الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
73 - محمد بن مسلمة رضي الله عنه
محمد بن مسلمة بن سلمة بن خالد بن عدي بن مجدعة بن حارثة بن الخزرج بن عمرو ابن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي الحارثي أبو عبد الرحمن المدني حليف بني عبد الأشهل .. ولد قبل البعثة باثنتين وعشرين سنة في قول القوادي، وهو ممن سمي في الجاهلية محمدا وقيل يكنى أبا عبد الله وأبا سعيد والأول أكثر.
قول ابن شاهين: حدثنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث أنه شهد بدراً وصحب النبي صلى الله عليه وآله وسلم هو وأولاده جعفر وعبد الله وسعد وعبد الرحمن وعمر، وقال: وسمعته يقول قتله أهل الشام ثم أخرج من طريق هشام عن الحسن أن محمد بن مسلمة قال: أعطاني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سيفاً فقال "قاتل به المشركين ما قاتلوا فإذا رأيت أمتي يضرب بعضهم بعضا فائت به أحدا فاضرب به حتى ينكسر ثم اجلس في بيتك حتى تأتيك يد خاطئة أو منية قاضية" ففعل قلت [القائل ابن حجر] ورجاله هذا السند ثقات إلا أن الحسن لم يسمع من محمد بن مسلمة وأخي رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين أبي عبيدة وشهد الشاهد بدراً وما بعدها إلا غزوة تبوك فإنه تخلف بإذن النبي صلى الله عليه وآله وسلم له أن يقيم بالمدينة وقال ابن عبد البر، كان من فضلاء الصحابة واستخلفه النبي صلى الله عليه وآله وسلم على المدينة في بعض غزواته، وكان ممن اعتزل الفتنة فلم يشهد الجمل ولاصفين.
وقال ابن الكلبي: ولاه عمر على صدقات جهينة، وقالى غيره كان عند عمر معداً لكشف الأمور المعضلة في البلاد وهو كان رسوله في الكشف عن سعيد بن أبي وقاص حين بنى القصر بالكوفة وغير ذلك.
وقال ابن مبارك في الزهد أنبأنا ابن عيينة عن عمر بن سعيد بن عباية بن رفاعة قال: بلغ عمر بن الخطاب أن سعد بن أبي وقاص اتخذ قصراً وجعل عليه باباً وقال انقطع الصوت، فأرسل محمد بن مسلمة وكان عمر إذا أحب أن يؤتى بالأمر كما يريد بعثه بالأمر كما بعثه فقال له: ائت سعداً فأحرق عليه بابه فقدم الكوفة فلما وصل إلى الباب أخرج زنده فاستورى ناراً ثم
أحرق الباب فأخبر سعد فخرج إليه فذكر القصة.
قال ابن شاهين: كان من قدماء الصحابة سكن المدينة ثم سكن الربذة يعني بعد قتل عثمان. قال الواقدي: مات بالمدينة في صفر سنة ست وأربعين وهو ابن سبع وسبعين سنة وأرخه المدائني سنة ثلاث وأربعين وقال ابن أبي داود: قتله أهل الشام، وكذا قال يعقوب ابن سفيان في تاريخه دخل عليه رجل من أهل الشام من أهل الأردن وهو في داره فقتله وقال محمد بن الربيع في صحابة مصر: بعثه عمر إلى عمرو بمصر فقاسمه ماله وأسند ذلك في حديث، ثم قال: مات بالمدينة سنة ثلاث وأربعين وله سبع وسبعون سنة، وكان طويلاً معتدلاً أصلع. ا. هـ. ابن حجر.
وقال الذهبي عنه: من نجباء الصحابة، شهد بدراً والمشاهد.
وقيل: إن النبي صلى الله عليه وسلم استخلفه مرة على المدينة. وكان رضي الله عنه ممن اعتزل الفتنة، ولا حضر الجمل، ولا صفين؛ بل اتخذ سيفاً من خشب، وتحول إلى الربذة، فأقام مديدة.
وهو حارثي، من حلفاء بني عبد الأشهل. وكان رجلاً طوالاً أسمر معتدلاً أصلع وقوراً. قد استعمله عمر على زكاة جهينة. وقد كان عمر إذا شكي إليه عامل، نفذ محمداً إليهم ليكشف أمره. خلف من الولد عشرة بنين؛ وست بنات. رضي الله عنه. وقدم للجابية، فكان على مقدمة جيش عمر.
عباد بن موسى السعدي: حدثنا يونس، عن الحسن، عن محمد بن مسلمة، قال: مررت، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم على الصفا، واضعاً يده على يد رجل، فذهبت. فقال:"ما منعك أن تسلم"؟ قلت: يا رسول الله، فعلت بهذا الرجل شيئاً ما فعلته بأحد، فكرهت أن أقطع عليك حديثك، من كان يا رسول الله؟ قال:"جبريل، وقال لي: هذا محمد بن مسلمة لم يسلم، أما إنه لو سلم رددنا عليه السلام". قلت: فما قال لك يا رسول الله؟ قال: "ما زال يوصيني بالجار، حتى ظننت أنه يأمرني فأورثه"(1).
(1) وعياد بن موسى السعدي لم يوثقه غير ابن حبسان، والحسن هو البصري لم يسمع من محمد بن مسلمة، لكن حديث=
قال ابن سعد: أسلم محمد بن مسلمة على يد مصعب بن عمير، قبل إسلام سعد بن معاذ. قال: وأخي رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين أبي عبيدة، واستخلفه على المدينة عام تبوك (1).
قال ابن يونس: شهد محمد فتح مصر، وكان فين طلع الحصن مع الزبير. قال عباية ابن رفاعة: كان محمد بن مسلمة، أسود طويلاً عظيماً.
وفي الصحاح، من حديث جابر: مقتل كعب بن الأشرف على يد محمد بن مسلمة (2) عاش ابن مسلمة سبعاً وسبعين سنة. قال يحيي بن بكير، وإبراهيم بن المنذر، وابن نمير، وشباب، وجماعة: مات محمد بن مسلمة في صفر سنة ثلاث وأربعين. أ. هـ.
2220 -
* روى الحاكم بن عمرو بن دينار سمعت جابر بن عبد الله الأنصاري يقول: بعثني عثمان رضي الله عنه في خمسين فارساً إلى ذي خشب وأميرنا محمد بن مسلمة الأنصاري، فجاء رجل في عنقه مصحف وفي يده سيف وعيناه تذرفان، فقال: إن هذا يأمرنا أن نضرب بهذا على ما في هذا، فقال له محمد بن مسلمة: اجلس فقد ضربنا بهدا على ما في هذا قبل أن تولد فلم يزل يكلمه حتى رجع.
2221 -
* روى أبو دواد عن ثعلبة بن ضبيعة، قال: دخلنا على حذيفة، فقال: إني لأعرف رجلاً لا تضره الفتن شيئاً، قال: فخرجنا فإذا فسطاط مضروب، فدخلنا، فإذا فيه محمد بن مسلمة، فسألناه عن ذلك، فقال: ما أريد أن يشتمل علي شيء من أمصاركم حتى تنجلي عما انجلت.
= "ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه" صحيح من حديث عائشة وابن عمر، أخرجه البخاري ومسلم.
(1)
تبوك: موضع بين وادي القرى والشام، وبه كانت الغزوة.
(2)
رواه البخاري (7/ 336) 64 - كتاب المغازي - 15 - باب قتل كعب بن الأشرف.
ومسلم (3/ 1425) 32 - كتاب الجهاد والسير - 42 - باب قتل كعب بن الأشرف طاغوت اليهود.
2220 -
المستدرك (3/ 436) وصححه ووافقه الذهبي.
2221 -
أبو داود (4/ 216) كتاب السنة، باب ما يدل على ترك الكلام في الفتنة.
وفي رواية (1) عن حذيفة قال: ما أحد من الناس تدركه الفتنة إلا أنا أخافها عليه إلا محمد بن مسلمة فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "لا تضرك الفتنة".
2222 -
* روى الحاكم عن محمد بن إسحاق في ذكر من شهد بدرا قال: ومن الأوس ثم حلفائه من بني عبد الأشهل محمد بن مسلمة بن خالد بن عدي بن مجدعة بن حارثة بن الحارث بن عمرو بن مالك بن الأوي كان حليفاً لبني عبد الأشهل، توفي سنة ثلاث وقيل سنة ست وأربعين وهو يومئذ ابن سبع وسبعين سنة، وكان يكنى أبا عبد الرحمن وصلى عليه مروان بن الحكم.
* * *
(1) أبو داود في نفس الموضوع السابق.
ما أريد أن يشتل علي من أمصاركم شيء، لا أسكن بلداً فأتعرض للفتنة حتى تنقضي.
2222 -
المستدرك (3/ 433).