الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عثمان بن عفان رضي الله عنه
قال ابن حجر في ترجمته: عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس القرشي الأموي أمير للمؤمنين أبو عبد الله وأبو عمرو، وأمه أروى بنت كُرَيز بن ربيعة بن حبيب أبن عبد شمس، وأمها البيضاء بنت عبد المطلب عمة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
ولد بعد الفيل بست سنين على الصحيح، وكان ربعة حسن الوجه رقيق عظيم اللحية بعيد ما بين المنكبين.
أسلم قديماً قال ابن إسحاق: كان أبو بكر مؤلفاً لقومه فجعل يدعو إلى الإسلام من يثق به فأسلم على يده فيما بلغني الزبير وطلحة وعثمان وزوجة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ابنته رقية وماتت عنده أيام بدر، فزوجه بعدها أختها أم كلثوم فلذلك كان يلقب ذا النورين.
وجاء من أوجه متواترة أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بشره بالجنة وعده من أهل الجنة وشهد له بالشهادة.
وجاء من طرق كثيرة شهيرة صحيحة عن عثمان لما أن حصروه انتشد الصحابة في أشياء منها تجهيزه جيش العسرة، ومنها مبايعة النبي صلى الله عليه وآله وسلم عند تحت الشجرة لما أرسله إلى مكة، ومنها شراؤه بئر رومة وغير ذلك.
وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن أبي بكر وعمر، روى عنه الواده: عمر وأبان وسعيد وابن عمه مروان بن الحكم بن أبي العاص، ومن الصحابة: ابن مسعود وابن عمر وابن عباس وابن الزبير وزيد بن ثابت وعمران بن حصين وأبو هريرة وغيرهم، ومن التابعين: الأحنف وعبد الرحمن بن أبي ضمرة وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام وسعيد بن المسيب وأبو وائل وأبو عبد الرحمن السلمي ومحمد بن الحنفية وآخرون.
وهو أول من هاجر إلى الحبشة ومعه زوجته رقية وتخلف عن بدر لتمريضها، فكتب له النبي صلى الله عليه وآله وسلم بسهمه وأجره وتخلف عن بيعه الرضوان لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان بعثه إلى مكة فأشيع أنها قتلوه فكان ذلك سبب البيعة فضرب إحدى
يديه على الأخرى وقال: هذه عن عثمان وقال ابن مسعود: لما بويع بايعنا خيرنا ولم نأل. وقال علي: كان عثمان أوصلنا للرحم وكذا قالت عائشة لما بلغها قتله: قتلوه وإنه لأوصلهم للرحمن وأتقاهم للرب.
وقال ابن المبارك في الزهد أنبأنا الزبير بن عبد الله أن جدته أخبرته وكانت خادماً لعثمان وقالت: كان عثمان لا يوقظ نائماً من أهله إلا أن يجده يقظاناً فيدعوه فيناوله وضوءه، وكان يصوم الدهر.
وكان سبب قتله أن أمراء الأمصار كانوا من أقاربه، كان بالشام كلها معاوية وبالبصرة سعيد بن العاص وبمصر عبد الله بن سعد بن أبي سرح وبخراسان عبد الله بن عامر، وكان من حج منهم يشكو من أميره، وكان عثمان لين العريكة كثير الإحسان والحلم وكان يستبدل ببعض أمرائه فيرضيهم ثم يعيده بعد، إلى أن رحل أهل مصر يشكون من ابن أبي سرح فعزله وكتب لهم كتاباً بتولية محمد بن أبي بكر الصديق فرضوا بذلك فلما كانوا في أثناء الطريق رأوا راكباً على راحلة فاستخبروه فأخبرهم أنه من عند عثمان باستقرار ابن أبي سرح ومعاقبة جماعة من أعيانهم فأخذوا الكتاب ورجعوا وواجهوه به فحلف أنه ما كتب ولا أذن فقالوا سلمنا كاتبك فخشي عليه منهم القتل وكان كاتبه مروان بن الحكم وهو ابن عمه فغضبوا وحصروه في داره واجتمع جماعة يحمونه منهم فكان ينهاهم عن القتال إلى أن تسوروا عليه من دار إلى دار فدخلوا عليه فقتلوه فعظم ذلك على أهل الخير من الصحابة وغيرهم وانفتح باب الفتنة فكان ما كان وبالله المستعان.
وروى البخاري في قصة قتل عمر أنه عهد إلى ستة وأمرهم أن يختاروا رجلاً فجعلوا الاختيار إلى عبد الرحمن بن عوف فاختار عثمان فبايعوه ويقال كان ذلك يوم السبت غرة المحرم سنة أربعة وعشرين، وقال ابن إسحاق: قتل على رأس إحدى عشرة سنة وأحد عشر شهراً واثنين وعشرين يوماً من خلافته فيكون ذلك في ثاني وعشرين ذي الحجة سنة خمس وثلاثين وقال غيره: قتل لسبع عشرة وقيل: لثمان عشرة رواه أحمد عن إسحاق بن الطباع عن أبي معشر، وقال الزبير بن بكار: بويع يوم الاثنين لليلة بقيت من ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين وقتل يوم الجمعة لثمان عشرة خلت من ذي الحجة بعد العصر ودفن ليلة
السبت بين المغرب والعشاء في حُشّ كوكب كان عثمان اشتراه فوسع به البقيع، وقتل وهو ابن اثنتين وثمانين سنة وأشهر على الصحيح المشهور وقيل دون ذلك، وزعم أبو محمد ابن حزم أنه لم يبلغ الثمانين. أهـ.
وقال ابن كثير في البداية والنهاية: هو عثمان بن عفان، ذو النورين، وصاحب الهجرتين، وزوج الابنتين، وهو أحد العشرة المشهود لهم بالجنة، وأحد الستة أصحاب الشوري، وأحد الثلاثة الذين خلصت لهم الخلافة من الستة، ثم تعينت فيه بإجماع المهاجرين والأنصار رضي الله عنهم، فكان ثالث الخلفاء الراشدين، والأئمة المهديين، المأمور بإتباعهم والاقتداء بهم.
أسلم عثمان رضي الله عنه قديماً على يدي أبي بكر الصديق وهاجر إلى الحبشة أول الناس معه زوجته رقية بت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم عاد إلى مكة وهاجر إلى المدينة، فلما كانت وقعة بدر اشتغل بتمريض ابنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأقام بسببها في المدينة، وضرب له رسول الله صلى الله عليه وسلم بسهمه منها وأجره فيها، فهو معدود فيمن شهدها، فلما توفيت زوّجه رسول الله صلى الله عليه وسلم بأختها أم كلثوم فتوفيت أيضاً في صحبته، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لو كان عندنا أخرى لزوجناها بعثمان" وشهد أحداً وفر يومئذ فيمن تولي، وقد نص الله على العفو عنهم، وشهد الخندق والحديبة، وبايع عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ بإحدى يديه، وشهد خيبر وعمرة القضاء، وحضر الفتح وهوزان والطائف وغزوة تبوك، وجهز جيش العسرة، وتقدم عن عبد الرحمن بن خباب أنه جهزهم يومئذ بثلاثمائة بعير بأقتابها وأحلاسها، وعن عبد الرحمن بن سمرة أنه جاء يومئذ بألف دينار قصبها في حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: صلى الله عليه وسلم "ما ضر عثمان ما فعل بعد هذا اليوم مرتين" وحج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حجة الوداع، وتوفي وهو عنه راض، وصح أبا بكر فأحسن صحبته، وتوفي وهو عنه راض، وصحب عمر فأحسن صحبته وتوفي وهو عنه راض. ونص عليه في أهل الشورى الستة فكان خيرهم.