الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
85 - أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما
قال ابن حجر:
أسماء والدة عبد الله بن الزبير بن العوام التيمية، وهي بنت أبي بكر الصديق وأمها قتلة أو قتيلة بنت عبد العزى قرشية من بني عامر بن لؤي
…
أسلمت قديمًا بمكة قال ابن إسحاق بعد سبعة عشر نفسًا وتزوجها الزبير بن العوام. وأخرج ابن سعد بسند حسن عن ابن أبي مليكة كانت تصدع فتضع يدها على رأسها وتقول بذنبي وما يغفر الل أكثر، وقال هشام بن عروة عن أبيه بلغت أسماء مائة سنة لم يسقط لها سن ولم ينكر لها ا. هـ ابن حجر.
وقال الذهبي: أم عبد الله القرشية التيمية، المكية، ثم المدينة. والدة الخليفة عبد الله ابن الزبير، وأخت أم المؤمنين عائشة، وآخر المهاجرات وفاة روت عدة أحاديث. وعمرت دهرًا. وتعرف بذات النطاقين. وكانت أسن من عائشة ببضع عشرة سنة. هاجرت حاملاً بعبد الله. وقيل: لم يسقط لها سن وشهدت اليرموك مع زوجها الزبير. وهي، وأبوها، وجدها، وابنها ابن الزبير، أربعتهم صحابيون. ا. هـ.
2243 -
* روى أحمد عن مسلم القري، قال: دخلنا على أم ابن الزبير، فإذا هي امرأة ضخمة عمياء -نسألها عن متعة الحج. قد رخص رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها.
2244 -
* روى البخاري عن هشام بن عروة، عن أبيه، وفاطمة بنت المنذر، عن أسماء، قالت: صنعت سفرة النبي صلى الله عليه وسلم في بيت أبي حين أراد أن يهاجر؛ فلم أجد لسفرته ولا لسقائه ما أربطهما، فقلت لأبي: ما أجد إلا نطاقي، قال: شقيه باثنين، فاربطي بهما؛ قال: فلذلك سميت: ذات النطاقين.
2245 -
* روى البخاري عن وهب بن كيسان رحمه الله قال: كان أهل الشام يعيرون
2243 - أحمد في مسنده (6/ 348) وإسناده صحيح.
2244 -
البخاري (7/ 240) 63 - كتاب مناقب الأنصار -45 - باب هجرة النبي صلى الله عليه وسلم.
2245 -
البخاري (9/ 530) 70 - كتاب الأطعمة -8 - باب الخبز المرقق والأكل على الخوان والسفرة.
ابن الزبير، يقولون: يا ابن ذات النطاقين، فقالت له أسماء: يا بني إنهم يعيرونك بالنطاقين، وهل تدري ما كان النطاقان إنما كان نطاقي شققته نصفين، فأوكيت قربة رسول الله صلى الله عليه وسلم بأحدهما، وجعلت في سفرته آخر، فكان ابن الزبير إذا عيروه بالنطاقين يقول: إيها والإله:
وتلك شكاة ظاهر عنك عارها.
2246 -
* روى البخاري ومسلم عن أسماء بنت أبي بكرٍ. قالت: تزوجني الزبير وماله في الأرض من مالٍ ولا مملوكٍ ولا شيء غير فرسه. قالت: فكنت أعلف فرسه، وأكفيه مؤنته، وأسوسه، وأدق النوى لناضحه، وأعلفه، وأستقي الماء، وأخرز غربه، وأعجن. ولم أكن أحسن أخبز. وكان يخبز لي جارات من الأنصار. وكن نسوة صدقٍ. قالت: وكنت أنقل النوى، من أرض الزبير التي أقطعه رسول الله صلى الله عليه وسلم، على رأسي وهي على ثلثي فرسخ قالت: فجئت يومًا والنوى على رأسي. فلقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه نفر من أصحابه. فدعاني ثم قال "إخ! إخ" ليحملني خلفه. قالت:
= ذات النطاقين: النطاق: ما تشد به المرأة وسطها عند معاناة الأشغال لترفع به ثوبها.
فأوكيت: أوكيت الوعاء: إذا شددته.
أيها: زجر: ونهي (إيه) بمعنى الاستزادة، فكأنه قال: زيدوني من قولكم هذا، فإنه مما يزيدني فخرًا وشرفًا، أو أنه وجر عما بنوا عليه قولهم من إرادة عيبيه وذمه، فقال: كفوا عن جهلكم.
الإله: قم، أي: والله إن الأمر كما تزعمون، أو أن استعطاف، كما تقول: بالله أخبرني، لما تريد أن تستعلمه منه.
شكاة: الشكاة: الذم والعيب.
ظاهر عندك عارها: بعيد عنك، مجاوز لك، والبيت لأبي ذؤيب الهذلي، وأوله:
وغيرها الواشون: أني أحبها
…
وتلك شكاة ظاهر عنك عارها
وذا البيت من قصيدة أولها:
هل الدهر إلا ليلة ونهارها
…
وإلا طلوع الشمس ثم غيارها
أبي القلب إلا أم عمرو فأصبحت
…
تحرق ناري بالشكاة ونارها
2246 -
البخاي (9/ 319) 67 - كتاب النكاه -107 - باب الغيرة.
ومسلم (4/ 1716) 39 - كتاب السلام -14 - باب جواز إرداف المرأة الأجنبية إذا أعيت في الطريق.
ناضح: الناضح: البعير يستقى عليه الماء والنوى: عجم التمر كانوا يدقونه ويعلفون دوابهم.
غربة: الغرب، الدلو، يعني أنها كانت تخرز له دلوه وراويته.
فَاسْتَحْيَيْتُ وَعَرَفْتُ غَيْرَتَكَ. فَقَالَ: وَاللَّهِ! لَحَمْلُكِ النَّوَى عَلَى رَأْسِكِ أَشَدُّ مِنْ رُكُوبِكِ مَعَهُ. قَالَتْ: حَتَّى أَرْسَلَ إِلَيَّ أَبُو بَكْرٍ، بَعْدَ ذَلِكَ، بِخَادِمٍ فَكَفَتْنِي سِيَاسَةَ الْفَرَسِ. فَكَأَنَّمَا أَعْتَقَنِي.
وفي رواية لمسلم (1) عن أسْمَاءَ قاَلَتْ: كُنْتُ أَخْدُمُ الزُّبَيْرَ خِدْمَةَ الْبَيْتِ. وَكَانَ لَهُ فرَسٌ. وكُنْتُ أَسُوسُهُ. فَلَمْ يَكُنْ مِنَ الْخِدِمَةِ شَيءٌ أَشَدَّ عَلَيَّ مِنْ سِياسَةِ الفَرَسِ. كُنْتُ أَحْتَشُّ لَهُ عَليْه وَأَسوُسُه. قاَلَ ثُمَّ إنَّها أصاَبَت خَادما. جاءَ النَّبي (ص) سَبْي فَأَعطَاهَا خَادِماً. قَالت: كَفَتْني سِيَاسَةَ الفرَسِ. فَألْقَت عَني مؤنتهُ.
فَجَاءَبي رجل فَقَالَ: ياأُمَّ عبدِ الله: إني رَجُلٌ فَقِير. أَردتُ أَّن أبيِع فِي ظِل دَارِكِ. قَالتْ: إني إنْ رَخَّصْتُ لكَ أبى ذَاكَ الزُّبَيْرُ. فَتَعَالَ فَاطْلبْ إلىَّ، والزَبيْر شاهِدٌ. فجَاءَ فَقاَلَ: يااُّم عبدِ اللهِ! إني رجلٌ فَقِير أردتُ أَن أبيع فىِ ظِل دارِكِ. فَقاَلت: مالَك بِالمدينَةِ إلا دَارِي؟ فَقاَلَ لَهَا الزبَيْرُ: ماَلَكِ أنْ تَمْنعي رجُلاّ فَقِيرا يبيعُ؟ فكان يبيع إلى أنْ كَسَبَ. فَبِعْتُه الجَارِيَةَ. فَدَخَلَ عَلَيَّ الزُّبيرُ وَثَمنهُا في حِجري. فَقَالَ: هَبيهِا لِي قَالتْ: إني قدْ تَصَدقْتُ بِها.
قال الذهبي: عن أسماء، قالت: لما توجه النبيُّ من مكة حمل أبو بكر معه جميع ماله - خمسة آلاف، أو ستة آلاف - جدّي أبو قُحافة وقد عّمي، فقال: إن هذا قد فجعكم بمالِهِ ونفسه. فقلتُ: كلا، قد ترك لنا خيراً كثيراً.
فعمدتُ إلى أحجارٍ، فجعَلْتُهنَّ فى كَوَّة البيت، وغطيت عليها بثوب، ثم أخذت بيده، ووضعتها على الثوب، فقلتُ: هذا تركه لنا. فقال: أمَا إذْ ترك لكَم هذا، فنعم (2).
قال ابنُ أبي مليكة: كانت أساء تصدع، فتضعُ يدها على رأسها، وتقول: بذنبي، وما يغفرهُ الله أكثر.
وفي "الصحيح": قالت أسماءُ: يا رسولَ الله، إنَّ اُّمي قَدِمتْ، وهي راغب [أي فى
(1) مسلم (4/ 1717) في نفس الموضع السابق.
(2)
رواه ابن هشام (1/ 448) عن ابن إسحاق وإسناده صحيح.
الصلة وهي مشركة]، أفأصلها؟ قال:"نعم، صلي أمك"(1).
عن محمد بن المنكدر، قال: كانت أسماء بنت أبي بكر سخية النفس.
عن القاسم بن محمد: سمعت ابن الزبير يقول: ما رأيت امرأة قط أجود من عائشة وأسماء؛ وجودهما مختلف: أما عائشة، فكانت تجمع الشيء إلى الشيء، حتى إذا اجتمع عندها وضعته مواضعه، وأما أسماء، فكانت لا تدخر شيئًا لغد.
قال عروة: دخلت أنا وأخي، قبل أن يقتل، على أمنا بشعر ليال، وهي وجعة، فقال عبد الله: كيف تجدينك؟ قالت: وجعة. قال: إن في الموت لعافية. قالت: لعلك تشتهي موتي؛ فلا تفعل، وضحكت، وقالت: والله، ما أشتهي أن أموت، حتى تأتي على أحد طرفيك: إما أن تقتل فاحتسبك؛ وإما أن تظفر فتقر عيني. إياك أن تعرض على خطة فلا توافق، فتقبلها كراهية الموت.
قال: وإنما عني أخي أن يقتل: فيحزنها ذلك. وكانت بنت مئة سنة.
قال مصعب بن سعد: فرض عمر للمهاجرات: ألفا ألفًا، منهن: أم عبد، وأسماء (2). عن فاطمة بنت المنذر: أن أسماء كانت تمرض المرضة، فتعيق كل مملوك لها (3).
ا. هـ الذهبي.
2247 -
* روى الحاكم عن أسماء: أنها اتخذت خنجرًا في زمن سعيد بن العاص في الفتنة فوضعته تحت مرفقيها، فقيل لها: ما تصنعين بهذا؟ قالت: إن دخل علي لص بعجت بطنه، وكانت عمياء. وروى ابن سعد (5): أن أسماء اتخذت خنجرًا زمن سعيد بن العاص
(1) رواه البخاي (10/ 413) 87 - كتاب الأدب -7 - باب صلة الوالد المشرك.
ومسلم (2/ 696) 12 - كتاب الزكاة -14 - باب فضل النفقة والصدقة على الأقربين والزوج والأولاد والوالدين ولو كانوا مشركين.
(2)
ابن سعد (8/ 253).
(3)
ابن سعد (8/ 251).
2247 -
المستدرك (4/ 66).
(5)
ابن سعد (8/ 252). استعر: كثر.
للصوص، وكانوا قد استعروا بالمدينة، فكانت تجعله تحت رأسها.
2248 -
* روى مسلم عن أبي نوفل بن أبي عقرب من حديث مطول، في: أن الحجاج لما قتل ابن الزبير وصلبه ثم أنزل عن جذعه، وألقاه في قبور اليهود، أرسل إلى أمه أسماء بنت أبي بكر، فأبت أن تأتيه، فأعاد عليها الرسول: لتأتيني أو لأبعثن إليك من يسحبك بقرونك، قال: فأبت: وقالت: والله لاآتيك حتى تبعث إلي من يسحبني بقروني، فانطلق حتى دخل عليها، فقال: كيف رأيتني صنعت بعدو الله؟ قالت: رأيتك أفسدت عليه دنيا، وأفسد عليك آخرتك، بلغني أنك تقول له: يا ابن ذات النطاقين! أنا والله ذات النطاقين! أما أحدهما فكنت أرفع به طعام رسول الله صلى الله عليه وسلم، وطعام أبي بكر من الدواب. وأما الآخر فنطاق المأرة التي لا تستغني عن. أما إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثنا "أن في ثقيف كذابًا ومبيرًا" فأما الكذاب فرأيناه، وأما المبير فلا إخالك إلا إياه. قال فقام عنها ولم يراجعها.
قال الذهبي عن ابن أبي مليكة، قال: دخلت على أسماء بعد ما أصيب ابن الزبير، فقالت: بلغني أن هذا صلب عبد الل: اللهم لا تمتني حتى أوتي ب، فأحنطه وأكفنه.
فأتيت به بعد، فجعلت تحنطه بيدها، وتكفنه، بعد ما ذهب بصرها.
ومن وجه آخر -عن ابن أبي مليكة-: وصلت عليه؛ وما أتت عليه جمعة إلا ماتت.
عن الركين بن الربيع، قال: دخلت على أسماء بنت أبي بكر، وقد كبرت، وهي تصلي، وامرأة تقول لها: قومي، اقعدي، افعلي، من الكبر.
قال ابن سعد: ماتت بعد ابنها بليال. وكان قتله لسبع عشر خلت من جمادى الأولى سنة ثلاث وسبعين.
قلت [القائل الذهبي]: كانت خاتمة المهاجرين والمهاجرات.
* * *
2248 - مسلم (4/ 1971) 44 - كتاب فضائل الصحابة -58 - باب ذكر كذاب ثقيف ومبيرها.