الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
1-
متى يتحول البكاء والغضب إلى مشكلة
؟
إن البكاء والغضب شيئان طبيعيان عند كل طفل. وهذا السلوك لا يكون شاذا أو يمثل مشكلة، ولكن المسألة هي أنه لا بد أن يتناقص بمرور الوقت. وتصبح نوبات الغضب مشكلة إذا لم يحدث هذا، وإذا استمر مدة أطول من اللازم. فإذا استمر الآباء في تلبية طلبات أطفالهم عند أقل انفعال فإن نوبات الغضب لدى الطفل سوف تزداد وسيصبح نموذجا للطفل المتسلط، وسيظهر هذا أثناء تعامله مع الآخرين "المدرسين والأغراب أيضا". وهذا ما يؤدي إلى عدة صعوبات ستواجه الطفل في المدرسة. وسيقل تعلم الطفل لأي شيء عن التفاعلات الاجتماعية السوية مثل المشاركة، الأخذ والعطاء، والتعاون والاندماج مع الآخرين، أو حتى أسلوبه في المطالبة بشيء.
والخلاصة أنك لا تستطيع أن تمنع انفعال الطفل، ولكن كيف نتعامل معه وكيف تعتزم داخليا على ألا تستمر في تلبية رغباته؟ هذا هو ما سوف نتحدث عنه.
2-
كيف نتعامل مع البكاء ونوبات الغضب والانفعال
؟
يجب ألا نقلق بسبب البكاء خلال العام الأول من عمر الطفل. ولكن بعد ذلك يجب أن نميز بين البكاء الحقيقي والبكاء الاستغلالي. فمعظم الآباء قادرون على أن يفرقوا بينهما في نقطة ما أحيانا في الستة أشهر الأولى وأحيانا بين 12 و15 شهرا. وإذا كتت غير متأكد اذهب للطفل وتفحص إذا ما كان محتاجا لأي شيء. أما إذا اتضح أن البكاء استغلالي فهناك العديد من الأشياء يجب القيام بها للتأكد من أن هذا لن يدوم طويلا:
1-
لا بد أن نتأكد من أن نوبة الغضب لا تهدف لأن تكون وسيلة لتحقيق رغباته، وهذا يعني طبعا أنه لا بد أن نعرف بالقطع لماذا تأتي نوبة انفعال الطفل فإن عرفت أن الطفل يريد شيئا كمشاهدة برنامج تلفزيوني، أو تناول حلوى أو أن يذهب إلى اللعب فلا بد أن تتجاهله لأن تجاهل الطفل هنا سيكون مؤثرا. فتجاهله يؤكد أنه لن يحصل على كل ما يريد وأن هذا الغضب لن يجدي أو يفيد
…
ولكن من ناحية أخرى إذا كان الطفل يحاول تجنب شيء ما مثل أن يذهب إلى النوم أو يأكل بالمعلقة فإن تجاهله يكون أسوأ شيء يمكن فعله، فإذا تجاهلته فسيشعر أنه ليس مطالبا بترتيب لعبه مثلا أو الذهاب إلى النوم في وقت معين، وتكون هنا نوبات غضب الطفل ناجحة لأنه قد نال ما يريد.
لا تستمع لأحد يقول لك إنه يجب تجاهل الطفل باستمرار عندما يغضب لأن هذا اقتراح شائع بين الآباء، فإن البحوث الحديثة توضح أن هذا خطأ، لأنها بشكل أو بآخر تبين للطفل أن نوبات الغضب قد تفيد أحيانا.
أثناء الغضب يجب أن تتفاهم وتتناقش مع الطفل فيجب أن تحاول إقناعه مثلا بسبب عدم تناول الحلوى الآن، ولماذا لا يمكن أن يشترى كل اللعب التي في المتجر.
2-
التقليل من الحوار أو المناقشة خلال الغضب:
لا يجب أن نوضح أو نشرح خلال الغضب لماذا يجب ألا يأكل الحلوى الآن، كل الأطفال يتطلعون إلى الرعاية والاهتمام من آبائهم لكننا يجب ألا نجعل هذا هو السبب في الغضب بحيث يصبح وسيلة للحصول على الاهتمام، إننا يمكن أن نناقش ونشرح لماذا يجب أن يذهب إلى الفراش الآن ولكن قبل أن تنتابه حالة الغضب.
3-
عندما يحل بنا التعب ونكون في حالة من الضيق والضغط العصبي فإننا قد نلبي الطلب للطفل من أول سؤال هاربين من التعامل مع الغضب، لذلك سوف يتعلم الطفل جدوى الغضب وفائدة استخدامه.
4-
نحن نعلم الطفل الطرق السليمة لطلب ما يريده:
إننا يجب أن نعلم الطفل كيف ومتى يشارك، يأخذ دوره، فإذا أراد لعبة يلعب بها طفل آخر فيجب أن يبدل معه لعبة أخرى مفضلة لديه ويجب تعليم هذا في مواقف كثيرة ولا تترك الغضب يتسلل إلى طريقة عرض طلباته.
5-
التطلع إلى الأشياء الجيدة التي يفعلها الطفل والثناء عليها. والتعامل مع الغضب يجب أن يبدأ من أول ملاحظتك لحدوثه، لكننا لا نود أن تسوء العلاقة بيننا وبين أطفالنا، لذلك فإننا نبذل مجهودا خاصا لتحديد ما هي الأشياء الجميلة التي يفعلها الطفل ونثني عليها، أما يمكن أن نقضي معه وقتا أطول في اللعب فبذلك يتعلم الطفل أنه ليس بالطفل السيئ. إنها مجرد لحظات يظهر فيها هذا