الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ثانيا: البكاء ونوبات الغضب والانفعال
مدخل
…
ثانيا: البكاء ونوبات الغضب والانفعال
إن البكاء ونوبات الغضب غالبا ما يكون لها سبب وجيه، لذلك فعلى الآباء أن يكون لهم رد فعل دائم تجاه ذلك فنحن نقفز مسرعين عندما نسمع بكاء الطفل لأن هذا يدل بالتأكيد على أن هناك شيئا ما قد حدث ولا بد لنا أن نساعده فورا، فالاستجابة لصراخ الطفل شيء أساسي بالنسبة لنا، بسبب حبنا الكبير للطفل، ولكن بمرور الوقت قد يبكي الطفل لا لأنه في حاجة إلى شيء ولكن لأنه قد يريد مكرونة أو قولا بدلا من الأرز، أو يريد أن يلعب مع والده مع أنه مشغول في عمله.
إذن لا بد أن يأتي وقت للآباء لكي يتجاهلوا صراخ الطفل. فتحاول الأم أن تجلس في حجرة بعيدة قليلا وتترك الطفل يبكي قليلا لرغبته مثلا في النوم معها وهذا سيكون اختبارا لقدرة هذه الأم وصلابتها. فالطفل يبكي لأنه يعرف أن أمه أو أباه سوف يأتي، ولهذا إن لم يتحقق ذلك قد يزيد الطفل من بكائه وصراخه، وقد يبدأ في فعل أشياء أخرى مثل رمي الأشياء على الأرض.
وإذا فشلت في أن تقاوم بكاء الطفل فإن البكاء والصراخ سيكون حولك طوال اليوم وفي كل دقيقة. ولا عجب من أن الدراسات أثبتت أن 80% من الآباء يهتمون ببكاء الطفل.
عند الأطفال حديثي الولادة يستغرق وقت البكاء من ساعة إلى 4 ساعات يوميا، وبالتأكيد يزداد أثناء الستة أسابيع الأولى من العمر وحتى الأسبوع الثامن لأنها فترة البكاء الطبيعي فالطفل يبكي لأنه جائع أو مبتل أو نائم في وضع غير مريح
…
إلخ، وقد يبكي الطفل حوالي 12 مرة يوميا مع العلم أن هناك فروقا بين طفل وآخر.
فعندما يبكي الطفل لا بد أن نقفز إليه ولا نتجاهل بكاءه على الأقل في السنة الأولى من عمره. وكلما حملنا الطفل واعتنينا به نقص بكاءه. فقد أثبتت الدراسات أن حمل الطفل أربع ساعات كحد أدنى ينقص بكاءه إلى النصف تقريبا.
وبمرور الوقت يتناقص البكاء بعد شهرين أو ثلاثة من الولادة ويصبح حوالي 4 مرات يوميا فقط. وبعد عام يبكي الطفل ليس لتعب جسماني أو عضوي ولكن
الأكثرية تكون لأسباب بيئية، كرؤيته لأغراب في ميعاد نومه أو لأنه يفضل أنواعا معينة من الطعام. وفي السادسة من العمر نجد أن 18% فقط من الأطفال يبكون أكثر من مرتين أو ثلاث كل أسبوع.
وبينما يتناقص البكاء فإن نوبات الغضب تبدأ في الظهور حتى قبل أن يبلغ ثمانية أشهر من العمر. رغم أنه في هذه السن قد يكون البكاء مناسبا وذا قيمة، فهو يحدث عندما يكون الطفل قد ناله أذى، مثلما يكون خائفا أو في حاجة إلى شيء، أما نوبات الانفعال فتبدأ كعامل جذب أعلى من البكاء، فقد يشنج الطفل جسمه ويحبس أنفاسه أو يضرب رجليه في الأرض ويتطور الانفعال فيقوم بإلقاء الأشياء والضرب أو الوقوع على الأرض.
ونوبات الغضب بالتحديد هي محاولة الطفل لأن يجد وسيلة أو مخرجا، ويقوم بها كل الأطفال، ورغم هذا فإنه قد يأخذ أشكالا متعددة مع أطفال مختلفين، وهو طبيعي جدا وشائع. ومع كل فإننا في العام الأول نقفز مع أقل صرخة بل وقد نقفز لمجرد تخيلنا سماع صرخة من الطفل.
فالطفل في أول عمره يتعامل معاملة خاصة من الآباء. فهم في خدمته باستمرار. والأم تقدم الإفطار له في السرير، وقبل حتى أن يطلبه يكون قد توافر، والطفل يتعود على هذه المعاملة الحسنة، وإذا وضعت نفسك مكانه فماذا ستفعل لو تعودت أن تقوم الخادمة بكل شيء لراحتك ثم فجأة تدق لها الجرس ولا تحضر لتلبي رغباتك، فإنك سوف تصرخ في وجهها. هكذا الطفل يعتبر أنك العبد وهو السيد، وفي وقت ما لا بد للطفل أن يتعلم أن هذه العبودية ستتلاشى وأنه لا يمكن أن ينال كل ما يريد.