الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يقول ابن إسحاق: إن في ابن أبى وعبادة نزل قول الله سبحانه وتعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصارى أَوْلِياءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ، وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ، إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ. فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسارِعُونَ فِيهِمْ، يَقُولُونَ نَخْشى أَنْ تُصِيبَنا دائِرَةٌ، فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ، فَيُصْبِحُوا عَلى ما أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نادِمِينَ. وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا أَهؤُلاءِ الَّذِينَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ، حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ فَأَصْبَحُوا خاسِرِينَ، يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ، فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ، أَعِزَّةٍ عَلَى الْكافِرِينَ يُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ، ذلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ، وَاللَّهُ واسِعٌ عَلِيمٌ. إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ، وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ، وَهُمْ راكِعُونَ. وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغالِبُونَ (المائدة- 51: 56) .
وإذا صح أن الآيات الكريمات نزلت لمناسبة موقف رئيس المنافقين، ورجل مؤمن من المؤمنين، فإن الآيات فيها وصف عام لمن يكون ولاؤهم لله ومن يكون ولاؤهم لغيره.
وإن أمر بنى قينقاع قد انتهى بإجلائهم، وطهرت المدينة المنورة من أرجاسهم، وما كان ذلك اعتداء من النبى صلى الله تعالى عليه وسلم، بل كان ذلك لرد اعتدائهم، ولنقضهم للعهد، ولأنهم صاروا جيران سوء، يحق إجلاؤهم ليسلم الناس من فسادهم.
سرية زيد بن حارثة
409-
بعد غزوة بدر، وما أصاب قريشا فيها، خافوا طريق المدينة المنورة في وصولهم بمتاجرهم إلى الشام فاختاروا طريقا حسبوه أسلم من هذا الطريق وإن كان أطول، فاختاروا طريق العراق وهو طريق مع بعده لم يكونوا من قبل يسلكونه، فلم يعرفوا مسالكه، فاستأجروا رجلا من بنى بكر بن وائل حليف بنى سهم ليكون لهم دليلا، وليستمدوا من حلفه أمنا لهم.
ولكن النبى صلى الله تعالى عليه وسلم الذى كان يتعرف الصحراء وطرائقها علم بمسلكهم، فبعث رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم إليهم زيد بن حارثة، يتتبع مسالكهم، فلم يفلتوا منه، ولقيهم على ماء يقال له ماء القردة، وهم يستسقون، فأصاب العير، فأحضرها إلى رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم، وقسمت غنائم، ولكن الرجال الذين كانوا يصحبون العير قد نجوا بأنفسهم فارين.