الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عاشرا: أهداف ومحتوى التنشئة الاجتماعية للأطفال
هناك أهداف حددها Parsons، Selznick and Broom للتنشئة الاجتماعية وقد تمثلت في:
أ- إعلاء رابطة الحب بين الطفل والأم، وإقامة التزامات حول إمكانيات الانجذاب نحو الغير.
ب- التنشئة الاجتماعية ترتبط بما تقوم به من عمليات تعليم، وبما يحتاج أن يعرفه الشخص حتى يتوافق مع مجتمعه، وحتى يتمكن من تنمية لقدراته وإشباع لحاجاته.
جـ- تلقين الأطفال نظم المجتمع الذي يعيشون فيه، منتقلين من التدريب على العادات الخاصة بهذا المجتمع إلى الامتثال لثقافة هذا المجتمع.
د- تلقين الأطفال مستوى الطموح اللازم للعيش وسط هذه الثقافة.
هـ- تعليم الأطفال الأدوار الاجتماعية.
و إكساب الأطفال المهارات المطلوبة للتوافق مع أفراد المجتمع، وحصولهم على الأدوات التي تساعدهم على الاندماج مع الجماعات مثل اللغة.
ز- غرس القيم وأهداف الجماعة التي ينتمي إليها الطفل والتي تشكل ثقافة المجتمع الذي يعيش فيه، لتحقيق توقعات الأدوار التي سوف يواجهها يوما ما مثل إعداد الطفل لأداء دور الأخ والابن والزميل والأب.
ح- إكساء المرء نسقا من المعايير الأخلاقية التي تنظم العلاقات بين الفرد وأعضاء الجماعة، وتمثل هذه المعايير السلطة الخارجية على الفرد.
وعموما لا توجد أهداف دون توافر أدنى محتوى يتطلب عددا من الاحتياطات الجوهرية.
لقد وهب الله الإنسان القدرة على إدراك الزمن والمكان، وهو القادر على جعله يتمكن من استحضار الماضي ومعايشة الحاضر وتصور المستقبل، مما جعل الإنسانية تتوارث ثروة حضارية تتمثل في القيم والعادات والتقاليد والاتجاهات التي يعبر عنها في ضوء أنماط من السلوك. وتضيف الإنسانية لهذه الثروة يوما بعد يوم نتيجة للتغير والتطور. وتستثمر الإنسانية التراث بنقله للأجيال، بحيث يصبح للفرد في هذه الأجيال وعي وإمكانية للاستجابة إلى المؤثرات الاجتماعية، وما تشتمل عليه هذه المؤثرات من ضغوط وما تفرضه من واجبات كي يعيش مع غيره ويسلك
مع الآخرين مسلكهم في الحياة، ويتعلم الأنماط السلوكية التي تميز ثقافة مجتمعه عن الثقافات الأخرى. ومن هنا يحتوي ذهن الفرد على أفكار وممارسات ومعايير وقيم المجتمع الذي يعيش في إطاره، ولا يصبح مجرد راوية أو مقلد، وهذا ما يعلنه Lindgren، Watson.
ولكن محتوى التنشئة يتطلب عددا من الاحتياطات تجعلنا نقترب بأطفالنا من السوية والتوافق الاجتماعي، وهذه الاحتياطات هي:
- البعد عن القيم والاتجاهات التي تجعل الأطفال يستسلمون للخرافات [الشيخ لحاف وأمنا الغولة
…
] .
- البعد عن العادات التي تزرع في نفوس النشء الاستسلام أو اللامبالاة أو التواكل أو الأنانية.
- البعد بالنشء عن النماذج التي تنجح دون رادع عند استخدامها لأساليب المغافلة والتضليل والخداع والغش والكذاب الشخصية الفهلوية
…
- عدم تعريض الأطفال لأنماط متناقضة من التنشئة مثل الانقياد لأوامر الوالدن بالمنزل دون مناقشة في الوقت الذي نطلب منهم فيهم إيجابة التفاعل والمبادأة وحرية الرأي أمام الزملاء والمدرسين بالمدرسة.
- عدم التناقض أثناء التنشئة للأطفال بين القول "عدم الكذب مثلا" والفعل "إنكار وجود الأم عند اتصال صديقة لها بالتليفون".
- البعد بمضمون التنشئة عن الانفتاح الثقافي المنحرف بعدم الانغمار في نقل ثقافة بعض المجتمعات الأخرى غير المناسبة لمجتمعاتنا إلى أطفالنا [الأفلام الإباحية، قصص العنف، نماذج العدوانية] .