الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عنه عند ما قال له بعض أصحابه: أفلا أجهزت عليه، قال: إنه استقبلنى بعورته، فعطفنى عليه الرحم، وعلمت أن الله قد قتله.
لا نقول قابلوا بين على ومن حرض العبد، فإن تلك بطولة على، وهذه أخلاق العبيد. توالى القتلى من حملة لواء المشركين، حتى حملته امرأة.
وصناديد الجيش الإسلامى حتى بعد مقتل حمزة بالخيانة والغيلة والغدر مستمرون في الضرب فى اهتداء، وقد شقوا صفوفهم، كما تشق السكين الكمثرى، وأداروها رحى في صفوفهم، وهم يفرون تاركين أموالهم وعتادهم ومع كثير مما يغنم.
الغنائم القاتلة:
423-
تفرق معسكر الشرك، وفر من فر منهم، ولم تغن عنهم كثرتهم شيئا، ولم ينالوا خيرا، ولكنهم لم يسحقوا، ولم يثخنوا وكانوا يفرون فرارا، والعدد لجب كبير، وفيهم قوة الخيل قوة خالد بن الوليد، وقوة عكرمة بن أبى جهل، ومع كل منهم مائة فارس، قد أعدوا العدة، لينقضوا إن وجدوا الفرصة، وكلاهما ذو بصر أريب يدفعه الثأر والحمية.
غر الأمر طلاب الغنائم، وبينما على والزبير، وسعد بن أبى وقاص، وصناديد الأنصار يقصمون ظهور المشركين، حتى حملوهم على أن يتركوا متاعهم، أخذ هؤلاء من وراء أولئك يجمعون الغنائم، ويأخذون الأسلاب، ويتركون أبا دجانة يفلق الهام، ولا يحمون ظهور المؤمنين، والطمع يغرى بالطمع، والمال يغوى ويضل.
ولقد وصف ابن إسحاق المعركة قبل التسابق على الغنائم فقال: أنزل الله نصره على المسلمين وصدقهم وعده، وحسوهم بالسيوف حتى كشفوهم عن العسكر، وكانت الهزيمة لا شك فيها.
ويقول البطل الزبير بن العوام: «ولقد رأيتنى أنظر إلى خدم هند وصواحبها مشمرات هوارب ما دون أخذهن قليل ولا كثير» .
أخذ ناس يجمعون الغنائم، ورأى الرماة الغنائم تكثر، ويتسابق إليها من يريدونها، فتركوا حماية ظهور المؤمنين، ونضح الخيل بالنبال، وأمر النبى صلى الله تعالى عليه وسلم، بألا يتركوا أماكنهم سواء أكان القتل للمؤمنين أم كان على المؤمنين، لأنه لا يريد أن يحيط جيش المشركين الكثير بجيش المؤمنين الذى لم يصل في العدد إلى ربعه.
زايلوا أماكنهم، وعين خالد وعكرمة تترقبهم، ويريدون فرصة ينتهزونها لفعل الخيل، فانقضوا على مواطن الرماة، وأخذوا جيش الإيمان من ظهره.
والجزء الأكبر من جيش قريش يسير في انكسار، ولا يتوقع إلا الهزيمة حتى أخذ ينادى خالد ابن الوليد جيش قريشا بأنه أخذ يضرب جيش محمد صلى الله تعالى عليه وسلم من ظهورهم، فعادوا كلبين على جيش المسلمين يريدون أن ينالوا منالا، وأرادوا محمدا صلى الله تعالى عليه وسلم ليقتلوه، وإذا كانوا قد أحاطوا بجيش الرسول صلى الله تعالى عليه وسلم فالله سبحانه وتعالى من ورائهم محيط.
قال ابن إسحاق:
انكشف المسلمون فأصاب فيهم العدو، وكان يوم بلاء وتمحيص، أكرم الله سبحانه وتعالى من أكرم من المسلمين بالشهادة، حتى خلص العدو إلى رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم فرمى رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم بالحجارة، حتى وقع، فأصيبت رباعيته وشج في وجهه، وكلمات شفته.
وهكذا وصل جيش المشركين إلى رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم ودخلت حلقتان من حلق المغفر في وجنته الطاهرة، ووقع رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم في حفرة من الحفر.
وكان أبو عامر الأوسى، قد حفرها ليتردى فيها المسلمون عند هجومهم، فأخذ على بن أبى طالب بيد رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم، ورفعه طلحة بن عبيد الله حتى استوى قائما.
وأخذ الصحابة يزيلون وضر الجروح عن وجهه، ونزع أبو عبيدة عامر بن الجراح إحدى الحلقتين من وجهه، نزعها بأسنانه، فسقطت ثنية أبى عبيدة، ثم نزع الآخرى، فسقطت ثنية أخرى.
كان جيش الشرك لا يريد إلا رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم ظانين أنهم إن قتلوه، انتهى الأمر، ولذلك أحاط به الصناديد من المؤمنين الذين كانوا في صدر الجبهة، وأخذوا يذودون عن رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم، والسيوف تعتورهم، ومنهم كثيرون ذهبوا فداء لرسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم، وكان منهم من يخصه بالحماية غير مبال بشىء.
وفي ذلك الوقت اشتدت الحماسة في الدفاع عن رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم، وكان بجواره مصعب بن عمير حامل اللواء يذود فقتله من يريد رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم، ونادى فى قريش أن محمدا قتل، وقد أعطى اللواء لعلى.
وقد اتجهوا إلى النبل يصوبونها على رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم واتخذ أبو دجانة من نفسه ترسا لرسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم يقع النبل في ظهره وهو منحن عليه، حتى كثر النبل، وبينما أبو دجانة يترس دون رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم، كان سعد يرمى المشركين بالنبل ليبعدهم عن الرسول صلوات الله تعالى وسلامه عليه، والرسول عليه الصلاة والسلام يناوله ما يرمى به، ويقول له: ارم فداك أبى وأمى.
لنترك الذين حول رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم، وما أصاب الرسول، ولنتجه إلى ما جرى في جيش الإيمان بعد الإحاطة بهم.
لقد شاع في المشركين أن النبى صلى الله تعالى عليه وسلم قد قتل، فأيأس الخبر الجميع، ويئس الضعفاء وتحمس الكثيرون، وصاح فيهم أنس بن النضر:«ماذا تصنعون بالحياة بعده، قوموا وموتوا على ما مات عليه رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم» واستجاب الناس لندائه، وقاتل حتى قتل.
ثم جاء البشير من بعد فترة بأن الرسول عليه الصلاة والسلام لم يقتل، فنهضوا، ونهض معهم النبى صلى الله تعالى عليه وسلم من الشعب الذى كان به بجوار أحد، ومعه أبو بكر، وعمر، وعلى، وطلحة، والزبير، وغيرهم من أقوياء المسلمين يستردون الموقف بعد المباغتة التى بلغ الاضطراب فيها أن قتل بعضهم بعضا وقد صارت الأمور لأهل الإيمان فوضى.
وكان أبو سفيان قد أشرف بمن معه على المسلمين، فقال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم، وهو في هذه الشدة، لا يعلونا، اللهم إن تقتل هذه العصابة لا تعبد في هذه الأرض. وندب من أصحابه من أنزلوهم، واستقتل المسلمون في ذلك حتى أزاحوهم عن الجبل، وشقوا طريق قريش، وإن كان الجيش كليلا مكلوما، ولكنها قوة الإيمان المستيقظة في قلوب رجال بدر الكبرى، وبقية سيوفها، وبقية السيف أبقى عددا، كما قال على بطل بدر وأحد.
نهنه ذلك من عزيمة قريش، إذ كانت الحجارة ترمى من الجبل على فرسان خالد الذى أخرجهم من الهزيمة الساحقة، وإن لم يأخذهم إلى نصر حاسم.
وألقى اليأس في قلوبهم من نصر حاسم حالق لقوى المسلمين ما جاء به البشير من أن محمدا صلى الله تعالى عليه وسلم حى، يدبر لهم، ويكيد.
عادت القيادة إلى رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم بعد أن اضطربت أمور الجيش، وحمّل رسول الله اللواء على بن أبى طالب، بعد أن سقط حامله مصعب بن عمير، وإنه بعد أن حمل اللواء
على، وهو الذى يهجم ويضرب، فلا يهمه أيقع الموت عليه أم يقع على عدوه، وبعد أن استولى المسلمون على الهضبة أخذوا يقاتلون، ولم يغن المشركين، إذ استمر خالد في هجومه، فقام المسلمون، وكانت الصفوة المختارة من أصحاب رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم ومن أمثال أبى دجانة والزبير، وطلحة، وحامل اللواء على فقابلوه بهجوم مضاد وصدوه، بعنف الجبال.
ومضى بريق النصر لقريش عند ما اضطرب جيش المسلمين، وكثر الفتك فيه، وليس عددا كثيرا بجوار عدد المشركين، وعند ما شاع بينهم أن محمدا صلى الله تعالى عليه وسلم قد قتل فحسبوا أنهم منتصرون ساحقون لجيش النبى عليه الصلاة والسلام، جيش الإيمان، ولكن ذهب البرق الذى خطف أبصارهم عند ما علا جيش المسلمين إلى الهضبة، وصد هجمات خالد ومن معه، وحمل اللواء على، واللواء حامل النصر، وإن تخاذل خذل من وراءه، وعلى لا يتخاذل، وقد علموا سيفه في بدر وأحد، وكما قال أبو سفيان: يؤتى الجيش من حامل لوائه.
ولا ننسى أن جيش قريش قد أصابته جراح الحرب ابتداء، فالأمل هو الذى داوى جرحه فهجم، وسط اضطراب جيش الإيمان، فلما استقام له الأمر، نغرت جراحهم، وخافوا العقبى، ويئسوا من النصر الساحق، إذ رأوهم وقفوا أمامهم، وقد ذاقوا من قبل وبال الأمر من هجومهم، وإن كانوا قليلا.
عندئذ رأوا أن ينهوا القتال، وقد فرحوا بهذا النصر المؤقت، وخشوا أن يضيع منهم وإنه لابد ضائع، لقياسهم القابل على الماضى، والحاضر لحظة ستصير ماضيا.
424-
هذه غزوة أحد التى يقول فيها المؤرخون إن الهزيمة فيها كانت على جيش النبى صلى الله تعالى عليه وسلم، ولكنى أرى أن تسمية ما أصاب المسلمين هزيمة ليست تسمية تنطبق على الواقع تمام الانطباق، إنما تكون الهزيمة إذا كان جيش الإيمان قد فر فرارا، والآخر قد تبعه في فراره، حتى داهم المدينة المنورة، وكان ما يكون بعد ذلك.
إنما الذى أنهى القتال هم المهاجمون، وكأنما اكتفوا بأن أصابوا مقتلة من المسلمين، ورضوا بذلك لأنهم لا طاقة لهم فيما وراء ذلك، وقد رأوا السيوف الإسلامية تبرق، وذاقوها مرتين، ولذا تتبعهم النبى صلى الله تعالى عليه وسلم.
وإذا كان ما في أحد لا يسمى هزيمة، فإنه لا يسمى نصرا أيضا لأحد الفريقين. وقد يسمى جراحا للمسلمين، كما سماها القرآن الكريم، إذ سماها قرحا، وسماها إصابة، فقد قال الله سبحانه وتعالى: إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ، فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ، وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُداوِلُها بَيْنَ
النَّاسِ، وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَداءَ، وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ. وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكافِرِينَ. أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ، وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ. وَلَقَدْ كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَلْقَوْهُ، فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ، وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ. وَما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ، وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً، وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ (آل عمران- 140: 144) .
425-
وقبل أن نترك الكلام في الموقعة التى أنهاها المشركون، ولم ينهها النبى صلى الله تعالى عليه وسلم، ولم يعترف بانتهائها بإنهائهم، بل سار وراءهم حتى فرواهم فرارا. لابد أن نشير إلى أمور ثلاثة:
أولها: أن النبى صلى الله تعالى عليه وسلم قد قتل مشركا بيده في هذه الغزوة، ذلك أن أبى ابن خلف قد أراد أن يقتل النبى صلى الله تعالى عليه وسلم وقد اعتزم ذلك الآثم وهو في مكة المكرمة، فلما كان يوم أحد أقبل أبى مقنعا بالحديد، وهو يقول: لا نجوت إن نجا محمد، فاستقبله مصعب بن عمير فقتله ولكن قيل أن مصعب بن عمير، قتل غيره، وكان على رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم أن يرده بنفسه، فأخذ الرمح وأبصر عليه الصلاة والسلام ترقوة أبى بن خلف من فرجة بين سابغة الدرع، والبيضة الحديد، فصوب رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم إلى الترقوة من بين الحديد، فطعنه بالحربة، فوقع إلى الأرض عن فرسه، ولم يخرج من طعنته دم، كما يقول الرواة، فأتاه أصحابه، وهو يخور خوار الثور، فقالوا له: ما أجزعك!! إنما هو خدش، فقال: والذى نفسى بيده لو كان الذى بى بأهل ذى المجاز لماتوا أجمعين. فمات إلى النار فسحقا لأصحاب السعير.
ويقول ابن إسحاق في وصف قتل النبى صلى الله تعالى عليه وسلم له وقد جاء إليه قال: دعوه فلما دنا منه تناول رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم، الحربة من الحارث بن الصمة، فقال بعض القوم، كما ذكر لى، فلما أخذها رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم انتفض انتفاضة تطايرنا عنه تطاير الشعر عن ظهر البعير إذا انتفض، ثم استقبله رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم فطعنه في عنقه طعنة تدأدأ بها عن فرسه مرارا.
وإن هذا يدل على قوة بأس النبى صلى الله تعالى عليه وسلم وإن كان لا يقتل بيده.
الأمر الثانى: أن النساء كن يخرجن في جيش النبى صلى الله تعالى عليه وسلم يحملن الماء للمجاهدين ويداوين الجرحى إن أمكن ذلك، وقد يضربن بالسيف، إن كانت ضرورة لذلك، يروى أن أم عمارة نسيبة المازنية قد خرجت مع الجيش تحمل سقاء فيه ماء، لتسقى الجيش. وكانت تشد أزر
المجاهدين، فلما أحدق المشركون وأحست بأن النبى صلى الله تعالى عليه وسلم يتعرض للمشركين، وقد جعلوه هدفا مقصودا. استلت السيف، وأخذت تذود عنه صلى الله تعالى عليه وسلم مع الذائدين، وترمى بالقوس، حتى نزلت بها جراح شديدة وأصاب عاتقها جرح أجوف له غور.
ولقد كانت فاطمة بنت رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم تغسل الدم عن وجه أبيها الكريم، وتداوى جرحه. روى البخارى عن سهل بن سعد أنه قال:«أما والله إنى لا أعرف من كان يغسل جرح النبى صلى الله تعالى عليه وسلم ومن كان يسكب الماء وبما دووى، كانت فاطمة بنت رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم تغسله، وعلى يسكب الماء بالمجن، فلما رأت فاطمة أن الماء لا يزيد الدم إلا كثرة أخذت قطعة من حصير فأحرقتها وألصقتها» .
والظاهر من هذا الخبر أن فاطمة الطاهرة بنت رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم قد خرجت مع المجاهدين، فداوت جرح أبيها عليه الصلاة والسلام، أو أن يكون الدم استمر يسيل حتى عاد إلى داره، والله تعالى أعلم.
الأمر الثالث: ما فعله المشركون بالقتلى، وخصوصا الجثمان الطاهر، جثمان حمزة رضى الله عنه، وأقرنه بما فعل على رضى الله عنه عند ما صرع مبارزه ابن أبى طلحة، فقد بدت عورته، فرفع على سيفه وأخذته المروءة والرحم، ولكن أنى تكون امرأة أبى سفيان وأبو سفيان، وعلى البطل الذى يقرع الأقوام في وجوههم، ولا يقرعهم مدبرين.
سلط المشركون النساء على القتلى يمثلن بهم بقيادة هند بنت عتبة زوج أبى سفيان، وأم معاوية، وذكر ابن إسحاق أنه وقعت هند بنت عتبة، والنسوة اللائى معها يمثلن بالقتلى من أصحاب رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم يجدعن الآذان والأنوف، حتى اتخذت هند من آذان الرجال وأنوفهم خلاخل، وقلائد، وقد أعطت قلائدها الحقيقية وخدمها وأقراطها وحشيا الذى اغتال حمزة غدرا وخيانة وجبنا، وبقرت بطن حمزة، وأخذت كبده فلاكتها ولم تسغها، فلفظتها ثم علت على صخرة مشرفة.
وأنشدت تقول:
نحن جزيناكم بيوم بدر
…
والحرب بعد الحرب ذات سعر
ما كان عن عتبة لي من صبر
…
ولا أخي وعمه وبكرى
شفيت نفسى وقضيت نذرى
…
شفيت وحشى غليل صدرى
فشكر وحشى على عمرى
…
حتى ترم أعظمى في قبرى