الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
30 - حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه
قال ابن حجر في الإصابة: حاطب بن أبي بلتعة بفتح الموحدة وسكون اللام بعدها مثناة ثم مهملة مفتوحات ابن عمرو بن عمير بن سلمة بن صعب بن سهل اللخمي حليف بني أسد بن عبد العزي
…
يقال إنه حالف الزبير، وقيل كان مولى عبيد الله بن حميد بن زهير ابن الحارث بن أسد فكاتبه فأدى مكاتبته. اتفقوا على شهوده بدرًا، وثبت ذلك في الصحيحين من حديث علي في قصة كتابة حاطب إلى أهل مكة يخبرهم بتجهيز رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إليهم فنزلت فيه:(يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم) الآية فقال عمر: دعني أضرب عنقه. فقال: إنه شهد بدرًا. واعتذر حاطب بأنه لم يكن له في مكة عشيرة تدفع عن أهله فقبل عذره.
وروى قصته ابن مردويه من حديث ابن عباس فذكر معنى حديث علي وفيه: فقال: "يا حاطب ما دعاك إلى ما صنعت؟ " فقال: يا رسول الله كان أهلي فيهم فكتبت كتابًا لا يضر الله ولا رسول. وروى ابن شاهين والباوردي والطبراني وسمويه من طريق الزهري عن عروة عن عبد الرحمن بن حاطب بن أبي بلتعة قال: وحاطب رجل من أهل اليمن، وكان حليفًا للزبير، وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وقد شهد بدرًا، وكان بنوه وإخوته بمكة فكتب حاطب من المدينة إلى كبار قريش ينصح لهم فيه، فذكر الحديث نحو حديث علي، وفي آخره: فقال حاطب: والله ما ارتبت في الله منذ أسلمت ولكنني كنت أمرأ غريبا ولي بمكة بنون وإخوة الحديث، وزاد في آخره: فأنزل الله تعالى {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ} (1) الآيات.
ورواه ابن مردويه من حديث أنس وفيه نزول الآية. ورواه ابن شاهين من حديث ابن عمر بإسناد قوي. وروى مسلم وغيره من طريق أبي الزبير عن جابر أن عبدًا لحاطب ابن أبي بلتعة جاء يشكو حاطبًا فقال: يا رسول الله ليدخلن حاطب النار. فقال: "لا فإنه شهد بدرًا والحديبية".
(1) الممتحنة: 1.
وروى ابن السكن من طريق محمد بن عبد الرحمن بن حاطب عن أبيه عن حاطب: سممعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "يزوج المؤمن في الجنة ثنتين وسبعين زوجة سبعين من نساء الجنة وثنتين من نساء الدنيا" وأغرب أبو عمر فقال: لا أسلم له غير حديث واحد: "من رآني بعد موتي". الحديث، قلت: وقد ظفرت بغيره كما ترى ثم وجدت له ثلاثة أحاديث غيرها.
وروى مالك في الموطأ له قصة مع رفيقه في عهد عمر وقال المرزباني في معجم الشعراء: كان أحد فرسان قريش في الجاهلية وشعرائها. وقال ابن أبي خيثمة: قال المدائني: مات حاطب في سنة ثلاثين في خلافة عثمان وله خمس وستون سنة. وكذا رواه الطبراني عن يحيى ابن بكير. ا. هـ.
قال الذهبي في ترجمته: من مشاهير المهاجرين؛ شهد بدرًا والمشاهد.
وكان رسول النبي صلى الله عليه وسلم إلى المقوقس، صاحب مصر.
وكان تاجرًا في الطعام، له عبيد. وكان من الرماة الموصوفين.
ذكره الحاكم في "مستدركه" فقال: كان حسن الجسم، خفيف اللحية، أجنى (1)، إلى القصر ما هو، شثن الأصابع (2). اهـ.
2095 -
* روى مسلم عن جابر: أن عبدًا لحاطب شكا حاطبًا فقال: يا نبي الله، ليدخلن النار. قال:"كذبت، لا يدخلها فإنه قد شهد بدرًا والحديبية".
2096 -
* روى البخاري ومسلم عن عبيد الله بن أبي رافع -وهو كاتب علي- قال:
(1) أجنى: في كاهله انحناء على صدره ولم يبلغ الاحديداب.
(2)
شثن الأصابع: غليظها.
2095 -
مسلم (4/ 1942) 44 - كتاب فضائل الصحابة -36 - باب من فضائل أهل بدر رضي الله عنهم وقصة حاطب ابن أبي بلتعة.
2096 -
البخاري (4/ 1941، 1942) 44 - كتاب فضائل الصحابة -36 - باب من فضائل أهل بدر رضي الله عنهم وقصة حاطب ابن أبي بلتعة.=
سمعت عليًا رضي الله عنه وهو يقول: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا والزبير والمقداد. فقال: "ائتوا روضة خاجٍ. فإن بها ظعينة معها كتاب. فخذوه منها". فانطلقنا تعادى بنا خيلنا. فإذا نحن بالمرأة. فقلنا: اخرجي الكتاب. فقالت: ما معي كتاب. فقلنا: لتخرجن الكتاب أو لتلقين الثياب. فأخرجته من عقاصها، فأتينا به رسول الله صلى الله عليه وسلم. فإذا فيه: من حاطب بن أبي بلتعة إلى ناس من المشركين، من أهل مكة، يخبرهم ببعض أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "يا حاطب! ما هذا؟ " قال: لا تعجل علي يا رسول الله! إني كنت امرأ ملصقًا في قريش قال سفيان: (كان حليفًا لهم. ولم يكن من أنفسها) وكان ممن كان معك من المهاجرين لهم قرابات يحمون بها أهليهم، فأحببت، إذ فاتني ذلك من النسب فيهم، أن اتخذ فيهم يدا يحمون بها قرابتي. ولم أفعله كفرًا ولا ارتدادًا عن ديني. ولا رضا بالكفر بعد الإسلام. فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"صدق". فقال عمر: دعني. يا رسول الله! أضرب عنق هذا المنافق. فقال: "إنه قد شهد بدرًا. وما يدريك لعل الله اطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم. فقد غفرت لكم". فأنزل الله عز وجل {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ} (1).
وقال الذهبي: وقد أتى بعض مواليه إلى عمر بن الخطاب يشكون منه من أجل النفقة عليهم، فلامه في ذلك.
وعبد الرحمن ولده، ممن ولد في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، وله رؤية.
يروي عنه ولده الفقيه يحيى، وعروة بن الزبير، وغيرهما. توفي سنة ثمان وستين.
ومات حاطب سنة ثلاثين. ا. هـ.
= روضة خاخ: هي بخاءين معجمتين. هذا هو الصواب الذي قاله العلماء كافة من جميع الطوائف في جميع الروايات والكتب. وهي بين مكة والمدينة. بقرب المدينة.
فإن بها ظعينة: الظعينة هنا الجارية. وأصلها الهودج. وسميت بها الجارية لأنها تكون فيه.
تعادى: أي تجري.
عقاصها: أي شعرها المضفور، جمع عقيصة.
(1)
الممتحنة: 1.