المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌3 - الزبير بن العوام رضي الله عنه - الأساس في السنة وفقهها - السيرة النبوية - جـ ٤

[سعيد حوى]

فهرس الكتاب

- ‌عثمان بن عفان رضي الله عنه

- ‌قصة استخلافه:

- ‌ذكر زوجاته وبنيه وبناته رضي الله عنهم:

- ‌ثم دخلت سنة خمس وعشرين:

- ‌ثم دخلت سنة ست وعشرين:

- ‌ثم دخلت سنة سبع وعشرين:

- ‌غزوة الأندلس:

- ‌وقعة جرير والبربر مع المسلمين:

- ‌فتح قبرص:

- ‌ثم دخلت سنة تسع وعشرين:

- ‌ثم دخلت سنة ثلاثين من الهجرة النبوية:

- ‌ثم خلت سنة إحدى وثلاثين:

- ‌ثم دخلت سنة ثنتين وثلاثين:

- ‌ثم دخلت سنة ثلاث وثلاثين:

- ‌ثم دخلت سنة أربع وثلاثين:

- ‌ثم دخلت سنة خمس وثلاثين ففيها مقتل عثمان:

- ‌ثم دخلت سنة خمس وثلاثين ففيها مقتل عثمان:

- ‌ذكر مجيء الأحزاب إلى عثمان للمرة الثانية في مصر:

- ‌ذكر حصر أمير المؤمنين عثمان بن عفان:

- ‌تعليقات

- ‌شرح مختصر لأسباب الفتنة في اجتهادي:

- ‌1 - ظهور الورع الجاهل:

- ‌2 - تآمر الحاقدين:

- ‌3 - طموح الطامحين:

- ‌4 - العفوية:

- ‌5 - عدم مراعاة الرأي العام السائد:

- ‌على بن أبي طالب رضي الله عنه

- ‌ثم دخلت سنة ست وثلاثين من الهجرة:

- ‌ثم دخلت سنة تسع وثلاثين:

- ‌ذكر مقتل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب:

- ‌صفة مقتله رضي الله عنه:

- ‌تعليقات

- ‌عبد الله بن الزبير رضي الله عنه

- ‌تعليقات

- ‌الوصل الثالثفينماذج من أصحابه

- ‌تمهيد

- ‌1 - أبو عبيدة بن الجراح رضي الله عنه

- ‌2 - طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه

- ‌3 - الزبير بن العوام رضي الله عنه

- ‌4 - عبد الرحمن ابن عوف رضي الله عنه

- ‌5 - سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه

- ‌6 - سعيد بن زيد رضي الله عنه

- ‌7 - زيد بن حارثة حِبُّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ومولاه رضي الله عنه

- ‌8 - أسامة بن زيد الحِبُّ بن الحِبُّ رضي الله عنه

- ‌9 - عمار بن ياسر رضي الله عنه

- ‌10 - عبد الله بن مسعود رضي الله عنه

- ‌11 - أبو ذر الغفاري رضي الله عنه

- ‌12 - حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما

- ‌13 - سعد بن معاذ رضي الله عنه

- ‌14 - عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما

- ‌15 - بلال بن رباح رضي الله عنه

- ‌16 - أبي بن كعب رضي الله عنه

- ‌17 - أبو طلحة الأنصاري رضي الله عنه

- ‌18 - المقداد بن عمرو (المشهور بابن الأسود) رضي الله عنه

- ‌19 - أبو قتادة الأنصاري السلمي رضي الله عنه

- ‌20 - سلمان الفارسي رضي الله عنه

- ‌21 - عبد الله بن قيس (المشهور بأبي موسى الأشعري) رضي الله عنه

- ‌22 - عبد الله بن سلام رضي الله عنه

- ‌23 - جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه

- ‌24 - 25 - جابر بن عبد الله وأبوه عبد الله بن عمرو بن حرام

- ‌26 - البراء بن مالك رضي الله عنه

- ‌27 - أنس بن مالك رضي الله عنه

- ‌28 - ثابت بن قيس بن شماس رضي الله عنه خطيب رسول الله صلى الله عليه وسلموخطيب الأنصار

- ‌29 - أبو هريرة رضي الله عنه

- ‌30 - حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه

- ‌31 - جليبيب رضي الله عنه

- ‌32 - حارثة بن سراقة رضي الله عنه

- ‌33 - قيس بن سعد بن عبادة رضي الله عنهما

- ‌34 - خالد بن الوليد رضي الله عنه

- ‌35 - عمرو بن العاص رضي الله عنه

- ‌36 - أبو سفيان بن حرب رضي الله عنه

- ‌37 - معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما

- ‌38 - عباد بن بشر رضي الله عنه

- ‌39 - ضماد رضي الله عنه

- ‌40 - عدي بن حاتم رضي الله عنه

- ‌41 - ثمامة بن أثال رضي الله عنه

- ‌42 - عمرو بن عبسة السلمي رضي الله عنه

- ‌43 - خباب بن الأرتِّ رضي الله عنه

- ‌44 - سالم مولى أبي حذيفة رضي الله عنهما

- ‌45 - عامر بن ربيعة رضي الله عنه

- ‌46 - عبد الله بن جحش رضي الله عنه

- ‌47 - صهيب بن سنان رضي الله عنه

- ‌48 - عثمان بن مظعون رضي الله عنه

- ‌49 - معاذ بن جبل رضي الله عنه

- ‌50 - عمرو بن الجموح رضي الله عنه

- ‌51 - حارثة بن النعمان رضي الله عنه

- ‌52 - عبد الله بن رواحة رضي الله عنه

- ‌53 - عبد الله بن عبد الله بن أبي رضي الله عنه

- ‌54 - قتادة بن النعمان رضي الله عنه

- ‌55 - عبادة بن الصامت رضي الله عنه

- ‌56 - خزيمة بن ثابت رضي الله عنه

- ‌57 - خالد بن زيد المشهور بأبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه

- ‌58 - زيد بن ثابت رضي الله عنه

- ‌59 - سلمة بن الأكوع رضي الله عنه

- ‌60 - أبو الدرداء رضي الله عنه

- ‌61 - عبد الله بن الأرقم رضي الله عنه

- ‌62 - عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه

- ‌63 - أبو زيد عمر بن أخطب رضي الله عنه

- ‌64 - أبو أمامة الباهلي رضي الله عنه

- ‌65 - عبد الله بن بسر رضي الله عنه

- ‌66 - السائب بن يزيد رضي الله عنه

- ‌67 - ورقة بن نوفل رضي الله عنه

- ‌68 - حكيم بن حزام رضي الله عنه

- ‌69 - قيس بن عاصم المنقري رضي الله عنه

- ‌70 - عكرمة بن أبي جهل رضي الله عنه

- ‌71 - عبد الله بن حذافة السهمي

- ‌72 - عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه

- ‌73 - محمد بن مسلمة رضي الله عنه

- ‌74 - حسان بن ثابت

- ‌75 - حجر بن عدي رضي الله عنه

- ‌76 - عمران بن حصين رضي الله عنه

- ‌77 - سهيل بن عمرو رضي الله عنه

- ‌78 - أبو سعيدٍ الخدري رضي الله عنه

- ‌79 - المغيرة بن شعبة رضي الله عنه

- ‌80 - النجاشي رضي الله عنه

- ‌81 - أسيد بن حضير رضي الله عنه

- ‌82 - عبد الله بن أم مكتوم رضي الله عنه

- ‌83 - أسعد بن زرارة رضي الله عنه

- ‌84 - أبو دجانة سماك بن خرشة الخزرجي رضي الله عنه

- ‌85 - أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما

- ‌86 - أم حرامٍ رضي الله عنها

- ‌87 - أمُّ سُلَيْمٍ رضي الله عنها

- ‌88 - هند بنت عتبة رضي الله عنها

- ‌89 - نسيبةُ بنتُ كعب رضي الله عنها

- ‌90 - أم أيمن بركة بنت ثعلبة رضي الله عنها

- ‌91 - أم عطية الأنصارية رضي الله عنها

- ‌92 - أم سَلِيط رضي الله عنها

- ‌93 - بريرة مولاة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها

- ‌94 - الربيع بنت معوذ رضي الله عنها

- ‌95 - أسماء بنت عُميْس رضي الله عنها

- ‌تعليقات على هذا الباب

- ‌خاتمة القسم الأول

الفصل: ‌3 - الزبير بن العوام رضي الله عنه

‌3 - الزبير بن العوام رضي الله عنه

قال ابن كثير في ترجمته:

الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب ابن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة أبو عبد الله القرشي الأسدي، وامه صفية بنت عبد المطلب عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم أسلم قديما وعمره خمس عشرة سنة وقيل أقل وقيل أكثر هاجر إلى الحبشة ثم إلى المدينة فآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين سلمة بن سلامة ابن وقش، وقد شهد المشاهد كلها.

وهو أحد العشرة المشهود لهم بالجنة، وأحد الستة الذين توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض، وصحب الصديق فأحسن صحبته، وكان ختنه على ابنته أسماء بنت الصديق، وابنه عبد الله منها أول مولود ولد للمسلمين بعد الهجرة، وخرج مع الناس إلى الشام مجاهدا فشهد اليرموك فتشرفوا بحضوره، وكانت له بها اليد البيضاء والهمه العلياء، اخترق جيوش الروم وصفوفهم مرتين من أولهم إلى أخرهم، وكان من جمله من دافع عن عثمان وحاجف عنه، فلما كان يوم الجمل ذكره علي بما ذكره به فرجع عن القتال وكر راجعا إلى المدينة، فمر بقوم الأحنف بن قيس -وكانوا قد انعزلوا عن الفريقين- فقال قائل له الأحنف: ما بال هذا جمع بين الناس حتى إذا التقوا كر راجعا إلى بيته؟ من رجل يكشف لنا خبره؟ فاتبعه عمرو بن جرموز وفضالة بن حابس ونفيع في طائفة من غواة بني تميم، فيقال إنهم لما أدركوه تعاونوا عليه حتى قتلوه، ويقال: بل أدركه عمرو بن جرموز فقال له عمرو: أن لى إليك حاجة فقال: ادن! فقال مولى الزبير، واسمه عطية، إن معه سلاحا فقال: وإن، فتقدم إليه فجعل يحدثه وكان وقت الصلاة فقال له الزبير: الصلاة فقال: الصلاة فتقدم الزبير ليصلى بهما فطعنه عمرو بن جرموز فقتله، ويقال بل أدركه عمرو بواد يقال له وادي السباع وهو نائم في القائلة فهجم عليه فقتله، وهذا القول هو الأشهر.

وقد كان الزبير ذا مال جزيل وصدقات كثيرة جدا، لما كان يوم الجمل أوصى إلى ابنه عبد الله فلما قتل وجدوا عليه من الدين ألفي ألف ومائتي ألف فوفوها عنه، وأخرجوا بعد

ص: 1741

ذلك ثلث ماله الذي أوصى به ثم قسمت التركة بعد ذلك فأصاب كل واحدة من الزوجات الأربع من ربع الثمن ألف ألف ومائتا ألف درهم، فعلى هذا يكون مجموع ما قسم بين الورثة ثمانية وثلاثين ألف ألف وأربعمائة ألف والثلث الموصي به تسعة عشر ألف ألف ومائتا ألف فتلك الجملة سبعة وخمسون ألف ألف وستمائة ألف والدين المخرج فبل ذلك ألفا الف ومائتا ألف.

وقد جمع ماله هذا بعد الصدقات الكثيرة والمآثر الغزيرة مما أفاء الله عليه من الجهاد من خمس الخمس ما يخص أمه منه، ومن التجارة المبرورة من الخلال المشكورة، وقد قيل أنه كان له ألف مملوك يؤدون إليه الخراج، فربما تصدق في بعض الأيام بخرجهم كلهم رضي الله عنه وارضاه، وكان قتله يوم الخميس لعشر خلون من جمادى الآخر سنة ست وثلاثين وقد نيف على الستين بست أو سبع. ا. هـ.

1760 -

* روى الطبراني عن أبي الأسود: أسلم الزبير وهو ابن ثمان سنين، وهاجر وهو ابن ثمان عشر، وكان عمه يعلق الزبير في حصير ويدخن عليه بالنار ويقول: ارجع إلى الكفر، فيقول لا أكفر أبدا.

وكانت أمه صفية عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم حازمة في تأديبه صغيرا فنشأ غلى الفتوة والقوة والصبر والجلد، وهو من جملة من أسلم على يد أبي بكر وكان هو وطلحة وعلى أترابا (في سن واحد)، وكان أسمر طويلا إذا ركب خطب رجلاه الأرض، خفيف اللحية والعارضين.

قال الذهبي: وعن الثوري قال: هؤلاء الثلاثة نجدة الصحابة حمزة وعلي والزبير، وكان إذ جعله بعض الصحابة وصيا على ذرية أنفق عليهم من ماله وحفظ أموالهم.

وقال الذهبي في عثمان وعلي وطلحة والزبير: من العشرة المشهود لهم بالجنة، ومن البدريين، ومن أهل بيعة الرضوان، ومن السابقين الأولين الذين أخبر الله تعالى أنه رضي

1760 - المعجم الكبير (1/ 122).

وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد (9/ 151). وقال: رواه الطبراني ورجاله ثقات إلا أنه مرسل.

ص: 1742

عنهم ورضوا عنه، ولأن الأربعة قتلوا ورزقوا الشهادة فنحن محبون لهم مبغضون للأربعة الذين قتلوا الأربعة.

وهذه بعض روايات في مناقبة وقد مرت روايات من قبل تشمله:

1761 -

* روى البخاري ومسلم عن جابر: قال النبي صلى الله عليه وسلم يوم الأحزاب: "من يأتينا بخير القوم؟ " فقال الزبير أنا، ثم قال:"من يأتين بخير القوم؟ " فقال الزبير أنا، ثم قال في الثلاثة:"إن لكل نبي حواريا وأن حواري الزبير".

1762 -

* روى البخاري ومسلم عن ابن الزبير قال: كنت يوم الأحزاب جعلت أنا وعمرو بن أبي سلمة مع النساء يعني نسوة النبي صلى الله عليه وسلم في أطم حسان بن ثابت، فنظرت فإذا أنا بالزبير على فرسه يختلف إلى بني قريظة، فلما رجع قلت: يا أبت رأيتك تختلف، قال وهل رأيتني يا بني؟ قلت: نعم؟ قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من يأتي بني قريظة فيأتني بخبرهم؟ " فانطلقت فلما رجعت جمع لي صلى الله عليه وسلم أبويه قال: "فداك أبي وأمي".

1763 -

* روى الترمذي عن عروة أوصى الزبير إلى ابنه عبد الله صبيحه يوم الجمل فقال: ما مني عضو إلا وقد خرج مع النبي صلى الله عليه وسلم حتى انتهى ذلك مني إلى الفرج.

1764 -

* روى البخاري عن مروان بن الحكم قال: أصاب عثمان رعاف شديد سنة الرغاف حتى حبسه عن الحج، وأوصى، فدخل عليه رجل من قريش فقال: استخلف، فقال عثمان: أو قالوه؟ قال: نعم، قال: ومن هو؟ فسكب، قال فلعلهم قالوا الزبير؟

1761 - البخاري (6/ 52) 56 - كتاب الجهاد - 40 - باب فضل الطليعة.

ومسلم (4/ 1879) 44 - كتاب فضائل الصحابة -6 - باب من فضائل طلحة والزبير رضي الله عنهما.

1762 -

البخاري (7/ 80) 62 - كتاب فضائل الصحابة -13 - باب مناقب الزبير بن العوام.

ومسلم (4/ 1879) 44 - كتاب فضائل الصحابة -6 - باب من فضائل طلحة والزبير رضي الله عنهما

1763 -

الترمذي (5/ 647) 50 - كتاب المناقب -25 - باب مناقب الزبير بن العوام رضي الله عنه.

وقال: هذا حديث حسن غريب.

1764 -

البخاري (7/ 79) 62 - كتاب فضائل الصحابة -13 - باب مناقب الزبير بن العوام.

ص: 1743

قال: نعم، قال أما والذي نفسي بيده إنه لخيرهم ما علمت، وإن كان لأحبهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.

1765 -

* روى البخاري عن عروة: كان في الزبير ثلاث ضربات: إحداهن في عاتقه إن كنت لأدخل أصابعي فيها ألعب بها وأنا صغير، قال له أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يوم اليرموك: ألا تشد فنشد معك؟ فقل: إن شددت كذبتم، قالوا: لا نفعل، فحمل عليهم حتى شق صفوفهم فجاوزهم وما معه أحد، ثم رجع مقبلا فأخذوا بلجامه فضربوه ضربتين بينهما ضربه ضربها يوم بدر. وكان معه عبد الله يومئذ (أي يوم يرموك) وهو ابن عشر سنين [وقيل اثني أو ثلاث عشر، عاما] فحمله على فرسه فوكل به رجلا.

1766 -

* روى البخاري عن عروة، قال لي عبد الملك بن مروان حين قتل عبد الله: يا عروة هل تعرف سيف الزبير؟ قلت: نعم، قال: فما فيه؟ قلت فيه فلة فلها يوم بدر، وقال صدقت بهن فلول من قراع الكتائب، ثم رده على عروة، قال هشام: فأقمناه بثلاثة آلاف فأخذه بعضنا، ووددت أني كنت أخذته وكان على بعضه.

1767 -

* روى البخاري عن الزبير بن العوام القرشي رضي الله عنه قال: لقيت يوم بدر عبيدة- ويقال: عبيدة- بن سعيد بن العاص، وهو مدجح، لا يرى منه ألا عيناه، وكان يكنى أبا ذات الكرش، فحملت عليه بالعنزة، فطعنته في عينه، فمات، قال هشام بن عروة: فأخبرت أن الزبير قال: لقد وضعت رجلي عليه، ثم تمطيت فكان الجهد: أن نزعتها، وقد انثنى طرفاها، قال عروة: فسأله إياها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأعطاه إياها، فلما قبض أخذها، ثم طلبها ابو بكر، فأعطها إياها، فلما قبض أبو بكر أخذها، ثم سألها عمر، فأعطاه إياها، فلما قبض عمر أخذها، ثم طلبها عثمان

1765 - البخاري (7/ 299) 64 - كتاب المغازي - 8 - باب قتل أبي جهل.

1766 -

البخاري (7/ 299) 64 - كتاب المغازي - 8 - باب قتل أبي جهل.

1767 -

البخاري (7/ 314) 64 - كتاب المغازي - 12 - باب حدثني خليفة.

مدجج: غائص في سلاحه.

الجهد: بضم الجيم: الوسع والطاقة، وبفتحها: المشقة، وقيل: هما لغتان في المشقة.

العنزة: شبه العكازة، في رأسها سنان كسنان الرمح.

ص: 1744

منه، فأعطاه إياها، فلما قتل وقعت إلى آل علي، فطلبها عبد الله بن الزبير، فكانت عنده حتى قتل.

1768 -

* روى البزار عن ابن عمر أن الزبير استأذن عمر في الجهاد فقال: اجلس فقد جاهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.

1769 -

* روى البزار عن نافع قال: سمع ابن عمر رجلا يقول: يا ابن حواري رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن كنت من أهل الزبير وإلا فلا.

1770 -

* روى الحاكم عن زر بن حبيش قال: كنت جالسا عند علي فأتى برأس الزبير ومعه قاتله، فقال علي للآذن بشر قاتل ابن صفية بالنار، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وآله يقول:"لكل نبي حواري وأن حواري الزبير".

1771 -

* روى البخاري ومسلم عن جابر، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الخندق:"من يأتينا بخبر بني قريظة؟ " فقال لزبير: أنا، فذهب على فرس، فجاء بخبرهم. ثم قال الثانية، فقال الزبير: أنا، فذهب، ثم الثالثة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "لكل بني حوراي، وحواري الزبير".

1772 -

* روى أحمد عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الزبير ابن عمتي وحواري من أمتي".

1773 -

* روى الحاكم عن الزبير قال: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي فقال: "لكل بني

1768 - البزار: كشف الأستار (3/ 212). وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (9/ 152): رواه البزار وإسناده حسن.

1769 -

البزار: كشف الأستار (3/ 211، 212). وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (9/ 151): رواه البزار ورجاله ثقات.

قال: إن كنت: أي قال ابن عمر للمخاطب.

1770 -

المستدرك (6/ 367). وصححه ووافقه الذهبي، وإسناده حسن.

1771 -

البخاري (6/ 52) 56 - كتاب الجهاد -4 - باب فضل الطليعة.

ومسلم (4/ 1879) 44 - كتاب فضائل الصحابة -6 - باب من فضائل طلحة والزبير رضي الله عنهما.

1772 -

أحمد في مسنده (3/ 314) وإسناده صحيح.

1774 -

المستدرك (3/ 362) وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه بهذه السياقة. ووافقه الذهبي.

ص: 1745

حواري وحواري الزبير وابن عمتي".

1774 -

* روى الحاكم عن عروة قال: لما كان يوم الجمل دعا الزبير ابنه عبد الله فأوصى إليه فقال: يا بني إن هذا يوم ليقتلن فيه ظالم أو مظلوم والله لئن قتلت لأقتلن مظلوماً، والله ما فعلت ولا فعلت انظر يا بني ديني فأني لا أدع شيئاً أهم إلي منه، وهو ألف ألف ومائتا ألف.

وقصة وصاته لابنة عبد الله في دينه وتركته مذكورة في البخاري تفصيلاً.

1775 -

* روى الحاكم عن عروة قال قال عبد الله بن الزبير لأبيه يا أت حدثني عن رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم حتى أحدث عنك، فإن كل أبناء الصحابة يحدث عن أبيه. فقال: يا بني ما من أحد صحب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بصحبة إلا وقد صحبته بمثلها أو أفضل منها ولقد علمت بأن أمك أسماء ابنة أبي بكر كانت تحتي وأن خالتك عائشة بنت أبي بكر ولقد علمت أن أمي صفية بنت عبد المطلب وأن أخوالي حمزة بن عبد المطلب وأبو طالب وعباس وأن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ابن خالي ولقد علمت أن عمتي خديجة بنت خويلد كانت تحته، وأن ابنتها فاطمة ابنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولقد علمت أن خديجة أم أمها حبيبة بنت أسد بن عبد العزى ولقد علمت أن أم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة. ولقد صحبته بأحسن صحبة والحمد لله، ولقد سمعته يقول:"من قال علي ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار".

1776 -

* روى الطبراني عن عروة قال: كانت على الزبير يوم يدر عمامة صفراء، فنزل جبريل على سماء الزبير.

1774 - المستدرك (3/ 365) ورواته ثقات.

1775 -

المستدرك (3/ 361، 362). وفي معناه روايات كثيرة والقسم الأخير منه معناه متواتر، وبعض روايات الحديث حسنة السند مرسلة، والقسم الأول من الرواية المراد منه: أن نسب الزبير مرتبط بنسب رسول الله صلى الله عليه وسلم ارتباطاً وثيقاً.

1776 -

المعجم الكبير (1/ 120). وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (6/ 84): وهو مرسل صحيح الإسناد.

ص: 1746

1777 -

* روى البخاري عن عائشة رضي الله عنها {الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ} (2) قالت لعروة: يا ابن أختي، كان أبواك منهم: الزبير وأبو بكر. لما أصاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أصاب يوم أحد وانصرف عنه المشركون خاف أن يرجعوا، قال: من يذهب في إثرهم؟ فانتدب منهم سبعون رجلا. قال: كان فيهم أبو بكر والزبير.

1778 -

* روى الحاكم عن عروة قال: كانت نفحة من الشيطان أن محمدا صلى الله عليه وآله وسلم قد أخذ فسمع بذلك الزبير وهو ابن إحدى عشرة سنة فخرج بالسيف مسلولا حتى وقف على النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال "ما شأنك؟ " فقال: أردت أن أضرب من أخذك فدعا له النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولسيفه وكان أول سيف سل في سبيل الله عز وجل.

1779 -

* روى أحمد (عن مطرف) قال: قلت للزبير: ما جاء بكم؟ ضيعتهم الخليفة حتى قتل، ثم جئتم تطلبون بدمه؟ قال: إنا قرأنا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبي بكر، وعمر، وعثمان:{وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً} (5)، لم نكن نحسب أنا أهلها، حتى وقعت منا حيث وقعت.

1780 -

* روى ابن سعد عن ابن عباس أنه أتى الزبير فقال: أين صفية بنت عبد المطلب حيث تقاتل بسيفك علي بن أبي طالب بن عبد المطلب؟ قال: فرجع الزبير فلقيه ابن جرموز فقتله، فأتى ابن عباس عليا فقال: إلى أين قاتل ابن صفية؟ قال علي: إلى النار.

1777 - البخاري (7/ 373) 64 - كتاب المغازي 25 - باب {الذين استجابوا لله والرسول} .

(2)

آل عمرن: 172.

1778 -

المستدرك (3/ 360، 361). رجاله ثقات لكنه مرسل، وسكت عنه الذهبي.

نفحت نفحة من الشيطان: المراد ظهرت شائعة.

1779 -

أحمد في مسنده (1/ 165) وإسناده حسن.

(5)

الأنفال: 25.

1780 -

الطبقات الكبرى (3/ 110) ورجاله ثقات. وقال الحافظ في الإصابة: سنده صحيح.

ص: 1747

1781 -

* روى ابن سعد عن (جون بن قتادة) قال: كنت مع الزبير يوم الجمل، وكانوا يسلمون عليه بالإمرة، إلى أن قال: فطعنه ابن جرموز ثانيا، فأثبته، فوقع، ودفن بوادي السباع، وجلس علي رضي الله عنه يبكي عليه هو وأصحابه.

1782 -

* روى الطبراني عهن (يحيى بن بكير): قتل الزبير يوم الجمل لا أدري الأولى، أو الآخرة سنة ست وثلاثين، وأسلم وهو ابن ثمان سنين، فإن كان النبي صلى الله عليه وسلم أقام بمكة ثلاث عشرة سنة، فهو يوم قتل ابن سبع وخمسين، وإن أقام عشر سنين فالزبير ابن أربع وخمسين.

1783 -

* روى البخاري عن عبدالله بن الزبير قال: لما وقف الزبير يوم الجمل دعاني فقمت إلى جنبه فقال: يا بني لا يقتل اليوم إلا ظالم أو مظلوم، وإني لا أراني إلا سأقتل اليوم مظلوماً، وإن من أكبر همي لديني، أفترى ببقي ديننا من مالنا شيئاً فقال: يا بني، بع مالنا، فاقض ديني وأوصى بالثلث، وثلثه لبنيه- يعني بني عبد الله بن الزبير، يقول: ثلث الثلت- فإن فضل من مالنا فضل بعد قضاء الدين فثلثه لولدك. قال هشام: وكان بعض ولد عبد الله قد وازى بعض بني الزبير -خبيب وعباد- وله يومئذ تسعة بنين وتسع بنات. قال عبد الله: فجعل يوصيني بدينه ويقول: يا بني إن عجزت عن شيء منه فاستعن عليه مولاي. قال: فوالله ما دريت ما أراد حتى قلت: يا أبة من موالك؟ قال: الله. قال: فوالله ما وقعت في كربة من دينه إلا قلت: يا مولى الزبير اقض عنه دينه، فيقضيه. فقتل الزبير رضي الله عنه ولم يدع ديناراً ولا درهماً، إلا أرضين منها الغابة، وإحدى عشرة داراً بالمدينة، ودارين بالبصرة، وداراً بالكوفة، وداراً بمصر. قال: وإنما كان دينه الذي عليه أن الرجل كان يأتيه بالمال فيستودعه إياه، فيقول الزبير: لا، ولكنه سلف، فإني أخشى عليه الضيعة. وما ولي إمارة قط ولا جباية خراج ولا شيئاً إلا أن

1781 - الطبقات الكبرى (3/ 111، 112) ورجاله ثقات.

1782 -

المعجم الكبير (1/ 122).

وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد (1/ 153) وقال: رواه الطبراني ورجاله ثقات.

1783 -

البخاري (6/ 227، 228) 57 - كتاب فرض الخمس - 13 - باب بركة الغازي في ماله حياً وميتاً مع النبي صلى الله عليه وسلم وولاة الأمر.

ص: 1748

يكون في غزوة مع النبي صلى الله عليه وسلم أو مع أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم. قال عبد الله ابن الزبير فحسبت ما عليه من الدين فوجدته ألفي ألف ومائتي ألف قال: فلقي حكيم بن حزام عبد الله بن الزبير فقال: يا ابن أخي: كم على أخي من الدين؟ فكتمه. فقال: مائة ألف. فقال حكيم: والله ما أرى أموالكم تسع لهذه. فقال له عبد الله: أرايتك إن كانت ألفى ألف ومائتي ألف؟ قال: ما أراكم تطيقون هذا، فإن عجزتم عن شيء منه فاستعينوا بي: قال: وكان الزير اشترى الغابة بسبعين ومائة ألف. فباعها عبد الله بألف ألف وستمائة ألف: ثم قام فقال: من كان له على الزبير حق فليوافنا بالغابة. فأتاه عبد الله بن جعفر- وكان له على الزبير أربعمائة ألف- فقال لعبد الله: إن شئتم تركتها لكم. قال عبد الله: لا. قال: فإن شئتم جعلتموها فيما تؤخرون إن أخرتم. فقال عبد الله: لا. قال قال: فاقطعوا لي قطعة. قال عبد الله: لك من ها هنا إلى ها هنا. قال فباع منها فقضى دينه فأوفاه. وبقي منها أربعة أسهم ونصف، فقدم على معاوية- وعنده عمرو بن عثمان والمنذر بن الزبير، وابن زمعة- فقال له معاوية: كم قومت الغابة؟ قال: كل سهم مائة ألف. قال: كم بقي؟ قال: أربعة أسهم ونصف. فقال المنذر بن الزبير: قد أخذت سهماً بمائة ألفة. وقال عمرو بن عثمان: قد أخذت سهما بمائة ألف. وقال ابن زمعة: قد أخذت سهما بمائة ألف. فقال معاوية كم بقي؟ فقال: سهم ونصف. قال: أخذته بخمسين ومائة ألف. قال: وباع عبد الله بن جعفر نصيبه من معاوية بستمائة ألف. فلما فرغ ابن الزبير من قضاء دينه قال بنو الزبير: اقسم بيننا ميراثنا. قال: لا والله لا أقسم بينكم حتى أنادي بالموسم أربع سنين: ألا من كان له على الزبير دين فليأتنا فلنقضه: قال: فجعل كل سنة ينادي بالموسم. فلما مضى أربع سنين قسم بينهم. قال: وكان الزبير أربع نسوة، ورفع الثلث فأصاب كل امرأة ألف ألف ومائتا ألف.

* * *

ص: 1749