الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الطفل العدواني بأعلى ما في رئتيه من هواء ليحصل على ما يريد بإلحاح أو حتى بالتهديد، وقد يلقي هذا الطفل أي لعبة أو طبق أو يحطم الأشياء بقدم واحدة أو بواحدة تلو الأخرى حتى يخلي الحجرة من كل ما فيها.
من الضروري التفرقة بين العدوانية والميل إلى الحزم والصرامة
…
فقليل من الحزم مطلوب لضبط الطباع والخصائص فنحن نريد أطفالنا "والكبار" أن يكونوا حازمين بدلا من الإيجابية في مواجهة الأوامر غير السليمة التي توجه إليه في حياته.
وما لم يبلغ الطفل سنتين لا يمكن أن نعتبر العدوانية مشكلة كالتي تظهر عندما يحين وقت الأكل أو النوم أو التواليت
…
إلخ. ومع ذلك فنتائج البحوث تشير إلى أن حوادث العدوانية تقل بمرور الزمن وباكتساب الطفل للنشاطات الاجتماعية. كما أن أنواع العدوانية تتغير بمرور الزمن.
لكن التجارب أثبتت أن 70% من الكبارالذين كانوا عدوانيين في طفولتهم لم يصبحوا كذلك فيما بعد، مما يؤكد أن هذه المشكلة إذا لم تكن خطيرة في الطفولة لن تكون كذلك فيما بعد.
1-
سبب عدوانية الأطفال:
إن الطريقة التي يتعلم بها الأطفال العدوانية تكون عن طريق القدوة أو التقليد، فهم يرون الآخرين يفعلون ذلك وربما يكون هذا في التلفزيون أو النادي أو من الآباء، وعند تعرض الطفل للعدوانية فهذا خير مثال له ليفعل هو أيضا ذلك بل ولا يتوقف بعد ذلك عن فعله.
إن الكم الهائل من الأبحاث المتعلقة بالعنف في التلفزيون أوضحت أن الأطفال تتأثر وتقلد ما يحدث حتى أبطال الكارتون
…
فلا عجب إذا رأيت طفلك يحاول الطيران رافعا قدمه في حركة كراتيه. كذلك فالأطفال يتعلمون شكل العدوانية من آبائهم فلا تتعجب إذا رأيت طفلك يقسم ويتوعد ويصرخ فالحقيقة أنهم يقلدون انفعالاتنا "وهذا أحيانا يثير ضحكنا فمن الأفضل أن تذهب وتضحك بعيدا عن الطفل".
ويجب أن نحاول منع عدوانية الطفل، فمن الحكمة ألا نعرضهم لأحداث عنيفة، وأن نقلل من وقت مشاهدة التلفزيون والتحكم فيما يشاهدونه مع عدم الدخول في جدال ومهاترات أمام الأطفال. لكن من المستحيل أن تمنع كل هذا أمام الطفل، وإذا فعلت فسيقوم بذلك أصدقاء المدرسة.
إن بعض الأسر تميل إلى الموافقة والتأييد لعدوانية أطفالهم، ومثال على ذلك فالعدوانية عند الأطفال شائعة عندما يكون على درجة كبيرة من التساهل والتسامح، فالآباء الذين يدللون أطفالهم ولا يتعاملون بحزم وصرامة مع السلوك غير السليم يعلمون أطفالهم أن العدوانية هي المنفذ وطوق النجاة من الغرق. وكما في القول المأثور أن التسامح يجعلك بعيدا عن الجريمة ويجعل الجريمة تقترب منك، هكذا يعلمون أطفالهم.
إن الإسراف في استخدام الرفض، النكد العقاب قد يزيد من عدوانية الطفل، وأيضا فالآباء يمثلون قدوة أساسية للطفل فعند قيامهم بفعل أي شيء، يعتبر هذا تصريحا للطفل بفعله وغالبا ما يقوم بذلك.
في بعض العائلات نجد الآباء لا يجنبون مشاعرهم وانفعالاتهم عن الأطفال، خاصة بمشاكل العمل أو تكلفة المعيشة فالطفل قد يعتقد أنه قد أخطأ في عمل شيء بسبب هموم أبيه ولا يدري ما السبب. فإذا استمرت هموم أبيه وإحساسه بها، فقد يشعره ذلك بالحزن والإحباط ثم يتحول ذلك إلى العدوانية. كما أن الآباء إذا فشلوا في الثناء على الأشياء الجيدة التي يقوم بها الطفل ويكونون مهتمين بالجزء الخاص بالعقاب فقط، فإن الطفل يحفظ مثل هذا السلوك في الحقيقة. إن الطفل قد يحاول الصياح أو القيام بالأفعال الاعتراضية الأخرى ليحصل على اهتمام والديه أو يمنعهم من الصياح والرفض له، فمن هذا المنطلق نجد أن العقاب من أكثر الأسباب الواضحة لعدوانية الطفل.
إن هذا يوضح لماذا توجد مشاكل مع الأطفال الذين ينفصل آبائهم وأمهاتهم عن بعض، بالطلاق، فلا يكون عدوانهم بسبب الانفصال وإنما بسبب النموذج العدواني الذي أعطوه لهم، إن الأسر التي تتعامل مع الغضب بنجاح -مع أن الغضب يظهر ولكن سرعان ما يختفي ويحل محله السلوك الاجتماعي السليم- لهم الخصائص التالية: