الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
76 - عمران بن حصين رضي الله عنه
قال ابن حجر: عمران بن حصين بن عبيد بن خلف بن عبد نهم بن حذيفة بن جهمة ابن غاضرة بن حبشة بن كعب بن عمرو الخزاعي .. هكذا نسبه إلى ابن الكلبي ومن تبعه وعند أبي عمر عبد نهم بن سالم بن غاضرة ويكنى أيا نيجد بنون وجيم مصغراً. روى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم عدة أحاديث، وكان إسلامه عام خيبر، وغزا عدة غزوات، وكان صاحب راية خزاعة يوم الفتح قاله ابن البرقي، وقال الطبراني: أسلم قديماً هو وأبوه وأخته، وكان ينزل ببلاد قومه ثم تحول إلى البصرة إلى أن مات بها
…
وأخرج الطبراني بسند صحيح عن سعيد بن أبي هلال عن أبي الأسود الدئلي قال: قدمت البصرة وبها عمران بن حصين كان عمر بعثه ليفقه أهلها، وقال خليفة: استقضى عبد الله بن عامر بن عمران بن حصين على البصرة فأقام أياماً ثم استعفاه، وقال ابن سعد: استقضاه زياد ثم استعفاه فأعفاه. وأخرج الطبراني وابن منده بسند صحيح عن ابن سيرين قال: لم يكن تقدم على عمران أحد من الصحابة ممن نزل البصرة، وقال أبو عمر: كان من فضلاء الصحابة وفقهائهم يقول عنه أهل البصرة إنه كان يرى الحفظة وكانت تكلمه حتى اكتوى
…
وقال ابن سيرين: أفضل من نزل البصرة من الصحابة عمران وأبو بكرة، وكان الحسن يحلف أنه ما قدم البصرة والسرو خير لهم من عمران أخرجه أحمد في الزهد عن سفيان قال: كان الحين يقول نحوه وكان قد اعتزل الفتنة فلم يقاتل فيها، وقال أبو نعيم: كان مجاب الدعوة ا. هـ. ابن حجر
وقال الذهبي في ترجمته: القدوة الإمام، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم. أبو نجيد الخزاعي.
أسلم هو وأبوه وأبو هريرة في وقت، سنة سبع. وله عدة أحاديث.
وولي قضاء البصرة، وكان عمر بعثه إلى اهل البصرة ليفقههم؛ فكان الحسن يحلف؛ ما قدم عليهم البصرة خير لهم من عمران بن الخصين.
قال زرارة: رأيت عمران بن حصين يلبس الخز.
وقال مطرف بن عبد الله: قال لي عمران بن حصين: أحدثك حديثاً عسى الله أن
ينفعك به: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم جمع بين الحج والعمرة، ولم ينه حتى مات، ولم ينزل فيه قرآن يحرمه، وأنه كان يسلم علي - يعني الملائكة - قال: فلما اكتويت، أما ذلك؛ فلما تركه، عاد إلي (1).
أقول: في تسليم الملائكة على عمران بن حصين رضي الله عنه دليل على أنه يمكن للمسلم أن يكون له صلة بعالم الغيب، وهي الظاهرة التي يسميها أهل السلوك إلى الله (الكشف) وهي ليست مستغربة فالقرآن وصف مريم بالصديقية، ومع ذلك ذكر أن الملائكة خاطبتها ومن وقعت له واقعة من هذه الواقعات فله أن يذكرها إذا ترتب على ذلك مصلحة شرعية، ويجوز للمسلم أن يصدقه في كلامه إذا لم يعرف عنه كذب أو فسوق، ولم يترتب على كلامه تكليف شرعي أو نقض لشرع، ولا نفي ما حدث لعمران جواز الكي وأمثاله للتداوي ولكن يشعر أن الكمال في حق عمران ألا يكتوي.
قال الذهبي: وقد غزا عمران مع النبي صلى الله عليه وسلم غير مرة. وكان ينزل ببلاد قومه، ويتردد إلى المدينة.
عن الحكم بن الأعرج، عن عمران بن حصين، قال: ما مسست ذكرى بيميني منذ بايعت بها رسول الله صلى الله عليه وسلم (2).
عن محمد: ما قدم البصرة أحد بفضل على عمران بم حصين (3).
قال ققتادة: يلغني أن عمران قال: وددت أني رماد تذروني الرياح (4).
قلت [القائل الذهبي]: وكان ممن اعتزل الفتنة، ولم يحارب مع علي.
عن قتادة: قال لي عمران بن حصين: الزم مسجدك. قلت: فإن دخل علي؟
(1) رواه مسلم (2/ 898) 15 - كتاب الحج - 2 - باب جواز التمتع.
(2)
رواه أحمد في مسنده (4/ 439) ورجاله ثقات.
والحاكم في المستدرك (3473) وصححه ووافقه الذهبي.
(3)
رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى (4/ 287)، وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد:(9/ 381) وقال: رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
(4)
رواه ابن سعد (4/ 287).
قال: الزم بيتك. قلت: فإن دخل علي؟ قال: لو دخل علي رجل يريد نفس ومالي، لرأيت أن قد حلي لي أن أقتله (1).
عن عمران، قال: اكتوينا، فما أفلحن، ولا أنجحن - يعني المكاوي (2).
عن مطرف: قال لي عمران في مرضه: إنه قد كان يسلم علي، فإن عشت، فاكتم علي (3).
قال مطرف: قال لي عمران: أشعرت أن التسليم عاد إلي؟ قال: ثم لم يلبث إلا يسيراً حتى مات (4).
عن مطرف، قلت لعمران: ما يمنعني من عيادتك إلا ما أرى عن حالك. قال: فلا تفعل، فإن أحبه إلي أحبه إلى الله (5).
إبراهيم بن عطاء مولى عمران، عن أبيه أن عمران قضى على رجل بقضية، فقال: والله، قضيت علي بجور، وما ألوت. قال: وكيف؟ قال: شهد علي بزور. قال: فهو في مالي، والله لا أجلي هذا أبداً (6).
عن أبي رجاء، قال: خرج علينا عمران في مطرف خز لم نره قط، فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله إذا أنعم على عبد نعمة يجب أن ترى عليه"(7).
قال ابن سيرين: سقى بطن عمران بن حصين ثلاثين سنة، كل ذلك يعرض عليه
(1) رواه ابن سعد (4/ 287) ورجاله ثقات.
(2)
رواه أحمد في مسنده (4/ 427)، وأبو داود (4/ 5) كتاب الطب، باب في الكي.
والترمذي (4/ 389) 29 - كتاب الطب - 10 - باب ما جاء في كراهية التداوي بالكي.
وابن ماجه (2/ 1155) 31 - كتاب الطب - 3 - باب الكي.
وإسناده صحيح.
(3)
الحاكم في المستدرك (3/ 472).
(4)
ابن سعد (4/ 289).
(5)
ابن سعد (4/ 287) ورجاله ثقات.
(6)
ابن سعد بنحوه (4/ 287) ورجاله ثقات، لا أجلس مجلسي هذا أبداً لأقضي.
(7)
رواه أحمد في مسنده (4/ 438) وابن سعد (4/ 291) وسنده صحيح.
الكي، فيأبى؛ حتى كان قبل موته بسنتين، فاكتوى (1).
عمران بن حدير، عن أبي مجلز، قال: كان عمران ينهى عن الكي، فابتلي، فاكتوى، فكان يعج (2).
عن الحسن: أن عمران بن حصين أوصى لأمهات أولاده بوصايا، وقال: من صرخت علي، فلا وصية لها.
توفي عمران سنة اثنتين وخمسين. رضي الله عنه. ا. هـ الذهبي.
2224 -
* روى الحاكم عن إبراهيم بن عطاء عن أبيه أن زيادًا أو ابن زياد بعث عمران ابن حصين ساعيًا فجاء ولم يرجع معه درهم فقال له: أين المال؟ قال: وللمال أرسلتني أخذناها كما كنا نأخذها على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ووضعناها في الموضع الذي كنا نضعها على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
2225 -
* روى الحاكم عن هلال بن يساف قال: انطلقت إلى البصرة فدخلت المسجد فإذا شيخ مستند إلى إسطوانة يحدث يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم تاتي أقوام يعطون الشهادة قبل أن يسألوها" فقلت: من هذا الشيخ؟ قالوا: عمران بن حصين.
2226 -
* روى الحاكم عن رافع بن سحبان أن رجلاً أتى عمران بن حصين وهو في المسجد فقال: رجل طلق امرأته وهو في مجلس ثلاثًا، فقال: إثم لزمه وحرمت عليه امرأته، فانطلق فذكر ذلك لأبي موسى يريد عيبه، فقال أبو موسى: أكثر الله فينا مثل أبي نجيد.
(1) ابن سعد (4/ 288)
السقي: ماء أصفع يقع في البطن، يقال: سقي بطنه يسقي سقيًا.
(2)
ابن سعد (4/ 289).
يعج: يضج ويرفع صوته.
2224 -
المستدرك (3/ 471) وصححه ووافقه الذهبي.
2225 -
المستدرك (3/ 471) وصححه ووافقه الذهبي.
2226 -
المستدرك (3/ 472).