الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
3-
التقليد والتعلم البديل:
تعتبر عادات التقليد لدى الأطفال بمثابة محطات على الطريق إلى الإمكانات الواسعة للتعلم البديل عن طريق الملاحظة. فحين مراقبة طفل لطفل آخر يتلقى تعليمات فإنه يتعلم بمجرد ملاحظته، وربما وصل تعلم الطفل الذي يقوم بالمراقبة إلى مستوى يعادل الطفل المراقب أو حتى يفوقه، حتى عند عدم توافر تغذية راجعة للطفل الذي يقوم بالمراقبة، ولدرجة تصل إلى أنه في حالة غياب النموذج يكون الطفل الذي يقوم بالمراقبة قادرا على الإتيان بالأفعال التي تعلمها.
إن أغلب الأطفال يمرون بمراحل يقتبسون فيها نشاطات المحيطين بهم بطريقة استسلامية، ويبدءون فيما بعد بتقليد أفعال واتجاهات هؤلاء المحيطين، إن الأطفال يتعلمون من الملاحظة أكثر مما يتعلمون من المواقف التي رتبت خصيصا لنقل معلومات وتعليمات شفهية لهم.
وتتيح فرصة توافر بعض الشروط تعلما أفضل وربما تعديلا لسلوك سابق لدى الطفل الذي يقوم بالمراقبة. ومن هذه الظروف كون النموذج المحتذى له قيمة بالنسبة للطفل القائم بالملاحظة، وحينما يكون النموذج صديقا وأحيانا عدوا "في حالات الغيرة" وعندما تكون إشارات واستجابات النموذج واضحة. ولقد اهتم Bandura بالظروف والشروط التي يشكل الأطفال تحتها سلوكهم طبقا لنماذج سلوك غيرهم بحيث يحل السلوك الجديد كسلوك بديل يتعلمه الطفل.