الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
6-
نتائج ومشكلات للتنشئة في قرية "سلوا":
يغلب على ألعاب الصغار القسوة والخشونة، وهذه المظاهر تبدو تنفيسا عن المشاعر العدوانية ضد عنف الكبار عموما والإخوة الأكبر، والتي يحرم على الطفل التعبير عنها.
ويرى حامد عمار أن استعمال القسوة في التربية لأولاد قرية "سلوا" تدفعهم إلى الكذب وممارسة الخداع في اللعب.
والشخصية لدى أبناء "سلوا" عموما تتميز بالمثابرة والدأب على العمل، وممارسة الإلحاح، وردود الأفعال السريعة.
ثانيا: تنشئة الطفل في قرية مكسيكية:
إنها قرية سانت دومنجو برير في ولاية أوكساكا المكسيكية، وهي قرية فقيرة يقوم البناء الاجتماعي فيها على ثلاثة عناصر هي القرابة والسن والجنس، وتسير على نظام الأسرة الممتدة، ويسود فيها غالبا نظام الزواج الداخلي.
1-
الأعراف والقيم الشائعة:
تبدو المشاركات الجماعية في مواسم الحصاد والحفلات. ويرى أهل بريو أن الأسرة لا تكتمل بين زوجين إلا إذا ولد طفل لهما. وينظر أهل القرية إلى عدم الإنجاب كظاهرة غير طبيعية، وتسعى الأمهات لإنجاب أطفال كثيرين في سن مبكرة. والأطفال لهم قيمة اقتصادية، ويعتقد أنهم يتعلمون السلوك المناسب تلقائيا لدرجة أن كثيرا من الأمهات لديهم لا مبالاة من تصرفات الأطفال غير المناسبة كالإخراج.
ولا يمارس أهل بريو أساليب التسلط أو العقاب البدني للأطفال، وينظرون إلى التنافس والصراع بين الرفاق نظرة كره، وتكره الأمهات اعتماد الأبناء على أنفسهم ولا يشجعونهم على الاستقلالية عنها، على الرغم من أنها تؤكد وتشجع على سلوكهم الإنجازي. ولايهتم أكثر من نصف أهل القرية بإرسال أطفالهم للمدارس.
2-
رعاية الأطفال من الوالدين:
ينال الرضيع عناية أمه وحنانها منذ ميلاده، وتعطي الأم ثديها للطفل كلما بكى، وتستمر عملية الرضاعة نحو عامين. ويعمل الابن بالزراعة حينما يتجاوز العاشرة من العمر، أما الأبنة قتدربها الأم على أداء الأدوار النسائية. وأسلوب عقاب الأطفال الشائع هو التأنيب أو العزل من جانب الآباء، وتقف الأمهات موقف لا مبالاة من الأخطاء وكل منهن تقوم بتأنيب أطفالها.
3-
مراعاة الفروق بين الجنسين في التنشئة:
يوجه الأطفال ليعاون الابن الذكر أباه في العمل، وتساعد البنت أمها، ولا يضرب الأبناء الذكور نهائيا وأحيانا تضرب البنات، وتفضل الأمهات أن يلعب الأولاد الكبار بمفردهم، كما تؤثر الأمهات الفصل بين الجنسين في اللعب بعد مرحلة البلوغ. أما في الطفولة فيمكن أن يلعب الذكور والإناث معا ولكن تحت إشراف فتاة كبيرة.
والأمهات لا يفرقن بين ملابس البنين وملابس البنات، فيلبس الأطفال من الجنسين أزياء متشابهة فيما قبل 8 سنوات تقريبا، ولا تهتم الأمهات حتى هذه السن بتربية الأولاد تربية جنسية، وغالبا لا يغطي الأبناء عوراتهم وكثيرا ما يلاحظ ممارستهم للاستمناء.
وبعد عمر 12 سنة يبدو التميز واضحا بين الذكور والإناث، وترتبط الإناث بأعمال المنزل وتكون أكثر احتراما وإذعانا وتفرض عليها الأسرة الطاعة، وبينما تفرض الأم على ابنتها الطاعة، تعطي ابنها الحرية كاملة، إلا أن الابن يتعلم الانقياد والطاعة لأوامر الأب، ويُعتنى كثيرا بتغذية البنات أكثر من الأولاد.
والبنات أكثر إقبالا على التعليم من الأولاد، نظرا للحاجة إلى مساعدة الأولاد للآباء في أعمالهم.
4-
المشاركون في التنشئة:
من الأمور الطبيعية مشاركة الكبار من أبناء العم وأبناء الخال في تربية الصغار، والعائلة كلها تشارك في عملية التنشئة، بل يرى البعض أنها أفضل من الأب والأم.
وبالرغم من أن مسئولية العناية بالرضع تقع على الأم أن أختها "خالة الرضيع" تشارك وكذا عمة الرضيع، وتنتقل الرعاية إلى الإخوة وأقارب آخرين بعد الفطام، ولا يهتم الأب غالبا بالعناة بالأطفال لانشغاله بأعماله خارج المنزل.
5-
المنتظر للأطفال:
الطاعة أمر مرغوب فيه من الطفل. ويمنح الطفل المطيع دائما الثواب على طاعته.
ويقلد الأطفال في ألعابهم سلوك الكبار، ولكن حياتهم ليست لعبا خالصا بل يساعدون الأسرة في العناية بالطيور والحيوانات ولا يتعدى نشاط الأبناء فناء المنزل، أما بعد 12 سنة فالمنتظر أن يعمل الابن بالزراعة.
ويتعلم الأطفال العدوانية مثل الضرب والبصق والرفس مع الأطفال الآخرين، ويتعلمون سرد الأكاذيب وقول الزور. وإن كانت هذه السلوكيات لا يعرفها الطفل من داخل أسرته.
وعلى أي حال فإنه بينما تتصف شخصية الذكور بالعنف والقسوة مثل الآباء، فالمنتظر أن نجد الإناث يتصفن بالوداعة والهدوء مثل الأمهات.
6-
نتائج ومشكلات التنشئة في قرية بريو:
أساليب التربية المتبعة في القرية تأتي بأفراد يؤمنون بالسحر ويقدرون العمل، ويسود بين أفراد القرية التعاون والمساواة، ومن الشاذ أن يُرى أو يُسمع عن فرد استغل أشخاصا آخرين.