الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
40 - عدي بن حاتم رضي الله عنه
قال ابن حجر: عدي بن حاتم بن عبد الله بن سعد بن الحشرج بن امرئ القيس بن عدي الطائي ولد الجواد المشهور أبو طريف
…
أسلم في سنة تسع وقيل سنة عشر وكان نصرانيًا قبل ذلك وثبت على إسلامه في الردة وأحضر صدقة قومه إلى أبي بكر وشهد فتح العراق ثم سكن الكوفة وشهد صفين مع علي ومات بعد الستين وقد أسن قال خليفة بلغ عشرين ومائة سنة وقال أبو حاتم السجستاني بلغ مائة وثمانين. قال عدي بن حاتم: ما أقيمت الصلاة منذ أسلمت إلا وأنا على وضوء .. وفي الصحيحين أنه سأل النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن أمور تتعلق بالصيد وفيهما قصة في حمله قوله تعالى: {حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ} (1) على ظاهره وقوله له إنك لعريض الوسادة.
وروى أحمد والترمذي من طريق عباد بن حبيش الكوفي عن عدي بن حاتم قال: أتيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم في المسجد فقال الناس هذا عدي بن حاتم قال: وجئت بغير أمان ولا كتاب وكان قال قبل ذلك: إني لأرجو الله أن يجعل يده في يدي فقام فأخذ بيدي فلقيته امرأة وصبي معها فقالا: إن لنا إليك حاجة فقام معهما حتى قضى حاجتهما ثم أخذ بيدي حتى أتى إلى داره فألقت إليه الوليدة وسادة فجلس عليها وجلست بين يديه فقال: هل تعلم من إله سوى الله؟ قلت: لا. ثم قال: هل تعلم شيئًا أكبر من الله؟ قلت: لا. قال: فإن اليهود مضغوب عليهم وإن النصارى ضالون.
وذكر ابن المبارك في الزهد عن ابن عيينة أنه حدث عن الشعبي عن عدي بن حاتم قال: ما دخل وقت صلاة قط إلا وأنا أشتاق إليها.
وكان جوادًا وقد أخرج أحمد عن تميم بن طرفة قال: سأل رجل عدي بن حاتم مائة درهم، فقال: تسألني مائة درهم وأنا ابن حاتم والله لا أعطيك: وسنده صحيح اهـ ابن حجر.
(1) البقرة: 187.
وقال الذهبي في ترجمته: الشريف، أبو وهب وأبو طريف الطائي، صاحب النبي صلى الله عليه وسلم، ولد حاتم طي الذي يضرب بجوده المثل.
وفد عدي على النبي صلى الله عليه وسلم في وسط سنة سبع، فأكرمه واحترمه.
وكان أحد من قطع برية السماوة مع خالد بن الوليد إلى الشام، وقد وجهه خالد بالأخماس إلى الصديق
…
نزل الكوفة مدة ثم قرقيسيا من الجزيرة.
عن أبي عبيدة بن حذيفة، قال: كنت أسأل الناس عن حديث عدي بن حاتم وهو إلى جنبي لا أتيه، ثم أتيته فسألته، فقال: بعث النبي صلى الله عليه وسلم فكرهته، ثم كنت بأرض الروم، فقلت: لو أتيت هذا الرجل، فإن كان صادقًا، تبعته، فلما قدمت المدينة، استشرفني الناس، فقال لي: يا عدي! أسلم تسلم، قلت: إن لي دينًا، قال: أنا أعلم بدينك منك، ألست ترأس قومك؟ قلت: بلى قال: ألست ركوسيًا (1) تأكل المرباع؟ (2) قلت: بلى. قال: فإن ذلك لا يحل لك في دينك. فتضعضعت لذلك. ثم قال: يا عدي! أسلم تسلم. فأظن ما يمنعك أن تسلم خصاصة تراها بمن حولي، وأنك ترى الناس علينا إلبًا واحدًا. هل أتيت الحيرة؟ قلت: لم آتها، وقد علمت مكانها. قال: توشك الظعينة أن ترتحل من الحيرة بغير جوارٍ حتى تطوف بالبيت، ولتفتحن علينا كنوز كسرى. قلت: كسرى بن هرمز! قال: كسرى بن هرمز، وليفيض المال حتى يهم الرجل من يقبل منه ماله صدقة.
قال عدي: فلقد رأيت اثنتين، وأحلف بالله لتجيئن الثالثة، يعني فيض المال (3).
قال أبو عبيدة: كان عدي بن حاتم على طيء يوم صفين مع علي.
وروى سعيد بن عبد الرحمن، عن ابن سيرين، قال: لما قتل عثمان، قال عدي: لا
(1) ركوسيًا: دين بين النصارى والصابئين.
(2)
المرباع وهو ربع الغنيمة الذي يأخذه الرئيس خالصًا دون أصحابه وذلك حينما تغزو قبيلة الأخرى وتغنم.
(3)
رواه أحمد في مسنده (4/ 278) وإسناده قوي.
ينتطح فيها عنزان (1) ففقئت عينه يوم صفين، فقيل له: أما قلت: لا ينتطح فيها عنزان، قال: بلى وتفقأ عيون كثيرة وقيل: قتل ولده يومئذ.
قال أبو إسحاق: رأيت عديًا رجلاً جسيمًا أعور، يسجد على جدارٍ ارتفاعه نحو ذراع.
جرير عن مغيرة قال: خرج عدي، وجرير البجلي وحنظلة الكاتب من الكوفة، فنزلوا قرقيسيا (2)، وقالوا: لا تقيم ببلدٍ يشتم فيه عثمان اهـ.
2132 -
* روى البخاري عن عدي بن حاتم رضي الله عنه قال: أتينا عمر في وفدٍ، فجعل يدعو رجلاً رجلاً، ويسميهم، فقلت: أما تعرفني يا أمير المؤمنين؟ قال: بلى، أسلمت إذ كفروا، وأقبلت إذ أدبروا، ووفيت إذ غدروا، وعرفت إذ أنكروا، فقال عدي: فلا أبالي إذاً.
وفي رواية أحمد (2) قال: أتيت عمر بن الخطاب في أناسٍ من قومي، فجعل يفرض للرجل من طيء في ألفين، ويعرض عني، قال: فاستقبلته فأعرض عني، ثم أتيته من حيال وجهه، فأعرض عني، قال: فقلت: يا أمير المؤمنين، أتعرفني؟ قال: فضحك، ثم قال: نعم، والله إني لأعرفك آمنت إذ كفروا، وأقبلت إذ أدبروا، ووفيت إذ غدروا، وإن أول صدقة بيضت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ووجوه أصحابه صدقة طيء، جئت بها إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ثم أخذ يعتذر، ثم قال: إنما فرضت لقوم أجحفت بهم الفاقة، وهم سادة
(1) لا ينتطح فيها عنزان، لا يلتقي فيها اثنان ضعيفان لأن النطاح من شأن التيوس والكباش لا العنوز، فكان عدي. يظن بعد مقتل عثمان أو الناس سيجتمعون على علي دون نزاع ولكن جرى خلاف ما ظن.
(2)
قرقيسيا: بلد في الشام على نهر الخابور قرب رحبة مالك بن طوق على ستة فراسخ، وعندها مصب الخابور في الفرات، فهي في مثلث بين الخابور والفرات.
2132 -
البخاري (8/ 102) 64 - كتاب المغازي -76 - باب قصة وفد طيء.
(2)
أحمد في مسنده (1/ 45) مسلم بعضه (4/ 1957) 44 - كتاب فضائل الصحابة -47 - باب من فضائل غفار وأسلم.
يفرض في ألفين: أي يوجب له هذا المقدار من المال في العطاء.
حيال الشيء: تلقاؤه وما يواجهه.
أجحفت: به الحاجة، إذا أفقرته وأذهبت ماله، وجعلته محتاجًا إلى غيره، والفاقة، الفقر والحاجة.=
عشائرهم، لما ينوبهم من الحقوق، فقال عدي: فلا أبالي إذاً.
قال الذهبي: قال ابن الكلبي: مات عدي سنة سبعٍ وستين، وله مئة وعشرون سنة.
وقال ابن سعد: سنة ثمان وستين، وقيل: سنة ست وستين. اهـ.
* * *
= ينويهم: نابهم الأمر: أي طرقهم وعرض لهم، والمراد به: ما يتجدد من الحوادث التي يحتاجون أن ينفقوا فيها.