المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌سادسا: ضرب الرأس بالحائط أو إصابة الطفل لنفسه - تنشئة الطفل وسبل الوالدين في معاملته ومواجهة مشكلاته

[زكريا الشربينى]

فهرس الكتاب

- ‌مقدمة

- ‌محتويات الكتاب:

- ‌الفصل الأول: تنشئة الأطفال اجتماعيا

- ‌أولا: مفهوم التنشئة الاجتماعية

- ‌ثانيا: لمحة تاريخية عن التنشئة ومعاملة الأطفال

- ‌ثالثا: نظريات في التنشئة الاجتماعية

- ‌مدخل

- ‌ نظرية التحليل النفسي:

- ‌ نظريات التعلم الاجتماعي المبني على فكرة التدعيم:

- ‌ نظرية الدور الاجتماعي:

- ‌رابعا: عمليات تحدث أثناء تنشئة الطفل:

- ‌خامسا: متغيرات خلف العمليات التي تحدث أثناء التنشئة

- ‌المطاوعة

- ‌ العدوانية

- ‌ التقليد والتعلم البديل:

- ‌ الحساسية من المشاهدين والمستمعين "الجمهور

- ‌ تركيبة الأسرة

- ‌ دافع الإنجاز

- ‌ بيئة الجنين والطفل

- ‌سادسا: الأخلاق وعملية التنشئة الاجتماعية:

- ‌سابعا: اللغة وعملية التنشئة الاجتماعية:

- ‌ثامنا: مراحل عملية التنشئة الاجتماعية للأطفال

- ‌مراحل التنشئة كعملية محدودة لها نهاية

- ‌ مراحل التنشئة كعملية مستمرة لا نهائية:

- ‌تاسعا: حدود التنشئة الاجتماعية

- ‌مدخل

- ‌ أطفال الكيبوتز

- ‌ استحالة الجتمعة للطفل:

- ‌ محو آثار التنشئة:

- ‌عاشرا: أهداف ومحتوى التنشئة الاجتماعية للأطفال

- ‌حادي عشر: شروط تحقق التنشئة الاجتماعية الملائمة

- ‌ثاني عشر: نتائج التنشئة الاجتماعية على الأطفال

- ‌ثالث عشر: الإخفاق في تنشئة الأطفال

- ‌الفصل الثاني: دور الثقافة في تنشئة الأطفال

- ‌أولا- للثقافة معنى:

- ‌ثانيا: نظم تشكيل الأطفال تبعا للثقافة

- ‌النظم الأولية

- ‌ النظم الثانوية:

- ‌الفصل الثالث: وكالات التنشئة الاجتماعية

- ‌مدخل

- ‌أولا: الأسرة

- ‌ثانيا: دار الحضانة

- ‌ثالثا: رياض الأطفال

- ‌رابعا: المدرسة

- ‌مدخل

- ‌ بنية المدرسة الاجتماعية وأثرها في التنشئة الاجتماعية للأطفال:

- ‌ الأساليب المقصودة وغير المقصودة للتنشئة الاجتماعية في المدرسة:

- ‌ معالجة آثار الإحباط على التلاميذ أثناء تنشئتهم داخل المدرسة:

- ‌ المدرس وعملية التنشئة الاجتماعية:

- ‌ نماذج العلاقة بين المدرس والتلميذ أثناء تنشئته:

- ‌ معالجة ما يصيب المدرس من إحباط أثناء قيامه بالتنشئة:

- ‌ رؤية الآباء لدور المدرسة في تنشئة الأطفال:

- ‌خامسا: جماعة الرفاق

- ‌مدخل

- ‌ البنية الاجتماعية لجماعة الرفاق وأثرها على التنشئة الاجتماعية للأطفال:

- ‌ موقع الأساليب المقصودة وغير المقصودة للتنشئة في جماعة الأقران:

- ‌ معالجة آثار الإحباط أثناء التنشئة داخل جماعة الأقران:

- ‌ رؤية الآباء لدور جماعة الأقران في تنشئة الطفل:

- ‌سادسا: النوادي والساحات الشعبية والجمعيات:

- ‌سابعا: دور العبادة

- ‌ثامنا: وسائل الإعلام

- ‌مدخل

- ‌ التلفزيون:

- ‌ الإذاعة:

- ‌ السينما وأفلام الفيديو:

- ‌ المسرح والسيرك:

- ‌ المطبوعات:

- ‌ وسائل التنشئة الاجتماعية في الوسائط الإعلامية:

- ‌ رؤية الآباء لدور وسائل الإعلام في تنشئة الأطفال:

- ‌ بعض البرامج في الميزان:

- ‌تصور الوسائل الثقافية المقرةءة وتصور في الحلول

- ‌ دعامات أساسية لبناء صرح ثقافة الطفل المسهمة في تنشئته

- ‌تاسعا: الخدم والبشكار والمربيات

- ‌الفصل الرابع: نماذج لتنشئة الطفل من بيئات مختلفة

- ‌أولا: نمط تنشئة الطفل من قرية مصرية

- ‌ثانيا: تنشئة الطفل في قرية مكسيكية:

- ‌ثالثا: التنشئة للأطفال في الولايات المتحدة الأمريكية:

- ‌رابعا: تنشئة الأطفال في روسيا:

- ‌خامسا: تنشئة الطفل الغجري في الهند:

- ‌سادسا: نمط التنشئة في قرية كولمبية

- ‌سابعا: تنشئة الأطفال عند الفينزويليين الأفارقة

- ‌ثامنا: تنشئة الأطفال في قرية فرنسية

- ‌الفصل الخامس: نحو نموذج للوالدية في التنشئة

- ‌أولا: تفاعل الوالدين مع الأبناء من خلال نماذج وبحوث

- ‌ثانيا: الأساليب الوالدية في معاملة الأبناء

- ‌الفصل السادس: الوالدان كأجزاء من مشاكل تنشئة الأطفال وأجزاء من الحلول

- ‌أولا: إعطاء الطفل الانطلاقة الأولى

- ‌ثانيا: أفضل التوقعات

- ‌ثالثا: المنافسة مع الآباء الآخرين

- ‌رابعا: علاقة الأبناء بأحد الأبوين

- ‌خامسا: الطفل يشبه أحد الوالدين

- ‌سادسا: الندية بين الأشقاء

- ‌سابعا: المشاركة في المسئوليات بين الآباء:

- ‌ثامنا: تأثير الانفصال والطلاق بين الوالدين

- ‌تاسعا: جليس الطفل

- ‌عاشرا: تفضيل الوالدين لأحد الأبناء:

- ‌حادي عشر: حب الأطفال أكثر من اللازم

- ‌الفصل السابع: دور الوالدين في تنشئة الأبناء على المبادئ

- ‌أولا: استدلال الطفل عبر النموذج

- ‌ثانيا: زيادة قدرة الطفل العملية لتوجيهه

- ‌ثالثا: تقسيم طريق الوصول إلى الهدف

- ‌رابعا: حب الأطفال لاهتمام وانتباه الوالدين

- ‌خامسا: استخدام التغذية الراجعة

- ‌سادسا: ماذا يخبرنا الطفل بخصوص مشكلاته

- ‌سابعا: عقاب الأطفال

- ‌مدخل

- ‌ ما هو العقاب "آثار استخدامه

- ‌ منع الآثار الجانبية السلبية للعقاب

- ‌ الأثر الإيجابي للعقاب

- ‌ثامنا: الاستمتاع مع الطفل

- ‌تاسعا: الثواب أو الرشوة للأطفال

- ‌عاشرا: إعطاء الطفل حق الاختيار

- ‌حادى عشر: تعلم الصفات الخلقية والقيم

- ‌الفصل الثامن: دور الوالدين في مواجهة مشكلات أطفالهم أثناء التنشئة

- ‌مدخل

- ‌أولا: مشكلات الأكل

- ‌ثانيا: البكاء ونوبات الغضب والانفعال

- ‌مدخل

- ‌ متى يتحول البكاء والغضب إلى مشكلة

- ‌ كيف نتعامل مع البكاء ونوبات الغضب والانفعال

- ‌ثالثا: عادة مص الأصابع

- ‌رابعا: مشكلات الكلام

- ‌خامسا: الخوف

- ‌مدخل

- ‌ ما هو الخوف وما هي الفوبيا

- ‌ لماذا تتطور هذه الأنواع من الخوف

- ‌ كيفية التعامل مع الخوف:

- ‌سادسا: ضرب الرأس بالحائط أو إصابة الطفل لنفسه

- ‌سابعا: سلوك عدم الطاعة والاعتراض

- ‌مدخل

- ‌ عدم استجابة الأطفال:

- ‌ متى يكون ذلك مشكلة

- ‌ تعليم الطاعة:

- ‌ الإفراط في الطاعة من جانب الطفل:

- ‌ثامنا: التدريب على قضاء الحاجة

- ‌مدخل

- ‌ متى يكون الطفل مستعدا لتدريبات التواليت

- ‌ البلل أثناء النوم:

- ‌تاسعا: مشاكل النوم

- ‌مدخل

- ‌ القواعد المتبعة لوقت النوم:

- ‌ مشاكل ومتاعب النوم المختلفة:

- ‌ لماذا يقابل الأطفال تلك الصعوبات في النوم

- ‌ متى تصبح صعوبات النوم مشكلة حقيقية

- ‌ كيفية التعامل مع مشاكل النوم:

- ‌ جعل وقت النوم للطفل ممتعا للآباء:

- ‌ العلاقة بين وقت النوم وعدم الطاعة:

- ‌عاشرا: العدوانية

- ‌مدخل

- ‌ سبب عدوانية الأطفال:

- ‌ متى تعتبر العدوانية مشكلة

- ‌ كيفية التعامل مع العدوانية:

- ‌ الرد على العدوانية:

- ‌حادي عشر: السلوك الاجتماعي والعلاقات

- ‌ثانى عشر: النشاط الزائد

- ‌مدخل

- ‌ خصائص الطفل ذي النشاط الزائد:

- ‌ ماذا تفعل حيال النشاط الزائد ومستوياته

- ‌ثالث عشر: الاستحواذ والإكراه والطقوس

- ‌رابع عشر: طلب المساعدة

- ‌المراجع

- ‌أولا: المراجع العربية:

- ‌ثانيا: المراجع الأجنبية

الفصل: ‌سادسا: ضرب الرأس بالحائط أو إصابة الطفل لنفسه

اللعب بالعرائس واللعب حتى نشعر تماما أنه مستريح وفي حالته الطبيعية، ثم نكرر نفس ما حدث من تهدئة إذا شعرنا أنه بدأ في الخوف ثانية عندما نقترب خطوة أخرى، في اتجاه حمام السباحة وهكذا في كل خطوة. إن هذا سيأخذ مدة عشرين دقيقة للطفل لكي يسترجع هدوءه. لكن لا بد ألا نتقدم حتى يتم ذلك ولا بد أن نسرف في التشجيع خطوة بخطوة حتى نصل إلى حافة حمام السباحة، وهنا الخطوة الرئيسية، فنجلس على حافة الحمام وندعوه إلى ذلك فإن قاوم فلا نرغمه بل نشجعه بوضع أقدامنا في المياه ونضحك، ثم نضع اللعب إلى آخره

وخطوة بخطوة ننزل الحمام ونبدأ اللعب بالمياه ونظهر له استمتاعنا بالمياه ونمسك به لينزل، وهكذا يستطيع الطفل التغلب على خوفه الشديد تجاه المياه. وبالتدريج يتحول الطفل من رافض رفضا تاما لرؤية حمام السباحة إلى طفل يتحرق شوقا للذهاب إلى الحمام والاستمتاع بالسباحة.

ص: 306

‌سادسا: ضرب الرأس بالحائط أو إصابة الطفل لنفسه

سادسا: سلوك ضرب الرأس بالحائط أو إصابة الطفل لنفسه: Hea- Banging and Self-Injurous Behavior

قليل من الأشياء تدعو للعجب، وأحيانا الخوف لكن ليس هناك أكثر من أن نرى طفلا يضرب رأسه في الحائط عمدا، نعم إن هذا شائع عند الأطفال في مثل سنه، ولكن هذا يختلف عند رؤيته يحدث لطفلك أمام عينيك، ومن المستحيل أن تصدق أن هذا يمكن أن يكون طبيعيا ولكنه في الحقيقة طبيعي، ومن الشائع أن يحدث مثل هذه الجروج لنفسه، ويحدث هذا في السنتين الأوليين من عمره ومع ذلك فإن ظهور هذا ليس فيه خطورة، ولكن يصعب أن يحدث ذلك أمام عينيك، وعند معظم الأطفال نجد أن هذا يختفي بمرور الوقت.

إن سلوك جرح الطفل لنفسه لا يعني بالضرورة أن يؤذي الطفل نفسه ولكن في الحقيقة إن هذا نادرا ما يسبب أضرارا، ولكن قد يؤذي نفسه بالفعل إذا فعل ذلك بكثرة، والشيء المؤسف في هذا السلوك للطفل نحسه أكثر عندما يصدم رأسه في زاوية المكتب أو سور السلم أو الحائط أو الأرض أو في ظهر كرسي خشبي أو ذراعه، أو أن يعض إحدى شفتيه أو يكسر إحدى أسنانه، ويعض لسانه مما قد يسبب الالتهابات والإصابات.

ص: 306

وبالنسبة للأطفال حتى 18شهرا فهذا يتكرر كثيرا وبتصميم قليل، أما الأطفال من سنتين إلى 6 سنوات فقد يسبب هذا السلوك لهم مشاكل كبيرة، وهذا يحتاج للرعاية والاهتمام.

وغالبا ما يظهر السلوك عند سن 12 شهرا، ويظل حتى سن سنتين، فقد يمكن أن يستمر هذا لأيام، أو لأسابيع، أو شهور، أو حتى سنة أو سنتين، فلا توجد قاعدة ثابتة له.

إن عملية كسر الأسنان تكون لدى ما نسبته 56% من الأطفال، أما خبط الرأس أو العض أو الخربشة أو شد الشعر فهذا يحدث بنسبة تتراوح بين 3% إلى 15% تحت سن سنتين، وهذا يكون للذكور أكثر من الإناث ثلاث أو أربع مرات، وعموما فإن هناك فرصة كبيرة لحدوث هذا السلوك للطفل الطبيعي. وفي نفس الوقت إنه من النادر جدا أن يسبب هذا السلوك أي جروح أو أذى للطفل تحت سن سنتين، وأن هذا يقل بالفعل حتى يتلاشى.

إن هذا السلوك يبدأ في هذه السن الصغيرة ليكون ما يسمى بـ"الإثارة الذاتية "Self- Stimulation" وهذا يعني أن الطفل يثير نفسه ليفعل شيئا أو يشعر بشيء يريد أن يكتشفه. إن ضرب الرأس في الحائط يشبع هذه الرغبة القوية لديه، وذلك بالنسبة للحركة نفسها التي دائما ما تكون منتظمة وتعطي شعورا بالسعادة لما يسمعه الطفل من أصوات تناظر ما يقوم بفعله.

بينما هذا الصوت قد يعطي شعورا بالقلق غير مرغوب فيه لي ولك، لكن يجب أن نتذكر أننا نتحدث عن طفل لا يستطيع أن يكتشف البيئة المحيطة به عند تركه بمفرده في فراشه، فهناك وقت محدد للفراش أو لتركه بمفرده أثناء الليل. فبعد أن يمل الأطفال مص الأصابع والرفس بالأرجل ومتابعة الأشياء المتحركة فإنهم سيقدمون على فعل آخر كضرب الرأس في الحائط أو الخربشة والعض.

ومن الملاحظ أن هؤلاء الأطفال نادرا ما يقومون بضرب رأسهم عندما يحملهم أحدا أو يلعب معهم، إن ضرب الرأس في الحائط ليس صفة حميدة ولكن يبدو أنه شيء اعتاد الأطفال فعله عندما لا يجدون أي شيء آخر يفعلونه. وفي الحقيقة أن هذا السلوك لا يحدث بالدرجة الكافية التي قد تؤدي إلى الأذى، أما

ص: 307

السبب الثاني لهذا السلوك فهو جذب الانتباه، فإنه قد يحدث أولا بمحض الصدفة أو كجزء من انفعالات الغضب. وعندما يكون الطفل في حالة من الضيق أو الجوع فيقوم بضرب يديه أو رأسه في ظهر الكرسي ولكن ماذا يحدث بعد ذلك؟ الأم ستسرع بإحضار الطعام ومحاولة التهدئة والتحدث برفق لتهدئ من روعه فسرعان ما يتعلم الطفل أن هناك شيئا جميلا يحدث بعد ضرب رأسه، فإن ذلك يجعل من حوله يسرعون إليه، يتحدثون معه ويلعبون معه ويحتضنونه، ونتيجة ذلك أن الطفل قد يكرر هذا الفعل عندما يتأخر عليه الطعام أو عندما لا يجد من يحتضنه.

1-

متى تكون المشكلة؟

هناك على الأقل 3 مواقف تحتاج إلى تدخل مع العلم أنهما نادرا ما تحدث:

1-

إذا استمر هذا السلوك بعد سن سنتين.

2-

أن يستخدم هذا السلوك كلما أراد الطفل شيئا في نفس اللحظة "الطعام - اللعبة

إلخ".

3-

عندما يكون هناك خطر على الطفل في أي سن أو في أي وقت، ومع ذلك فإن حدوث هذا لا يستدعي القلق خلال أول سنتين من العمر.

2-

ما يجب أن نفعله:

إن رد فعلنا يجب أن يختلف تجاه هذه الحوادث، ففي حالة جرح الطفل نفسه بشكل منتظم من سن 4 إلى 18 شهرا فإن هناك طريقتين من الاحتياطات يمكن أن نتبعهما:

الأولى: نحمي الطفل من الأذى أو الخطر بحشو المقاعد والأسرة الصلبة ببطانة تمتص الصدمات، وبالنسبة للخربشة فنحرص على قص الأظافر دائما أو نلبسه قبعة على رأسه في حالة شد الشعر.

الثانية: أن نحاول التقرب إلى الطفل دائما بحمله أو احتضانه أو النوم بجانبه أو هزه لينام حيث إن هذه العادة تتوقف تماما بهذا التقرب.

وإذا كان الطفل يضرب رأسه بغرض الانتباه أو لتنفيذ طلباته فإن ذلك يسبب مشكلة إلى حد ما في حالة عدم توقف ذلك، وقد يستمر الطفل في استخدامه

ص: 308

ليحصل على كل ما يريده "حلوى، لعب،

إلخ" ويبتعد عن كل ما لا يريده "النظافة، الذهاب إلى الفرش، تعاطي الدواء

إلخ". إن هذا يحدث غالبا بعد سن 18 شهرا لكن لا بد أن يتوقف، وكلما كان أسرع كان أفضل.

كيف نستطيع أن نقول إن هذا نوع من التظاهر؟ هناك الكثير لكي نقوله، فإذا حدث هذا كجزء من الغضب فإن ذلك يكون مصحوبا بالرفس والصياح والسقوط على الأرض، وهذا عادة ما يكون تظاهرا وتمثيلا. وإذا كنت تعلم أن الطفل يريد شيئا كالطعام أو اللعب أو ما شابه ذلك فإن هذا من الخداع أيضا، وإذا حدث هذا فقط عندما تترك الحجرة "وهذا يزعجه جدا" وعندما يقطع العمل الممتع الذي كان يفعله، أو عندما لا يستطيع أن يحصل على ما يريد، فكل هذا يعتبر من قبيل التظاهر. فإذا كثر حدوث ذلك وصاحبه صياح وصوت عالٍ وبكاء فإن هذا يعتبر تمثيلا أيضا "تذكر أن الإثارة الذاتية لا يصحبها أي بكاء أو صياح أو غضب، ولكنها تحدث بانتظام وبتكرار وبهدوء".

إنه من الشائع بين الأطفال أن يحاولوا إصابة أنفسهم ليحصلوا على ما يريدون، حتى ما بعد سن السنتين، ويكون هذا مؤقتا فعلا إذا تعاملنا معه بالطريقة الصحيحة، ولكنه يكون مفزعا، فأحد الأطفال في سن 3 سنوات بدأ في ضرب رأسه بشدة للخلف في شيء وكان هذا هو المقعد واعتقدنا أنه ربما أن يكون نوعا من اللعب ولكن بعد ذلك بدأ يضرب رأسه في الحائط ثم الأرض ويفعل ذلك عندما يغضب أو عندما يريد أبا من أبويه يلعب معه. وبتحليل نتائج البحوث حول كيفية التعامل مع هذا النوع من السلوك فقد أكدت جميعها نفس المفاهيم.

أولا: أن خطورة هذا السلوك لا يمكن أن يكون سببا في تلبية رغبة الطفل.

ثانيا: أن الطفل يجب أن يتعلم الطرق السليمة لكي يحصل على ما يريد.

ثالثا: يجب أن نعمل مجهودا خاصا لكي نشبع نشاط الطفل باللعب معه وتعليمه ألعابا جديدة ونقرأ له القصص، وأن نقضي معه وقتا أكبر نشعره فيه بالمتعة، فإذا حدث هذا بتركيز واهتمام فإننا سوف نقلل من حدوث هذا السلوك.

إن الباحثين قد أضافوا بعضا من العقاب إلى الخطة، وقد أثبت هذا نجاحه "مع حدوثه في نفس الوقت الخطأ" والآن نعود إلى حديث خطوات التعامل مع أذى الطفل لنفسه بقليل من التفصيل.

ص: 309

إنه لشيء أساسي أن يتعلم الطفل أن ضربه لرأسه أو عضه ذراعه لن يفيده في شيء، وإذا قمت بتلبية رغبته إذا فعل ذلك فسوف يتعلم أن هذه الطريقة فعالة للحصول على ما يريد، وإذا استسلمنا لسلوكه يزداد الأمر سوءا ونجعل من الصعب علاجه فيما بعد، وكما ناقشنا من قبل أن المهم هو أن نعرف لماذا يفعل الطفل ذلك لنتخلص منه، فإذا كان يريد لعبة يلعب بها بها أو أحد والديه يلعب معه أو قطعة حلوى، أو مشاهدة التلفزيون، فوضع أيدينا على المشكلة يساعدنا في تعليمه الطريقة الصحيحة لطلبها ولا نحاول ذلك بعد حدوث هذا السلوك مباشرة "لكي لا يعتقد أنه في النهاية أيضا وباستخدامه العض أو الخبط سيحصل على ما يريد" ولكن بعدها بحوالي 15 دقيقة نأخذه إلى حجرته ونعلمه أن يقول:"اللعبة من فضلك" وعندما يفعل ذلك نعطيها له" وهكذا بالنسبة للتلفزيون والحلوى"، وتتكرر العملية لأيام عديدة، والغرض هنا طبعا تعليمه طرق التعبير عن رغبته، ولا ننسى أن نعطيه ما يريد في كل مرة كي نجعله يشعر بنجاحه في ذلك، وعندما يعتاد على عمل ذلك بلطف وأدب نتوقف عن تلبية رغباته، فمثلا إذا أراد الطفل قطعة من الحلوى قبل الغذاء فنقول له:"حاضر ولكن بعد الغذاء" إنه الآن لم يقابل بالرفض ولكنه كوفئ بدبلوماسية قد يرحب بها كثير من الأطفال حتى لو رفض طلبه.

والشيء الثالث المهم في هذا الموضوع هو إشباعنا لطاقة الطفل ونشاطه عندما لا يفعل هذا الفعل السيئ، إن ذلك سيساعدنا لأسباب عديدة. منها إذا كان عندنا كثير من الألعاب المسلية فسيقلل من هذا السلوك ربما يمنعه تماما لأن وقت اللعب والمتعة ينتهي إذا حدث الضرب للرأس أو شد للشعر أو خربشة في نفس الوقت، وإذا كان هناك ما يشغله ويسلي به وقته كالألعاب أو الأصدقاء أو والديه. فلن يكون هناك سبب لكي يلجأ إلى هذا السلوك والتخلص منه سيكون أكثر سهولة، وفي الحالات النادرة عندما يؤذي الطفل نفسه بالفعل أو لم تفعل معه الطرق السابقة لتغيير هذا السلوك فإننا نضف قليلا من التعديل إلى الخطة، وكما ناقشنا من قبل الصواب والخطأ في كيفية العقاب، كمثال أن التوبيخ القاسي قد يستخدم بجذب الطفل من كلتا ذراعيه والحملقة في عينيه وجعل وجهك ملاصقا لوجهه وفي منتهى الصرامة قائلا بكل حزم "لا" وربما تضيف صفعه على يديه في حالة عض اليدين أو إصابة نفسه.

3-

متى نطلب المساعدة؟

إذا لم ينته هذا السلوك بعد سن السنتين وحتى بعد استخدام العقاب للأسف لن يكون أمامك إلا استشارة أخصائي نفسي، قد يمكن مناقشة نظامك ومشكلتك معه. وما الخطأ وما الصواب الذي يحدث في الخطة التي تتبعها وأفضل أن يكون الأخصائي من المتخصصيين في الأطفال.

ص: 310