الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
3-
تعليم الطاعة:
عامة نحن بصدد تعليم ثلاثة أشياء:
أولا: الاستجابة المصحوبة بالتقدير والمكافأة والثناء.
ثانيا: عدم الطاعة ليست مشكلة.
ثالثا: في حالة الأوامر يجب أن يستجيب الطفل دائما بدون تفكير.
وأيضا سوف نلقي النظر على سلوكنا الخاص، فيجب أن يكون الأمر ملزما ولا نستخدم الأسئلة والاقتراحات بين وقت وآخر عندما لا يكون ذلك واجب التنفيذ. سوف نلقي الضوء بعناية على ما نصدره من أوامر وتعليمات، هل نكثر من إصدارها؟ هل بعض ما نأمر به لا يهمنا إذا لم يستجب الطفل له، وماذا كنا نعني من صدوره؟ هل نقوم بكثير من التصرفات السلبية مع ذلك الغضب الصياح
…
إلخ أو نعيد تكرار الأمر مرت عديدة؟ إذا كان هذا يحدث فنحن ببساطة يجب علينا الحد من ذلك فسوف لن يفيدنا على أي حال. وباختصار لا يجب أن نقوم بإصدار الأوامر إذا لم يكن إصدارها مهما بدرجة كافية وإذا لم تهتم باستجابة الطفل للأمر فهذا سوف يكون تحت مسمى السؤال وليس الأمر.
مثلا: هل تود أن تأكل الآن؟ بدلا من "اذهب إلى المنضدة لتأكل" و"هل تحب أن تخرج معنا" بدلا من "ارتد لتخرج الآن" وهنا ندع للطفل الفرصة ليقول نعم أو لا.
والآن وبعد أن تعرضنا للأوامر سنتعرض معا للطرق التي يجب أن نتبعها لكي نعطي الطفل حرية الاختيار كلما أمكن ذلك، لأن هذا سوف يساعده على الاستعداد للتغيير في الأسلوب بين الاختيار والأمر، فبدلا من أن نقول "حان وقت الغذاء اذهب لتأكل" يمكن أن تكون "هل تريد أن تأكل الآن أم بعد خمس دقائق؟ حسنا. فلنجعلها الساعة التاسعة" وعندما تدق الساعة التاسعة "الساعة
الآن التاسعة اذهب إلى المنضدة" إذا لم يستجب لهذا الأمر فيجب إعطاءه إنذارا واحدا فقط". "إذا لم تذهب إلى السرير الآن ستحرم من قصة قبل النوم، والآن سوف أعد واحد اثنين ثلاثة" إذا لم يتراجع الطفل ويستجب يتم حمله إلى الحجرة بدون نقاش وبدون قصص ويلقى في الفراش.
إنك بدون شك عندما تحمله إلى الفراش سوف تقابل بعاصفة من الرفس والصياح ثم البكاء بشدة، وهذا سوف يحطم قلوبنا ونحن نسمعه ولكن الأمر الذي نعطيه أهم من هذا "وإلا ما كان يجب أن نفعله أساسا".
هناك أمور فرعية هامة تتعلق بهذا الموضوع.
أولا: لقد أنذرناه وهذا الإنذار مهم جدا فربما ينتج عنه استجابة مسبقة بدون الحاجة للبكاء والرفس والصياح، إنه يواجه الطفل بالحقيقة التي ستنتهي به في النهاية إلى فعل الشيء كما يريده أبواه. إذن فبعد حمله مرات قليلة إلى الفراش رغما عنه سوف لا يكون عليك إلا أن تعد فقط "واحد، اثنين" لتجد الطفل يترك ما في يديه وينفذ المطلوب.
أما الأمر الثاني المهم في هذا الشأن فهو حمل الطفل إلى حجرة النوم "ثم يتبع ذلك إلقاؤه في الفراش" هذا أساسي لأنه سيتعلم أنه لن يجدي أي سلوك اعتراضي لكي يؤخر أو يمنع الأمر من التنفيذ فإذا حان وقت الذهاب إلى المدرسة فإننا نلبسه الجاكيت المدرسي ونأخذه من يده أو حمله إذا استدعى الأمر" فيؤخذ الطفل إلى السيارة. وإذا كان هذا هو وقت الطعام فيؤخذ الطفل إلى المنضدة ويظل هناك حتى يأكل أي شيء "لاحظ أن شهية الطفل تقل عندما يكون غضبان" لكن على الأقل يجب أن يأكل أي شيء لمجرد تعليمه أن الاعتراض لن يخدم غرضه بالامتناع عن الأكل.
الأمر الثالث المتعلق بهذا المثل هو أن تقول للطفل إنك لن تقرأ له قصة قبل النوم إذا لم يذهب إلى الفراش. إن الطفل يجب أن يتعلم أن هناك ثمنا يدفع لعدم استجابته ولكن لا بد أن يكون هذ الثمن حقيقيا فإذا لم تكن قراءة قصص قبل النوم جزءا من الروتين الذي يتبع عند الذهاب للنوم فسوف لا يشكل هذا خسارة للطفل أن يفقدها، وفي هذه الحالة يجب البحث عن ثمن آخر، مثلا لن ينام الدب البني المفضل لديه بجواره أو أي لعبة يحبها.
إن الأنواع الأخرى من عدم الاستجابة تعامل بنفس الطريقة. إن ابني يفرغ الصندوق تلو الآخر من اللعب على الأرض ولا يتعب نفسه بتنظيف المكان. فنحن نطلب منه أن ينظف مكان الصندوق الأول قبل أن يبدأ باللعب بالصندوق الآخر.
بالطبع لن نلجأ لأن نقول إننا سنحرمه من قصة قبل النوم لأن ذلك سيكون معيبا ومتأخرا جدا. فنحن نريد شيئا لحظيا سريعا فيمكن أن نقول له: "إذا لم تلم المكعبات فلن تلعب بالبلي" فلنفعل ذلك مرتين أو ثلاثا وفي كل مرة نصر على تنظيف المكان أولا ولا مانع لو أننا قما بمساعدته أو نأخذ منه كل اللعب لمدة عشر دقائق لكي يتأكد من جدية هذا التهديد.
عند حدوث عدم الاستجابة فليس هناك وقت للشرح والتهدئة أو حتى المناقشة فإن الطفل يريد ذلك بغرض زيادة في الاهتمام والانتباه له بأي طريقة لكن الرسالة الموجهة له يجب أن تكون واضحة وصريحة.
شيء آخر حول التعامل مع عدم الطاعة: إننا يجب أن نبذل مجهودا خاصا للثناء على الطفل وتشجيع روح التعاون عنده. فمن السهل أن نعتقد أنه لا بد أن يفعل ذلك. فلماذا لا أكون ممتنا له، هذا الاعتقاد لن يجدي، حتى الآباء الذين اعتادوا على أن يثنوا على أطفالهم بشدة عندما يفعلون أي شيء جيد، فهم لا يلاحظون ذلك. ومن الإحصائيات كما أشرنا وجد أن الآباء الذين يثنون على أطفالهم عند الطاعة تبلغ نسبتهم 30%.
إذن أول ما يجب أن نفعله هو زيادة هذه النسبة إلى 90% أو 100% والسبب بسيط، وهو أنه لا يوجد حافز للطفل على الاستجابة أكثر من أن تحمله في حب وتقول له "برافو عليك يا حبيبي إنني فخور بك فعلا"، وليس بالإنذار فقط لنجعل الرسالة الموجهة له هي ترغيبه في عمل ما وليس ترهيبه.