الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سادسا: الندية بين الأشقاء
Sibling Rivalries
إن هذا الموضوع يظهر على الأفق بمجرد ولادة الطفل الثاني فيفقد الطفل الأكبر كثيرا من الأضواء المسلطة عليه، والأم تكون مشتتة ما بين الطفل الجديد وآثار الوضع، والأب أيضا يود قضاء بعض الوقت مع المولود مما يشعر الطفل الأكبر بالغيرة من هذه الزائر الثقيل.
وهناك طرق كثيرة لمنع هذه الندية بين الأشقاء فقبل ولادة الطفل يجب أن نتحدث عنه وعن السعادة التي سيجلبها لأخيه الاكبر
…
"سوف يحبك كثيرا، سوف نحضر لعبا كثيرة لتلعبا بها، إنك الآن ستكون الأخ الأكبر
…
إلخ". ونشركه في تسمية المولود والعناية به ونوجه له أمثلة مثل "هل تساعدني في تغذيته وتحضر لي البيرونة، هل ستعلمه كيف يلعب باللعب" وكذا التحدث معه عن هذا المولود ونشعره برفسه داخل بطن أمه قائلين له "هذا هو أخوك" ولا نقول "ابن والديك أو أحدهما".
وعندما يولد الطفل يجب أن يأخذ الأب ابنه ليرى المولود الجديد ووالدته في المستشفى، ومن الأفضل أن يكون في انتظار الابن هدية باسم المولود الجديد، فسوف يؤدي ذلك إلى بداية من الروابط القوية بينهما، ونقول:"خالد، انظر ماذا أعدت ميرام لك؟ إنه شيء جميل حقا أن يكون لك أخت تحبك لهذه الدرجة".
ومن الضروري أيضا أن يقضي الأب وقتا أكثر مع طفله الأكبر، فيشعر الطفل أنه لا يزال هناك أمل في أن يحصل على الاهتمام، وعندما يكبر المولود تشجع الطفل الأكبر ونثني عليه عندما يتصرف تصرفا إيجابيا تجاه الأصغر "خالد،
هل تستطيع أن تضحك أختك؟ " فإذا فعل أو حاول فيجب الثناء عليه بشدة "كيف استطعت أن تفعل ذلك؟ أنا لم أستطع أبدا، لا بد أنها تحبك جدا، انظر كيف تراقبك، إنك فعلا أخ عظيم" فستجده بعد ذلك يستمتع باللعب معها وعندما تبدأ في إصدار الأصوات تبين للولد كم هو ممتع أن يقلد صوتها ونصفق لها عندما تقلد أصواتنا، فينتج عن كل هذا كثير من الاهتمامات المشتركة والتقارب الملحوظ بينهما.
طبعا سيأتي اليوم الذي ترى الطفل الأكبر "بالصدفة أو بغيرها" يطعن الطفل الأصغر بالسيف "اللعبة طبعا" أو يدفعه أو أي تصرف سلبي من هذا القبيل، فالتعامل مع هذه المواقف يكون كالتعامل مع الغضب والعدوانية. كما سوف يتضح فيما بعد. وهذا ليس بالضرورة أن يكون نوعا من الندية بين الأشقاء لكن إذا سمعت مرة قوله "إنها أخذت لعبتي" ولم يكن لعب بها في هذه اللحظة فهذا من الندية وهنا يجب أن يتعلم الطفل بعد أن نتأكد أن لديه لعبا أخرى كافية المشاركة والعدل مع أخته بأن نقول:"حسنا ما اللعب الذي تود أن تلعب بها؟ إذن ميرام سوف تلعب بالباقي" وتظهر كوالد بعض التصميم على أن تلعب هي باللعب التي لم يستخدمها فيشعره هذا أنه كما أن له الحق في الاختيار واللعب كما يحلو له فليس هناك مانع من أن تشاركه أخته.
هناك مفهومان للتعامل مع مثل هذه المواقف التي يشعر فيها الطفل الأكبر أن الأصغر مفضل عنه، أولا: يمكن أن نربط بينهما بلعبة تجمعهما معا فهذا يكسر الجمود الذي ربما يكون بينهما، وخاصة إذا استمتعنا معا بهذه اللعبة، أما الثاني فيعتمد على أن تقوم بإشغال الطفل الاكبر
…
"خالد"، هل تريد أن تمر على صديقك عمرو؟ هل تريد أن تلعب بالطائرة؟ فلتذهب إلى منزل "طارق"، هذا لأن الطفلين لن يتمكنا من اللعب معا بصفة دائمة فنحاول أن نلهي الطفل الأكبر بعمل شيء آخر يفضله.