الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
1-
أطفال الكيبوتز
Kibbuts:
هناك تجربة إسرائيلية في تنشئة الأطفال، تمت على أطفال نسبتهم صغيرة يعيشون في مجتمعات زراعية، تعطي الأطفال فوائد ومزايا العيش في جماعة "تربية جماعية" وذلك خلال جزء من اليوم، وتترك رعاية الوالدين باقي اليوم، وأطلق على نظامهم هذا "الكيبوتز" الذي ساعد في حل بعض صعوبات تواجهها الأمهات العاملات، وكذا عاون هذا النظام في القضاء على بعض مشكلات المراهقين من نظير الاستقلال عن الأسرة.
إن الأطفال في هذا النظام يعيشون في جماعات مختلفة من حيث الحجم، وينتمون إلى مجموعات كل حسب عمره، بحيث تكون كل مجموعة تحت رعاية مربية أو مدرسة. وعلى الرغم من كون أولياء الأمور مسئولين أساسيين عن أطفال الكيبوتر إلا أن هؤلاء الأطفال يقضون وقتا كبيرا مع أقرانهم ولهم علاقات وطيدة بهم ويقضون وقتا قليلا جدا بمفردهم، ويتعود الأطفال في هذا النظام الانفصال عن والديهم لمدة يوم أو أكثر في سن مبكرة. مما يشجعهم ويدعم لديهم الاستقلالية من الصغر مقارنة بالأطفال في غير هذا النظام. ولأطفال الكيبوتز شلة كبيرة من الأصدقاء مقارنة بالأطفال العاديين.
وإذا كانت المربية أو المدرسة في نظام الكيبوتر تتولى رعاية الطفل وتعلمه الانضباط والنظام وحسن التعامل مع غيره، كما أنها في غالبية الأحيان مصدر للحب والعطف، فإن الوالدين يصبح لديهم الوقت الكافي بمنح الدفء والحنان وتوفير المأكل لأطفالهم. على الرغم من أن الأطفال لا يعتمدون كليا واقتصاديا على والديهم كما يشير Fong and Resnick، فكل الأطفال يحصلون على قوتهم من المجتمع الذي ينشئون فيه ويعملون فيه مما يدعم الاعتماد على النفس. ونتيجة لهذا النظام ينشأ مراهقون في جماعات ليس لديهم نفس الخلافات أو مستواها مع الوالدين من أجل الاستقلال والشعور بالحرية، فهي تمنح وتشبع من خلال هذا النظام.
2-
استحالة الجتمعة للطفل:
وهناك فكرة تقول أن أناسا معينين لا يصبحون اجتماعيين أبدا. ولنتأمل المثال التالي الذي عرضه Lambert عن Dollard. Davis:
لقد أطلق معارف التلميذة جوليا عليها اسم المشاغبة أو المشاكسة ذات المتاعب. إن لجوليا صديقة وحيدة، فهي لا تكوِّن جماعة رفاق مقربة أو تشترك فيها. ويرى المدرسون والتلاميذ الذين يعرفونها أنها تحب جذب الانتباه وحب الظهور، وتفخر جوليا بأن من يعرفها داخل المدرسة يعتقد أنها مجنونة ويمكنها أن تتصرف أو تفعل أي شيء من سب وشجار للرفاق أو المدرسين، ولأنها في بيئة.
غير عربية فلا تتردد في أن تقبل زميلا لها في فناء المدرسة
…
ولا يستثنى من شجارها حتى والدها أو والدتها، وتعلم جوليا أن أمها لا تحبها ولم تحبها ولن تحبها نهائيا، ورغم أنها رقيقة الجسم إلا أنها فتاة مسترجلة تتشاجر بكلتا يديها بدلا من الأدوات الحادة كالسكين، ولا تهدأ إلا بعد أن تنتقص من فتيان المدرسة وتصفعهم على وجوههم خلال الشجار العنيف.
وعندما نعلم أن جوليا كانت فتاة زنجية من أسرة تقع في أدنى مراتب الطبقة المنخفضة لا يعود هناك شك في نمط تكيفها الاجتماعي، ربما أمكننا القول أن هذه الفتاة أعدت إعدادا حسنا لنوعية الحياة الضحلة البائسة التي كان من المتوقع أن تعيشها، وليس في مدرستها أو بيئتها الحالية.