الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
82 - عبد الله بن أم مكتوم رضي الله عنه
قال ابن حجر في الإصابة:
عمرو بن أم مكتوم القرشي ويقال اسمه عبد الله وعمرو أكثر وهو ابن قيس بن زائدة بن الأصم
…
ومنهم من قال عمرو بن زائدة لم يذكر قيسًا ومنهم من قال قيس بدل زائدة وقال ابن حبان من قال ابن زائدة نسبة لجده؟ ويقال كان اسمه الحصين فسماه النبي صلى الله عليه وآله وسلم عبد الله حكاه ابن حبان، وقال ابن سعد أل المدينة يقولون اسمه عبد الله وأهل العراق يقولون اسمه عمرو، وقال واتفقوا على نسبه وأنه ابن قيس بن زائدة بن الأصم وفي هذا الاتفاق نظر (قلت)[القائل ابن حجر] نسبه كذلك ابن منده وتبعه أبو نعيم وحكي في اسمه أيضًا عبد الله بن عمرو قال وقيل عمرو بن قيس بن شريح ابن مالك.
واسم أمه أم مكتوم عاتكة بنت عبد الله بن عنكثة بمهملة ونون ساكنة وبعد الكاف مثلثة، ابن عائد بن مخزوم، وهو ابن خال خديجة أم المؤمنين فإن أم خديجة أخت قيس ابن زائدة واسمها فاطمة، أسلم قديمًا بمكة، وكان من المهاجرين الأولين قدم المدينة قبل أن ياجر النبي صلى الله عليه وآله وسلم. وكان النبي صلى الله عليه وآل وسلم يستخلفه على المدينة في عامة غزواته يصلي بالناس
…
وقال ابن عبد البر: روى جماعة من أهل العلم بالنسب والسير أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم استخلف ابن أم مكتوم ثلاث عشرة مرة في الأبواء وبواط وذي العشيرة وعزوته في طلب كرز بن جابر وغزوة السويق وغطفان وفي غزوة أحد وحمراء الأسد ونجران وذات الرقاع وفي خروجه في حجة الوداع وفي خروجه إلى بدر ثم استخلف أبا لبابة لمارده من الطريق، قال: وأما رواية قتادة عن أنس أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم استخلف ابن أم مكتوم فلم يبلغه ما بلغ غيره،
…
انتهى، وهو المذكور في سورة عبس وتولى ونزلت فيه غير أولي الضرر لما نزلت (لا يستوي القاعدون) أخرجه البخاري وفي السنن من طريق عاصم بن أبي رزين عن ابن أم مكتوم قال قلت يا رسول الل رجل ضرير
…
الحديث في تأكيد الصلاة في الجماعة والله أعلم. ا. هـ إصابة.
وقال في السير:
ابن أم مكتوم مختلف في اسمه، فأهل المدينة يقولون: عبد الل بن قيس بن زائدة بن الأصم بن رواحة القرشي العامري.
وأما أل العراق، فسمو عمرًا. وأمه أم مكتوم: هي عاتكة بنت عبد الله بن عنكثة ابن عامر بن مخزوم بن يقظة المخزومية. من السابقين المهاجرين.
وكان ضريرًا مؤذنًا لرسول الل صلى الله عليه وسلم مع بلال، وسعد القرظ، وأبي محذورة، مؤذن مكة. هاجر بعد وقعة بدر بيسير، قاله ابن سعد، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يحترمه، ويستخلفه على المدينة، فيصلي ببقايا الناس.
قال الشعبي: استخلف النبي صلى الله عليه وسلم عمرو بن أم مكتوم يوم الناس، وكان ضريرًا، وذلك في غزوة تبوك. كذا قال، والمحفوظ أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما استعمل على المدينة عامين علي بن أبي طالب.
عن أبي إسحاق، سمع البراء يقول: أول من قدم علينا مصعب بن عمير، وابن أم مكتوم، فجعلا يقرئان الناس القرآن (1).
حدثنا أبو ظلال، قال: كنت عند أنس، فقال: متى ذبت عينك؟ قلت: وأنا صغير. فقال: إن جبريل أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده ابن أم مكتوم، فقال: متى ذهب بصرك؟ قال: وأنا غلام، فقال: قال الله تعالى: "إذا أخدت كريمة عبدي لم أجد له جزاء إلا الجنة"(2) قالت عائشة: كان ابن أم مكتوم مؤذنًا لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهو أعمى (3).
وقال ابن عمر: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن بلالاً يؤذن بليل، فكلوا واشربوا
(1) رواه ابن سعد (4/ 206) والحاكم في المستدرك (3/ 634) ورجاله ثقات.
(2)
رواه ابن سعد (4/ 206) والترمذي (4/ 602) 37 - كتاب الزهد -57 - باب ما جاء في ذهاب البصر.
وأبو ظلال ضعيف لكن أخرج البخاري عن أنس قال: سمعت النبي، صلى الله عليه وسلم، يقول:"إن الله تعالى قال: إذا ابتليت عبدي بحبيبتي فصبر عوضته منهما الجنة".
(3)
رواه ابن سعد (4/ 207).
حتى ينادي ابن أم مكتومٍ" وكان أعمى لا ينادي حتى يقال له: أصبحت أصبحت (1).
قال عروة: كان النبي، صلى الله عليه وسلم، مع رجالٍ من قريش منهم عتبة بن ربيعة، فجاء ابن أم مكتوم يسأل عن شيء، فأعرض عنه، فأنزلت {عَبَسَ وَتَوَلَّى أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى} (2) ا. هـ الذهبي.
2237 -
* روى أبو داود عن أنس بن مالك رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استخلف ابن أم مكتوم على المدينة مرتين.
وذكر الذهبي (3) عن يونس بن أبي إسحاق عن أبيه عن عبد الله بن معقل، قال: نزل ابن أم مكتوم على يهودية بالمدينة كانت ترفقه، وتؤذيه في النبي، صلى الله عليه وسلم، فتناولها فضربها، فقتلها، فرفع ذلك إلى النبي، صلى الله عليه وسلم، فقال هو: أما والله إن كانت لترفقني، ولكن آذتني في الله ورسول. فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"أبعدها الله، قد أبطلت دمها".
2238 -
* روى أبو داود عن علي رضي الله عنه. أن يهودية كانت تشتم النبي، صلى الله عليه وسلم، وتقع في. فخنقها رجل حتى ماتت، فأبطل رسول الله، صلى الله عليه وسلم، دمها.
2239 -
* روى البخاري عن زيد بن ثابت رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أملى عليه: {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ} (4) فجاءه
(1) رواه البخاري (2/ 99) 10 - كتاب الأذن -11 - باب أذان الأعمى إذا كان له من يخبره.
ومسلم (3/ 768) 13 - كتاب الصيام -8 - باب بيان أن الدخول في الصوم يحصل بطلوع الشمس.
(2)
عبس: 1.
أخرجه ابن سعد في الطبقات (4/ 208) ورجاله ثقات إلا أنه منقطع، وذكره السيوطي في الدر للنثور عن عائشة ونسبه إلى ابن المنذر وابن مردويه.
2237 -
أبو داود (3/ 131) كتاب الخراج والإمارة والفيء، باب في الضرير يولي وإسناده حسن.
(3)
ورجاله ثقات.
2238 -
أبو داود (4/ 129) كتاب الحدود، باب الحكم فيمن سب النبي صلى الله عليه وسلم ورجاله ثقات. ترفقه: ترفق ب تنفعه.
2239 -
البخاري (8/ 259) 65 - كتاب التفسير -18 - باب {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} .
والترمذي (5/ 242) 48 - كتاب تفسير القرآن -5 - باب ومن سورة النساء.
والنسائي (6/ 9) كتاب الجهاد، باب فضل المجاهدين على القاعدين.
قرض: الرض: شبه الدق والكسر من غير إبانة.
(4)
النساء: 95.
ابن أم مكتوم -وهو يملها علي فقال: يا رسول الله والله لو أستطيع الجهاد لجاهدت- وكان أعمى -فأنزل الل عز وجل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وفخذه على فخذي- فثقلت علي حتى خفت أن ترض فخذي، ثم سري عنه، فأنزل الله عز وجل:{غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ} .
وفي رواية أبي داود (1) قال: كنت إلى جنب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فغشيته السكينة، فوقعت فخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم على فخذي، فما وجدت ثقل شيء أثقل من فخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم سري عنه، فقال لي:"اكتب" فكتبت في كتف: {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ
…
} إلى آخر الآية. فقام ابن أم مكتوم -وكان رجلاً أعمى- لما سمع فضيلة المجاهدين، فقال: يا رسول الله، فكيف بمن لا يستطيع الجهاد من المؤمنين؟ فلما قضى كلامه، غشيت رسول الله صلى الله عليه وسلم السكينة، فوقعت فخذه على فخذي، ووجدت من ثقلها في المرة الثانية، كما وجدت في المرة الأولى، ثم سري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:"اقرأ يا زيد" فقرأت: {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم {غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ
…
} الآية كلها، قال زيد: أنزلها الله وحدها، فألحقها. والذي نفسي بيده، لكأني انظر إلى ملحقها عند صدع في كتفٍ.
2240 -
* روى ابن سعد عن أنس: أن عبد الله بن أم مكتوم يوم القادسية كانت معه راية سوداء، عليه درع له.
وأخرج ابن سعد (2) عن أنس: أن عبد الله بن زائدة وهو ابن أم مكتوم، كان يقاتل يوم القادسية وعليه درع له حصينة سابغة.
قال الذهبي: ويقال استشهد يوم القادسية.
والقادسية ملحمة كبرى تمت بالعراق، وعلى المسلمين سعد بن أبي وقاص، وعلى
(1) أبو داود (3/ 11) كتاب الجهاد، باب في الرخصة في القعود من العذر. وإسناده حسن.
السكينة من السكون، والمراد بها: ما كان يأخذه صلى الله عليه وسلم عند الوحي من ذلك.
كتف: عظم كنف الشاة العريض.
2240 -
الطبقات الكبرى (4/ 212) سابغة: تغطي الجسم والأطراف.
(2)
الطبقات الكبرى (4/ 212).
المشركين رستم، وذو الحاجب، والجالينوس.
قال أبو وائل: كان المسلمون أزيد من سبعة آلاف، وكان العدو أربعين وقيل: ستين ألفًا معهم سبعون فيلاً.
قال المدائني: اقتتلوا ثلاثة أيام في آخر شوال سنة خمس عشرة، فقتل رستم وانهزموا. ا. هـ.
[ويقال: الأصح أن المسلمين كانوا نحوًا من ثلاثين ألفًا وأن الفرس كانوا نحوًا من مائة وثلاثين ألفًا].
* * *