الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
89 - نسيبةُ بنتُ كعب رضي الله عنها
قال ابن حجر في الإصابة:
نَسيبة بفتح النون أيضاً بنت كعب بن عمرو بن عوف بن عمرو بن مبدول بن عمرو ابن غَنْم بن مازن بن النجار الأنصارية أم عُمارة مشهورة بكنيتها واسمها معاً .. قال ابن إسحاق في رواية يونس بن بكير وغيره عنه في بيعة العقبة الثانية، وكان من بني الخزرج اثنان وستون رجلاً وامرأتان فيزعمون أن امرأتين بايعتا النبي صلى الله عليه وسلم، وكان لا يصافح النساء إنما كان يأخذ عليهن فإذا أقررن قال اذهبن، والمرأتان هما من بني مازن بن النجار، نَسيبة وأختها ابنتا كعب فساق النسب، قال: وكان معها زوجها زيد بن عاصم وابناها منه حبيب الذي قتله مسيلمة بعد وعبد الله وهو راوي حديث الوضوء
…
(قلت): [أي ابن حجر]: ذكر ابن هشام في زياداته من طريق أم سعد بنت سعد ابن الربيع قال: دخلت على أم عمارة فقلت يا خالة أخبريني؟ فقالت: خرجت يعني يوم أحد ومعي سقاء وفيه ماء فانتهينا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو في أصحابه والدولة والريح للمسلمين فلما انهزم المسلمون انحزت إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فكنت أباشر القتال وأذب عنهمن بالسيف وأرمي عن القوس حتى خلصت الجراح إليَّ فرأيت على عاتقها جرحاً أجوف له غور، فقتل: من أصابك بهذا؟ قلت ابن قمئة. قال أبو عمر وشهدت بيعة الرضوان ثم شهدت اليمامة فقاتلت حتى قطعت يدها وجرحت اثني عشر جرحاً وروت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: الصائم إذا أكل عنده صلت عليه الملائكة أ. هـ من الإصابة.
وقال الذهبي في السير:
أم عُمارة نَسيبةُ بنتُ كعب بن عمرو بن عوف بن مبذول الفاضلة المجاهدة الأنصارية الخزرجيةُ النجاريةُ المازنيةُ المدنيةُ.
كان أخوها عبد الله بن كعب المازني من البدريين. وكان أخوها عبد الرحمن، من البكائين (1).
شهدت أم عمارة ليلة العقبة، وشهدت أُحداً، والحديبية، ويوم حُنين، ويوم اليمامة. وجاهدت، وفعلت الأفاعيل.
روي لها أحاديث. وقُطعت يدُها في الجهاد. خرجت تسقي، ومعها شنٍّ (2)، وقاتلت، وأبلت بلاءً حسناً. وجُرحت اثني عشر جرحاً.
وكان ضمرةُ بن سعيد المازني يحدثُ عن جدته، وكانت قد شهدت أُحداً، قالت: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لمقامُ نسيبةُ بنتِ كعبٍ اليوم خيرٌ من مقام فلان وفلان".
وكانت تراها يومئذٍ تقاتل أشد القتال، وإنها لحاجزةٌ ثوبها على وسطها، حتى جُرحت ثلاثة عشر جُرحاً؛ وكانت تقول: إني لأنظر إلى ابن قمئة وهو يرضبها على عاتقها. وكان أعظم جراحها، فداوته سنةً. ثم نادى منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم: إلى حمراء الأسد (3). فشدت عليها ثيابها، فما استطاعت من نزف الدم. رضي الله عنها ورحمها.
وعن موسى بن ضمرة بن سعيد، عن أبيه، قال: أُتي عُمر بن الخطاب بُمروط (4) فيها مِرط جيدٌ؛ فبعث به إلى أم عُمارة.
وعن محمد بن يحيى بن حبان، قال: جُرحت أم عمارة بأُحد اثني عشر جرحاً، وقُطعت يدها يوم اليمامة؛ وجُرحت يوم اليمامة سوى يدها أحد عشر جرحاً. فقدمت المدينة وبها الجراحة، فلقد رئي أبو بكر رضي الله عنه، وهو خليفة، يأتيها يسأل عنها.
(1) البكائين: أي من الذين يكثرون البكاء من خشية الله.
(2)
الشن: القربة الخلق.
(3)
حمراء الأسد: موضع على ثمانية أميال من المدينة عن يسار الطريق إذا أردت ذا حليفة.
(4)
المرط: كساء من خز أو صوف أو كتان.
وابنها حبيبُ بن زيد بن عاصم هو الذي قطعه مُسيلمة وابنها الآخر عبد الله بن زيد المازني، الذي حكى وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم، قُتل يوم الحرة؛ وهو الذي قتل مسيلمة الكذاب بسيفه أ. هـ من السير.
قال محقق السير:
الحرة: كل أرض ذات حجارة سود، وأكثر الحرار حول مدينة الرسول. والحرة المرادة هنا حرة واقم، وهي الشرقية من حرتي المدينة كانت فيها الوقعة فنسب إليها. وسببها: أن أكابر أهل المدينة نقضوا بيعة يزيد بن معاوية وخرجوا عليه لسوء سيرته، فجهز لحربهم جيشاً عليه مسلم ابن عُقبة المري، فالتقوا بظاهر المدينة لثلاث بقين من ذي الحجة سنة 63 هـ. وانهزم أهل المدينة، وقتل جهراً ظلماً في الحرب وصبراً أفاضل المسلمين وبقية الصحابة، وخيار المسلمين من جلة التابعين أ. هـ.
قال الذهبي:
انفرد أبو أحمد الحاكم، وابن منده بأنه شهد بدراً. قال ابن عبد البر: بل شهد أُحداً قلت [أي الذهبي]: نعم الصحيح أنه لم يشهد بدراً. والله أعلم أ. هـ.
* * *