الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفصل الثامن: دور الوالدين في مواجهة مشكلات أطفالهم أثناء التنشئة
مدخل
…
الفصل الثامن: دور الوالدين في مواجهة مشكلات أطفالهم أثناء التنشئة
قبل الحديث عن الطباع المختلفة للأطفال، التي تشغل بال معظم الآباء يجب أن نقول لهم إن الأطفال يكتسبون كثيرا من العادات والسلوكيات خلال الخمس أو الست سنوات الأولى من عمرهم، وهذا ليس غير طبيعي، بل سيكون هذا إن لم يظهر على هذا النحو، ولقد سمعنا جميعا عن النشاط الشائع في الأربع سنوات الأولى ثم فترة الاعتراض والغضب، التي تلي ذلك كتطور لسلوك الطفل، فلا ضرر في كل ذلك. أما ما يستحق القلق فهو ما إذا استمرت أي فترة مدة طويلة، وفي هذا الجزء سوف نصف كل سلوك ومدى الوقت الطبيعي له وما إذا كان الوقت قد طال أم لا أو أصبحت هناك مشكلة أم لا. وسوف نتعرض بالذكر إلى اختلافات سلوك الطفل وكيفية التعامل معها بالطرق الفعالة.
البداية ستكون من مشاكل الطفولة المبكرة "مثل: البكاء، التغذية، النوم" ثم التطرق إلى الفترة من أربع ست سنوات "مثل: عدم الاستجابة، والعدوانية، ومشاكل الكلام"، ثم نتتبع مراحل تطور سلوك الطفل تدريجيا.
إذا كان اهتمامك ينصب على أفعال الطفل فتأكد أنك لن تتركه بمفرده وكما هو موضح بالجدول القادم الذي يبين قلق الأمهات يهتمون بنقطة معينة وهي الغضب عند الأطفال الصغار و60% من الأمهات يصيبهم الضيق بسبب عدم استجابة ومشاركة أبنائهم، واثنتين من كل ثلاث أمهات يشكين من متاعب النوم والكوابيس وصعوبة الذهاب إلى النوم والمشي أثناء النوم والضيق عندما يترك أحد الأبوين فراش نومهم
…
إلخ.
وتقريبا نصف نسبة الأمهات يهتمن بمدى النشاط الزائد Hyperactivity عند الأطفال وعدم مقدرتهم على الجلوس في سكون لبضع دقائق.
كما أن 43% من الأمهات يقلقن على خوف الأطفال وتستمر الإحصائيات التي حسبت كما سيتضح فيما بعد على أطفال ابتداء من 21 شهر حتى 11 سنة هذه الإحصائيات لا يجب أن تخيفك، بل على العكس إنها تظهر مدى شيوع هذه الحالات في مراحل التطور الطبيعي، كما تظهر أن هناك صورا من التطور يمكن لمعظم الأطفال أن يكبروا بدون الدخول فيها. ويجب أن تعلم أن السلوك الذي
أنت قلق بشأنه يحدث بكثرة عند الأطفال ولن يجعلك تشعر أن حالة طفلك فريدة.
كثير من الآباء لديهم هذه النظرة "غير الحقيقية" لمثالية الطفل التي لا يمكن أن يصل إليها، لذلك فإننا نلاحظ هذه الانحرافات عن المثالية، والأرقام التي في الجدول القادم لا تعكس المؤشر الحقيقي لمشاكل الأطفال ولكن تمثل مدى قلق وفزع الأمهات وحساسيتهن تجاه أدق الأمور، كما تخبرنا عن تطور الطفل كي نصبح في النهاية واقعيين وأقل حساسية تجاه حيود الطفل عن المثالية، إننا يجب أن نتذكر بينما يكون الطفل في حالة سلوكية سيئة فإنه في الحقيقة يقع في ذلك لفترة بسيطة، ومعظم الوقت نكون مأثورين بتعبيرات الأطفال الممتعة، فكم من الممتع أن تعشر أنك جعلتهم يضحكون أو يقبلونك أو يحتضنونك وكيف تشع وجوههم مضيئة عندما ترتسم الابتسامة عند رؤية "الأم" أو "الأب" فجأة.
وهناك ملاحظة أخرى توجب الراحة مع الاستثناء لبعض الحالات، هي أن هذه الطباع الغريبة للطفل لا يجب أن تؤدي إلى سوء تصرفاته أو سلوكه فيما بعد فالخوف ومشاكل النوم وصعوبة الذهاب إلى دورة المياه، من المشكلات التى نراها في الطفولة، ولا يعني أنها سوف تستمر فيما بعد أو حتى سوف يصحبها مشاكل أخرى اجتماعية أو عاطفية في العمل أو في المدرسة، بل بالعكس إنها تقل بدون أي تدخل باستثناء النشاط الزائد الشائع في سن 4 سنوات والذي يجب أن يختفي عند ست سنوات ونصف تقريبا، وأيضا السلوك غير الاجتماعي مثل الغضب والعدوانية والاعتراض، إنه بمرور الوقت يجب أن يختفي، وأحيانا يمكن أن يكون لها تأثير على النمو وعلى كثير من العلاقات في المدرسة وعلاقات الصداقة والعلاقات الأسرية
…
إلخ.
جدول "1"
يوضح النسب المئوية للأمهات المنزعجات تجاه المشاكل الخاصة بأطفالهن