعتاد على عمل ذلك بلطف وأدب نتوقف عن تلبية رغباته، فمثلا إذا أراد الطفل قطعة من الحلوى قبل الغذاء فنقول له:"حاضر ولكن بعد الغذاء" إنه الآن لم يقابل بالرفض ولكنه كوفئ بدبلوماسية قد يرحب بها كثير من الأطفال حتى لو رفض طلبه.
والشيء الثالث المهم في هذا الموضوع هو إشباعنا لطاقة الطفل ونشاطه عندما لا يفعل هذا الفعل السيئ، إن ذلك سيساعدنا لأسباب عديدة. منها إذا كان عندنا كثير من الألعاب المسلية فسيقلل من هذا السلوك ربما يمنعه تماما لأن وقت اللعب والمتعة ينتهي إذا حدث الضرب للرأس أو شد للشعر أو خربشة في نفس الوقت، وإذا كان هناك ما يشغله ويسلي به وقته كالألعاب أو الأصدقاء أو والديه. فلن يكون هناك سبب لكي يلجأ إلى هذا السلوك والتخلص منه سيكون أكثر سهولة، وفي الحالات النادرة عندما يؤذي الطفل نفسه بالفعل أو لم تفعل معه الطرق السابقة لتغيير هذا السلوك فإننا نضف قليلا من التعديل إلى الخطة، وكما ناقشنا من قبل الصواب والخطأ في كيفية العقاب، كمثال أن التوبيخ القاسي قد يستخدم بجذب الطفل من كلتا ذراعيه والحملقة في عينيه وجعل وجهك ملاصقا لوجهه وفي منتهى الصرامة قائلا بكل حزم "لا" وربما تضيف صفعه على يديه في حالة عض اليدين أو إصابة نفسه.
3-
متى نطلب المساعدة؟
إذا لم ينته هذا السلوك بعد سن السنتين وحتى بعد استخدام العقاب للأسف لن يكون أمامك إلا استشارة أخصائي نفسي، قد يمكن مناقشة نظامك ومشكلتك معه. وما الخطأ وما الصواب الذي يحدث في الخطة التي تتبعها وأفضل أن يكون الأخصائي من المتخصصيين في الأطفال.