الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وفوق ذلك في رواية ابن إسحق ما قد يكون علة في الحديث، ففيه أنه نسب لعائشة رضى الله تعالى عنها وقد وصفتها بأنها امرأة حلوة مليحة: «فو الله ما أن رأيتها على باب حجرتى فكرهتها، وعرفت أنه سيرى منها صلى الله تعالى عليه وسلم
…
ما رأيت فدخلت» وإنا نرى أن هذه العبارة، لا يليق أن تنسب لعائشة، لمكانتها في الإسلام، ولا أن ينسب ما تضمنته للنبى صلى الله تعالى عليه وسلم.
وكتب السنة لم تذكر ما ذكرته رواية ابن إسحاق.
ومهما كان الأمر في هذه الروايات فإن زواج النبى صلى الله تعالى عليه وسلم ترتب عليه عتق قومها جميعا.
وإنا نقول إن زواجه صلى الله تعالى عليه وسلم منها كاف لأن يدع المسلمون ما بأيديهم من الأسرى والسبايا، إذ عتق بزواجها رجال مائة دار من العرب، وقد أسلم قومها، ودخلوا في ظل الإسلام، وكانت تجمع منهم الزكاة.
خطأ في الإدراك:
494-
لما أسلموا صاروا في ظل الدولة الإسلامية وتابعين لحكم المدينة، فأرسل إليهم رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم الوليد بن عقبة بن أبى معيط ليجمع منهم الزكاة.
لما سمعوا به ركبوا إليه، فظنهم مغيرين عليه فهابهم، ويظهر أنهم كانوا يستقبلونه لا ليغيروا ولا ليثوروا، ولا ليحاربوا.
عاد إلى الرسول صلى الله تعالى عليه وسلم فأخبره أن القوم قد هموا بقتله، ومنعوه ما قبلهم من صدقتهم، فأثار بذلك ثائرة بعض المسلمين، وكان منهم من أكثر في القول بغزوهم.
وما كان أساس الأمر إلا سوء فهم للأمور، فقد قدم وفدهم على رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم.
قالوا يا رسول الله: سمعنا رسولك حين بعثته إلينا، فخرجنا إليه لنكرمه ونؤدى إليه ما قبلنا من الصدقة، فانشمر راجعا، فبلغنا أنه زعم لرسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم أننا خرجنا لنقتله، وو الله ما جئنا لذلك.
والظاهر أن إساءة الفهم كانت منه، وفرض أنهم جاؤا إلى رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم خوفا من غزو جرى على ألسنة بعض المؤمنين بعيد، لأنه من الضرورى حمل حال المؤمن على