الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عندئذ كان لا بد من الحرب دفاعا عن الفضيلة وعفة النفس، وقد نقضوا العهد بأقبح طريقة.
موقعة بنى قينقاع:
408-
أخذ بنو قينقاع من قبل ما حدث مع المرأة، وما كان من تهديد يتطاولون على المسلمين بالسب والأذى، والتحامل، وعدم صون لسانهم عن المسلمين والإسلام، والنبى صلى الله تعالى عليه وسلم يصابرهم ويوفى بعهدهم، حتى كان منهم القتل.
حاصرهم النبى صلى الله تعالى عليه وسلم في ديارهم، وأقام على المدينة المنورة في أثناء محاصرته لهم التى دامت خمس عشر ليلة بشير بن عبد المنذر وهو أبو لبابة.
ولما اشتد الحصار عليهم واستطال، نزلوا على حكم النبى صلى الله تعالى عليه وسلم. فأجلاهم، ولم يقتلهم، وقد كانوا حلفاء الخزرج الذين منهم رأس المنافقين عبد الله بن أبي، كما كان منهم عبادة ابن الصامت، وقد ناصرهم ابن أبى، وتعرض للنبى صلى الله تعالى عليه وسلم فقال رأس النفاق: يا محمد أحسن في موالى. فأبطأ عليه رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم، فقال: يا محمد أحسن في موالى. فأبطأ عليه رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم، فقال: يا محمد أحسن في موالى. ومع تبجحه فى نداء النبى صلى الله تعالى عليه وسلم من غير وصف الرسالة، إذ غلبه النفاق في النداء، فبدا في لحن قولهم، كما قال الله سبحانه وتعالى: وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ (محمد- 30) مع هذا التبجح تجرأ فوضع يده في جيب درع النبى صلى الله تعالى عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم: أرسلنى، وغضب حتى رأوا لوجهه ظللا، ثم قال: ويحك أرسلنى، قال المنافق:«والله لا أرسلك حتى تحسن في موالى. أربعمائة حاسر «1» ، وثلاثمائة دارع «2» قد منعونى من الأحمر والأسود، تحصدهم في غداة واحدة، إنى والله امرؤ أخشى الدوائر» وكأنه حسب أن النبى صلى الله تعالى عليه وسلم سيقتلهم، والنبى عليه الصلاة والسلام أراد إجلاءهم. ولم يرد قتلهم، فقال له: هم لك، أى أنه يجليهم، ولا يقتلهم، لأن النبى صلى الله تعالى عليه وسلم دفع شرهم بأقل ضرر ينزله بهم.
هذا موقف رأس النفاق، أما موقف المؤمن عبادة بن الصامت، وهو حليفهم مثله، فإنه قال:«أتولى الله ورسوله والمؤمنين، وأبرأ من حلف هؤلاء الكفار وولايتهم» . ذانكم رجلان: مؤمن ومنافق.
(1) الحاسر: الذى لا درع له.
(2)
الدارع: لابس الدرع