الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
83 - أسعد بن زرارة رضي الله عنه
قال ابن حجر في الإصابة: أسعد بن زرارة بن عدس بن عبيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك ابن النجار أبو أمامة الأنصاري الخزرجي النجاري
…
قديم الإسلام شهد العقبتين وكان نقيبًا على قبيلته ولم يكن في النقباء أصغر سنًا منه ويقال إنه أول من بايع ليلة العقبة.
قال ابن إسحاق: إن أسعد إنما أسلم في العقبة الأولى مع النفر الستة الله أعلم، ووهم ابن منده فقال: كان لي بني ساعدة. وقيل إنه أول من بايع ليلة العقبة. وقال ابن إسحاق شهد العقبة الأولى والثانية والثالثة. وذكر ابن إسحاق إنه مات والنبي صلى الله عليه وآله وسلم يبني المسجد
…
قال البغوي بلغني أنه أول من مات من الصحابة بعد الهجرة وأنه أول ميت صلى عليه النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
وروى الحاكم بسنده عن زينب بنت نبيط أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم حلى أمها وخالتها رعاثا (1) من تبر وذهب فيه لؤلؤ، وكان أبوهما أسعد بن زرارة أوصى بهما إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقال عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن أبي أمامة بن سهل قال دخل النبي صلى الله عليه وآله وسلم على أسعد بن زرارة وكان أحد النقباء ليلة العقبة وقد أخذته الشوكة (2) فكواه
…
الحديث، وكذلك رواه الحاكم من طريق يونس عن الزري (قلت)[القائل ابن حجر] هذا هو المحفوظ ورواه عبد الأعلى عن معمر عن الزهري عن أنس أخرجه الحاكم أيضًا وهي شاذة، ورواه ابن أبي ذئب عن الزهري عن عروة عن عائشة وهي شاذة أيضًا، ورواه زمعة بن صالح عن الزري عن أبي أمامة بن سهل عن أبي أمامة أسعد بن زرارة، وهذا موافق لرواية عبد الرزاق لأنه لم يرد بقوله عن أبي أمامة أسعد بن زرارة الرواية وإنما أراد أن يقول عن قصة أسعد بن زرارة والله أعلم، وقد اتفق أهل المغازي والتواريخ على أنه مات في حياة النبي صلى الله عليه وآله وسلم قبل بدر ا. هـ ابن حجر.
(1) رعاثا: أقراط.
(2)
الشوكة: مرض وهو حمرة تعلوا الوجه والجسد.
قال في السير: السيد نقيب بني النجار، أبو أمامة الأنصاري الخزرجي، من كبراء الصحابة. توفي شهيدًا بالذبحة (1).
قال أبو العباس الدغولي: قيل: إنه لقي النبي صلى الله عليه وسلم بمكة قبل العقبة الأولى بسنة مع خمسة نفر من الخزرج، فآمنوا ب. فلما قدموا المدينة تكلموا بالإسلام في قومهم، فلما كان العام المقبل، خرج منهم اثنا عشر رجلاً، فهي العقبة الأولى، فانصرفوا معهم، وبعث النبي صلى الله عليه وسلم، مصعب بن عمير يقرئهم ويفقههم.
قال ابن إسحاق: حدثنا محمد بن أبي أمامة بن سهل، عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك قال: كنت قائد أبي حين عمي، فإذا خرجت به إلى الجمعة. فسمع الأذان، صلى على أبي أمامة، واستغفر له. فقلت: يا أبة أرأيت استغفارك لأبي أمامة كلما سمعت أذان الجمعة ما هو؟ قال: أي بني كان أول من جمع بنا بالمدينة في هزم النبيت من حرة بني بياضة يقال له: نقيع الخضمات قلت: فكم كنتم يومئذ؟ قال: أربعون رجلاً. فكان أسعد مقدم النقباء الاثني عشر، فو نقيب بني النجار، وأسيد بن الحضير نقيب بني عبد الأشهل، وأبو الهيثم بن التيهان البلوي من حلفاء بني عبد الأشهل، وسعد بن خيثمة الأوسي أحد بني غنم بن سلم، وسعد بن الربيع الخزرجي الحارثي قتل يوم أحد، وعبد الله بن رواحة بن ثعلبة الخزرجي الحارثي قتل يوم مؤتة، وعبد الله بن عمرو بن حرام أبو جابر السلمي نقيب بني سلمة [استشهد في أحد] وسعد بن عبادة بن دليم الخزرجي الساعدي رئيس، نقيب، والمنذر بن عمرو الساعدي النقيب قتل يوم بئر معونة، والبراء بن معرور الخزرجي السلمي، وعبادة بن الصامت الخزرجي من القوافلة ورافع بن مالك الخزرجي الزرقي رضي الله عنهم (2).
(1) الذبحة: وجع الحلق، أو داء يأخذ الحلق وربما قتل.
(2)
وروى أبو داود بعضه (1/ 280) كتاب الصلاة، باب الجمعة في القرى.
والحاكم في المستدرك (1/ 281) والبيهقي في السنن الكبرى (3/ 176) وسنده حسن وقد صرح ابن إسحاق بالتحديث.
الهزم: ما اطأن من الأرض. النبيت: بطن من الأنصار. النقيع: بطن من الأرض يستنقع فيه الماء مدة، فإذا نضب الماء أبنت الكلا، الخصمات الخضمات: قرية قرب المدينة.
القوقل: اسم أبي بطن من الأنصار، لأنه كان إذا أتاه إنسان يستجير به أو بيثرب، قال له: قوقل في هذا الجبل=
وروى شعبة: عن محمد بن عبد الرحمن، أن جده أسعد بن زرارة أصابه وجع الذبح في حلقه، فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم:"لأبلغن أو لأبلين في أبي أمامة عذرًا" فكواه بيده فمات. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ميتة سوء لليهود يقولون: هلا دفع عن صاحبه، ولا أملك له ولا لنفسي من الله شيئًا". ا. هـ (1).
2241 -
* روى أحمد وابن سعد عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن بعض أصحاب النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: كوى رسول الله صلى الله عليه وسلم أسعد أو سعد بن زرارة مرتين في حلق من الذبحة. وقال: "لا أدع في نفسي من حرجًا".
أقول: لله الحكمة البالغة فقد بعث رسوله صلى الله عليه وسلم ليكون قدوة للناس جميعًا، ومن هذه الحادثة نأخذ درسًا أن الطبيب غير مسؤول عما يحدث بسبب طبه ما دام الطبيب قد طبب في حدود المعروف، ومن الحكم في هذه الحادثة أن يستقر في قلوب الخلق جميعًا معنى التوحيد الذي يدخل فيه أن الله وحده هو الذي يملك الضر والنفع وأنه حتى رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يملك ضرًا ولا نفعًا إلا بإذن الله، وقد غلب على كثير من المسلمين وهم أن من تتلمذ على بعض الصالحين فإنه لا يصيبه ضر وأن الصلاح لا يرافق ابتلاء وهذا يتناقض مع نصوص كثيرة. والأمر لله من قبل ومن بعد.
قال الذهبي: عن عائشة قالت: نقب النبي صلى الله عليه وسلم أسعد على النقباء.
وعن أم خارجة: أخبرتني النوار أم زيد بن ثابت أنها رأت أسعد بن زرارة قبل مقدم النبي صلى الله عليه وسلم، يصلي بالناس الصلوات الخمس، يجمع بهم في مسجد بناه. قالت: فانظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قدم صلى في ذلك المسجد وبناه، فو مسجده اليوم (2).
= وقد أمنت. أي: ارتق، وهم القواقل. ونقل الزبيدي عن ابن هشام في سبب تسميتهم بذلك، أنهم كانوا إذا أجاروا أحدًا أعطوه سهمًا وقالوا: قوقل به حيث شئت، أي: سر به حيث شئت.
(1)
ورواه ابن ماجه (2/ 1155) 31 - كتاب الطب -24 - باب من اكتوى. وإسناده صحيح.
ميتة سوء لليهود: فتنة لليهود حيث قالوا ما قالوا.
2241 -
أحمد في مسند (4/ 65) و (5/ 378) والطبقات الكبرى (3/ 610).
(2)
ابن سعد (3/ 309).
الثوري: عن أبي الزبير، عن جابر قال: كواه رسول الله، صلى الله عليه وسلم، في أكحله مرتين (1).
وقيل: كواه فحجر (2) به حلقه يعني بالكي.
وقيل: أوصى أسعد ببناته إلى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وكن ثلاثًا. فكن في عيال رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يدرن معه في بيوت نسائه، وهن: فريعة، وكبشة، وحبيبة. فقدم عليه حلي فيه ذهب ولؤلؤ، فحلاهن منه (3).
وقيل: إنه مات في السنة الأولى من الهجرة، رضي الله عنه، وقد مات فيها ثلاثة أنفس من كبراء الجاهلية، ومشيخة قريش: العاص بن وائل السهمي والد عمرو، والوليد ابن المغيرة المخزومي، والد خالد، وأبو أحيحة سعيد بن العاص الأموي، ا. هـ الذهبي.
* * *
(1) ابن سعد (3/ 610) الأكحل: عرق وسط الذراع يقصد.
(2)
حجر: يقال حجر عين البعير: إذا وسم حولها بمبسم مستدير.
(3)
ابن سعد (3/ 610).