الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
16 - أبي بن كعب رضي الله عنه
قال ابن حجر في الإصابة:
أبي بن كعب بن قيس بن عبيد بن زيد بن معاوية بن عمرو بن مالك بن النجار الأنصاري النجاري أبو المنذر وأبو الطفيل سيد القراء .. كان من أصحاب العقبة الثانية وشهد بدرًا والمشاهد كلها، قال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم:"ليهنك العلم أبا المنذر". وقال له: "إن الله أمرني أن أقرأ عليك". وكان عمر يسميه سيد المسلمين، ويقول اقرأ: يا أبي. ويروى ذلك عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أيضًا. وأخرج الأئمة أحاديثه في صحاحهم. وعده مسروق في الستة من أصحاب الفتيا. قال الواقدي: وهو أول من كتب للنبي صلى الله عليه وسلم، وأول من كتب في آخر الكتاب: وكتب فلان بن فلان. وكان ربعة أبيض اللحية لا يغير شيبه. وممن روى عنه من الصحابة عمر، وكان يسأله عن النوازل ويتحاكم إليه في المعضلات، وأبو أيوب وعبادة بن الصامت وسهل بن سعد وأبو موسى وابن عباس وأبو هريرة وأنس وسليمان بن صرد وغيرهم. قال ابن أبي خيثمة سمعت يحيى ابن معين يقول: مات أبي بن كعب سنة عشرين أو تسع عشرة. وقال الواقدي: ورأيت آل أبي وأصحابنا يقولون مات سنة اثنين وعشرين، فقال عمر: اليوم مات سيد المسلمين. قال: وقد سمعت من يقول مات من خلافة عثمان سنة ثلاثين. وهو أثبت الأقاويل. وقال ابن عبد البر: الأكثر على أنه في خلافة عمر. قلت: وصحح أبو نعيم أنه مات في خلافة عثمان سنة ثلاثين، واحتج له بأن زر بن حبيش لقيه في خلافة عثمان.
وروى البخاري في تاريخه عن عبد الرحمن بن أبزي قال: قلت لأبي لما وقع الناس في أمر عثمان فذكر القصة، وروى البغوي عن الحسن في قصته له: أنه مات قبل قتل عثمان بجمعة.
وقال ابن حبان: مات سنة ثنتين وعشرين في خلافة عمر وقد قيل إنه بقى إلى خلافة عثمان.
وثبت عن أبي سعيد الخدري أن رجلاً من المسلمين قال: يا رسول الله أرأيت هذه
الأمراض التي تصيبنا مالنا فيها؟ قال: "كفارات". فقال أبي بن كعب: يا رسول الله وإن قلت؟ "وإن شوكة. فما فوقها". فدعا أبي أن لا يفارقه الوعك حتى يموت، وأن لا يشغله عن حج ولا عمرة ولا جهاد ولا صلاة مكتوبة في جماعة. قال: فما مس إنسان جسده إلا وجد حره حتى مات. رواه أحمد وأبو يعلى وابن أبي الدنيا وصححه ابن حبان ورواه الطبراني من حديث أبي بن كعب بمعناه وإسناده حسن ا. هـ.
وقال ابن كثير في ترجمته: كان سيدًا جليل القدر. وهو أحد القراء الأربعة الخزرجيين الذين جمعوا القرآن في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد قال لعمر يوما: إني تلقيت القرآن ممن تلقاه من جبريل وهو رطب. وفي المسند والنسائي وابن ماجة من طريق أبي قلابة عن أنس مرفوعًا: "أقرأ أمتي أبي بن كعب". وفي الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: "إن الله أمرني أن أقرأ عليك القرآن". قال: وسماني لك؟ قال: "نعم". فذرفت عيناه
…
قال الهيثم ابن عدي: توفي أبي سنة تسع عشرة. وقال يحيى بن معين: سنة سبع عشرة أو عشرين. وقال الواقدي عن غير واحد: توفى سنة ثنتين وعشرين. وبه قال أبو عبيد وابن غير وجماعة. وقال الفلاس وخليفة: توفى في خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه. ا. هـ.
قال الذهبي: شهد العقبة، وبدرًا، وجمع القرآن في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، وعرض على النبي، عليه السلام، وحفظ عنه علمًا مباركًا، وكان رأسًا في العلم والعمل، رضي الله عنه .. وكان أبي نحيفًا، قصيرًا، أبيض الرأس واللحية ا. هـ.
ومما ورد فيه:
1964 -
* روى البخاري ومسلم عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي: "إن الله عز وجل أمرني أن أقرأ عليك: {لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا}. قال: وسماني؟ قال: "نعم" فبكى.
وفي رواية (1) مثله، ولم يسم سورة، وفيه قال: الله سماني لك؟ قال: "الله سماك
1664 - البخاري (7/ 127) 63 - كتاب مناقب الأنصار -16 - باب مناقب أبي بن كعب.
ومسلم (4/ 6915) 44 - كتاب فضائل الصحابة -22 - باب من فضائل أبي بن كعب وجماعة من الأنصار.
(1)
مسلم في نفس الوضع السابق.
لي". قال: فجعل أبي يبكي.
وللبخاري (1) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي بن كعب: "إن الله أمرني أن أقرئك القرآن". قال: الله سماني؟ قال: "نعم". قال: وقد ذكرت عند رب العالمين؟ قال: "نعم". فذرفت عيناه.
قال الحافظ في الفتح: ويؤخذ من هذا الحديث مشروعية التواضع في أخذ الإنسان العلم من أهله وإن كان دونه. وقال القرطبي: خص هذه السورة بالذكر، لما اشتملت عليه من التوحيد والرسالة والإخلاص والصحف والكتب المنزلة على الأنبياء، وذكر الصلاة والزكاة، والمعاد وبيان أهل الجنة والنار مع وجازتها.
1965 -
* روى أحمد والنسائي عن قيس بن عباد قال: أتيت المدينة للقاء أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، ولم يكن فيهم رجل ألقاه أحب إلي من أبي، فأقيمت الصلاة، وخرج عمر مع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقمت في الصف الأول، فجاء رجل فنظر في وجوه القوم، فعرفهم غيري، فنحاني، وقام في مقامي، فما عقلت صلاتي. فلما صلى، قال: يا بني! لا يسؤوك الله، فإني لم آت الذي أتيت بجهالة، ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لنا:"كونوا في الصف الذي يليني" وإني نظرت في وجوه القوم، فعرفتهم غيرك. وإذا هو أبي رضي الله عنه.
1966 -
* روى البخاري عن عبد الله بن عمرو مرفوعًا: "استقرئوا القرآن من أربعة: من ابن مسعود، وأبي، ومعاذ، وسالم مولى أبي حذيفة".
1967 -
* روى أبو داود عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى صلاة، فلبس عليه، فلما
(1) البخاري (8/ 735) -65 - كتاب التفسير 98 - سورة: {لَمْ يَكُنِ} .
1965 -
أحمد في مسنده (5/ 140).
والنسائي (2/ 88) كتاب الإمامة -23 - باب من يلي الإمام ثم الذي يليه: وإسناده صحيح.
1966 -
البخاري (7/ 101) 62 - كتاب فضائل الصحابة -26 - باب مناقب مولى أبي حذيفة.
1967 -
أبو داود (1/ 239) كتاب الصلاة، باب الفتح على الإمام في الصلاة.
انصرف، قال لأبي:"أصليت معنا؟ " قال: نعم. قال: "فما منعك".
قال الخطابي: أراد: ما منعك أن تفتح علي إذ رأيتين قد لبس علي؟ وفيه دليل على جواز تلقين الإمام.
1968 -
* روى الترمذي وابن ماجه عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أرحم أمتي بأمتي أبو بكر، وأشدهم في أمر الله عمر، وأصدقهم حياء عثمان، وأقرؤهم لكتاب الله أبي بن كعب، وأفرضهم زيد بن ثابت، وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل، ألا وغن لكل أمة أمينًا، وإن أمين هذه الأمة أبو عبيدة ابن الجراح".
1969 -
* روى أحمد عن أبي سعيد قال: قال أبي: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ما جزاء الحمى؟ قال:"تجري الحسنات على صاحبها". فقال: اللهم إني أسألك حمى لا تمنعني خروجًا في سبيلك. فلم يمس أبي قط إلا وبه الحمى.
قال الذهبي: ملازمة الحمى له حرفت خلقه يسيرًا، ومن ثم يقول زر بن حبيش: كان أبي فيه شراسة.
1970 -
* روى مسلم عن أبي بن كعبٍ؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا أبا المنذر! أتدري أي آيةٍ من كتاب الله معك أعظم؟ " قال قلت: الله ورسوله أعلم. قال: "يا أبا المنذر! أتدري أي آيةٍ من كتاب الله معك أعظم؟ ". قال قلت: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} قال: فضرب في صدري وقال: "والله! ليهنك العلم أبا المنذر".
1968 - الترمذي (5/ 665) 50 - كتاب المناقب -23 - باب مناقب معاذ بن جبل.
وقال: هذا حديث حسن صحيح.
وابن ماجة (1/ 55) المقدمة -11 - باب في فضائل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
1969 -
أحمد في مسنده (3/ 23).
1970 -
مسلم (1/ 556) 6 - كتاب صلاة المسافرين -44 - باب فضل سورة الكهف وآية الكرسي. ليهنك العلم: ليكن العلم هنيئًا لك.
1971 -
* روى البخاري ومسلم عن قتادة، قال: سمعت أنسًا يقول: جمع القرآن، على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، أربعة، كلهم من الأنصار: معاذ بن جبلٍ، وأبي بن كعبٍ، وزيد بن ثابتٍ، وأبو زيدٍ.
قال قتادة: قلت لأنسٍ: من أبو زيدٍ؟ قال: أحد عمومتي.
1972 -
* روى أحمد عن ابن عباس قال: قال أبي لعمر بن الخطاب: إني تلقيت القرآن ممن تلقاه من جبريل عليه السلام وهو رطب.
1973 -
* روى البخاري عن ابن عباس قال: قال عمر رضي الله عنه: أقرؤنا أبي، وأقضانا علي. وإنا لندع من قول أبي، وذاك أن أبيًا يقول: لا أدع شيئًا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقد قال الله تعالى: {مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا} (1).
1974 -
* روى ابن سعد عن عتي بن ضمرة قال: رأيت أهل المدينة يموجون في سككهم. فقلت: ما شأن هؤلاء؟ فقال بعضهم: ما أنت من أهل البلد؟ قلت: لا. قال: فإنه قد مات اليوم سيد المسلمين، أبي بن كعب.
1975 -
* روى ابن سعد عن أبي قال: إنا لنقرؤه في ثمان ليالٍ. يعني القرآن.
1971 - البخاري (9/ 47) 66 - كتاب فضائل القرآن -8 - باب القراء من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.
ومسلم (4/ 1914) 44 - كتاب فضائل الصحابة -23 - باب من فضائل أبي بن كعب وجماعة من الأنصار.
1972 -
أحمد في مسنده (5/ 117).
1973 -
البخاري (8/ 167) 65 - كتاب التفسير -7 - باب قوله: م (ما ننسخ من آية أو ننسها).
وقوله: ننسها: من النسيان. وهي قراءة ما سوى ابن كثير، وأبي عمرو من السبعة: وفي رواية البخاري "أو ننسأها" أي: نؤخرها. وهي قراءة ابن كثير وأبي عمرو.
(1)
البقرة: 106.
1974 -
الطبقات الكبرى (3/ 501) ورجاله ثقات.
وانظر السير (1/ 239).
1975 -
الطبقات الكبرى (3/ 501) وإسناده صحيح.