الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
2-
مراحل التنشئة كعملية مستمرة لا نهائية:
تمر عملية التنشئة الاجتماعية للفرد في ضوء هذه الوجهة بأربع مراحل، وتقسم المرحلة الأولى منها إلى أربع فترات داخلية.
أ- المرحلة الأولى: من الميلاد حتى دخوله الروضة.
وتتم داخل الأسرة ولها أربع فترات:
الفترة الأولى: الطفل في هذه الفترة لا تمارس عليه أية ضغوط اجتماعية، ويعيش في هدوء وسكون. فمنذ مولد الطفل تتحمل الأم مسئولية رعايته، ويرتبط بها الطفل ويعتمد عليها.
ويمنح الطفل من الأسرة والأم كل العطف والعناية، ولا يتوقع إطلاقا منه مشاركات إيجابية. والأم رغم حبها وحنانها على الطفل وتحقيق احتياجاته، لا تهمل واجباتها الأسرية الأخرى.
الفترة الثانية: الطفل في هذه الفترة تبدأ الأسرة معه السيطرة والضبط، وتنوب الأم عن الأسرة لأداء هذا الدور، وتحاول إعلاء سلوكه إلى سلوك اجتماعي، نظرا لتعلمه بعض الأداءات واكتسابه بعض الكلمات التي تسهل له الاتصال وإبلاغ بعض الرغبات.
ويبدأ الطفل في التوتر نتجة الممارسات التي تفرضها الأم، والحرمان النسبي من تلبية كل الرغبات، وهنا يكون سلوك الأم قد بدأ يتغيير، ولكن هذا التغير لا يتبعه أن يتحمل الطفل مسئولية أفعاله. وتسمح الأم للطفل بممارسة بعض السلوكيات إنها فترة سماح، Permissive، لكنها ليست على نفس النحو في الفترة الأولى، وبالرغم من ذلك فهو يحب الأم.
الفترة الثالثة: تبدأ إمكانات الطفل تنضج لتعميم الحب إلى أبعد من الأم، ويبدأ الطفل إدراك نفسه كفرد بين من يكونون الأسرة، ويعرف الأب. وتبدأ مرحلة توحده مع أفراد الأسرة. وتتخلى الأم في هذه الفترة عن مسئولياتها تجاه الطفل نسبيا إلى الأب.
ويعيش الطفل في هذه الفترة زمنا تنكر فيه أغلب رغباته الفطرية، وتلاحقه مجموعة من الأوامر والنواهي والتعليمات التي تقيد حركاته وتضبط سلوكه، التي يعجز عن فهمها رغم إدراكه لها. ويساعد ما يحصله الطفل من خبرات ومهارات في هذه الفترة على اكتساب مركز جديد في الأسرة.
الفترة الرابعة: يتوحد الطفل في هذه الفترة مع الأب كموضوع جديد. ويبدأ دور الأم في التغيير ويصبح دورا والديا، ويبدأ نشوء الضمير ويصبح الأب والإخوة موضوعات عند الطفل يتبادل معهم التفاعلات. ويؤدي الأب في هذه الفترة دورا هاما كموضوع للإشباع العاطفي للطفل، وإن كانت الأم أكثر إيجابية نحو الطفل إلا أنها أقل مساعدة له. وتؤيد الأسرة تحولها إلى ممارسة الثواب والعقاب. إنها فترة توافق مع المراكز الجديدة في الأسرة والتي يكبت فيها رغباته السابقة.
ب- المرحلة الثانية: ويطلق عليها Parsons الطور الثانوي للتنشئة، وتكون خلال مراحل الدراسة من الابتدائية حتى نهاية التعليم أو الحصول على المؤهل.
والمدرسة أول نسق اجتماعي يدرك فيه الطفل التباين الاجتماعي ليس على أسس بيولوجية، بل على أساس التحصيل والقدرات، يقابل الطفل رفاقا جددا، ويواجه الطفل لأول مرة فترة توضع فيها قيم أسرته وأفكارها في الميزان.
ويتخذ الطفل نماذج غير الأب والأم كموضوع، ويتحرر أكثر من الارتباط بهما مع وجود معلم أو معلمة. ويعدل المنهج الدراسي من بعض الأفكار ويتكيف التلميذ مع النظام الاجتماعي الجديد.
حتى يصل الطالب إلى الجامعة، ويبدأ الإحساس بالفروق في التخصصات تبعا للقدرات. ويدرك الفروق في التخصصات المهنية.
جـ- المرحلة الثالثة: وتبدأ من الخروج من التعليم إلى العمل. ويبدأ تكيف المرء من جديد مع الأنساق الجديدة التي يرتبط بها وازدياد عدد الأدوار وتغير توجيهات القيم، وربما أدى ذلك إلى بعض التوتر، نتيجة خبرات حياة عملية جديدة.
د- المرحلة الرابعة: تبدأ بتكوين الفرد أسرة جديدة. وهي فترة تتداخل مع الفترة الثالثة، وربما تسبقها في بعض الأحيان لدى بعض الأفراد.