الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وهناك بديل آخر لذلك وهو أن نضع شيئا ذا طعم منفر على أصبع الطفل ولكن هناك بعض المتخصصين يرفضون ذلك لأنه يكون قاسيا جدا وقد يؤدي إلى نتائج عكسية لدى الطفل، وقد يؤدي إلى غضب الطفل. ولكن من الممكن القيام بذلك عندما يكون الطفل نائما فهو لن يدرك أنك أنت الذي فعلت ذلك. وبهذه الطريقة سيجد الطفل أن طعم أصبعه منفر ولم يعد مصدر لذة له.
وهناك بديل ثالث لحل هذه المشكلة ينصح به أطباء الأسنان وهي خياطة كم الطفل لفترة من الوقت أو نقوم بإلباسه قفازات بدون أصابع. وهذا الإجراء يؤتي نتائج جيدة إذا تم استخدامه في المراحل الأولى من بداية هذه العادة.
وآخر إجراء يمكن القيام به هو أن نقوم بإغراء الطفل بالمكافآت، وفي البداية يمكن أن تقدم له هذه المكافآت بعد 15 دقيقة فقط لو أن الطفل توقف عن مص أصبعه لهذه الفترة، وبالتدريج يمكن أن تصبح 30 دقيقة ثم ساعة ثم ساعتين
…
إلخ. وسوف يجد الطفل نفسه يمنح بسخاء كلما زادت الفترة التي يمتنع فيها عن امتصاص أصبعه، ويمكن أن نقول للطفل "يمكنك مص أصبعك في حجرتك فقط" في الوقت الذي يهيأ له كثير من الوسائل الترفيهية خارج حجرته.
وينصح أطباء الأسنان بضرورة وضع شيء ما خلف الأسنان يمنع وصول إصبع الطفل إلى سقف الحلق. ويتم هذا الإجراء إذا استمرت تلك العادة إلى ما بعد سن الثامنة أو التاسعة من العمر.
رابعا: مشكلات الكلام
Speech
يأخذ الكلام عند الأطفال فترة من الوقت حتى يتحسن، وفي خلال هذه الفترة يصدر منهم العديد من الأخطاء، فكل الأطفال في بداية تعلمهم الكلام يتعلمون أثناء نطق الكلام في بعض المواقف. وكذلك أحيانا لا يستطيع الطفل نطق بعض كلمات معينة ويتلعثم أثناء نطقها بدون وجود مواقف. ولكن مع الوقت سوف يتعلم الطفل الكلام. ويمكن القول بأن الأخطاء التي تصدر من الأطفال هي بداية الطريق للتحسن وتعلم اللغة العادية حيث إنهم مع الوقت ينضجون فسيولوجيا وعقليا وعندئذ يبدءون في التحسن وتتسع ثروتهم اللغوية. أن ما يقارب 95% من أطفالنا لا يمثل الكلام أي مشكلة لهم. فهم في البداية يتعلمون
ويقهقهون وينطقون الكثير من الحروف بطريقة خطأ، فقد يتركون بعض المقاطع في الكلمة التي ينطقونها، أي يمكن القول أنهم يقضون على اللغة أثناء نطقهم، ولكن في الحقيقة هذه الأشياء تعتبر طبيعة لوصول الطفل إلى مرحلة التحسن والتمكن من اللغة. ويجب علينا أن نشجعهم على استخدام اللغة المهذبة بأن نقول لهم "عندما تريد شيئا يجب أن تقول من فضلك". ويجب أن نعلمهم الكلمات الجيدة ونشجعهم على الحديث. وصوف نلقي نظرة على الصعوبات التي تقابل الطفل في الكلام، وكل مشكلة سوف نتناولها بمفردها حتى نستطيع التمييز بين ما يمثل مشكلة أو لا يمثل وكيفية التغلب على هذه الصعوبات.
1-
التهتهة Stuttering
هي تقطع أثناء الكلام يصدر من الفرد عند النطق، فالطفل ربما يتوقف عند كلمة واحدة ويكررها أكثر من مرة ولا يستطيع نطقها، أو قد يتردد عند نطق كل كلمة، وكذلك لا يستطيع نطق بعض الأحرف أو يكرر بعض الحروف أكثر من مرة بطريقة لافتة للنظر.
والتهتهة يمكن أن تزداد عندما يكون الطفل قلقا، متعبا، خائفا أو واقعا تحت ضغط أو اضطراب معين. ويمكن القول أن التهتهة تحدث بين العام الثاني والرابع من عمر الطفل وتزول بعد ذلك. فقد أوضحت بعض الدراسات التي أجريت على 200 طفل من الأطفال الطبيعيين فيما بين الثانية والرابعة، أن كل واحد منهم تصدر عنه التهتهة عند نطق كلمة بها أربعة حروف، ومثال لذلك عند نطق كلمة "ماما" فهو يقول "م. م. ماما".
وبالرغم من أن هذا هو السلوك الشائع في مرحلة الطفولة، فهناك حوالي 1% من الأطفال يستمرون في عملية التهتهة إلى ما بعد سن العاشرة.
2-
متى تصبح التهتهة مشكلة؟
إن الأطفال ما بين العام الثاني والرابع يحبون استخدام الكلمات الجديدة لكي تنمو قدراتهم اللغوية. ففي سن 36 شهرا يكون متوسط عدد الكلمات المستخدمة لدى كل منهم حوالي 15000 يوميا، وهذه المرحلة تشبه انفجار السد. وفي نفس هذه المرحلة قد تكون التهتهة في الكلمة المكونة من 4 حروف، وقد
يكون هناك العديد من التكرارات في الكلمة الواحدة بطريقة لا يمكن قصدها وهنا نجد أن الآباء لا يلقون بالا ولا يعتبرون هذه مشكلة.
ويجب أن نضع في الاعتبار أن التهتهة لا يجب أن نعتبرها مشكلة إلا حينما يصل الطفل إلى عامه الخامس على الأقل، وتصدر منه في هذه الفترة حوالي عشر أو ربما 1000 تهتهة في اليوم، وفي فترة ممتدة من الوقت "حوالي 6 شهور متتابعة".
وقد تكون مشكلة التهتهة مقصورة على مواقف أو كلمات معينة أو أماكن أو أشخاص معينين، فعلى سبيل المثال: الطفل الخائف من المدرسة أو الذي يخاف المدرس، إنه قد يكون طليق اللسان في معظم الأوقات ولكنه يبدأ في التهتهة عندما يتعرض لمثل هذه المواقف.
3-
كيفية التعامل مع مشكلة التهتهة:
يجب ألا نعطي التهتهة اهتماما كبيرا وخاصة عند الأطفال الصغار، فذلك يجعل الأطفال أكثر ترددا وقلقا وخوفا من حدوث التهتهة. فالطريقة المثلى للتعامل مع هذه المشكلة هي ألا تعطي اهتماما حتى يصل الطفل إلى العام الخامس. مع وجوب معرفة أنه ليس هناك علاقات بين التهتهة ودرجة ذكاء الطفل.
فالتهتهة لا تعني بأي طريقة أن الطفل غير طبيعي أو أقل منزلة عن غيره من الأطفال، وأني أؤكد على ذلك لا لنجعلك تشعر بالراحة، ولكن على أمل أن نجعلك لا تلفت نظر طفلك لحدة المشكلة، وإلا فسوف يتجه كل انتباهه لها، وذلك يجعل الطفل قلقا وأكثر ترديدا لكثير من الكلمات والتهتهة فيها مما يجعله يشعر بالدونية.
وسوف أعطي مثالا لأوضح به كيف يحدث ذلك، فهناك حالة تخص طفلا يدعى "رضا" ويعد من الاطفال المتحدثين من الدرجة الأولى، وقد فاز في العديد من مسابقات الكلام، ثم تم نقله إلى مدرسة أخرى وقد تم إجراء اختبار المقابلة له، وعندما تمت مقابلته بمن تجري له الاختبار قالت له "إنك تتهته".
الطبيعي أن معظم الأطفال سوف يتلجلجون إذا قلت لهم "إني أسجل لكم أحاديثكم" وخاصة أن هذا مهم جدا وبمثابة تقييم لقدرتهم على التحدث. لهذا فإن رضا كان قلقا كمعظم الأطفال، وقد أساءت هذه المعلمة المبتدئة توجيه الطفل الذي
كان متحدثا لبقا. ولسوء الحظ أن رضا قد حفظ نصائح المعلمة عن ظهر قلب فقد قالت له: "تحدث ببطء لكي تدرك أخطاءك وتتحكم فيها".
وقبل بلوغ الطفل عامة الخامس يجب أن نتركه يتهته، و99% من الأطفال سوف يتجازون هذه المرحلة ببساطة، ولكن هذا لا يعني أننا يجب ألا نتحدث إلى خبراء اللغة أو الأطباء النفسيين بخصوص ذلك، فمساعدة الطفل يجب أن تتم في مرحلة مبكرة لضمان نجاحها.
ولو أنه بعد العام الخامس وجد أن التهتهة مشكلة لا تزال قائمة وإذا كانت هذه المشكلة مرتبطة بالمواقف المخيفة والأحداث المحبطة أو كانت مرتبطة بحروف أو كلمات معينة فيجب استشارة الأخصائي النفسي في هذه الحالة.
أما آثار التهتهة فهي سيئة، كأن يشعر الطفل بعدم الطمأنينة في المدرسة أو لا يرغب في المشاركة في الأنشطة المدرسية ويتجنب التحدث إلى أي شخص منعا للحرج. ونتيجة لذلك فهو يحرص على عدم تكوين صداقات وربما يكون محبطا بصورة دائمة. وقد تزول هذه الآثار كلما كان علاج المشكلة سريعا.
إن إجراءات العلاج التي أثبتت نجاحها في الجدول القادم، ورغم ورود هذه النتائج في كثير من البحوث إلا أننا يجب ألا نطلع عليها بمفردنا ولا بد من تدخل الأخصائي النفسي لتوضيح هذه النتائج.
4-
تأخير عملية الكلام:
العديد من الآباء يصبحون قلقين بشأن الفترة التي يجب أن يبدأ فيها طفلهم في الكلام. فالبعض يحاولون دفع أطفالهم للتحدث مبكرا، لأن هذا بالطبع يعني لهم أن ابنهم يتمتع بالذكاء ويطلبون العون من الله إذا جاءت مرحلة الكلام عند طفلهم متأخرة فهذا يعني لهم أن طفلهم سيكون متخلفا أو بليدا، وبالطبع هذه الفكرة خاطئة. والجدول بعد القادم يوضح العديد من الأساسيات في تطور الكلام. ولكن في الحقيقة أن هذه الأساسيات نسبية نوعا ما، وقد تظهر عند بعض الأطفال مبكرا وقد تظهر على البعض الآخر متأخرة وهذا لا يعني أن الطفل حاد الذكاء وبطيء الفهم.
5-
تعريف عملية تأخير الكلام:
كل هذه العمليات التي يقابلها الطفل أقل أهمية من مشاهدة الاتجاه العام في التحسن في عملية الكلام. ففي أثناء الخمسة عشر شهرا الأولى يجب عليك ملاحظة الزيادة في كمية الكلمات أو الأصوات المختلفة التي يستخدمها الطفل وفيما بين 15-48 شهرا يجب عليك أن تساعده في اتساع عدد الكلمات وفي
طول الجمل التي يستعملها. سواء استخدم 25 كلمة أو 25 كلمة في العامين الأولين من حياته. ولكن الذي يعنينا هو هل كلام الطفل يتحسن بمرور الوقت، هل هو يستخدم العديد والعديد من الأصوات من الكلمات أو يستخدم جملا أطول، فإذا وجدت الطفل يتحسن تدريجيا عندئذ يجب ألا تقلق، فقط يمكن أن تقلق إلى حد ما عندما يبطئ هذا التقدم أو يتوقف لفترة طويلة من الزمن، فيجب أن تهتم بهذا الشأن لاحتمال تأخر مرحلة الكلام.
ووجهة النظر في هذا الشأن أنه نادرا ما يحدث تأخر في مرحلة الكلام عند الأطفال. فقد أثبتت الدراسات أن حوالي 99.8% من الأطفال لن يتعرضوا للتأخر في الكلام فحوالي اثنين من كل ألف طفل يتعرضون لذلك، وعادة الغالبية العظمى من الأطفال تتقدم بسرعة وإن تأخرت بعض الشهور ولكنهم سوف يتعلمون كيفية الكلام وسوف يصبحون طبيعيين بشتى المقاييس.
6-
متى يصبح التأخر في الكلام مشكلة:
بصفة عامة هناك ملحوظتان كبيرتان على تأخر مرحلة الكلام عند الطفل:
أولا: العملية الأساسية توضح أن مشكلة تأخر الكلام يجب أن تناقش عندما يبدأ الطفل في استخدام الكلمات عامة، ولو أن الطفل لم يستخدم خمس كلمات على الأقل عندما يبلغ 24 شهرا. فيجب أن يبدأ برنامج تعليم الكلام.
ثانيا: لو أن الطفل مر بعام آخر دون كلام، فيجب عليك استشارة المتخصصن، فالعديد من الأطفال يبدءون في استخدام أول كلماتهم ما بين 14: 15 شهرا. وفي سن سنتين يستخدم الأطفال الكلمات بانتظام.
وعموما: فإن بعض حالات تأخر الكلام تكون نادرة الحدوث، وغالبا إذا بدأ الطفل في ترديد بعض الكلمات فسوف يتخطى العقبة الأولى وسوف يستمر في إحراز التقدم، وفي بعض الحالات قد نجد معدلات بطيئة من التقدم "على سبل المثال عندما يكون هناك فقدان في السمع أو إعاقة أي خلل في المخ". أو قد يكون بسبب نقص في القدرات اللغوية، وعلى أي حال لو أن الطفل بلغ 12 شهرا بدون إحراز أي تقدم لغوي، فيجب اللجوء إلى الأخصائيين لطلب العون.
7-
ماذا يجب عمله لجعل عملية الكلام عملية ناجحة تماما:
إنه من المهم أن تعرف أن "الطفل الوحيد" الذي ليس له إخوة أو أخوات والذي يأخذ الكثير من اهتمام الكبار ويحتك بهم، كثيرا ما يصبح ماهرا في عملية الكلام.
وهناك بعض النماذج التي تعتبر بدون شك أشياء مهمة يمكن أن نزودك بها إن أفضل طريقة لتشجيع الطفل على الكلام هي التحدث الكثير معه أو أن نعطيه الفرصة لكي يتكلم، وبأصوات سهلة ومفهومة، ولكن نجد أن الطفل تحدث معظم الوقت بينما الآباء لا يستمعون إليه "فهم يقولون أشياء أخرى ويتحدثون إلى أفراد آخرين". وقد يقاطعون الطفل قبل استكمال حديثه. أو قد يعطونه إجابات غير كافية لأسئلته، وذلك لأنهم قد يكونون ذاهبين إلى أماكن أخرى أو يفعلون أشياء أخرى، بالإضافة إلى أن الآباء قد يقدمون معظم الخدمات للطفل قبل أن يطلب ذلك. ربما لأنهم عادة ما يعلمون بما يفكر فيه الطفل أو ما يريده "مثال: يقولون له أنت جائع"، أو قد يعلمون أنه يريد مساعدة "فيقولون: أنا سأساعدك". ولكن نتيجة ذلك لا تتاح لديه الفرصة ليتكلم ليحصل على ما يريد، فكلامه يتجاهل، والفرص التي يستطيع فيها الحديث قليلة "فلا تكون هناك فرصة لممارسة الكلمات أو التركيبات اللغوية الجديدة".
فلو أننا بدلا من ذلك استطعنا أن ندربه على النقاش كل يوم، ونستمع إليه ونعطيه الفرصة لاستكمال حديثه، ونترك له الفرصة لإلقاء الأسئلة، وننصت إلى ما يقول الطفل، عندئذ سوف نمده بالكثير لحديثه وإلى استخدامه نماذج جديدة من الكلمات، مما يعطيه الفرصة لممارسة التحدث والتدريب عليه ويجب أن نمدح الطفل على أي نطق يصدر منه ونشجعه على وضع الكلمات في جمل، وبهذه الطريقة فإننا لا نقدم دوافع مطمئنة فقط للطفل ولكننا نساعده أيضا على التقدم في تشكيل وإخراج الجمل الجيدة.
ولو أن الطفل لم يستطع الكلام حتى عامة الثاني ففي هذه الحالة يمكن اعتبارها مشكلة، ولسوء الحظ فإن العديد من المتخصصيين بالأطفال وعلماء النفس لم يتخذوا الموضوع بجدية، وقد يتأخرون في ضوء هذا الحالات ولا أستطيع أن أحصى لك عدد الآباء الذين واجهوا هذه المشكلة وقد قيل لهم إن طفلهم لم يستطع تجنبها، وقد واجهوا التشخيص البشع بأن طفلهم يكون معافا اجتماعيا وربما عقليا.
والحقيقة لو أن علماء الكلام بدءوا في التعامل مع هذه المشكلة مبكرا فسوف يمكن للطفل أن يتقدم ويصل إلى المرحلة الطبيعية، ولكن لو تأخرنا عاما بعد هذه السن فسوف تصبح المشكلة حقيقية ولن نستطيع التغلب عليها.