المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌9 - عمار بن ياسر رضي الله عنه - الأساس في السنة وفقهها - السيرة النبوية - جـ ٤

[سعيد حوى]

فهرس الكتاب

- ‌عثمان بن عفان رضي الله عنه

- ‌قصة استخلافه:

- ‌ذكر زوجاته وبنيه وبناته رضي الله عنهم:

- ‌ثم دخلت سنة خمس وعشرين:

- ‌ثم دخلت سنة ست وعشرين:

- ‌ثم دخلت سنة سبع وعشرين:

- ‌غزوة الأندلس:

- ‌وقعة جرير والبربر مع المسلمين:

- ‌فتح قبرص:

- ‌ثم دخلت سنة تسع وعشرين:

- ‌ثم دخلت سنة ثلاثين من الهجرة النبوية:

- ‌ثم خلت سنة إحدى وثلاثين:

- ‌ثم دخلت سنة ثنتين وثلاثين:

- ‌ثم دخلت سنة ثلاث وثلاثين:

- ‌ثم دخلت سنة أربع وثلاثين:

- ‌ثم دخلت سنة خمس وثلاثين ففيها مقتل عثمان:

- ‌ثم دخلت سنة خمس وثلاثين ففيها مقتل عثمان:

- ‌ذكر مجيء الأحزاب إلى عثمان للمرة الثانية في مصر:

- ‌ذكر حصر أمير المؤمنين عثمان بن عفان:

- ‌تعليقات

- ‌شرح مختصر لأسباب الفتنة في اجتهادي:

- ‌1 - ظهور الورع الجاهل:

- ‌2 - تآمر الحاقدين:

- ‌3 - طموح الطامحين:

- ‌4 - العفوية:

- ‌5 - عدم مراعاة الرأي العام السائد:

- ‌على بن أبي طالب رضي الله عنه

- ‌ثم دخلت سنة ست وثلاثين من الهجرة:

- ‌ثم دخلت سنة تسع وثلاثين:

- ‌ذكر مقتل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب:

- ‌صفة مقتله رضي الله عنه:

- ‌تعليقات

- ‌عبد الله بن الزبير رضي الله عنه

- ‌تعليقات

- ‌الوصل الثالثفينماذج من أصحابه

- ‌تمهيد

- ‌1 - أبو عبيدة بن الجراح رضي الله عنه

- ‌2 - طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه

- ‌3 - الزبير بن العوام رضي الله عنه

- ‌4 - عبد الرحمن ابن عوف رضي الله عنه

- ‌5 - سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه

- ‌6 - سعيد بن زيد رضي الله عنه

- ‌7 - زيد بن حارثة حِبُّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ومولاه رضي الله عنه

- ‌8 - أسامة بن زيد الحِبُّ بن الحِبُّ رضي الله عنه

- ‌9 - عمار بن ياسر رضي الله عنه

- ‌10 - عبد الله بن مسعود رضي الله عنه

- ‌11 - أبو ذر الغفاري رضي الله عنه

- ‌12 - حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما

- ‌13 - سعد بن معاذ رضي الله عنه

- ‌14 - عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما

- ‌15 - بلال بن رباح رضي الله عنه

- ‌16 - أبي بن كعب رضي الله عنه

- ‌17 - أبو طلحة الأنصاري رضي الله عنه

- ‌18 - المقداد بن عمرو (المشهور بابن الأسود) رضي الله عنه

- ‌19 - أبو قتادة الأنصاري السلمي رضي الله عنه

- ‌20 - سلمان الفارسي رضي الله عنه

- ‌21 - عبد الله بن قيس (المشهور بأبي موسى الأشعري) رضي الله عنه

- ‌22 - عبد الله بن سلام رضي الله عنه

- ‌23 - جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه

- ‌24 - 25 - جابر بن عبد الله وأبوه عبد الله بن عمرو بن حرام

- ‌26 - البراء بن مالك رضي الله عنه

- ‌27 - أنس بن مالك رضي الله عنه

- ‌28 - ثابت بن قيس بن شماس رضي الله عنه خطيب رسول الله صلى الله عليه وسلموخطيب الأنصار

- ‌29 - أبو هريرة رضي الله عنه

- ‌30 - حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه

- ‌31 - جليبيب رضي الله عنه

- ‌32 - حارثة بن سراقة رضي الله عنه

- ‌33 - قيس بن سعد بن عبادة رضي الله عنهما

- ‌34 - خالد بن الوليد رضي الله عنه

- ‌35 - عمرو بن العاص رضي الله عنه

- ‌36 - أبو سفيان بن حرب رضي الله عنه

- ‌37 - معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما

- ‌38 - عباد بن بشر رضي الله عنه

- ‌39 - ضماد رضي الله عنه

- ‌40 - عدي بن حاتم رضي الله عنه

- ‌41 - ثمامة بن أثال رضي الله عنه

- ‌42 - عمرو بن عبسة السلمي رضي الله عنه

- ‌43 - خباب بن الأرتِّ رضي الله عنه

- ‌44 - سالم مولى أبي حذيفة رضي الله عنهما

- ‌45 - عامر بن ربيعة رضي الله عنه

- ‌46 - عبد الله بن جحش رضي الله عنه

- ‌47 - صهيب بن سنان رضي الله عنه

- ‌48 - عثمان بن مظعون رضي الله عنه

- ‌49 - معاذ بن جبل رضي الله عنه

- ‌50 - عمرو بن الجموح رضي الله عنه

- ‌51 - حارثة بن النعمان رضي الله عنه

- ‌52 - عبد الله بن رواحة رضي الله عنه

- ‌53 - عبد الله بن عبد الله بن أبي رضي الله عنه

- ‌54 - قتادة بن النعمان رضي الله عنه

- ‌55 - عبادة بن الصامت رضي الله عنه

- ‌56 - خزيمة بن ثابت رضي الله عنه

- ‌57 - خالد بن زيد المشهور بأبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه

- ‌58 - زيد بن ثابت رضي الله عنه

- ‌59 - سلمة بن الأكوع رضي الله عنه

- ‌60 - أبو الدرداء رضي الله عنه

- ‌61 - عبد الله بن الأرقم رضي الله عنه

- ‌62 - عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه

- ‌63 - أبو زيد عمر بن أخطب رضي الله عنه

- ‌64 - أبو أمامة الباهلي رضي الله عنه

- ‌65 - عبد الله بن بسر رضي الله عنه

- ‌66 - السائب بن يزيد رضي الله عنه

- ‌67 - ورقة بن نوفل رضي الله عنه

- ‌68 - حكيم بن حزام رضي الله عنه

- ‌69 - قيس بن عاصم المنقري رضي الله عنه

- ‌70 - عكرمة بن أبي جهل رضي الله عنه

- ‌71 - عبد الله بن حذافة السهمي

- ‌72 - عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه

- ‌73 - محمد بن مسلمة رضي الله عنه

- ‌74 - حسان بن ثابت

- ‌75 - حجر بن عدي رضي الله عنه

- ‌76 - عمران بن حصين رضي الله عنه

- ‌77 - سهيل بن عمرو رضي الله عنه

- ‌78 - أبو سعيدٍ الخدري رضي الله عنه

- ‌79 - المغيرة بن شعبة رضي الله عنه

- ‌80 - النجاشي رضي الله عنه

- ‌81 - أسيد بن حضير رضي الله عنه

- ‌82 - عبد الله بن أم مكتوم رضي الله عنه

- ‌83 - أسعد بن زرارة رضي الله عنه

- ‌84 - أبو دجانة سماك بن خرشة الخزرجي رضي الله عنه

- ‌85 - أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما

- ‌86 - أم حرامٍ رضي الله عنها

- ‌87 - أمُّ سُلَيْمٍ رضي الله عنها

- ‌88 - هند بنت عتبة رضي الله عنها

- ‌89 - نسيبةُ بنتُ كعب رضي الله عنها

- ‌90 - أم أيمن بركة بنت ثعلبة رضي الله عنها

- ‌91 - أم عطية الأنصارية رضي الله عنها

- ‌92 - أم سَلِيط رضي الله عنها

- ‌93 - بريرة مولاة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها

- ‌94 - الربيع بنت معوذ رضي الله عنها

- ‌95 - أسماء بنت عُميْس رضي الله عنها

- ‌تعليقات على هذا الباب

- ‌خاتمة القسم الأول

الفصل: ‌9 - عمار بن ياسر رضي الله عنه

‌9 - عمار بن ياسر رضي الله عنه

قال ابن حجر في ترجمته:

عمار بن ياسر بن عامر بن مالك بن كنانة بن قيس بن الحصين بن الوديم من بني ثعلبة ابن عوف بن حارثة بن عامر بن يام بن عَنْس بنون ساكنة ابن مالك العنسي أبو اليقظان حليف بني مخزوم وأمه سمية مولاة لهم .. كان من السابقين الأولين هو وأبوه وكانوا ممن يعذب في الله فكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يمر عليهم فيقول "صبَّرا آل ياسر موعدكم الجنة" واختلف في هجرته إلى الحبشة وهاجر إلى المدينة وشهد المشاهد كلها ثم شهد اليمامة فقطعت أذنه بها، ثم استعمله عمر على الكوفة وكتب إليهم أنه من النجباء من أصحاب محمد. قال عاصم عن زر عن عبد الله أن أول من أظهر إسلامه سبعة فذكر منهم عمارأ أخرجه ابن ماجه وعن وبره عن همام عن عمار قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وما معه إلا خمسة أعبد وامرأتان وأبو بكر.

وتواترت الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن عماراً تقتله الفئة الباغية وأجمعوا على أنه قتل مع علي بصفين سنة سبع وثمانين في ربيع وله ثلاث وتسعون واتفقوا على أنه نزل فيه {إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ} . أهـ.

وقال ابن كثير: وكان آدم اللون، طويلاً، بعيد ما بين المنكبين، أشهل العينين، رجلاً لا يغيرُه شيبه.

وقال الذهبي: له عدة أحاديث ففي مسند بقي له اثنان وستون حديثاً ومنها في الصحيحين خمسة

وروى منصور عن مجاهد: أول من أظهر إسلامه سبعة فذكرهم، زاد فجاء أبو جهل يشتم سمية وجعل يطعن بحربته في قلبها حتى قتلها فكانت أول شهيدة في الإسلام

قال الشعبي: سئل عمار عن مسألة فقال: هل كان هذا بعد؟ قالوا: لا، قال: فدعونا حتى يكون فإذا كان تجشمناه لكم.

ص: 1777

قال عبد الله بن أبي الهذيل: رأيت عماراً اشتري قتّاً (1) بدرهم وحمله على ظهره وهو أمير الكوفة.

عن الشعبي قال عمر لعمار: أساءك عزلنا إياك: قال. لئن قلت ذاك: لقد ساءني حين استعملتني وساءني حين عذلتني قال أبو عاصم: عاش عمار ثلاثأ وتسعين سنة وكان لا يركب على سرح ويركب راحلته] قتل في صفين [وكانت صفين في صفر وبعض ربيع الأول من سنة سبع وثلاثين قالت عائشة: وقد كان عمار ينكر على عثمان أموراً لو كف عنها لأحسن، فرضي الله عنهما. ا. هـ.

1835 -

(2) روي الترمذي عن علي: جاء عمار بن ياسر يستأذن على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "ائذنوا له، مرحباً بالطيب المطيب".

1836 -

* روى الترمذي عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعمار: "أبشر تقتلك الفئة الباغية".

1837 -

* روى البخاري عن أبي سعيد رفعه: "ويح عمار، تقتله الفئة الباغية، يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار".

1838 -

* روى الترمذي عن عائشة رفعته: "ما خُيِّرَ عمارّ بين أمرينِ إلا اختار أرشدهما".

1839 -

* روي البراز عن بلال بن يحي: لما قتل عمار قيل لحذيفة هذا الرجل

(1) القت: الفِصِفِعة من علف الدواب.

1835 -

الترمذي (5/ 668) 50 - كتاب المناقب- 35 - باب مناقب عمار بن ياسر رضي الله عنه.

وقال: هذا حديث حسن صحيح.

1836 -

الترمذي (5/ 669) 50 - كتاب المناقب- 35 - باب مناقب عمار بن ياسر رضي الله عنه.

وقال: هذا حديث حسن صحيح.

1837 -

البخاري (1/ 541) 8 - كتاب الصلاة- 63 - باب التعاون في بناء المسجد.

1838 -

الترمذي (5/ 668) 50 - كتاب المناقب- 35 - باب مناقب عمار بن ياسر رضي الله عنه.

وقال: هذا حديث حسن غريب.

1839 -

البزار: كشف الأستار (3/ 253). وقال الهثيمي في مجمع الزوائد (9/ 295): رواه البزار والطبراني في الأوسط=

ص: 1778

وقد اختلف الناس فما تقول؟ قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "أبو اليقظان على الفِطرة لا يدَعُها حتى يموت أو يَمَسه الَهَرم".

1840 -

* روى أحمد عن عثمان: أقبلت مع النبي صلى الله عليه وسلم نتمشى في البَطحاء حتى أتى على عمار وأبيه وأمه يعذبون، فقال أبو عمار يا رسول الله: الدَّهر هكذا؟ فقال صلى الله عليه وسلم "اصبر، اللهم اغفر لآل ياسر وقد فَعَلْتَ".

1841 -

* روى الطبراني عن خالد بن الوليد رفعه: "من يحقِر عمارأ يحقِره الله، ومن يسبه يسُبه الله، ومن ينتقِصه ينتقِصه الله".

وفي رواية: "ومن يُعَادِ عمارأ يُعادِه الله".

1842 -

* روى الطبراني عن عمرو بن العاص وقد أتاه رجلان يختصمان في دم عمار وسلبه، فقال عمرو: خّلِّيَا عنه، فإني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول:"قاتِلّ عمار وسالِبُه في النار".

1843 -

* روى أحمد والطبراني عن عبد الله بن الحارث أن عمرو بن العاص قال لمعاوية يا أمير المؤمنين: أما سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول حين كان يبني المسجد لعمار: "إنكَ لَحرِيصّ على الجهاد، وإنك لَمِن أهل الجنة، ولَتَقْتُلنك الفئة الباغية؟ " قال: بلي. قال: فلم قتلتُموه؟ قال: واللهِ ما تزالُ تَدْحَضُ في بَوْلك أنحن قتلناه؟ إنما قتلهُ الذي جاء به.

قال محقق السير: وهذه مغالطة من معاوية، غفر الله له، وقد رد عليه علي، رضي

= باختصار ورجالهما ثقات.

1840 -

أحمد في مسنده (1/ 62). وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (9/ 293): رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.

1841 -

المعجم الكبير (4/ 113، 112) مطولاً. وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (9/ 294): رواه الطبراني مطولا ومختصرا بأسانيد منها ما وافق أحمد ورجاله ثقات، ومنها ما هو مرسل. كما أخرج نحوه أحمد في مسنده (4/ 90).

1842 -

أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (9/ 297)، وقال: رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.

1843 -

أحمد في مسنده (4/ 199). وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (9/ 297): رواه الطبراني ورجاله ثقات.

ص: 1779

الله عنه بأن محمداً صلى الله عليه وسلم، إذاً قتل حمزة حين أخرجه.

قال ابن دحيه: هذا من على إلزام مفحم لاجواب عنه، وحجة لا اعترض عليها، ونقل المناوي في فيض القدير قول عبد القاهر الجرجاني في كتاب "الإمامة": أجمع فقهاء الحجاز، والعراق من فريقي الحديث والرأي منهم مالك، الشافعي، وأبو حنيفة، والأوزاعي، والجمهور الأعظم من المتكلمين والمسلمين أن عليأ مصيب في قتاله لأهل صفين. كما هو مصيب في أهل الجمل، وأن الذين قاتلوه بغاة ظالمون له، ولكن لا يكفرون ببغيهم. وقال القرطبي ص:(6138):

فتقرر عند علماء المسلمين، وثبت بدليل الدين، أن عليأ رضي الله عنه كان إماماً، وأَن كل من خرج عليه باغ، وأن قتاله- يعني الخارج- واجب حتى يفيء إلى الحق، وينقاد إلى الصلح.

1844 -

* روى ابن سعد والحاكم عن عبد الله قال: أولُ من أَظهر إسلامه سَبعةّ: رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، وأبو بكر، وعمار، وأَمه سُميّة، وصهيبّ، وبلال، والمقداد. فأما رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمنعه الله بعمه، وأما أبو بكر، فمنعه الله بقومه، وأما سائرهم، فألبسهم المشركون أذراع الحديد، وصفِّدوهم في الشمس، وما فيهم أَحد إلا وقد وَاتّاهم على ما أرادوا إلا بلال، فإنه هانت عليه نفسُه في الله، وهان على قومه، فأعطوه الولدانَ يطوفون به في شِعاب مكةَ وهو يقولُ: أَحد أَحد.

1845 -

* روى ابن سعد والحاكم عن أبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر قال: أَخذ المشركون عماراً، فلم يتركوه حتى نال من رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر آلهتهم بخير، فلما أَتي النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"ما وراءك؟ " قال: شّر يا رسول الله. والله ماتُركْتُ حتى نلتُ منك، وذكرتُ آلهتهم بخير، قال:"فكيف تَجدُ قلبك؟ " قال: مطمئن بالإيمان. قال: "فإن عادُوا فعُد".

1844 - الطبقات الكبرى (3/ 247). والمستدرك (3/ 284)، وصححه ووافقه الذهبي، وأورده الذهبي في السير (1/ 347) وقال محقق السير: سنده حسن.

1845 -

الطبقات الكبرى (3/ 249) والمستدرك (2/ 357) وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي.

ص: 1780

1846 -

* روى أحمد والترمذي والحاكم عن حذيفة، مرفوعاً:"اقتدوا باللذين من بعدي: أبي بكر وعمر اهتدوا بهدي عمار، وتمسكوا بعهد ابن أم عبد".

1847 -

* روى مسلم وأحمد وابن سعد، عن أبي سعيد قال: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ببناء المسجد، فجعلنا ننقل لبنَةَّ لَبِنَةّ، وعمارّ ينقل لبنتين لبنتين، فَتَرِبَ رأسُه، فحدثني أصحابي ولم أسمعه من رسول الله أنه جعل يّنفْضُ رأسه ويقول "ويحك يا ابن سمية! تقتلك الفئة الباغية".

قال الحافظ في "الفتح": روى حديث عمار (تقتل عمار الفئة الباغية) جماعة من الصحابة. منهم قتادة بن النعمان كما تقدم، وأم سلمه عند مسلم، وأبو هريرة عند الترمذي، وعبد الله بن عمرو بن العاص عند النسائي، وعثمان بن عفان، وحذيفة وأبو أيوب، وأبو رافع، وخزيمة بن ثابت، ومعاوية، وعمرو بن العاص، وأبو اليسر، وعمار نفسه. وكلها عند الطبراني وغيره. وغالب طرقها صحيحة أو حسنة. وفيه عن جماعة آخرين يطول ذكرهم أ. هـ.

1848 -

* روى ابن سعد وعبد الرزاق عن طارِق بن شهاب: إن أهلَ البصرة غزوا نهاوند، فأمدهم أهل الكوفة وعليهم عمار، فظفِروا، أهلّ البصرة أن لا يقسموا لأهل الكوفة شيئاً. فقال رجل تميميّ: أيها الأجدعّ! تُريد أن تشاركنا في غنائمنا؟ فقال: خيرَ

1846 - أحمد في مسنده (5/ 385).

والترمذي (5/ 673) 50 - كتاب المناقب- 38 - باب مناقب عبد الله بن مسعود.

وقال: هذا حديث حسن غريب.

والمستدرك (3/ 75). وصححه ووافقه الذهبي.

1847 -

مسلم (4/ 2235) 52 - كتاب الفتن وأشراط الساعة- 18 - باب لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل فيتمني أن يكون مكان الميت من البلاء.

وأحمد في مسنده (3/ 5).

الطبقات الكبرى (3/ 252).

1848 -

الطبقات الكبرى (3/ 254). والمصنف (5/ 303). وأورده الذهبي في السير (1/ 422). وقال محققه: إسناده صحيح.

ص: 1781

أذنَّي سببتُ، فإنها أُصيبت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: فكتب في ذلك إلى عمر، فكتب عمر: إن الغنيمةّ لمن شَهدَ الوقعة.

1849 -

* روى أحمد عن عمار قال: إنَّ أمَّنا- يعني عائشة- قد مضت لسبيلها، وإنها لزوجتُه في الدنيا والآخرة، ولكن الله ابتلانا بها ليِعلم إياهُ نُطيع أو إياها.

1850 -

* روى البخاري عن عمار، قال: إني لأعلم أنها زوجته في الدنيا والآخرة، ولكن الله ابتلاكم لتتبعوه أو إياها.

1851 -

* روى أحمد وابن سعد والحاكم عن أبي البَحتري قال: عِّمار يومّ صفِّين: ائتوني بشربة لبن، قال: فشرب، ثم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن آخر شربة تشربها من الدنيا شربة لبن" ثم تقدم فقتل.

1852 -

* روى البخاري عن عمار أنه قال: ثلاثة مَنْ كُنّ فيه، فقد استكمل الإيمان، أو قال: من كمال الإيمان: الإنفاقُ من الإقتار، والإنصافُ من نفسك، وبذلُ السلام للعالَمِ.

1853 -

* روى الحاكم عن حارثة بن مضرب قال: كتب إلينا عمر بن الخطاب رضي الله عنه إني قد بعثت إليكم عمار بن ياسر أميراً وعبد الله بن مسعود مُعلما ووزيراً، وهما من النُجباء من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم من أهل بدر فأسمعوا، وقد جعلت ابن مسعود على بيت ما لكم فأسمعوا فتعلموا منهما واقتدوا بهما وقد آثرتكم بعبد الله على نفسي.

1854 -

* روى الترمذي والحاكم عن خيثمة بن أبي سبره الجعفي قال: أتيتّ المدينة

1849 - أحمد في المسند (4/ 265). وأورده الذهبي في السير (1/ 424).

1850 -

البخاري (7/ 106) 62 - كتاب فضائل الصحابة- 30 - باب فضل عائشة.

1851 -

أحمد في مسنده (4/ 319)، والطبقات الكبرى (3/ 257)، والمستدرك (3/ 389). وصححه ووافقه الذهبي.

1852 -

علقه البخاري ووصله غير واحد، منهم الإمام أحمد وعبد الرزاق وابن أبي شيبة.

1853 -

المستدرك (3/ 388) وصححه الحاكم ووافقه الذهبي.

1854 -

الترمذي (5/ 674) 50 - كتاب المناقب- 38 - باب مناقب عبد الله بن مسعود.

ص: 1782

فسألتُ الله أن يُيسر لي جَليساً صالحاً فيِّسر لي أبا هريرة فقال لي: ممن أنت؟ فقلت: من أرض الكوفة جئت ألتمس العلم والخير، فقال: أليس فيكم سعد بن مالك مُجاب الدعوة، وعبد الله بن مسعود صاحب ظَهور رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نعليه، حذيفة بن اليمان صاحب سر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعمار بن ياسر الذي أجاره الله من الشيطان على لسان نبيه صلى الله عليه وآله وسلم، وسلمان صاحب الكتابين؟ قال قتادة والكتابان الإنجيل والفرقان.

1855 -

* روى ابن سعد والحاكم عن عبد الله بن سلمه قال: رأيت عمار بن ياسر يوم صفين شيخاً طِوالا الَحربة بيده ويّده ترعد فقال: والذي نفسي بيده لقد قاتلت بهذه مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثلاثَ مرات وهذه الرابعة ثم قال: والذي نفسي بيده لو ضربونا حتى يبلغوا بنا سَعَفات هَجَر لعرفتُ أنَا على الحق وهم على الباطل.

1856 -

* روى الطبراني وعبد الله بن أحمد عن كلثوم بن جبر قال: كنت بواسط القصب عند عبد الأعلى بن عبد الله بن عامر بن كريز القرشي في منزل عنبسة بن سعيد إذ جاء رجل فقال: إن قاتل عمار بالباب فتأذنون له فيدخل، فكره بعض القوم وقال بعض: أدخلوه، فدخل فإذا رجلّ عليه مقطَّعات له. فقال: لقد أدركت رسول الله صلى الله عليه وسلم. وأنا أنفع أهلي فأرد عليهم الغنم، فقال رجل من القوم: أبا العادية كيف كان أمر عمار؟ قال: كنا نعد عماراً من خيارنا حتى سمعته يوماً في مسجد قباء يقع في عثمان فلو خلصت إليه لوطئته برجلي فما صليت بعد ذلك صلاة إلا قلت: اللهم لقني عمارا، فلما كان يوم صفين استقبلني رجل بسوق الكتيبة فاختلفت أنا وهو ضربتين فبدرته فضربته فكبا لوجهه.

وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب.

والمستدرك (3/ 392). وصححه ووافقه الذهبي.

1855 -

الطبقات الكبرى (3/ 257). والمستدرك (3/ 392). وصححه الحاكم وسكت عنه الذهبي.

1856 -

قال الهيثمي في مجمع الزوائد (1/ 298): رواه كله الطبراني وعبد الله باختصار ورجال أحد إسنادي الطبراني رجال الصحيح.

وذكره الذهبي في السير (1/ 425). وقال محققه: رجاله ثقات.

مقطعّات: برود عليها وشّي مقطّعّ.=

ص: 1783

ثم قتلته. وفي رواية قال عبد الأعلى أدخلوه، فأُدخل عليه مقطعات له، فإذا رجل طوال ضَرْب من الرجال كأنه ليس من هذه الأمة- قلت فذكر نحوه حتى قال: فلما كان يوم صفين أقبل يمشي أول الكتيبة راجلاً حتى كان بين الصفين طعن رجلاً في ركبته بالرمح فصرعه فانكفأ المغفر عنه فأضربه فإذا رأس عمار بن ياسر. قال له يقول له مولى: لنا أي يده كفتاه فلم أر رجلاً أبين ضلالة منه ..

1857 -

* روى الترمذي عن عمرو بن غالب رحمة الله، أن رجلاً نال من عائشة عند عمار بن ياسر رضي الله عنه، فقال: أغرب مقبوحاً منبوحاً، أتوذي حبِّيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟.

1858 -

* روى البزار والطبراني عن بلال بن يحي قال: لما قُتل عثمانُ رضي الله عنه أُتِيَ حذيفةُ فقِيل له: يا أبا عبِد الله قُتل هذا الرجلُ وقد اختلف الناسَ فما تقول؟ قال: أسندوني- وقد كان مريضاً- فأسندوه إلى ظهرِ رجلٍ فقال: سمعَت رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول "أبو اليقظان على الفِطرة لا يدعها حتى يموت أو يمسه الهرم".

1859 -

* روى أبو يعلى والبزار والطبراني عن مولاة لعمار بن ياسر قالت: اشتكي عمار ابن ياسر شكوى بعل منها فُغُشيَ عليه فأفاق ونحن نبكي حوله، فقال: ما يبكيكم أتحسبون أني مت على فراشي، أخبرني حبيبي صلى الله عليه وسلم أنه تقتلني الفئةُ الباغيةُ وأنَ آخر زادي مذّقَةُ من لبنٍ.

=الضَّرب: البطل الخفيف اللحم ممشوق القَدِّ.

1857 -

الترمذي (5/ 707) 50 - كتاب المناقب- 63 - باب فضل عائشة.

وقال هذا حديث حسن.

غرب: أُغُرُبّ: بمعني أبعد، كأنه أمره بالغروب والاختفاء.

مقبوحاً: المقبوح: الذي يردّ ويطرد، ويقال: قبحُّه الله، أي: أبعده.

منبوحا: المنبوح: الذي يضرب له مثل الكلب.

1858 -

رواه البزار: كشف الأستار (3/ 252) وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (9/ 295): رواه البزار والطبراني في الأوسط باختصار ورجالهما ثقات.

1859 -

البزار: كشف الأستار (3/ 252). وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (9/ 295): رواه أبو يعلى والطبراني بنحوه ورواه البزار باختصار وإسناده حسن.

بعل منها: ضعف منها.

مذقة: شربة

ص: 1784

1860 -

* روى الترمذي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: جاء عمارّ بنَ ياسر، يَستْأذنُ على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال:"ائذنوا له، مرحباً بالطيِّب الُطيِّب".

1861 -

* روى الطبراني عن جابر: أن النبي صلى الله عليه وسلم مرِّ بعمار بن ياسر وبأهله يعذبون في الله عز وجل فقال "أبشروا آل ياسر موعدكم الجنة".

1862 -

* روى أحمد والترمذي والحاكم عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما خُيِّرَ عَمَّار بين أمرين إلا اختار أسدهما".

1863 -

* روى النسائي والحاكم والبزار عن عمرو بن شرحبيل رحمه الله عن رجل من أصحاب رسولِ الله صلى الله عليه وسلم قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "ملئ عمار إيماناً إلى مشاشة".

1864 -

* روى أحمد عن حنظله بن خويلد العنبري قال: بينا أنا عند معاوية إذ جاءه رجلان يختصمان في رأس عمار يقول كل واحد منهما أنا قتلته، فقال عبد الله بن عَمْرو: ليطب به أحدكما نفساً لصاحبه فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "تقتله الفئة الباغية" فقال معاوية: فما بالك معنا؟ قال: إن أبي شكاني إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أطع أباك ما دام حياً ولا تعصه". فأنا معكم ولست أقاتل.

1860 - الترمذي (5/ 668) 50 - كتاب المناقب-35 - باب مناقب عمار بن ياسر.

وقال: هذا حديث حسن صحيح.

1861 -

قال الهيثمي في مجمع الزوائد (9/ 293): رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال صحيح غير إبراهيم بن عبد العزيز المقوم وهو ثقة.

1862 -

أحمد في مسنده (6/ 113).

والترمذي (5/ 668) 50 - كتاب المناقب-35 - باب مناقب عمار بن ياسر.

وقال: حديث حسن غريب.

والمستدرك (3/ 388).

1863 -

النسائي (8/ 111) كتاب الإيمان وشرائعه، باب تفاضل أهل الإيمان.

والمستدرك (3/ 392). وصححه ووافقه الذهبي.

والبزار: كشف الأستار (3/ 252). وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (9/ 295): رجاله رجال الصحيح، وقال الحافظ في الفتح: إسناده صحيح.

مشاشه: المشاش: جمع مشاشة: وهي رؤوس العظام اللينة التي يمكن مضغها.

1864 -

أحمد في مسنده (2/ 164).

ص: 1785