الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يا قوم: قد رأيتم ما رأيتم، فأطيعوني، وتعالوا نتبع محمدا، والله إنكم لتعلمون أنه نبى قد بشرنا به
…
فأسكت القوم، ولم يتكلم أحد إلا كعب بن أسد.
قال له: ما يمنعك يا أبا عبد الرحمن من اتباعه؟ قال: أنت يا كعب. قال: فلم وما حلت بينك وبينه قط؟!.
وقال بعض اليهود الحاضرين: «بل أنت صاحب عهدنا وعقدنا، فإن اتبعته اتبعناه، وإن أبيت أبينا» كان ذلك التفاؤل من اليهود بعد أن رأوا ما كان لبنى النضير، ثم ما كان من قبل لبنى قينقاع، فهز ذلك أعصابهم، وحملهم على التفكير فيما بين أيديهم، وما عندهم من كتاب، أصابتهم حيرة بلا شك، فأمامهم حق عرفوه، وإن لم يذعنوا له، وما عليهم من تعصب ينأى بهم عن الحق، وما يحسبون أو يرجون في أعدائه من أن يكون لهم غلب، وبذلك يجزيء عنهم، ويأمنون جانبه، ثم ما أفزعهم مما رأوا فى إخوانهم من بنى قينقاع وبنى النضير.
جعلهم حب الذات، وهو ديدنهم أن يفكروا ويعتبروا بما كان، وما من طمع بأن يكفيه أمره غيرهم فيكونوا نظارة يرون ما يسرهم من غير أن يضاروا، وذلك شأنهم دائما، يتقون الأذى بسيوف غيرهم، ولا يحملون هم السيوف ما وجدوا إلى ذلك سبيلا.
ولقد انتهى ترددهم بأن أصروا على كفرهم. وألقوا حبالهم مع المشركين من كفار قريش.
وكانت التدبيرات معهم. وقد ظهر ذلك أشد ظهور في معركة الخندق. إذ تحالفوا مع المنافقين والمشركين، على أن يضربوا من الأمام بأيدى المشركين ومن الخلف بأيدى اليهود. وفي الوسط اليهودى يوهنون ويفسدون ويدلون على عورات المؤمنين، ولنترك القصص للحوادث يتبع بعضها بعضا.
غزوة ذات الرقاع
450-
ذات الرقاع بقعة فيها نخل، وقيل سميت ذات الرقاع، لأن الألوية كان فيها رقاع، وقيل غير ذلك، فقيل أنهم كانوا يربطون على أرجلهم الخرق والرقاع من شدة الرياح.
كانت هذه الغزوة في آخر جمادى من السنة الثالثة.
وكان الاتجاه في هذه الغزوة إلى بنى محارب، وبنى ثعلبة من غطفان، وخرج رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم في أربعمائة مقاتل.