الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حادي عشر: السلوك الاجتماعي والعلاقات
Social Behavior and Relationships
في وقت ما تجد أن بعض الأطفال على درجة من الإنطواء والخجل وقد يكون عندهم مشاكل في المشاركة الاجتماعية، ولكن في الحقيقة أن هذا شيء بسيط وسريع الاختفاء بمجرد تقدم عمر الطفل، أو المشكلة هنا تقع على توقعات الآباء، فبمجرد إجادة الطفل للكلام يظهر في نظرهم كرجل عاقل ويتوقعون منه الكثير، وننسى أنه لا يزال في مرحلة اكتشاف ما حوله، ومع ذلك فالمشكلة الحقيقية تظهر عندما تتعلق بالأحداث اليومية. مثلا الطفل الذي يرفض اللعب مع أصدقائه ويكتفي بالمشاهدة لمدة طويلة جدا "حتى عندما يبلغ ست سنوات" فهذا مؤشر لمتابع مستقبلية له.
1-
الصداقة Friendship:
لا شيء ينمي السلوك الاجتماعي لدى الطفل أكثر من أن يكون له صديق، ولحسن الحظ أن الصداقة شيء سهل الحدوث بالنسبة للأطفال، فمعظمهم يكون له نفس الهدف في الحياة، كل ما في الأمر أن يجد طفلا آخر يلعب معه بدلا من أن يلعب كل منهما على حدة وبدون شجار، إذن سيكون لديه الصديق الذي يقوم والداه بدعوته إلى البيت وزيارة بيته بانتظام.
إن الطفل يحتاج إلى صديق واحد جيد على الأقل، فإذا كانت هناك مشكلة بسبب عدم المشاركة في المدرسة أو في المنزل، فهذا الصديق سيمثل له المنفذ والمعلم له، لذلك فإننا نسأل طفلنا من هو صديقه أو أصدقاؤه المفضلون، ثم ندعو كل واحد منهم على حدة حتى نرى أن العلاقة قد توطدت مع أي منهم، وهنا ندعو هذا الطفل ثانية لنجعلهم يقضون فترة أطول مع بعضهم البعض، يذهبان إلى الحديقة مثلا. وإذا كان في نفس الفصل الدراسي فسيكون لديهم الكثير ليفعلاه معا، وتكون هذه هي بداية تكوين صداقات أخرى.
يجب على الآباء أن يكون لهم وظيفة فعالة هنا، فلا بد أن يعرفوا من المدرس "أو الطفل" من هو أكثر الزملاء قربا من طفلهم، ثم يقوموا بدعوة هذا الطفل وتوطيد علاقتهما معا، والمرور عليه عند الذهاب إلى المدرسة. إن ذلك سيعود على طفلك بالمنفعة خاصة إذا انتقل إلى فصل أو مدرسة أخرى أو إلى مسكن أخر.
2-
المشاركة Sharing:
إن حب التملك صفة من صفات الأطفال من سن 3 إلى 4 سنوات، وهذا يمنعه من أن يعطي أيا من الأطفال الآخرين لعبته المفضلة -لماذا؟ - إذا وصل طفل
آخر لهذه اللعبة، فلا تعجب من أن ترى طفلك يتشبث بها قائلا: إنها ملكي، ثم يذهب لإخفائها في مكان سري حتى لو لم يكن له الرغبة في اللعب بها.
هناك طرق عديدة يمكن أن نساعد بها الطفل لكي يتعلم المشاركة، والنقطة التي نبدأ بها هي أن نتأكد من أننا نمتلك ما يريده الطفل، وإذا زاد امتلاكه فيجب استبداله بشيء قيم في المقابل، فلا تعطي له دراجة جديدة في مقابل أن يعطيك عصى الآيس كريم. فإذا عرض الطفل في المقابل أيا من لعبه ليركب تلك الدرجة الجديدة فنقول:"لا، أنا أريد هذا السيف "المفضل لديه" بدلا من هذه اللعبة" وبهذه الطريقة فهو لن يتعلم المشاركة فقط ولكن يعرف الطرق الصحيحة التي يطلب بها ما يريد كما يقلل هذا "إذا نجح" من حدة العدوانية والغضب والبكاء عندما يقوم به، ولا ننسى الثناء على الطفل عندما يشارك الآخرين، موضحين مدى الأثر النفسي الجيد الذي يتركه هذا عليهم "انظر كيف جعلت ميرام سعيدة، انظر إنها معجبة بك كثيرا إنها تبتسم، يجب أن تفتخر بنفسك أنك جعلتها سعيدة".
وما الشيء الثاني الذي يجب أن تفعله لتعليم المشاركة في حالة وجود طفل أصغر؟ إن الأطفال يميلون عادة إلى مشاركة ومساعدة من هم أصغر منهم، فإني أرى كثيرا من الأطفال يدعون الطفل الأصغر للعب بلعبهم أو أن يأخذ دورهم في المراجيح بينما يقومون برفس الطفل الأكبر إذا جرؤ على ذلك.
عامة نحن نثني على أي نوع من أنواع المشاركة "أنا فخور بك لأنك سمحت للصغير باسم أن يلعب بلعبك" إن الطفل لن يتعلم فن الإحساس بالمشاركة ولكنه يتعلم الإحساس السحري الذي يسببه ذلك، فلا تتعجب أن تخبره قادما إليك فرحا قائلا "أنا شاركت مازن، لقد أعطيته سيفي ليلعب به، ألا يعجبك ذلك يا أمي؟ "
إني أعلم أن كثيرا من الآباء يعلمون أطفالهم المشاركة بطلب ذلك منهم "دع ذلك لأختك" لا يجب أن يتم ذلك بهذه الطريقة، فالطفل يستجيب إلى الأمر دون أن يتعلم فائدته، فهذا يعلم الطفل الطاعة فقط دون أن يتطرق لموضوع المشاركة. والوقت الوحيد المسموح به في إعطاء الأوامر عندما تكون تصرفات الطفل غير طبيعية. كمثال إنها تريد ببساطة أن ترد لعبة الطفل الآخر وفي هذه الحالة يجب أن نأمرها بذلك، ونوضح لها بعناية ما السبب في هذا التصرف.
3-
الانسحاب والاعتزال والخجل Withdrawal، Isolation and Shyness:
إذا أخذ الطفل يراقب بقية الأطفال وهم يلعبون عن بعد دون أن يشرك نفسه، فيجب أن نساعده بطرق عديدة، ولكي نعلم ما يجب أن نفعله لا بد أن نحدد سبب عدم مشاركة الطفل، فهناك احتمالات عديدة، بعض الأطفال لا يشاركون لأنهم لا يعرفون كيف ذلك "اللعبة أو الأغنية" ربما يجب علينا تعليم الطفل هذه الألعاب بعيدا عن الأطفال الآخرين، فإذا تعلمها فسيكون أكثر مقدرة على المشاركة.
والبعض الآخر من الأطفال لا يشاركون باللعب بسبب الخوف أو الخجل. نحن نتعامل مع هذا كأي مشكلة من مشاكل الخوف بتقسيمها إلى خطوات صغيرة والتغلب على كل خطوة على حدة بالتهدئة والكلام واللعب. إنني ربما أذهب معها إلى الحديقة أولا، أضم يدها أو ألعب معها أيضا فتكون في وسط الأحداث بجانبي، ثم أشجعها لتحاول أن تقذف لي الكرة، وعندما تعتاد على ذلك أترك يدها وأذهب لأتلقى الكرة. إني أنتظر في نفس المكان لدقائق معدودة لأرى ما إذا كانت ستستمر أم لا، وأتركها تلعب بالكرة بمفردها "ذلك قد يستمر لمدة 3 أيام".
وقد نستخدم بعض خطوات أقل من هذه الخطوات، كأن يبدأ في اللعب مع طفل واحد آخر في البيت أو في المدرسة ثم نجعلهم اثنين
…
إلخ.
السبب الثالث لعدم مشاركة الأطفال أن الآباء يبالغون في الرعاية والاهتمام بأطفالهم عندما يكونون بجانبهم، فالطفل سرعان ما يتعلم أن عدم المشاركة يؤدي إلى اهتمام كثير من الناس به، وفي هذه الحالة فإن الآباء أو المعلم يجب أن يعطي لا يشارك بسبب عدم رغبته في اللعب أو تفضيله لشيء آخر يفعله، ففي هذه الحالة لا توجد هناك مشكلة على الإطلاق حيث لا يلجأ الطفل فيها إلى العزلة أو الخجل.
4-
مساعدة الآخرين Hepling Others:
هناك طريقتان لتشجيع الطفل على مساعدة الآخرين، الأولى: أننا يمكن أن نفعل أشياء كثيرة جيدة باعتمادنا على مساعدة أطفال آخرين، أو قد يعجل هذا
من الوصول إليها مثال ذلك قولنا: عمرو "الأخر الأكبر" إن أختك ياسمين لا تعرف كيف تفعل ذلك، هل يمكن أن تساعدها، أو "نحن لا نستطيع أن نخرج قبل أن ينظف طارق حجرته فإذا استطعت أن تساعده سوف نخرج كلنا في أسرع وقت" وبهذه الطريقة فإننا نحرك روح المساعدة عند الطفل بدون استخدام الأوامر، فالطفل ينتظر شيئا سعيدا يحدث له ولشريكه عندما يستطيع المساعدة.
الطريقة الثانية: هي وضع الطفل في موقف يعطيه الفرصة والقدرة على مساعدة طفل آخر، فإن الأطفال يميلون إلى المساعدة ولو من قبيل التظاهر.
إذا كنا نلعب لعبة تتضمن أسئلة، واللعبة توقفت انتظارا لإجابة طفل آخر فإننا نجد طفلنا يحاول المساعدة والتدخل، وهذا يسري على الرياضة، المهم هنا أن نراقب هذه الفرصة وأن نثني على الطفل الذي يقدم المساعدة، ولكننا لا نثني على ذكائه في سرعة الإجابة لكي لا يتعمد ذلك، ولكن نثني على تعاونه فقط، وبالإضافة إلى ذلك فإذا كان الطفل لديه أصدقاء فسوف نجد أنهم يساعدون بعضا بالفعل، فعندما نود الثناء على الطفل يجب الانتظار لنراه معهم والإشارة إلى أي تعاون يبديه، وقد يمكن أن نتدخل بأن نمسك بأحدهم ثم نقول له ضاحكين "هاها!! لن يستطيع أحد أن يحميك الآن" وقد يصيح الطفل "مازن، ساعدني". أما ما يحدث بعد ذلك فهو شعور جميل وإحساس كل منهم بمدى التضحية والمساعدة التي أسداها بعضهم لبعض.
5-
عاطفة المحبة Affection:
الطريقة المثلى لإثارة العواطف في التمثيل وإظهار مدى تأثيرها على الناس ثم المطالبة بها من الآن فصاعدا. إذا التقطت طفلك وغمرته بكثير من الأحضان والقبلات وأطبقت على يديه وأجلسته على رجلك، واضعا يديك حول ظهره، بينما تقرأ له قصة، فسوف يثير ذلك رغبة الطفل في أن يقلدك "وبالفعل يقوم بوضع يديه حول كتفك عند القراءة". ويجب أن تنظر إلى مدى فعلك لهذه الأمور مع زوجك أو مع الأقارب والأصدقاء، لأن الطفل الذي لديه جمود في العواطف غالبا ما يميل والده إلى عدم إظهار شعورهما.
ومما يجعل تعليم العواطف أسهل من بقية الصفات أنها ببساطة تؤدي إلى أشياء جميلة فعندما يندفع الطفل نحوي عند عودتي من العمل فأتركه يتعلق برقبتي ليحصل على كثير من القبلات والأحضان، وأي طفل يغمر بالعواطف التي تؤدي إلى كثير من الارتبط واللعب وهذا يحدث طبيعيا.