الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
2 - طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه
قال ابن كثير في البداية والنهاية:
طلحة بن عبيد الله بن عثمان بن عمر بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة أبو محمد القرشي التيمي، ويعرف بطلحة الخير، وطلحة الفياض لكرمه ولكثرة جوده. أسلم قديما على يدي أبي بكر الصديق، فكان نوفل بن خويلد بن العدوية يشدهما في حبل واحد، ولا تستطيع بنو تيم أن تمنعهما منه، فلذلك كان يقال لطلحة وأبي بكر القرينان، وقد هاجر وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين أبي أيوب الأنصاري، وشهد المشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا بدراً -فإنه كان بالشام لتجارة- وقيل في رسالة، ولهذا ضرب له رسول الله صلى الله عليه وسلم بسهمه وأجره من بدر، وكانت له يوم أحد اليد البيضاء وشلت يده يوم أحد، وقى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم واستمرت كذلك إلى أن مات، وكان الصديق إذا حدث عن يوم أحد يقول: ذاك يوم كان كله لطلحه.
وهو أحد العشرة المشهود لهم بالجنة، وأحد الستة أصحاب الشورى، وقد صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأحسن صحبته حتى توفي وهو عنه راض، وكذلك أبو بكر وعمر، فلما كان قضية عثمان اعتزل عنه فنسبه بعض الناس إلى تحامل فيه، فلهذا لما حضر يوم الجمل واجتمع به على فوعظه تأخر فوقف في بعض الصفوف. ا. هـ.
وكان قد بايع علياً من قبل، وقد قتله مروان بن الحكم كما سنرى. قال الذهبي:"قاتل طلحة في الوزر كقاتل علي" ولنعد إلى ابن كثير:
وكان (قتله) يوم الخميس لعشر خلون من جمادى الآخرة سنة ست وثلاثين، ودفن طلحة إلى جانب الكلأ وكان عمره ستين سنة، وقيل بضعاً وستين سنة، وكان آدم، وقيل أبيض، حسن الوجه كثير الشعر إلى القصر أقرب وكانت غلته في كل يوم ألف درهم.
وقال ابن حجر في ترجمته: أحد العشرة، وأحد الثمانية الذين سبقوا إلى الإسلام، وأحد الخمسة الذين أسلموا على يد أبي بكر، وأحد الستة أصحاب الشوري.
ومما ورد فيه:
1748 -
* روى أحمد والترمذي عن الزبير كان على النبي صلى الله عليه وسلم درعان يوم أحد، فنهض إلى صخرة فلم يستطع، فأقعد طلحة تحته وصعد حتى استوى على الصخرة فسمعته يقول:"أوجب طلحة".
1749 -
* روى الترمذي وابن ماجه عن موسى بن طلحة، وأخيه عيسى عن أبيهما: أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا لأعرابي جاهل: سل رسول الله صلى الله عليه وسلم عمن {قَضَى نَحْبَهُ} (3) من هو؟ وكانوا لا يجترئون على مسألته، وكانوا يوقرونه ويهابونه، فسأله الأعرابي، فأعرض عنه، ثم سأله، فأعرض عنه، قال طلحة: ثم طلعت من باب المسجد وعلى ثياب خضر، فلما رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"أين السائل عمن قضى نحبه؟ " قال الأعرابي: أنا يا رسول الله، فقال:"هذا ممن قضى نحبه"
1750 -
* روى البخاري عن قيس بن أبي حازم: رأيت يد طلحة التي وقى بها النبي صلى الله عليه وسلم قد شلت.
1751 -
* روى البخاري ومسلم عن أبي عثمان النهدي قال: لم يبق مع النبي صلى الله عليه وسلم في
1748 - أحمد في مسنده (1/ 165).
والترمذي (5/ 643، 644) 50 - كتاب المناقب - 22 - باب مناقب طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه. وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب.
1749 -
الترمذي 05/ 645) 50 - كتاب المناقب - 22 - باب مناقب طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه. وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب.
وابن ماجة (1/ 46) مختصراً في المقدمة -11 - باب في فضائل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم (فضل طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه.
النحب: النذر، وقيل: الموت، وذلك أن طلحة بن عبيد الله ألزم نفسه إذا لقي العدو، أن يصدقه القتال ففعل. الاجتراء: الإقدام على الأمر، والخسارة عليه.
(3)
الأحزاب: 23.
1750 -
البخاري (7/ 359) 64 - كتاب المغازي - 17 - باب غزوة أحد.
1751 -
البخاري (7/ 82) 62 - كتاب فضائل الصحابة - 14 - باب ذكر طلحة بن عبيد الله.
ومسلم (4/ 1879) 44 - كتاب فضائل الصحابة -6 - باب فضائل طلحة والزبير رضي الله تعالى عنهما.
عن حديثهما: أي هما حدثاني بذلك.
تلك الأيام التي قاتل فيهن غير طلحة وسعد عن حديثهما.
1752 -
* روى الطبراني عن قبيصة: ما رأيت رجلا قط أعطى الجزيل من المال غير مسألة من طلحة بن عبيد الله، وكان أهله يقولون أن النبي صلى الله عليه وسلم سماه الفياض.
1753 -
* روى الطبراني عن طلحة بن يحي عن جدته سعدي قالت: دخل علي يوماً طلحة فرأيت منه فعلا فقلت له مالك؟ لعله رابك مناشئ فيعمك قال: لا، ولنعم حليلة المرء المسلم أنت ولا كبر، ولكن اجتمع عندي مال ولا أدري كيف أصنع به؟ قالت: وما يغمك منه! ادع قومك فاقسمه بينهم فقال: يا غلام علي قومي. فسألت الخازن كم قسم؟ قال أربعمائة ألف.
1754 -
* روى النسائي عن جابر قال: لما كان يوم أحد، وولى الناس، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في ناحية في اثني عشر رجلاً، منهم طلحة، فأدركهم المشركون، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"من للقوم؟ " قال طلحة: أنا، قال:"كما أنت" فقال رجل: أنا، قال:"أنت" فقاتل حتى قتل، ثم التفت فإذا المشركون، فقال:"من لهم؟ " قال طلحة: أنا. قال: "كما أنت" فقال رجل من الأنصار: أنا، قال:"أنت" فقاتل حتى قتل، فلم يزل كذلك حتى بقي مع نبي الله طلحة، فقال:"من للقوم؟ " قال طلحة: أنا، فقاتل طلحة، قتال الأحد عشر حتى قطعت أصابعه، فقال: حس، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لوقلت: باسم الله لرفعتك الملائكة والناس ينظرون" ثم رد الله المشركين.
1755 -
* روى الحاكم عن علقمة بن وقاص قال: لما خرج طلحة والزبير وعائشة
1752 - المعجم الكبير (1/ 111، 112).
وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد (9/ 147). وقال: رواه الطبراني وإسناده حسن.
1753 -
المعجم الكبير (1/ 112).
وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد (9/ 148). وقال: رواه الطبراني ورجاله ثقات.
رأيت منه فعلاً: أي رأت منه فعلاً يدل على انزعاج.
1754 -
النسائي (6/ 29، 30) كتاب الجهاد، باب ما يقول من يطعن العدو. ورواته ثقات.
1755 -
المستدرك (3/ 118) وقال: الذهبي: إسناده جيد.
لطلب دم عثمان رضي الله عنهم عرضوا من معهم بذات عرق فاستصغروا عروة بن الزبير وأبا بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام فردوهما قال: ورأيته وأحب المجالس إليه أخلاها أو هو ضارب بلحيته على زوره. فقلت له. يا أبا محمد إني أراك وأحب المجالس إليك أخلاها، وأنت ضارب بلحيتك على زورك. إن تكره هذا اليوم فدعه، فليس يكرهك عليه أحد قال: يا علقيه بن وقاص لا تلمني، كنا يدا واحدة على من سوانا فأصبحوا اليوم جبلين يزحف أحدنا إلى صاحبه ولكنه كان مني في أمر عثمان رضي الله عنه ما لا أرى كفارته إلا أن يسفك دمي في طلب دمه. قلت: فمحمد بن طلحة لم تخرجه ولك ولد صغار دعه فإن كان أمرا خلفك في تركتك قال هو أعلم أكره أن أرى أحدا له في هذا الأمر نية فأراده فكلمت محمد بن طلحة في التخلف فقال: أكره أن أسأل الرجال عن أبي.
1756 -
* روى الترمذي عن مالك بن أبي عامر، قال: جاء رجل إلى طلحة فقال: أرأيتك هذا اليماني هو أعلم بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم منكم -يعني أبا هريرة- نسمع منه أشياء لا نسمعها منكم، قال: أما إن قد سمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لم نسمع، فلا أشك، وسأخبرك: إنا كنا أهل بيوت، وكنا إنما نأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم غدوة وعشية، وكان مسكينا لا مال له، إنما هو على باب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلا أشك إنه قد سمع ما لم نسمع، وهل تجد أحدا فيه خير يقول على رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لم يقل؟
1757 -
* روى الطبراني عن يحي بن بكير قتل طلحة يوم الجمل في جمادى سنة ست وثلاثين، وسنة ثنتان وخمسون أو أربع وخمسون سنة.
1758 -
* روى الطبراني عن قيس بن حازم قال: رأيت مروان بن الحكم حين رمى
= ضارب بلحيته على زوره: أي مطرق، والزور: الصدر.
1756 -
الترمذي (5/ 683، 684) 50 - كتاب المناقب - 47 - باب مناقب لأبي هريرة رضي الله عنه.
وقال: هذا حديث حسن غريب.
1757 -
المعجم الكبير (1/ 113).
وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد (9/ 150). وقال: رواه الطبراني عن يحيى هكذا ورجاله رجال الصحيح.
1758 -
المعجم الكبير (1/ 113).
وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد (9/ 150). وقال: رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
طلحة بسهم فوقع في عين ركبته، فمازال يسيح إلى أن مات.
1759 -
* روى الطبراني عن طلحة بن مصرف: أن عليا انتهى إلى طلحة بن عبيد الله وقد مات فنزل عن دابته وأجلسه فجعل يمسح الغبار عن وجهه ولحيته وهو يترحم عليه ويبكي ويقول: ليتني مت قبل هذا اليوم بعشرين سنة.
* * *
1759 - المعجم الكبير (1/ 113، 114).
وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد (9/ 150). وقال: رواه الطبراني وإسناده حسن.