الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
7 - زيد بن حارثة حِبُّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ومولاه رضي الله عنه
قال ابن كثير في ترجمته:
زيد بن حارثة بن شراحيل بن كعب بن عبد العزى بن أمريء القيس بن عامر بن النعمان بن عامر بن عبد ود بن عوف بن كنانة بن بكر بن عوف بن عذرة بن زيد اللات ابن رفيدة بن ثور بن كلب بن وبرة بن ثعلب بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة الكلبي القضاعي مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم. وذلك أن أمه ذهبت تزور أهلها فأغارت عليهم خيل فأخذوه فاشتراه حكيم بن حزام لعمته خديجة بنت خويلد. وقيل اشتراه رسول الله صلى الله عليه وسلم لها فوهبته من رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل النبوة فوجده أبوه فاختار المقام عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعتقه وتبناه، فكان يقال له زيد بن محمد، وكان رسول الله صّلى عليه وسلم يحبه حباً شديداَ، وكان أول من أسلم من الموالي، ونزل فيه آيات من القرآن منها قوله تعالى:{وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ} (1) وقوله تعالى {ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ} (2) وقوله تعالى: {مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ} (3) وقوله {وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا} (4) الآية أجمعوا أن هذه الآيات أنزلت فيه، ومعني أنعم الله عليه أي بالإسلام، وأنعمت عليه أي بالعتق، وقد تكلمنا عليها في التفسير. والمقصود أن الله تعالى لم يسم أحداُ من الصحابة في القرآن غيره، وهداه إلى الإسلام وأعتقه رسول الله صلى الله عليه وسلم وزوجه مولاته أم أيمن واسمها بركة فولدت له أسامة بن زيد، فكان يقال له الحِب بن الحِب، ثم زوجه بابنة عمته زينب بنت جحش وآخي بينه وبين عمه حمزة بن عبد المطلب وقدمه في الإمرة على ابن عمه جعفر بن أبي طالب يوم مؤتة كما ذكرناه. أ. هـ
(1) الأحزاب: 4.
(2)
الأحزاب: 5.
(3)
الأحزاب: 40.
(4)
الأحزاب: 37.
وقال الحافظ ابن حجر: شهد زيد بن حارثة بدراً وما بعدها وقتل في غزوة مؤتة وهو أمير واستخلفه النبي صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره على المدينة أ. هـ.
قال الذهبي: وكانت مؤتة في جمادى الأولى سنة ثمان وهو ابن خمس وخمسين سنة اهـ.
1818 -
* روى الترمذي والحاكم عن جَبَلة بن حارثة، قدمت على النبي صلى الله عليه وسلم، فقلت يا رسول الله ابعث معي أخي زيداً، قال: هو ذاك انطلق إليه، فإن ذهب معك لم أمنعه، فجاء زيد فقال يا رسول الله: أو أختار عليك أحداً؟ قال جبلة: فأقمت أنا مع أخي، ورأيت رأي أخي أفضل من رأيي.
1819 -
* روى البخاري ومسلم والترمذي عن ابن عمر، بعث النبي صلى الله عليه وسلم بعثاً وأمر عليهم أسامة بن زيد فطعن بعض الناس في إمارته، فقال صلى الله عليه وسلم:"إن تطعنوا في إمارته فقد كنتم تطعنون في إمارة أبيه من قبل، وايم الله إن كان لخليقاً للإمارة، وكان لمن أحب الناس إلَّي، وإن هذا لمن أحب الناس إليَّ بعده".
قال الحافظ: أخرج ابن أبي شيبة بإسناد قوي عن عائشة:
ما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد بن حارثة في سرية إلا أمره عليهم ولو بقي لاستخلفه. أ. هـ.
أقول: هذا يشير إلى أن مذهب عائشة رضي الله عنها أنه يجوز استخلاف غير القرشي.
1818 - الترمذي (5/ 676) 50 - كتاب المناقب- باب مناقب زيد بن حارثة رضي الله عنه.
وقال: هذا حديث حسن غريب.
والمستدرك (3/ 214). وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي.
1819 -
البخاري (7/ 498) 64 - كتاب المغازي- 42 - باب غزوة زيد بن حارثة.
ومسلم (4/ 1884) 44 - كتاب فضائل الصحابة- 10 - باب فضائل زيد بن حارثة وأسامة بن زيد رضي الله عنهما.
والترمذي (5/ 677، 676) 50 - كتاب المناقب- 40 - باب مناقب زيد بن حارثة رضي الله عنه.
وقال: هذا حديث حسن صحيح.
خليق: فلان خليق بهذا الأمر: إذا كان أهلاً له، وأَنِّ ذلك مِنُ خُلُقِه وهو به حقيق.
1820 -
* روى أحمد وابن سعد عن أسامة قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم لزيد بن حارثة: "يا زيد أنت مولايَ وإليّ".
1821 -
* روى البخاري عن سلمةَ بن الأكُوَع اللهُ عنه قال: غزوتُ مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم تِسعَ غزوات، وغزوتُ مع ابن حارثْةَ استعملَهُ علينا.
1822 -
* روى ابن سعد عن عمرو بن شرحبيل الهمداني التابعي قال: لما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم قتل زيد وجعفر وابن رواحه قام صلى الله عليه وسلم فذكر شأنهم فبدأ بزيد فقال: "اُلُلهم اغفر لزيد اللهم اغفر لزيد ثلاثاً".
وعن بريدة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "دخلت الجنة فاستقبلني جارية شابة فقلت: لمن أنت؟ قالت: أنا لزيد بن حارثة"(1).
1832 -
* روى البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت: إن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم دخل عليَّ مسروراً، تَبُرقُ أسارير وجهه، فقال:"ألم ترى أن مجززاً المدلجي؟ نظر آنفاً إلى زيدِ بن حارثة، وأُسامة بن زيد، فقال: إِن هذه الأقدام بعضها من بعض".
1820 - مسند أحمد (5/ 204) مطولاً والطبقات الكبرى (3/ 44). وقال الحافظ: إسناده حسن.
1821 -
البخاري (7/ 517) 64 - كتاب المغازي- 45 - باب بعث النبي صلى الله عليه وسلم أسامة بن زيد إلى الحرقات من جهينة.
1822 -
الطبقات الكبرى (3/ 46). وذكره الذهبي في سير أعلام النبلاء (1/ 229). وقال محققه: رواته ثقات إلا أنه مرسل.
(1)
ذكره السيوطي في الجامع الصغير وقال: أخرجه الروياني والضياء عن بريدة ورمز إلى حسنه صاحب فيض القدير (3/ 521).
1823 -
البخاري (12/ 56) 85 - كتاب الفرائض- 31 - باب القائف.
ومسلم (2/ 1081، 1082) 17 - كتاب الرضاع- 11 - باب العمل بإلحاق القائف الولد.
تبُرق أسارير وجهه: الأسارير: التّكاسير التي تكون في لجبين، وبريقُها: ما يَعرض لها من البشاشة عند الفرح والاستبشار بالشيء السَّارُّ.
القافة: جمع قائف، وهو الذي يعرف الآثار، تقول قُفْتُ أثره، أي: اتَّبعتُه، وهم قوم معَّرفون من العرب يعرفون الناس بالشُبَه، فيُلْحقُون إنساناً بإنسان، لما يدركون من الشَّبه الذي يَرَونه بينهما مما بخفي على غيرهم، وكلام القافة يستأنس به للإثبات لا للنفي.
وفي رواية "ألم تسمعي ما قال المدلجيُّ لزيدٍ وأُسامةَ، ورأي أقدامَها: إن بعض هذه الأَقدام لَمِنْ بعض".
وفي أخرى قال: إن عائشة قالت: دخل قائف والنبي صلى الله عليه وسلم شاهد، وأسامة بن زيد، وزيد بن حارثة مضطجعان، فقال: إن هذه الأقدام بعضها من بعض، فسُرَّ بذلك النبي صلى الله عليه وسلم، وأعْجَبَهُ، وأخبر به عائشة.
وفي آخري "أَلَمْ تَرَيْ أن مُجزِّزاُ المدلجيَّ دخل عليَّ، فرأي أَسامة وزيداً، وعليهما قطيفةُ، قد غَطَّيا رؤوسَهما، وبَدَتْ أقدامهما، فقال: إن هذه الأقدام بعضها من بعض؟ " وفي رواية: وكان مُجزِّزُ قائفاً.
وقال أبو داود: قال أحمد بن صالح: كان أُسامة بنُ زيد أسودَ شديد السواد، مثل القار، وكان زيدُ أبيضَ من القطن (1).
* * *
(1) أبو داود (2/ 280) كتاب الطلاق، باب في القافة.