الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
47 - صهيب بن سنان رضي الله عنه
قال ابن حجر: صهيب بن سنان بن مالك .. ويقال خالد بن عمرو بن عقيل ويقال طفيل بن عامر بن جندلة بن سعد بم جذيم بن كعب بن سعد بن أسلم بن أوس بن زيد مناة بن النمر بن قاسط أبو يحيى، وأمه من بني مالك بن عمرو بن تميم وهو الرومي قيل له ذلك لأن الروم سبوه صغيراُ؛ قال ابن سعد: وكان أبوه على الأبلة (1) من جهاز كسرى وكانت منازلهم على دجلة من جهة الموصل فنشأ صهيب بالروم فصار ألكن (2) ثم اشتراه رجل من كلب فباعه بمكة فاشتراه عبد الله بن جدعان التميمي فأعتقه ويقال بل هرب من الروم فقدم مكة فحالف ابن جدعان.
وروى ابن سعد أنه أسلم هو وعمار ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في دار الأرقم، ونقل الوزير أبو القاسم المغربي أنه كان اسمه عميرة فسماه الروم صهيباً قال: وكانت أخته أميمة تنشده في المواسم وكذلك عماه لبيد وزحر ابنا مالك وزعم عمارة بن وثيمة أن اسمه عبد الملك، ونقل البغوي أنه كان أحمر شديد الصهوبة تشوبها حمرة وكان كثير شعر الرأس يخضب بالحناء، وكان من المستضعفين ممن يعذب في الله وهاجر إلى المدينة مع علي بن أبي طالب في آخر من هاجر في تلك السنة فقدما في نصف ربيع الأول وشهد بدراً والمشاهد بعدها. وروى ابن عدي بن صهيب قال: صحبت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قبل أن يبعث، وروى ابن عدي من حديث أنس والطبراني من حديث أم هانيء، ومن حديث أبي أمامة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: السباق أنا سابق العرب، وصهيب سابق الروم، وبلال سابق الحبشة، وسلمان سابق الفرس، وروى ابن ابن عيينة في تفسيره وابن سعد من طريق منصور عن مجاهد أول من أظهر إسلامه سبعة فذكرة فيهم، وروى ابن سعد من طريق عمر بن الحكم قال: كان عمار بن ياسر يعذب حتى لا يدري ما يقول وكذا صهيب وأبو فائد وعامر بن فهيرة وقوم وفيهم نزلت هذه الآية: {ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ
(1) الأبلة: بلدة بالعراق تبعد البصرة أربعة فراسخ وهي أقدم من البصرة.
(2)
ألكن: هو الذي لا يقيم العربية من عجمة في لسانه.
هَاجَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا فُتِنُوا} (1).
وروى البغوي من طريق زيد بن أسلم عن أبيه خرجت مع عمر حتى دخلت على صهيب بالعالية فلما رآه صهيب قال: يا ناس يا ناس فقال عمر: ماله يدعو الناس. قلت: إنما يدعو غلامه يحنس. فقال: له يا صهيب: ما فيك شيء أعيبه إلا ثلاث خصال أراك تنتسب عربياً ولسانك أعجمي وتكنى باسم نبي [كان يكنى بأبي يحيى] وتبذر مالك، قال: أما تبذيري ما لي فما أنفقه إلا في حق، وأما كنيتي فكنانيها النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وأما انتمائي إلى العرب فإن الروم سبتني صغيراً فأخذت لسانهم، ولما مات عمر أوصى أن يصلى عليه صهيب وأن يصلي بالناس إلى أن يجتمع المسلمون على إمام رواه البخاري في تاريخه. وروى الحميدي والطبراني من حديث صهيب من طريق الستة عنه قال: لم يشهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مشهداً قط إلا كنت حاضره. ولم يبايع بيعة قط إلا كنت حاضره، ولم يسر سرية قط إلا كنت حاضرها، ولا غزا غزاة إلا كنت فيها عن يمينه أو شماله، وما خافوا أمامهم قط إلا كنت أمامهم ولا ما وراءهم إلا كنت وراءهم وما جعلت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بيني وبين العدو قط حتى توفي. ومات صهيب سنة ثمان وثلاثين وقيل سنة تسع. اهـ.
قال الذهبي في ترجمته: أبو يحيي النمري. من النمر بن قاسط. ويعرف بالرومي، كان من كبار السابقين البدريين.
قال الحافظ ابن عساكر: صهيب بن سنان بن مالك بن عبد عمرو بن عقيل بن عامر، أبو يحيي - ويقال: أبو غسان - النمري الرومي البدري المهاجرس.
عن حمزة بن صهيب عن أبيه قال: كناني النبي صلى الله عليه وسلم: أبا يحيى (2).
عن صيفي بن صهيب عن أبيه، قال: صحبت النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يوحى إليه (3).
(1) النحل: 110.
(2)
الطبقات الكبرى (2/ 227).
(3)
المستدرك (3/ 400) وصححه الحاكم ووافقه الذهبي.
قال مجاهد: أول من أظهر الإسلام سبعة: رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبو بكر وبلال، وخباب، وصهيب
…
مختصر.
عن أبي عثمان: أن صهيباً حين أراد الهجرة، قال له أهل مكة: أتيتنا صعلوكاً حقيراً، فتغير حالك! قال: أرأيتم إن تركت مالي، أمخلون أنتم سبيلي؟ قالوا: نعم. فخلع لهم ماله. فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، فقال:«ربح صهيب! ربح صهيب» (1).
يعقوب بن محمد الزهري: حدثنا حصين بن حذيفة بن صيفي حدثنا أبي وعمومتي، عن سعيد بن المسيب، عن صهيب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أرأيت دار هجرتكم سبخة بين ظهراني حرة! فإما أن تكون هحر، أو يثرب» (2).
قال [صهيب]: وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، وقد كنت هممت بالخروج معه، فصدني فتيان من قريش، فجعلت ليلتي تلك أقوم لا أقعد، فقالوا: قد شغله الله عنكم ببطنه - ولم أكن شاكياً - فناموا، فذهبت، فلحقني ناس منهم على بريد، فقلت لهم: أعطيكم أوافي من ذهب وتخلوني؟ ففعلوا، فقلت: احفروا تحت أسكفة الباب (3) تجدوها، وخذوا من فلانة الحلتين. وخرجت حتى قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم قباء فلما رآني، قال:«يا أبا يحيى، ربح البيع» ! ثلاثاً. فقلت: ما أخبرك إلا جبريل.
قال: قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم قباء، وقد رمدت في الطريق وجعت، وبين يديه رطب، فوقعت فيه. فقال عمر: يا رسول الله: ألا ترى صهيبا يأكل الرطب وهو أرمد؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم لي ذلك. قلت: إنما آكل على شق عيني الصحيحة. فتبسم (4).
عن عائذ بن عمرو أن سلمان، وصهيباً، وبلالاً، كانوا قعوداً، فمر بهم أبو سفيان،
(1) الطبقات الكبرى (3/ 227) ورجاله ثقات.
(2)
ذكره الحافظ في "الفتح" ونسبه إلى البيهقي، وسكت عليه، وأخرج البخاري: من حديث أببى موسى، عن النبي صلى الله عليه وسلم: رأيت في المنام إني أهاجر من مكة إلى أرض بها نخل فذهب وهلي إلى أنها اليمامة أو هجر فإذا هي المدينة يثرب].
(3)
أسكفه الباب: هي خشبة الباب التي يوطأ عليها.
(4)
الطبقات الكبرى: (3/ 228) وأخرج بنحوه ابن ماجه (2/ 1139) 31 - كتاب الطب - 3 - باب الحمية. وقال البوصيري في الزوائد: إسناده صحيح ورجاله ثقات.
فقالوا: ما أخذت سيوف الله من عنق عدو الله مأخذها بعد. فقال أبو بكر: أتقولون هذا لشيخ قريش وسيدها؟ قال: فأخبر بذلك النبي صلي الله عليه وسلم، فقال:«يا أبا بكر، لعلك أغضبتهم، لئن كنت أغضبتهم، لقد أغضبت ربك» . فرجع إليهم، فقال: أي إخواننا لعلكم غضبتم؟ قالوا: لا يا أبا بكر، يغفر الله لك (1).
قال الواقدي: مات صهيب بالمدينة في شوال سنة ثمان وثلاثين عن سبعة سنة. وكذلك قال المدائني وغيره في وفاته.
قال المدائني: عاش ثلاثاً وسبعين سنة.
وقال الفسوي: عاش أربعاً وثمانين سنة. رضي الله عنه. اهـ الذهبي.
* * *
(1) مسلم (4/ 1947) - 44 - كتاب من فضائل سلمان وصهيب وبلال.