الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
من الإمارة والحالة هذه، فهو يزعم أنه أولى منه إذ كان الأمر كذلك.
أقول: ثم دخلت سنة أربعين وقد بقي الحبل فيها مضطربًا والإمام علي يحاول لملمة الأمر وكاد أن يصل إلى هدنة مع معاوية ثم استشهد رحمه الله في هذه السنة.
قال ابن كثير: قال جرير: وفي هذه السنة جرت بين علي ومعاوية المهادنة بعد مكاتبات يطول ذكرها على وضع الحرب بينهما، وأن يكون ملك العراق لعلي ولمعاوية الشام، ولا يدخل أحدهما على صاحبه في عمله بجبيش ولا غارة ولا عزوة. ثم ذكر عن زياد عن ابن إسحاق ما هذا مضمونه أن معاوية كتب إلى علي أما بعد فإن الأمة قد قتل بعضها بعضًا يعني فلك العراق ولي الشام، فأقر بذلك علي رضي الله عنه، وأمسك كل واحد منهما عن قتال الآخر، وبعث الجيوش إلى بلاده، واستقر الأمر على ذلك.
ذكر مقتل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب:
كان أمير المؤمنين رضي الله عنه قد تنغضت عليه الأمور، واضطرب عليه جيشه، وخالفه أهل العراق، ونكلوا عن القيام معه، واستفحل أمر أهل الشام، وصالوا وجالوا يمينًا وشمالاً، زاعمين أن الإمرة لمعاوية بمقتضى حكم الحكمين في خلعهما عليًا وتولية عمرو بن العاص معاوية عند خلو الإمرة عن أحد، وقد كان أهل الشام بعد التحكيم يسمون معاوية الأمير، وكلما ازداد أهل الشام قوة ضعف جأش أهل العراق، هذا وأميرهم علي بن أبي طالب خير أهل الأرض في ذلك الزمان، أعبدهم وأزهدهم، وأعلمهم وأخشاهم لله عز وجل، ومع هذا كله خذلوه وتخلوا عنه حتى كره الحياة وتمنى الموت، وذلك لكثرة الفتن وظهور المحن، فكان يكثر أن يقول: ما يحبس أشقاها؟ أي ما ينتظر؟ ماله لا يقتل؟ ثم يقول: والله لتخضبن هذه ويشير إلى لحيته من هذه ويشير إلى هامته.
صفة مقتله رضي الله عنه:
ذكر ابن جرير وغير واحد من علماء التاريخ والسير وأيام الناس: أن ثلاثة من الخوارج وهم عبد الرحمن بن عمرو المعروف بابن ملجم الحميري ثم الكندي حليف بني حنيفة من كندة المصري، وكان أسمر حسن الوجه أبلح شعره مع شحمة أذنيه وفي وجهه أثر
السجود. والبرك بن عبد الله التميمي وعمرو بن بكر التميمي أيضًا -اجتمعوا فتذاكروا قتل علي إخوانهم من أهل النهروان فترحموا عليهم وقالوا: ماذا نصنع بالبقاء بعدهم؟ كانوا لا يخافون في الله لومة لائم، فلو شرينا أنفسنا فأتينا أئمة الضلال فقتلناهم فأرحنا منهم البلاد وأخذنا منهم ثأر إخواننا؟ فقال ابن ملجم: أما أنا فأكفيكم علي بن أبي طالب. وقال البرك: وأنا أكفيكم معاوية. وقال عمرو بن بكر: وأنا أكفيكم عمرو بن العاص. فتعاهدوا وتواثقوا أن لا ينكص رجل منهم عن صاحبه حتى يقتله أو يموت دونه فأخذوا أسيافهم فسموها واتعدوا لسبع عشرة من رمضان أن يبيت كل واحد منهم صاحبه في بلده الذي هو فيه فأما بان ملجم فسار إلى الكوفة فدخلها وكتم أمره حتى عن أصحابه من الخوارج الذين هم بها، فبينما هو جالس في قوم من بني الرباب يتذاكرون قتلاهم يوم النهروان إذ أقبلت امرأة منهم يقال لها قطام بنت الشجنة، قد قتل علي يوم النهروان أباها وأخاها، وكانت فائقة الجمال مشهورة به، وكانت قد انقطعت في المسجد الجامع تتعبد فيه، فلما رآها ابن ملجم سلبت عقله ونسي حاجته التي جاء لها، وخطبها إلى نفسها فاشترطت عليه ثلاثة آلاف درهم وخادمًا وقينة؛ وأن يقتل لها علي بن أبي طالب. قال: فهو لك، والله ما جاء بي إلى هذه البلدة إلا قتل علي، فتزوجها ودخل بها، ثم شرعت تحرضه على ذلك وندبت له رجلاً من قومها، من تيم الرباب يقال له وردان، ليكون معه ردءًا، واستمال عبد الرحمن بن ملجم رجلاً آخر يقال له شبيب بن نجدة الأشجعي الحروري.
ودخل شهر رمضان فواعدهم ابن ملجم ليلة الجمعة لسبع عشرة ليلة خلت، وقال: هذه الليلة التي واعدت أصحابي فيها أن يثأروا بمعاوية وعمرو بن العاص فجاء هؤلاء الثلاثة -وهم ابن ملجم، ووردان، وشبيب- وهم مشتملون على سيوفهم فجلسوا مقابل السدة التي يخرج منها علي، فلما خرج جعل ينهض الناس من النوم إلى الصلاة، ويقول: الصلاة الصلاة فثار إليه شبيب بالسيف فضربه به فوقع في الطاق، فضربه ابن ملجم بالسيف على قرنه فسال دمه على لحيته رضي الله عنه، ولما ضربه ابن ملجم قال: لا حكم إلا لله ليس لك يا علي ولا لأصحابك، وجعل يتلو قوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ
مَرْضَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ} (1) ونادى علي: عليكم به، وهرب وردان فأدركه رجل من حضرموت فقتله، وذهب شبيب فنجا بنفسه وفات الناس، ومسك ابن ملجم وقدم علي جعدة بن هبيرة بن أبي وهب فصلى بالناس صلاة الفجر، وحمل علي إلى منزله، وحمل إليه عبد الرحمن بن ملجم فأوقف بين يديه وهو مكتوف -قبحه الله- فقال له: أي عدو الله ألم أحسن إليك؟ قال: بلى. قال: فما حملك على هذا؟ قال: شحذته أربعين صباحًا وسألت الله أن يقتل به شر خلقه، فقال له علي: لا أراك إلا مقتولاً به، ولا أراك إلا من شر خلق الله، ثم قال: إن مت فاقتلوه وإن عشت فأنا أعلم كيف أصنع به، فقال جندب ابن عبد الله: يا أمير المؤمنين إن مت نبايع الحسن؟ فقال: لا آمركم ولا أنهاكم، أنتم أبصر. ولما احتضر علي جعل يكثر من قول لا إله إلا الله، لا يتلفظ بغيرها. وقد قيل إن آخر ما تكلم به {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} (2). وقد أوصى ولديه الحسن والحسين بتقوى الله والصلاة والزكاة وكظم الغيظ وصلة الرحم والحلم عن الجاهل والتفقه في الدين والتثبت في الأمر، والتعاهد بالقرآن، وحسن الجوار، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، واجتناب الفواحش، ووصاهما بأخيهما محمد بن الحنفية ووصاه بما وصاهما به، وأن يعظمهما ولا يقطع أمرًا دونهما وكتب ذلك كله في كتاب وصيته رضي الله عنه وأرضاه.
وقد غسله ابناه الحسن والحسين وعبد الله بن جعفر وصلى عليه الحسن فكبر عليه تسع تكبيرات. وقال الإمام أحمد بسنده عن أبي يحيى قال: لما ضرب ابن ملجم عليًا قال لهم: افعلوا به كما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يفعل برجل أراد قتله فقال: "اقتلوه ثم حرقوه".
وروى ابن جرير قال: حدثني الحارث ثنا ابن سعد عن محمد بن عمر قال: ضرب علي يوم الجمعة فمكث يوم الجمعة ويوم السبت وتوفي ليلة الأحد لإحدى عشرة ليلة بقيت من رمضان سنة أربعين عن ثلاث وستين سنة.
ولما مات علي ولي غسله ودفنه أهله، وصلى عليه ابنه الحسن وكبر أربعًا، وقيل أكثر
(1) البقرة: 207.
(2)
الزلزلة: 7، 8.
من ذلك. ودفن علي بدار الخلافة بالكوفة وقيل تجاه الجامع من القبلة في حجرة من دور آل جعدة بن هبيرة، بحذاء باب الوراقين وقيل بظاهر الكوفة، وقيل بالكناسة، وقيل دفن بالبرية. وقال شريك القاضي وأبو نعيم الفضل بن دكين: نقله الحسن بن علي بعد صلحه مع معاوية من الكوفة فدفنه بالمدينة بالبقيع إلى جانب فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال عيسى بن دآب: بل لما تحملوا به حملوه في صندوق على بعير، فلما مروا به ببلاد طيء أضلوا ذلك البعير فأخذته طيء تحسب فيه مالاً، فلما وجدوا بالصندوق ميتًا دفنوه في بلادهم فلا يعرف قبره إلى الآن، والمشهور أن قبره إلى الآن بالكوفة كما ذكر عبد الملك ابن عمران أن خالد بن عبد الله القسري -نائب بني أمية في زمان هشام- لما هدم دورًا ليبنيها وجد قبرًا فيه شيخ أبيض الرأس واللحية فإذا هو علي، فأراد أن يحرقه بالنار فقيل له: أيها الأمير إن بني أمية لا يريدون منك هذا كله، فلفه في قباطي ودفنه هناك. قالوا: فلا يقدر أحد أن يسكن تلك الدار التي هو فيها إلا ارتحل منها. رواه ابن عساكر. ا. هـ ابن كثير.
وقال الطبراني: علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي ابن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك يكنى أبا الحسن شهد بدرًا، قال وحدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي قال: بلغني بنو هاشم أن أبا طالب اسمه بعد مناف بن عبد المطلب، وعبد المطلب اسمه شيبة بن هاشم، وهاشم اسمه عمرو بن عبد مناف بن قصي، وقصي اسمه زيد، وقال الزبير بن بكار: أم علي بن أبي طالب فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد منافٍ بن قصي، ويقال إنها أول هاشمية ولدت لهاشمي، وقد أسلمت وهاجرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة وماتت ودفنها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمها فاطمة بنت هرم بن رواحة بن حجر بن عبد معيص بن عامر بن لؤي (1).
1663 -
* روى الحاكم عن زيد بان أرقم رضي الله عنه قال: إن أول من أسلم مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
(1) رواها الطبراني في المعجم الكبير (1/ 92) وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (9/ 100): وهو صحيح.
1663 -
المستدرك (3/ 126) وقال هذا حديث صحيح الإسناد وأقره الذهبي.
قال الحاكم: وإنما الخلاف في هذا الحرف أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه كان أول الرجال البالغين إسلامًا، وعلي بن أبي طالب تقدم إسلامه قبل البلوغ.
1664 -
* روى الطبراني عن الشعبي قال رأيت عليًا على المنبر أبيض اللحية قد ملأت ما بين منكبيه، زاد يحيى بن سعيد في حديثه: على رأسه زغيبات.
1665 -
* روى الطبراني عن شعبة قال: سألت أبا إسحاق: أنت أكبر من الشعبي؟ قال: الشعبي أكبر مني بسنةٍ أو سنتين. قال: ورأى أبو إسحاق عليًا وكان يصفه لنا: عظيم البطن أجلح، قال شعبة وكان أبو إسحاق أكبر من أبي البختري ولم يدرك أبو البختري عليًا ولم يره.
1666 -
* روى الطبراني عن أبي رجاء العطاردي قال: رأيت عليًا سمتًا أصلع الشعر كأن بجانبه إهاب شاة.
1667 -
* روى الطبراني عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: خرج علينا علي بن أبي طالبٍ في الحر الشديد وعليه ثياب الشتاء، وخرج علينا في الشتاء وعليه ثياب الصيف، ثم دعا بما نشد به ثم مسح العرق عن جبهته ثم رجع إلى بيته فقتل لأبي: يا أبتاه أما رأيت ما صنع أمير المؤمنين، خرج علينا في الشتاء عليه ثياب الصيف وخرج علينا في الصيف وعليه ثياب الشتاء فقال أبو ليلى: ما فطنت. فأخذ بيد ابنه فأتى عليًا فقال له الذي صنع. فقال له علي: إن رسول الله صلى الله عليه سلم كان بعثني وأنا أرمد فبزق في عيني، ثم قال:"افتح عينيك" ففتحتهما فما اشتكيتهما حتى الساعة ودعا لي فقال: "اللهم أذهب عنه الحر والبرد" فما وجدت حرًا ولا بردًا حتى يومي هذا.
1664 - المعجم الكبير (1/ 94) وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (9/ 101): رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
1665 -
المعجم الكبير (1/ 94) وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (9/ 100): رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
أجلح: الجلح: ذهاب الشعر من مقدم الرأس، يقال هو أجلح وهي جلحاء.
1666 -
المعجم الكبير (1/ 95) وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (9/ 100): رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
سمتًا: حسن الهيئة.
1667 -
قال الهيثمي في مجمع الزوائد: رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن.
1668 -
* روى النسائي عن بريدة رضي الله عنه عن أبيه قال: خطب أبو بكر وعمر رضي الله عنهما فاطمة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إنها صغيرة" فخطبها علي، فزوجها منه.
1669 -
* روى الطبراني عن سلمان قال: أول هذه الأمة ورودًا على نبيها صلى الله عليه وسلم أولها إسلامًا علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
1670 -
* روى البزار والطبراني عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي: "أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه نبي بعدي".
وفي رواية الطبراني: "أنت مني بمنزلة هارون".
1671 -
* روى الطبراني عن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله يغضب لغضبك ويرضى لرضاك".
1672 -
* روى الترمذي عن أم عطية رضي الله عنها قالت: بعث النبي صلى الله جيشًأ فيهم علي، قالت: فسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وهو رافع يديه: "اللهم لا تمتني حتى تريني عليًا".
1673 -
* روى البزار عن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي: "يا علي من فارقني فارق الله، ومن فارقك يا علي فارقني".
1674 -
* روى الطبراني عن ابن عباس أن عليًا كان يقول في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم إن
1668 - النسائي (6/ 62) كتاب النكاح، باب تزوج المرأة مثلها في السن، وإسناده حسن.
1669 -
قال الهيثمي في مجمع الزوائد (9/ 102): رواه الطبراني ورجاله ثقات.
1670 -
البزار: كشف الأستار (3/ 185) وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (9/ 109).
رواه البزار والطبراني، ورجال البزار رجال الصحيح غير أبي بلج الكبير وهو ثقة.
1671 -
قال الهيثمي في مجمع الزوائد (1/ 203): رواه الطبراني وإسناده حسن.
1672 -
الترمذي (5/ 643) 50 - كتاب للناقب- 21 - مناقب علي بن أبي طالب. وقال: هذا حديث حسن غريب.
1673 -
البزار: كشف الأستار (3/ 201) وقال الهيثمي مجمع الزوائد (9/ 135): رواه البزار ورجاله ثقات.
1674 -
قال الهيثمي في مجمع الزوائد: رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
الله عز وجل يقول: {أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ} والله لا ننقلب على أعقابنا بعد إذ هدانا الله تعالى. والله لئن مات أو قتل لأقاتلن على ما قاتل عليه حتى أموت. والله ني لأخوه ووليه وابن عمه ووارثه فمن أحق به مني.
1675 -
* روى البخاري ومسلم عن محمد بن شهاب الزهري رحمه الله أن علي بن الحسين ابن علي حدثهم: أنهم حين قدموا المدينة من عند يزيد بن معاوية مقتل الحسين بن علي لقيه المسور، فقال له: هل لك إلي حاجة تأمرني بها؟ قال فقلت له: لا، فقال: هل أنت معطي سيف رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإني أخاف أن يغلبك القوم عليه؟ وايم الله، لئن أعطيتنيه لا يخلص إليه أبدًا، حتى تبلغ نفسي، إن علي بن أبي طالب خطب بنت أبي جهل على فاطمة، فسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب الناس في ذلك على منبره هذا -وأنا يومئذ محتلم- فقال:"إن فاطمة مني، وأنا أتخوف أن تفتن في دينها" قال: ثم ذكر صهرًا له من بني عبد شمس، فأثنى عليه في مصاهرته إياه فأحسن، قال:"حدثني فصدقني، ووعدني فأوفى لي، وإني لست أحرم حلالاً، ولا أحل حرامًا، ولكن والله، لا تجتمع بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وبنت عدو الله مكانًا واحدًا أبدًا".
وفي رواية علي بن الحسين: أن المسور بن مخرمة قال: إن عليًا خطب بنت أبي جهلٍ، وعنده فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم، فسمعت بذلك فاطمة فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: يزعم قومك أنك لا تغضب لبناتك، وهذا علي ناكحًا ابنة أبي جهلٍ، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسمعه حين تشهد يقول:"أما بعد، فإني أنكحت أبا العاص بن الربيع، فحدثني فصدقني، وإن فاطمة بضعة مني، وأنا أكره أ، يسوؤوها" -وفي رواية أن يفتنوها- "والله، لا تجتمع بنت رسول الله وبنت عدو الله عند رجل واحدٍ أبدًا". فترك على الخطبة.
1675 - البخاري (7/ 85) 62 - كتاب فضائل الصحابة- 16 - باب ذكر أصهار النبي صلى الله عليه وسلم منهم أبو العاص بن الربيع. ومسلم (4/ 1903) 44 - كتاب فضائل الصحابة -15 - باب فضائل فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم.
للبخاري ومسلم في الموضعين السابقين.
وفي أخرى (1) قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول وهو على المنبر: "إني بني هشام بن المغيرة استأذنوني في أن ينكحوا ابنتهم علي بن أبي طالب، فلا آذن لهم، ثم لا آذن، إلا أن يريد ابن أبي طالب أن يطلق ابنتي، وينكح ابنتهم، فإنما هي بضعة مني، يريبني ما رابها، ويؤذيني ما آذاها".
وفي رواية (2) مختصرًا: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "فاطمة بضعة مني، فمن أغضبها فقد أغضبني".
وفي أخرى (3): "إن فاطمة بضعة منين يؤذيني ما آذاها".
1676 -
* روى أحمد والبزار والطبراني عن عبد الله بن الرقيم الكناني قال: خرجنا إلى المدينة زمن الجمل فلقينا سعد بن مالكٍ بها فقال: أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بسد الأبواب الشارعة في المسجد وترك باب علي. وزاد الطبراني في الأوسط: قالوا: يا رسول الله سددت أبوابنا كلها إلا باب علي، قال:"ما أنا سددت أبوابكم ولكن الله سدها".
أقول: لا منافاة بين هذا الحديث وبين سد الخوخات إلا خوخة أبي بكر فالخوخة في الاصطلاح غير الباب، وهناك احتمال أن يكون الأمر بسد خوخات الناس من غير بيت آل رسول الله صلى الله عليه وسلم غير خوخة أبي بكر.
1677 -
* روى أحمد وأبو يعلى عن ابن عمر قال كنا نقول في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم: رسول الله صلى الله عليه وسلم خير الناس ثم أبو بكر ثم عمر ولقد أوتي ابن أبي طالب ثلاث خصال لأن
(1) البخاري (9/ 337) 67 - كتاب النكاح- 19 - باب ذب الرجل عن ابنته في الغيرة والإنصاف.
ومسلم (4/ 1903) 44 - كتاب فضائل الصحابة -15 - باب فضائل فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم.
(2)
البخاري (7/ 105) 62 - كتاب فضائل الصحابة 29 - باب مناقب فاطمة.
(3)
مسلم (4/ 1902) 44 - كتاب فضائل الصحابة -15 - باب فضائل فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم.
1676 -
أحمد في مسنده (1/ 175)، البزار: كشف الأستار (3/ 195)، وقال الهيثي في مجمع الزوائد (9/ 114): رواه أحمد وأبو يعلى والبزار والطبراني في الأوسط وإسناد أحمد حسن.
1677 -
قال الهيثمي في مجمع الزوائد (9/ 130) وقال: رواه أحمد وأبو يعلي، ورجالهما رجال الصحيح.
الترمذي (5/ 639) 50 - كتاب المناقب -21 - باب مناقب علي بن أبي طالب.
وقال: هذا حديث حسن غريب لانعرفه إلا من حيدث الأجلح، وقد رواه غير ابن فضيل عن الأجلح.
يكون لي واحدة منهم أحب إلي من حمر النعم: زوجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ابنته وولدت له، وسد الأبواب إلا بابه في المسجد، وأعطاه الراية يوم خيبر.
1678 -
* روى الترمذي عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليًا يوم الطائف فانتجاه، فقال الناس: لقد طال نجواه مع ابن عمه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ما انتجيته، ولكن الله انتجاه".
1679 -
* روى الطبراني عن شراحيل بن مرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعلي: "أبشر يا علي حياتك معي وموتك معي".
1680 -
* روى الطبراني عن أبي إسحاق قال: خرجت مع أبي إلى الجمعة وأنا غلام فلما خرج علي فصعد المنبر قال لي أبي: قم أي عمرو فانظر إلى أمير المؤمنين. فقمت فإذا هو قائم على المنبر فإذا هو أبيض اللحية والرأس، عليه إزار ورداء ليس عليه قميص قال فما رأيته جلس على المنبر حتى نزل عنه قلت لأبي إسحاق: هل قنت؟ قال: لا، وفي رواية لم أره خضب لحيته ضخم الرأس.
1681 -
* روى الطبراني عن أبي الطفيل قال: جاء النبي صلى الله عليه وسلم وعلي رضي الله عنه نائم في التراب فقال: إن أحق أسمائك أبو ترابٍ، أنت أبو ترابٍ".
1682 -
* روى أحمد والبزار عن عمار بن ياسر أن النبي صلى الله عليه وسلم كنى عليًا رضي الله عنه بأبي ترابٍ فكانت من أحب كناه إليه.
1678 - الترمذي (5/ 639) 50 - كتاب المناقب -21 - باب مناقب علي بن أبي طالب، وقال: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث الأجلح وقد رواه غير ابن فضيل عن الأجلح.
1679 -
المعجم الكبير (7/ 308). وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (9/ 1139): رواه الطبراني وإسناده حسن.
حياتك معي وموتك معي: أي أنت معي في الدنيا والآخرة.
1680 -
المعجم الكبير (1/ 939). وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (9/ 100): رواه الطبراني بأسانيد ورجاله رجال الصحيح.
فما رأيته جلس على المنبر حتى نزل عنه: يعني كانت خطبة الجمعة قصيرة.
1681 -
قال الهيثمي في مجمع الزوائد (1/ 1019) وقال: رواه الطبراني في الأوسط والكبير ورجاله رجال الصحيح.
1682 -
البزار: كشف الأستار (3/ 199)، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (9/ 101): رواه البزار ورواه أحمد وغيره ورجال أحمد ثقات.
1683 -
* روى الترمذي عن حبشي بن جنادة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: طعلي منين وأنا من علي، ولا يؤدي عني إلا أنا أو علي".
1684 -
* روى الطبراني عن ذؤيب أن النبي صلى الله عليه وسلم لما حضر قالت صفية: يا رسول الله لكل امرأةٍ من نسائك أهل تلجأ إليهم وإنك أجليت أهلي، فإن حدث حدث فإلى من؟ قال:"إلى علي بن أبي طالب".
1685 -
* روى الطبراني عن أم سلمة قالت: أشهد أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من أحب عليًا فقد أحبني ومن أحبني فقد أحب الله من أبغض عليًا فقد أبغضني، ومن أبغضني فقد أبغض الله".
1686 -
* روى أحمد والبزار والطبراني عن عمرو بن شاس الأسلمي وكان من أصحاب الحديبية قال: خرجت مع علي رضي الله عنه إلى اليمن فجفاني في سفري ذلك، حتى وجدت في نفسي عليه، فلما قدمت المدينة أظهرت شكايته في المسجد حتى سمع بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخلت المسجد ذات غداةٍ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس في ناسٍ من أصحابه فلما رآني أبدلي عينيه (يقول حدد إلي النظر) حتى إذا جلست قال:"يا عمرو والله لقد آذيتني" قلت: أعوذ بالله من أذاك يا رسول الله قال: "بلى من آذى عليًا فقد آذاني".
1687 -
* روى البزار عن سعد بن أبي وقاصٍ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بيد علي فقال: "ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ من كنت وليه فعلى وليه".
1688 -
* روى عبد الله بن أحمد والبزار عن زيد بن يثيع: قال نشد علي رضي الله
1683 - الترمذي (5/ 636) 50 - كتاب المناقب -21 - باب مناقب علي بن أبي طالب.
وقال: هذا حديث حسن غريب.
1684 -
المعجم الكبير (4/ 230) وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (9/ 112) رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
1685 -
المعجم الكبير (3/ 280) وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (23/ 122) رواه الطبراني وإسناده حسن.
1686 -
أحمد (3/ 483)، والبزار: كشف الأستار (3/ 200) وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (9/ 129) وقال: رواه أحمد والطبراني باختصار والبزار أخصر منه ورجال أحمد ثقات.
1687 -
البزار: كشف الأستار (3/ 187) وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (9/ 107): رواه البزار ورجال ثقات.
1688 -
عبد الله بن أحمد في زياداته على المسند (1/ 118)، والبزار: كشف الأستار (3/ 190) وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (9/ 107): رواه عبد الله والبزار وإسنادهما حسن.=
عنه الناس في الرحبة من سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يوم غدير خم لما قام: قال فقام من قبل سعيد ستة ومن قبل زيد سبعة فشهدوا أنهم سمعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يوم غدير خم لعلي: "أليس أنا أولى بالمؤمنين؟ " قالوا: بلى قال: "اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه".
1689 -
* روى أحمد عن علي: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم غدير خم: "من كنت مولاه فعلي مولاه" قال: وزاد الراوون بعد وال من والاه وعاد من عاداه.
1690 -
* روى عبد الله بن أحمد وأبو يعلى عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، قال: شهدت عليًا في الرحبة يناشد الناس: أنشد الله من سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في يوم غدير خم: "من كنت مولاه فعلي مولاه" لما قام فشهد. قال عبد الرحمن فقال اثنا عشر بدريًا كأني أنظر إلى أحدهم عليه سراويل. فقالوا: نشهد أنا سمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يوم غير خم: "ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجي أمهاتهم" قلنا: بلى يا رسول الله قال: "فمن كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه".
1691 -
* روى الطبراني عن زيد بن أرقم قال: نشد علي الناس: أنشد الله رجلاً سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه" فقال اثنا عشر بدريًا فشهدوا بذلك. وكنت فيمن كتم فذهب بصري.
1692 -
* روى البزار عن عمرو بن ذي مر وسعيد بن وهب وعن زيد بن يثيع:
= الزوئد (9/ 107): رواه عبد الله والبزار وإسنادهما حسن.
1689 -
رواه عبد الله بن أحمد في زياداته على السند (1/ 153) وقال الهيثمي في مجمع الزوئد (9/ 107): رواه أحمد ورواته ثقات.
1690 -
أحمد في مسنده (1/ 119) وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (9/ 105) وقال: رواه أبو يعلى ورجاله وثقوا وعبد الله بن أحمد.
1691 -
المعجم الكبير (5/ 175) وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (9/ 106): رواه الطبراني في الكبير، والأوسط خاليًا من ذهاب البصر والكتمان ودعاء علي وفي رواية عنده "وكان علي دعا على من كتم" ورجاله الأوسط ثقات.
1692 -
البزار: كشف الأستار (3/ 191) وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (9/ 105) رواه البزار ورجاله رجال الصحيح غير فطر بن خليفة وهو ثقة.
قالوا: سمعنا عليًا يقول: نشدت الله رجلاً سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يوم غدير خم لما قام، فقال ثلاثة عشر رجلاً فشهدوا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم" قالوا بلى يا رسول الله، قال: فأخذ بيد علي فقال: طمن كنت مولاه فهذا مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وأحب من أحبه وأبغض من يبغضه وانصر من نصره واخذ من خذله".
1693 -
* روى أحمد عن سعيد بن وهب قال: نشد علي رضي الله عنه الناس فقام خمسة أو ستة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فشهدوا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من كنت مولاه فعلي مولاه".
1694 -
* روى أحمد عن أبي الطفيل قال: جمع علي الناس في الرحبة ثم قال لهم: أنشد بالله كل امرئٍ مسلم سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يوم غدير خم ما قال لما قام فقام إليه ثلاثون من الناس، قال أبو نعيم: فقام ناس كثير فشهدوا حين أخذ بيده فقال: "أتعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم" قالوا: بلى يا رسول الله قال: "من كنت مولاه فهذا مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه" قال فخرجت كأن في نفسي شيئًا فلقيت زيد بن أرقم فقلت له: إني سمعت عليًا يقول كذا وكذا قال: فما تنكر قد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ذلك.
1695 -
* روى أحمد عن رباح بن الحارث قال: جاء رهط إلى علي بالرحبة قالوا السلام عليك يا مولانا، فقال: كيف أكون مولاكم وأنتم قوم عرب، قالوا سمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم غدير خم يقول:"من كنت مولاه فهذا مولاه" قال رباح فلما مضوا تبعتهم فقلت: من هؤلاء؟ قالوا: نفر من الأنصار فيهم أبو أيوب الأنصاري.
وفي رواية للطبراني قالوا: سمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من كنت مولاه فعلي
1693 - أحمد في مسنده (5/ 366) وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (9/ 104): رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.
1694 -
أحمد في مسنده (4/ 370) وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (9/ 104): رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير فطر بن خليفة وهو ثقة.
1695 -
أحمد في مسنده (5/ 419) وقال الهيثمي في مجمع الزوائد رواه أحمد والطبراني ورجال أحمد ثقات.
مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه" وهذا أبو أيوب بيننا فحسر أبو أيوب العمامة عن وجهه ثم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه".
أقول: بنى الشيعة على حديث غدير خم مذهبهم كله في أن الخلافة محصورة في علي وذريته، ونحن أكثرنا من روايات غدير خم ليعرف أن أهل السنة لم ينكروا الحديث ولكنهم لم يبنوا عليه ما بنى الشيعة، وأنت ترى من الروايات صحة ما ذهب إليه أهل السنة في فهم الحديث، ولاشك أن قضية الخلافة قضية حساسة جداً، ولاشك أنه إذا تساوى اثنان في كل شيء وكان أحدهما من آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن كل مسلم يرى بفطرته أن يقدم من كان من آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم.
1696 -
* روى الطبراني عن صهيب مولى العباس قال: أرسلني العباس إلى عثمان أدعوه فأتيناه فإذا هو يغدي الناس، فدعوته فأتاه فقال: أفلح الوجه أبا الفضل قال: ووجهك أمير المؤمنين. قال: ما زدت على أن أتاني رسولك وأنا أغدي الناي فغديتهم ثم أتيتك فقال العباس: أذكرك الله في علي فإنه ابن عمك وأخوك في دسنك وصاحبك مع نبيك صلى الله عليه وسلم وصهرك، وأنه قد بلغني أنك تريد أن تقوم بعلي وأصحابه فاعفني من ذلك يا أمير المؤمنين. فقال عثمان: إن أول ما أجيبك أني قد شفعتك في علي إن عليا لو شاء ما كان أحد دونه ولكنه أبى ألا رأيه. ثم بعث إلى علي فقال: أذكرك الله في ابن عمك وابن عمتك وأخيك في دسنك وصاحبك مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وولي بيعتك فقال: والله لو أمرني أن أخرج عن داري لخرجت.
أقول: الظاهر أن شيئاً ما وقع بين عثمان وعلي رضي الله عنهما، وأراد عثمان أن يعاقب علياً، فتشفع العباس لعلي ونصح في الوقت نفسه علياً، فكان جواب الاثنين ما يقتضيه مقامهما.
ومن هنا نأخذ درساً أنه مهما علت الرتبة فقد يقع شيء ما بين أصحاب ذلك، وعلى
1696 - قال الهيثمي في مجمع الزوائد: رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات.
أهل الفضل أن يتدخلوا فيشفعوا.
1697 -
* روى أبو يعلى عن أبي سعيد الخدري قال: كنا عند بيت النبي صلى الله عليه وسلم في نفر من المهاجرين والأنصار، فقال:"ألا أخبركم بخياركم؟ " قالوا: بلى قال: "الموفون المطيبون إن الله يحب الحفي التقي" قال ومر علي بن أبي طالب فقال: "الحق مع ذا الحق مع ذا".
1698 -
* روى أبو يعلى والبزار عن علي قال: أتاني عبد الله بن سلام وقد وضعت قدمي في الغرز فقال لي: لا تقدم العراق، فإني أخشى أن يصيبك بها ذباب السيف. قال علي: وايم الله لقد أخبرني به رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال أبو الأسود: فما رأيت كاليوم قط محارباً يخبر بذا عن نفسه.
1699 -
* روى أحمد عن أبي سعيد قال: كنا جلوساً ننتظر رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج علينا من بعض بيوت نسائه قال فقمنا معه فانقطعت نعله فتخلف عليها علي يخصفها، ومضى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومضينا معه. ثم قام ينتظره وقمنا معه فقال:"إن منكم من يقاتل على تأويل هذا القرآن كما قاتلت على تنزيله" فاستشرفنا وفينا أبو بكر وعمر فقال: "لا، ولكنه خاصف النعل" قال: فجئنا نبشره: فكأنه قد سمعه.
1700 -
* روى البخاري عن شفيق بن عبد الله قال: دخل أبو موسى وأبو مسعود على
1697 - قال الهيثمي في مجمع الزوائد: رواه أبو يعلى ورجاله ثقات.
المطيبون: المطهرون.
الحفى: المبالغ في الإكرام. والعالم يتعلم باستقصاء.
1698 -
قال الهيثمي في مجمع الزوائد (9/ 128): رواه أبو يعلى والبزار بنحوه، ورجال أبي يعلى رجال الصحيح غير إسحاق بن أبي إسرائيل وهو ثقة مأمون.
الغرز: أي الركاب. والغرز يكون للإبل.
ذباب السيف: طرفه الذي يضرب به.
بذاعين نفسه: بخضوعها وإقرارها. يقال أذعن وذعن.
1699 -
أحمد في مسنده (3/ 82) وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير فطر بن خليفة وهو ثقة.
1700 -
البخاري (13/ 53) 92 - كتاب الفتن، باب:180.
عمار حيث أتى الكوفة ليستنفر الناس، فقالا: ما رأينا منك أمراً منذ أسلمت أكره عندنا من إسراعك في هذا الأمر؟ فقال: ما رأيت منكما أمراً منذ أسلمتما أكرة عندي من إبطائكما عن هذا الأمر، قال: ثم كساهما حلة.
وفي أخرى قال: كنت جالساً مع أبي موسى وأبي مسعود وعمار، فقال أبو مسعود: ما من أصحابك من أحد إلا لو شئت لقلت فيه، غيرك، وما رأيت منك شيئاً منذ صبحت رسول الله صلى الله عليه وسلم أعيب عندي من استسراعك في هذا؟ فقال عمار: يا أبا مسعود، وما رأيت منك ولا صاحبك هذا شيئاً منذ صحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم أعيب عندي من إبطائكما في هذا الأمر، فقال أبو مسعود- وكان موسراً-: يا غلام! هات حلتين، فأعطي إحداهما أبا موسى، والأخرى عماراً، وقال: روحا فيهما إلى الجمعة.
1701 -
* روى البخاري عن أبي مريم عبد الله بن زياد الأسدي قال: لما سار طلحة والزبير وعائشة إلى البصرة بعث علي عمار بن ياسر وحسن بن علي فقدما علينا الكوفة فصعدا المنبر، فكان الحسن بن علي فوق المنبر في أعلاه وقام عمار أسفل من الحسن فاجتمعنا إليه، فسمعت عماراً يقول: إن عائشة قد سارت إلى البصرة، والله إنها لزوجة نبيكم صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة، ولكن الله تبارك وتعالى ابتلاكم ليعلم إياه تطيعون أم هي؟
وفي أخرى (1) له عن أبي وائل: قام عمار على منبر الكوفة فذكر عائشة وذكر مسيرها وقال: إنها زوجة نبيكم صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة، ولكنها مما ابتليتم.
1702 -
* روى البخاري عن أبي بكر رضي الله عنه قال: لقد نفعني الله بكلمة أيام الجمل. لما بلغ النبي صلى الله عليه وسلم أن فارساً ملكوا ابنه كسرى قال: "لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة".
1703 -
* روى الترمذي عن أبي بكرة قال: عصمني الله عز وجل بشيء سمعته من
1701 - البخاري (13/ 53) 92 - كتاب الفتن باب: 18
(1)
البخاري في نفس الموضع السابق
1702 -
البخاري في نفس الموضع السابق
1703 -
الترمذي (4/ 527) 34 - كتاب الفتن، باب:75.
رسول الله صلى الله عليه وسلم: لما هلك كسرى قال: "من استخلفوا؟ " قالوا: ابنته، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة" فلما قدمت عائشة- يعني: البصرة- ذكرت قول رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعصمني الله به.
1704 -
* روى الطبراني عن جري بن سمرة قال: لما كان من أهل البصرة الذي كان بينهم وبين علي بن أبي طالب انطلقت حتى أتيت المدينة فأتيت ميمونة بنت الحارث وهي من بنى هلال، فسلمت عليها فقالت ممن الرجل؟ قلت: من أهل العراق. قالت: من أي أهل العراق؟ قلت: من أهل الكوفة. قالت: من أي أهل الكوفة؟ قلت: من بني عامر. قالت: مرحباً، قرباً على قرب ورحباً على رحب. فمجيء ما جاء بك؟ قلت: كان بين علي وطلحة الذي كان، فأقبلت فبايعت علياً. قالت: فالحق به فوالله ما ضل ولا ضل به حتى قالتها ثلاثاً.
1705 -
* روى الحاكم عن قيس بن عباد قال: دخلت أنا والاشتر على علي بن أبي طالب رضي الله عنه يوم الجمل، فقلت: هل عهد إليك رسول الله صلى الله عليه وآلة وسلم عهداً دون العامة؟ فقال: لا إلا هذا. وأخرج من قراب سيفه فإذا فيها: المؤمنون تتكافأ دماؤهم، ويسعى بذمتهم أدناهم، وهم يد على من سواهم، لا يقتل مؤمن بكافر ولا ذو عهد في عهده.
1706 -
* روى الحاكم عن يزيد بن ضبيعة العبسي قال: نادى منادي عمار يوم الجمل وقد ولى الناس: ألا لا يذاف على جريح، ولا يقتل مول ومن ألقى السلاح فهو آمن. فشق ذلك علينا.
1704 - المعجم الكبير (24/ 9) وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (9/ 135) رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير جزي ابن سمرة وهو ثقة.
1705 -
المستدرك (2/ 141) وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
1706 -
المستدرك (2/ 155) وسكت عنه وصححه الذهبي.
نادى منادي عمار
…
: في ابن كثير: ونادي منادي علي: إنه لا يتبع مدبر ولا يذفف على جريح ولا يدخلوا الدور.
الناس: جيش طلحة والزبير.
يذاف على جريح: يجهز عليه.
أقول: ومن هذا النص وأمثاله أخذ العلماء أحكام قتال الخوارج والبغاة وهي كلها مما سنه علي رضي الله عنه، وأما قوله فشق ذلك على الناس فمعناه: أن الناس كانوا يطمعون بأن يفعلوا بمن قاتلوه أكثر مما فعلوا، وأن يسبوا وأن يأسروا. فلما جاءهم أمر علي حال بينهم وبين هذه الرغبات.
1707 -
* روى الحاكم عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: شهدت صفين فكانوا لا يجهزون على جريح ولا يقتلون مولياً ولا يسلبون قتيلاً.
1708 -
* روى البزار عن شقيق قال: قيل لعلي ألا تستخلف؟ قال: ما استخلف رسول الله صلى الله عليه وسلم فأستخلف عليكم، وإن يرد الله تبارك وتعالى بالناس خيراً فسيجمعهم على خيرهم كما جمعهم بعد نبيهم على خيرهم.
1709 -
* روى أبو يعلى عن عبد الله بن سبيع: قال: قيل لعلي ألا تستخلف؟ قال: لا، ولكن أترككم إلى ما ترككم إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
1710 -
* روى الطبراني عن أبي بكر أبي شيبة قال: قتل علي سنة أربعين، وكانت خلافته خمس سنين وستة أشهر.
1711 -
* روى الطبراني عن يحيى بن بكير قال: قتل علي بن أبي طالب يوم الجمعة يوم سبع عشرة من شهر رمضان سنة أربعين.
1712 -
* روى الطبراني عن محمد بن علي بن الحسين قال: توفي علي وهو ابن ثمان وخمسين.
1707 - المستدرك (2/ 155) وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي ..
1708 -
قال الهيثمي في المجمع: رواه البزار، ورجاله رجال الصحيح غير إسماعيل بن أبي الحارث وهو ثقة.
1709 -
قال الهيثمي في مجمع الزوائد (5/ 197): رواه أبو يعلي ورجاله ثقات.
1710 -
المعجم الكبير (1/ 106)، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (9/ 146): رواه الطبراني ورجاله ثقات.
1711 -
المعجم الكبير (1/ 95)، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (9/ 145): رواه الطبراني ورجاله ثقات.
1712 -
المعجم الكبير (1/ 96)، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (9/ 146): رجاله رجال الصحيح.
1713 -
* روى أحمد عن أبي عبد الله الجدلي قال: دخلت على أم سلمة فقالت لي: أيسب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيكم؟! قلت: معاذ الله، أو سبحان الله أو كلمة نحوها، قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "منسب عليا فقد سبني".
1714 -
* روى عبد الله بن أحمد عن عاصم بن بهدلة قال: قلت للحسن بن علي: الشيعة يزعمون أن عليا يرجع. قال: كذب، أولئك الكذابون، لو علمنا ذلك ما تزوج نساؤه ولا قسمنا ميراثه.
قوله: "الشيعة يزعمون أن علياً يرجع): الذي زعم ذلك عبد الله بن سبأ من غلاتهم.
1715 -
* روى الترمذي عن ابن عمر: لما آخى النبي صلى الله عليه وسلم بين أصحابه جاء علي تدمع عيناه، فقال: يا رسول الله آخيت بين أصحابك ولم تواخ بيني وبين أحد، فسمعته صلى الله عليه وسلم يقول:"أنت أخي في الدنيا والأخرة".
1716 -
* روى مسلم عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أن معاوية قال له: ما يمنعك أن تسب أبا تراب؟ فقال: أما ما ذكرت ثلاثاً قالهن رسول الله صلى الله عليه وسلم فلن أسبه، لأن تكون لي واحدة منهن أحب إلى من حمر النعم، سمعته صلى الله عليه وسلم يقول له وخلفه في بعض مغازيه، فقال له علي: يا رسول الله خلفتني مع النساء والصبيان، فقال له صلى الله عليه وسلم:"أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنهلا نبوة بعدي" وسمعته يقول يوم خيبر: "لأعطين الراية رجلاً يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله" فتطاولنا لها، فقال:"ارعوا لي عليا" فأتي به أرمد فبصق في عينيه ودفع الراية إليه، ففتح الله عليه. ولما نزلت هذه الآية:(ندع أبناءنا وأبنائكم)(5) دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم علياً
1713 - أحمد في مسنده (6/ 323) وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (9/ 130) رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير أبي عبد الله الحدلي وهو ثقة.
1714 -
قال الهيثمي في المجمع: رواه عبد الله بن أحمد وإسناده جيد.
1715 -
الترمذي (5/ 636) 50 - كتاب المناقب، باب 21، وقال هذا حديث حسن غريب.
1716 -
مسلم (4/ 1871) 44 - كتاب فضائل الصحابة -4 - باب من فضائل علي بن أبي طالب.
آل عمران: 61
وفاطمة وحسنا وحسينا فقال: "اللهم هؤلاء أهلي".
1717 -
* روى النسائي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: كان لي من رسول الله صلى الله عليه وسلم ساعة آتيه فيها فإذا أتيته استأذنت إن وجدته يصلى فتنحنح دخلت وإن وجدته فارغا أذن لي.
وفي رواية (2): كان لي من رسول الله صلى الله عليه وسلم مدخلان مدخل بالليل ومدخل بالنهار فكنت إذا دخلت بالليل تنحنح لي.
1718 -
* روى الترمذي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: بعث النبي صلى الله عليه وسلم ببراءة مع أبي بكر، ثم دعاه فقال:"لا ينبغي لأحد أن يبلغ هذا إلا رجل من أهلي" فدعا علياً، فأعطاه إياها.
1719 -
* روى الترمذي عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر، وأمره أن ينادي بهؤلاء الكلمات، ثم أتبعه علياً، فبينا أبو بكر ببعض الطريق، إذ سمع رغاء ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم القصواء، فخرج أبو بكر فزعا فظن أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا هو علي، فدفع إليه كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأمر علياً أن ينادي بهؤلاء الكلمات فانطلقا، فحجا، فقام على أيان التشريق ينادي: ذمة الله ورسوله بريئة من كل مشرك، فسيحوا في الأرض أربعة أشهر، ولا يحجن بعد العام مشرك، ولا يطوفن بعد اليوم عريان، ولا يدخل الجنة إلا مؤمن، قال: فكان علي ينادي بهؤلاء الكلمات، فإذا
1717 - النسائي (3/ 12) كتاب السهو، باب التنحنح في الصلاة.
(1)
النسائي في نفس الموضع السابق.
1718 -
الترمذي (5/ 275) 48 - كتاب تفسير القرآن -10 - باب ومن سورة التوبة، وقال: هذا حديث حسن غريب من حديث أنس بن مالك.
1719 -
الترمذي (5/ 275) 48 - كتاب تفسير القرآن -10 - باب ومن سورة التوبة، وقال: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه من حديث ابن عباس.
(4)
الرغاء: صوت البعير.
القصواء: بالمد: لقب ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم تكن قصواء، فإن القصواء: هي المشقوقة الأذن من النوق.
ذمة الله: الذمة: العهد والأمان.
ساح: في الأرض: إذا ذهب منها حيث أراد.
عيي قام أبو بكر، فنادى بها.
1720 -
* روى أبو يعلى عن أبي بكر بن خالد بن عرفطة أنه أتى سعد بن مالك بن أبي وقاص فقال: بلغني أنكم تعرضون عن سب علي بالكوفة فهل سببته؟ قال: معاذ الله، والذي نفس سعد بيده لقد سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في علي شيئاً لو وضع المنشار على مفرقي ما سببته أبداً.
1721 -
* روى الطبراني عن قيس بن عباد قال: شهدت علياً يوم الجمل يقول لابنه حسن: يا حسن وددت أني مت منذ عشرين سنة.
1722 -
* روى البخاري عن محمد بن علي رحمه الله أن حرملة -مولى أسامة- أخبره قال: أرسلني أسامة إلى علي ليعطيني، وقال: إنه سيسألك الآن، فيقول: ما خلف صاحبك؟ فقل له: يقول لك: لو كنت في شدق الأسد لأحببت أن أكون معك فيه، ولكن هذا أمر لم أره، فلم يعطني شيئاً، فذهبت إلى حسن وحسين وابن جعفر، فأوقروا لي راحلتي.
1723 -
* روى الطبراني عن أبي سنان الدؤلي أنه عاد عليا في شكوى اشتكاها، فقال له: لقد تخوفنا عليك في شكواك هذه فقال: لكني والله ما تخوفت على نفسي منه لأني سمعت الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم يقول: "إنك ستضرب ضربة هنا وضربة هاهنا" وأشار إلى صدغه "فيسيل دمها حتى تخصب لحيتك، ويكون صاحبها أشقاها كما كان عاقر الناقة أشقى ثمود".
1720 - مجمع الزوائد (9/ 130). وقال: رواه أبو يعلي وإسناده حسن.
1721 -
المعجم الكبير (1/ 114).
مجمع الزوائد (9/ 150). وقال: رواه الطبراني وإسناده جيد.
1722 -
البخاري (3/ 61) 92 - كتاب الفتن - 20 - باب قول النبي صلى الله عليه وسلم للحسن بن علي "إن ابني هذا لسيد ولعل الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين".
فأوقروا لي راحلتي: الوقر: الحمل والثقل، والراحلة: البعير القوي على الأسفار والأعمال.
1723 -
المعجم الكبير 01/ 106).
مجمع الزوائد (9/ 137). وقال: رواه الطبراني وإسناده حسن.
1724 -
* روى الطبراني عن طلحة بن مصرف أن علياً انتهى إلى طلحة بن عبيد الله وقد مات، فنزل عن دابته وأجلسه فجعل يمسح الغبار عن وجهه ولحيته وهو يترحم عليه وهو يقول: ليتني مت قبل هذا اليوم بعشرين سنة.
1725 -
* روى الطبراني عن ابن سيرين قال: لما قيل لسعد بن أبي وقاص ألا تقاتل إنك من أهل الشورى وأنت أحق بهذا الأمر من غيرك قال: لا أقاتل حتى يأتوني بسيف له عينان ولسان وشفتان يعرف المؤمن من الكافر، فقد جاهدت وأنا أعرف الجهاد.
1726 -
* روى البزار عن زيد بن وهب قال: بينا نحن حول حذيفة إذ قال: كيف أنتم وقد خرج أهل بين نبيكم صلى الله عليه وسلم فرقتين يضرب بعضهم وجوه بعض بالسيف؟ فقلنا: يا أبا عبد الله وإن ذلك لكائن فقال بعض أصحابه يا أبا عبد الله فكيف نصنع إن أدركنا ذلك الزمان؟ قال: انظروا الفرقة التي تدعو إلى أمر علي فالزموها، فإنها على الهدى.
1727 -
* روى أحمد والبزار عن أبي رافع أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي: "إنه سيكون بينك وبين عائشة أمر" قال: أنا يا رسول الله؟ قال: "نعم" قال: أنا من بين أصحابي؟ قال: "نعم" قال: أنا أشقاهم يا رسول الله؟ قال: "لا، ولكن إذا كان ذلك فارددها إلى مأمنها".
1728 -
* روى أحمد وأبو يعلى والبزار عن قيس بن أبي حازم: أن عائشة لما نزلت على الحوأب سمعت نباح الكلاب، فقالت: ما أظنني إلا راجعة، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لنا "أيتكن تنبح عليها كلاب الحوأب؟ " فقال لها الزبير: لا ترجعي عسى الله أن يصلح بك بين الناس
1724 - مجمع الزوائد (9/ 150). وقال: رواه الطبراني وإسناده حسن.
1725 -
المعجم الكبير (1/ 144).
مجمع الزوائد (7/ 299). وقال: رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
1726 -
البزار: كشف الأستار (4/ 97)، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (7/ 236): رواه البزار ورجاله ثقات.
1727 -
أحمد في مسنده 06/ 393)، والبزار: كشف الأستار (4/ 93)، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (7/ 234): رواه أحمد والبزار والطبراني ورجاله ثقات.
1728 -
أحمد في مسنده (6/ 97)، والبزار: كشف الأستار (4/ 94)، وقال الهيثمي. في مجمع الزوائد (7/ 234): رواه أحمد وأبو يعلي والبزار ورجال أحمد رجال الصحيح.
1729 -
* روى البزار عن ابن عباس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لنسائه: "ليت شعري أيتكن صاحبة الجمل الأدبب، تخرج فتنبحها كلاب الحوأب، يقتل عن يمينها وعن يسارها قتلى كثيراً، ثم تنجو بعد ما كادت".
1730 -
* روى الطبراني عن ابن عمر قال: لم أجدني آسى على شيء إلا أني لم أقاتل الفئة الباغية مع علي.
أقول: بعد أن قتل عمار الذي وردت النصوص مبينة أنه تقتله الفئة الباغية، تبين للمترددين أن علياً كان على حق وأن القتال معه كان واجباً، ولذا عبر ابن عمر عن تخلفه بأنه بأسى بسبب هذا التخلف، وما ذلك إلا أنه ترك واجباً وهو نصرة الإمام الحق على الخارجين عليه بغير حق كما أفتى بذلك الفقهاء.
1731 -
* روى أحمد عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال لرجلين يختصمان في رأس عمار: يقول كل واحد منهما أنا قتلته، فقال عبد الله: ليطب به أحدكما نفساً لصاحبه، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول:"تقتله الفئة الباغية" فقال معاوية: فما بالك معنا؟ قال: إن أبي شكاني إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال:"أطع أباك ما دام حيا ولا تعصه" فأنا معكم ولست أقاتل.
1732 -
* روى البخاري ومسلم عن الأحنف بن قيس قال: خرجت وأنا أريد هذا الرجل، فلقيني أبو بكرة فقال: أين تريد يا أحنف؟ قلت: أريد نصر ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال: يا أحنف ارجع فإني سمعته صلى الله عليه وسلم يقول: "إذا تواجه المسلمان بسيفيهما، فالقاتل والمقتول في النار" فقلت أو قيل: يا رسول الله، هذا القاتل فما بال المقتول؟ قال:"إنه كان قد أراد قتل صاحبه".
1729 - البزار: كشف الأستار (4/ 93)، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (7/ 234): رواه البزار ورجاله ثقات.
الأدبب: الكثير وبر الوجه.
1730 -
قال الهيثمي في المجمع: رواه الطبراني في الكبير بأسانيد، وأحدها رجاله رجال الصحيح.
1731 -
أحمد في مسنده (2/ 164).
1732 -
البخاري (13/ 31) 92 - كتاب الفتن - 10 - باب إذا التقى المسلمان بسيفهما. ومسلم (4/ 2213) 52 - كتاب الفتن وأشراط الساعة - 4 - باب إذا تواجه المسلمان بسيفهما.