الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
50 - عمرو بن الجموح رضي الله عنه
قال ابن حجر: عمرو بن الجموح بفتح الجيم ونخفيف الميم ابن زيد بن حرام بن كعب بن غنم بن سلمة الأنصاري السلمي .. من سادات الأنصار واستشهد بأحد قال ابن إسحاق في المغازي: كان عمرو بن الجموح سيداً من سادات بني سلمة وشريفاً من أشرافهم
…
وقال ابن الكلبي: كان عمرو بن الجموح آخر الأنصار إسلاماً
…
علي قال: وكان عمرو يولم على رسول الله صلى عليه وآله وسلم إذا تزوج ورواه أبو نعيم في المعرفة
…
قال أحمد عن أبي قتادة قال: أتى عمرو بن الجموح النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا رسول الله، أرأيت إن قاتلت في سبيل الله حتى أقتل أمشي برجلي هذه في الجنة؟ قال: نعم وكانت رجله عرجاء حينئذ. وقال ابن أبي شيبة [بسنده] عن أبي قتادة أنه حضر ذلك قال: أتى عمرو بن الجموح إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا رسول الله أرأيت إن قاتلت حتى أقتل في سبيل الله تراني أمشي برجلي هذه في الجنة؟ قال: نعم وكانت عرجاء فقتل يوم أحد هو وابن أخيه فمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم به فقال: فإني أراك تمشي برجلك هذه صحيحة في الجنة، وأمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بها ومولاها فجعلوا في قبر واحد وأنشد له المرزباني قوله لما أسلم:
أتوب إلى الله سبحانه
…
وأستغفر الله من ناره
وأثني عليه بآلائه
…
بإعلان قلبي وأسراره
اهـ. ابن حجر.
قال الذهبي في ترجمته:
والدُ معاذ، ومعوذ، وخلاد وعبد الرحمن، وهند.
روى ثابت البناني، عن عكرمة قال: قدمُ مُصعب بن عُمير المدينة يُعلِّم الناس. فبعث إليه عمرو بن الجموح: ما هذا الذي جئتمونا؟ قالوا: إن شئت جئناك، فأسمعناك القرآن. قال: نعم. فقرأ صدراً من سورة يوسف. فقال عمرو: إن لنا مؤامرة في قومنا (1)، وكان
(1) إن لنا مؤامرة في قومنا: أي علينا أن نشاور قومنا.
سيد بني سلمة. فخرجوا، ودخل على مناف فقال: يا مناف! تعلم والله ما يريد القوم غيرك، فهل عندك من نكير؟ قال: فقلده السيف وخرج، فقام أهله فأخذوا السيف، فلما رجع قال: أين السيف يا مناف؟ ويحك! إن العنز لتمنع استها. والله ما أرى في أبي جعار غداً من خير. ثم قال لهم: إني ذاهب إلى مالي فاستوصوا بمناف خيراً. فذهب، فأخذوه فكسروه وربطوه مع كلب ميت وألقوه في بئر، فلما جاء قال: كيف أنتم؟ قالوا بخير يا سيدنا. طهر الله بيوتنا من الرجس، قال: والله إني أراكم قد أسأتم خلافتي في مناف. قالوا: هو ذاك، انظر إليه في ذلك البئر. فأشرف فرآه، فبعث إلى قومه فجاؤوا فقال: ألستم على ما أنا عليه؟ قالوا: بلى. أنت سيدنا. قال: فأشهدكم أني قد آمنتُ بما أنزل على محمد.
قال: فلما كان يوم أحُد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قوموا إلى جنة عرضها السماواتُ والأرض أعدت للمتقين" فقام وهو أعرج فقال: والله لأقْحَزَنَّ (1) عليها في الجنة. فقاتل حتى قتل.
وعن عاصم بن عمر أنّ إسلام عمرو بن الجموح تأخر. وكان له ضمٌ يُقال له مناف، وكان فتيان بني سَلَمة قد آمنوا، فكانوا يمهلون، حتى إذا ذهب الليل دخلوا بيت صنمه فيطرحونه في أنتن حُفرة منكساً. فإذا أصبح عمرو غمه ذلك، فيأخذه فيغسله ويطيبه. ثم يعودون لمثل فعلهم. فأبصر عمرو شأنه وأسلم، وقال أبياتاً منها:
والله لو كنت إلهاً لم تكن
…
أنت وكلبٌ وسط بئر في قرن (2)
أُفٍ لمشواك إلهاً مستدن (3)
…
فالآن فتشناك عن شر الغبن
روى محمد بن مسلم، عن عمرو ين دينار وفطر بن خليفة، عن حبيب بن أبي ثابت، وابن عيينة، عن ابن المنكدر أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يا بني سلمة! مَنْ سيدكم؟ قالوا:
(1) لأقحزنّ: أي لأثبن.
(2)
والقرن: الحبل.
(3)
ومستدن: ذليل مستعبد. وقال السهيلي: مستدن من السدانة، وهي خدمة البيت وتعظيمه، وكان لكل صنم سدنة يقومون بخدمة البيت الذي فيه الصنم.
الجدُّ بن قيس، وإنا لنبخِّلُه. قال: وأي داء أدوى من البُخل؟ بل سيدكم الجعد الأبيض عمرو بن الجموع (1) اهـ.
قال ابن حجر: قال ابن عائشة فقال بعض الأنصار في ذلك:
وقال رسول الله والقول قوله
…
لمن قال منا من تسمون سيداً
فقالوا له جّدُّ بن قيس على التي
…
نبخله منها وإن كان أسوداً
فسود عمرو بن الجموح لجوده
…
وحق لعمرو بالندى أن يسودا
فلو كنت ياجد بن قيس على التي
…
على مثلها عمرو لكنت المسودا
قال الذهبي قال الواقدي: لم يشهد بدراً. كأن أعرج. ولما خرجوا يوم أحُد منعه بنوه وقالوا: عذرك االله. فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، يشكوهم. فقال: لا عليكم أن لا تمنعوه، لعل الله يرزقه الشهادة.
قالت امرأته هند أخت عبد الله بن عمرو بن حرام: كأني أنظر إليه قد أخذ درقته وهو يقول: اللهم لا تردني. فقتل هو وابنُه خلَاّد
قال مالك: كفن هو وعبدُ الله بن عمرو بن حرام في كفن واحد.
مالك: عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة أنه بلغه أن عمرو بن الجموح، وابن حرام كان السيل قد خرب قبرها، فحفر عنهما ليتغيرا من مكانها، فوُجدا لم يتغيرا، كأنما ماتا بالأمس. وكان أحدُهما قد جُرح، فوضع يده على جرحه، فدفن كذلك. فأُميطت يدُه عن جرحه، ثم أرسلت، فرجعت كما كانت. وكان بين يوم أحُد ويوم حُفر عنها ستٌ وأربعون سنة (2). اهـ.
(1) رجاله ثقات لكنه مرسل. ورواه أبو نعيم في "الحلية" من طريق: ابن عيينة، عن ابن المنكدر، عن جابر. وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" من طريق عبد الله بن أبي الأسود، حدثنا حميد بن الأسود، عن الحجاج الصواف قال: حدثني أبو الزبير قال: حدثنا جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكره، وهذا سند قوي.
(2)
رواه مالك في الموطأ (2/ 470) 21 - كتاب الجهاد- 21 - باب الدفن في قبر واحد من ضرورة. ورجاله ثقات، لكنه مرسل، وأخرجه ابن سعد (3/ 562، 563)، من طريق الوليد بن مسلم، حدثني الأوزاعي، عن الزهري، عن جابر فذكره بأطول مما هنا، وهذا سند صحيح كما قال الحافظ في "الفتح".