المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌24 - 25 - جابر بن عبد الله وأبوه عبد الله بن عمرو بن حرام - الأساس في السنة وفقهها - السيرة النبوية - جـ ٤

[سعيد حوى]

فهرس الكتاب

- ‌عثمان بن عفان رضي الله عنه

- ‌قصة استخلافه:

- ‌ذكر زوجاته وبنيه وبناته رضي الله عنهم:

- ‌ثم دخلت سنة خمس وعشرين:

- ‌ثم دخلت سنة ست وعشرين:

- ‌ثم دخلت سنة سبع وعشرين:

- ‌غزوة الأندلس:

- ‌وقعة جرير والبربر مع المسلمين:

- ‌فتح قبرص:

- ‌ثم دخلت سنة تسع وعشرين:

- ‌ثم دخلت سنة ثلاثين من الهجرة النبوية:

- ‌ثم خلت سنة إحدى وثلاثين:

- ‌ثم دخلت سنة ثنتين وثلاثين:

- ‌ثم دخلت سنة ثلاث وثلاثين:

- ‌ثم دخلت سنة أربع وثلاثين:

- ‌ثم دخلت سنة خمس وثلاثين ففيها مقتل عثمان:

- ‌ثم دخلت سنة خمس وثلاثين ففيها مقتل عثمان:

- ‌ذكر مجيء الأحزاب إلى عثمان للمرة الثانية في مصر:

- ‌ذكر حصر أمير المؤمنين عثمان بن عفان:

- ‌تعليقات

- ‌شرح مختصر لأسباب الفتنة في اجتهادي:

- ‌1 - ظهور الورع الجاهل:

- ‌2 - تآمر الحاقدين:

- ‌3 - طموح الطامحين:

- ‌4 - العفوية:

- ‌5 - عدم مراعاة الرأي العام السائد:

- ‌على بن أبي طالب رضي الله عنه

- ‌ثم دخلت سنة ست وثلاثين من الهجرة:

- ‌ثم دخلت سنة تسع وثلاثين:

- ‌ذكر مقتل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب:

- ‌صفة مقتله رضي الله عنه:

- ‌تعليقات

- ‌عبد الله بن الزبير رضي الله عنه

- ‌تعليقات

- ‌الوصل الثالثفينماذج من أصحابه

- ‌تمهيد

- ‌1 - أبو عبيدة بن الجراح رضي الله عنه

- ‌2 - طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه

- ‌3 - الزبير بن العوام رضي الله عنه

- ‌4 - عبد الرحمن ابن عوف رضي الله عنه

- ‌5 - سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه

- ‌6 - سعيد بن زيد رضي الله عنه

- ‌7 - زيد بن حارثة حِبُّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ومولاه رضي الله عنه

- ‌8 - أسامة بن زيد الحِبُّ بن الحِبُّ رضي الله عنه

- ‌9 - عمار بن ياسر رضي الله عنه

- ‌10 - عبد الله بن مسعود رضي الله عنه

- ‌11 - أبو ذر الغفاري رضي الله عنه

- ‌12 - حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما

- ‌13 - سعد بن معاذ رضي الله عنه

- ‌14 - عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما

- ‌15 - بلال بن رباح رضي الله عنه

- ‌16 - أبي بن كعب رضي الله عنه

- ‌17 - أبو طلحة الأنصاري رضي الله عنه

- ‌18 - المقداد بن عمرو (المشهور بابن الأسود) رضي الله عنه

- ‌19 - أبو قتادة الأنصاري السلمي رضي الله عنه

- ‌20 - سلمان الفارسي رضي الله عنه

- ‌21 - عبد الله بن قيس (المشهور بأبي موسى الأشعري) رضي الله عنه

- ‌22 - عبد الله بن سلام رضي الله عنه

- ‌23 - جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه

- ‌24 - 25 - جابر بن عبد الله وأبوه عبد الله بن عمرو بن حرام

- ‌26 - البراء بن مالك رضي الله عنه

- ‌27 - أنس بن مالك رضي الله عنه

- ‌28 - ثابت بن قيس بن شماس رضي الله عنه خطيب رسول الله صلى الله عليه وسلموخطيب الأنصار

- ‌29 - أبو هريرة رضي الله عنه

- ‌30 - حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه

- ‌31 - جليبيب رضي الله عنه

- ‌32 - حارثة بن سراقة رضي الله عنه

- ‌33 - قيس بن سعد بن عبادة رضي الله عنهما

- ‌34 - خالد بن الوليد رضي الله عنه

- ‌35 - عمرو بن العاص رضي الله عنه

- ‌36 - أبو سفيان بن حرب رضي الله عنه

- ‌37 - معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما

- ‌38 - عباد بن بشر رضي الله عنه

- ‌39 - ضماد رضي الله عنه

- ‌40 - عدي بن حاتم رضي الله عنه

- ‌41 - ثمامة بن أثال رضي الله عنه

- ‌42 - عمرو بن عبسة السلمي رضي الله عنه

- ‌43 - خباب بن الأرتِّ رضي الله عنه

- ‌44 - سالم مولى أبي حذيفة رضي الله عنهما

- ‌45 - عامر بن ربيعة رضي الله عنه

- ‌46 - عبد الله بن جحش رضي الله عنه

- ‌47 - صهيب بن سنان رضي الله عنه

- ‌48 - عثمان بن مظعون رضي الله عنه

- ‌49 - معاذ بن جبل رضي الله عنه

- ‌50 - عمرو بن الجموح رضي الله عنه

- ‌51 - حارثة بن النعمان رضي الله عنه

- ‌52 - عبد الله بن رواحة رضي الله عنه

- ‌53 - عبد الله بن عبد الله بن أبي رضي الله عنه

- ‌54 - قتادة بن النعمان رضي الله عنه

- ‌55 - عبادة بن الصامت رضي الله عنه

- ‌56 - خزيمة بن ثابت رضي الله عنه

- ‌57 - خالد بن زيد المشهور بأبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه

- ‌58 - زيد بن ثابت رضي الله عنه

- ‌59 - سلمة بن الأكوع رضي الله عنه

- ‌60 - أبو الدرداء رضي الله عنه

- ‌61 - عبد الله بن الأرقم رضي الله عنه

- ‌62 - عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه

- ‌63 - أبو زيد عمر بن أخطب رضي الله عنه

- ‌64 - أبو أمامة الباهلي رضي الله عنه

- ‌65 - عبد الله بن بسر رضي الله عنه

- ‌66 - السائب بن يزيد رضي الله عنه

- ‌67 - ورقة بن نوفل رضي الله عنه

- ‌68 - حكيم بن حزام رضي الله عنه

- ‌69 - قيس بن عاصم المنقري رضي الله عنه

- ‌70 - عكرمة بن أبي جهل رضي الله عنه

- ‌71 - عبد الله بن حذافة السهمي

- ‌72 - عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه

- ‌73 - محمد بن مسلمة رضي الله عنه

- ‌74 - حسان بن ثابت

- ‌75 - حجر بن عدي رضي الله عنه

- ‌76 - عمران بن حصين رضي الله عنه

- ‌77 - سهيل بن عمرو رضي الله عنه

- ‌78 - أبو سعيدٍ الخدري رضي الله عنه

- ‌79 - المغيرة بن شعبة رضي الله عنه

- ‌80 - النجاشي رضي الله عنه

- ‌81 - أسيد بن حضير رضي الله عنه

- ‌82 - عبد الله بن أم مكتوم رضي الله عنه

- ‌83 - أسعد بن زرارة رضي الله عنه

- ‌84 - أبو دجانة سماك بن خرشة الخزرجي رضي الله عنه

- ‌85 - أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما

- ‌86 - أم حرامٍ رضي الله عنها

- ‌87 - أمُّ سُلَيْمٍ رضي الله عنها

- ‌88 - هند بنت عتبة رضي الله عنها

- ‌89 - نسيبةُ بنتُ كعب رضي الله عنها

- ‌90 - أم أيمن بركة بنت ثعلبة رضي الله عنها

- ‌91 - أم عطية الأنصارية رضي الله عنها

- ‌92 - أم سَلِيط رضي الله عنها

- ‌93 - بريرة مولاة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها

- ‌94 - الربيع بنت معوذ رضي الله عنها

- ‌95 - أسماء بنت عُميْس رضي الله عنها

- ‌تعليقات على هذا الباب

- ‌خاتمة القسم الأول

الفصل: ‌24 - 25 - جابر بن عبد الله وأبوه عبد الله بن عمرو بن حرام

‌24 - 25 - جابر بن عبد الله وأبوه عبد الله بن عمرو بن حرام

قال ابن حجر:

جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاري السلمي .. يكنى أبا عبد الله وأبا عبد الرحمن وأبا محمد أقوال، أحد الكثيرين عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وروى عنه جماعة من الصحابة، وله ولأبيه، وفي الصحيح عنه أنه كان مع من شهد العقبة. ومن طريق حجاج بن الصواف حدثني أبو الزبير أن جابرًا حدثهم قال: غزا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إحدى وعشرين غزوة بنفسه شهدت منها تسع عشرة غزوة، وأنكر الواقدي رواية أبي سفيان عن جابر المذكور، وروى مسلم من طريق زكريا بن إسحاق حدثنا أبو الزبير أنه سمع جابرًا يقول: غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تسع عشرة غزوة. قال جابر: لم أشهد بدرًا واحدًا منعني أبي فلما قتل لم أتخلف.

وفي مصنف وكيع عن هشام بن عروة قال: كان لجابر بن عبد الله حلقة في المسجد يعني النبوي يؤخذ عنه العلم. وروى البغوي من طريق عاصم بن عمرو بن قتادة قال: جاءنا جابر بن عبد الله وقد أصيب بصره وقد مس رأسه ولحيته بشيء من صفرة. من طريق أبي هلال عن قتادة قال: كان آخر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم موتا بالمدينة جابر. قال البغوي: هو وهم وآخرهم سهل بن سعد. قال يحيى بن بكير وغيره: مات جابر سنة ثمان وسبعين. وقال علي بن المديني: مات جابر بعد أن عمر فأوصى أن لا يصلي عليه الحجاج. قلت: وهذا موافق لقول الهيثم بن عدي إنه مات سنة أربع وسبعين. وفي الطبراني وتاريخ البخاري ما يشهد له وهو أن الحجاج شهد جنازته. ويقال مات سنة ثلاث ويقال سنة سبع ويقال إنه عاش أربعًا وتسعين سنة.

وقال:

عبد الله بن عمرو بن حرام بن ثعلبة بن حرام الأنصاري الخزرجي السلمي والد جابر ابن عبد الله الصحابي المشهور .. معدود في أهل العقبة وبدر، وكان من النقباء، واستشهد

ص: 1888

بأحد، ثبت ذكره في الصحيحين من حديث ولده. قال: أتيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم في دين كان على أبي فدفعت عليه الباب. الحديث بطوله. ومن حديثه أيضًا قال: لما قتل أبي يوم أحد جعلت أكشف الثوب عن وجهه. الحديث، وفيه: ما زالت الملائكة تظله بأجنحتها. وروى الترمذي من حديث جابر: لقيني النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: "يا جابر مالي أراك منكسرًا؟ " فقلت: يا رسول الله قتل أبي وترك دينًا وعيالاً. فقال: "ألا أخبرك، ما كلم الله أحدًا قط إلا من وراء حجاب، وكلم أباك كفاحا، قال: يا عبدي سلني أعطك". الحديث. وقال جابر: حولت أبي بعد ستة أشهر فما أنكرت منه شيئًا إلا شعرات من لحيته كانت مستها الأرض. وروى مالك في الموطأ عن عبد الرحمن بن أبي صعصعة أنه بلغه أن عمرو بن الجموح وعبد الله بن عمرو بن حرام كانا قد حفر السيل عن قبرهما وكانا في قبر واحد مما يلي السيل فحفر عنهما فوجدا لم يتغيرا كأنهما ماتا بالأمس وكان أحدهما وضع يده على جرحه فدفن وهو كذلك فأميطت يده عن جرحه ثم أرسلت فرجعت كما كانت وكان بين الوقعتين ست وأربعون سنة. وروى أبو يعلى وابن السكن من طريق حبيب بن الشهيد عن عمرو بن دينار عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "جزى الله الأنصار عنا خيرًا لاسيما عبد الله بن عمرو بن حرام وسعد بن عبادة. وأخرجه النسائي من هذا الوجه لكن لفظه لا سيما آل عمرو بن حرام ا. هـ.

وقال الذهبي عن عبد الله بن حرام:

الأنصاري السلمي، أبو جابر أحد النقباء ليلة العقبة، شهد بدرًا واستشهد يوم أحد. اهـ.

2035 -

* روى مسلم عن جابر: لما قتل أبي يوم أحد، جعلت أكشف عن وجهه، وأبكي، وجعل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ينهونني وهو لا ينهاني. وجعلت فاطمة بنت عمرو تبكيه، فقال النبي، صلى الله عليه وسلم:"تبكيه أو لا تبكيه، ما زالت الملائكة تظلله بأجنحتها حتى رفعتموه".

2035 - مسلم (4/ 1918) 44 - كتاب فضائل الصحابة -36 - باب من فضائل عبد الله عمرو بن حرام والد جابر رضي الله عنهما.

ص: 1889

2036 -

* روى أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي عن جابر قال: لما كان يوم أحد جاءت عمتي بأبي لتدفنه في مقابرنا فنادى منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم ردوا القتلى إلى مضاجعهم.

قال الذهبي في السير: قال مالك: كفن هو وعمرو بن الجموح في كفن واحد.

وعن جابر أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، لما خرج لدفن شهداء أحد، قال:"زملوهم بجراحهم، فأنا شهيد عليهم" وكفن أبي في نمرة.

قال ابن سعد: قالوا: وكان عبد الله أول من قتل يوم أحد، وكان أحمر أصلع ليس بالطويل، وكان عمرو بن الجموح طويلاً، فدفنا معًا عند السيل، فحفر السيل عنهما، وعليهما نمرة، وقد أصاب عبد الله جرح في وجهه فيده على جرحه، فأميطت يده، فانبعث الدم، فردت، فسكن الدم.

قال جابر: فرأيت أبي في حفرته، كأنه نائم، وما تغير من حاله شيء، وبين ذلك ست وأربعون سنة، فحولا إلى مكان آخر، وأخرجوا رطابًا يتثنون.

عن جابر قال: صرخ بنا إلى قتلانا، حين أجرى معاوية العين، فأخرجناهم لينة أجسادهم، تتثنى أطرافهم.

عن عطاء، عن جابر قال: دفن رجل مع أبي، فلم تطب نفسي، حتى أخرجته، ودفنته وحده. ا. هـ.

2037 -

* روى البخاري عن جابر قال: لما حضر أحد دعاني أبي من الليل فقال:

2036 - أحمد في مسنده (3/ 308).

وأبو داود (3/ 303) كتاب الجنائز، باب في الميت يحمل من أرض إلى أرض وكراهة ذلك.

والترمذي (4/ 215) 24 - كتاب الجهاد -37 - باب ما جاء في دفن القتيل في مقتله.

وقال: هذا حديث حسن صحيح.

والنسائي (4/ 79) كتاب الجنائز 82 - باب أين يدفن الشهيد.

وابن ماجة (1/ 486) 6 - كتاب الجنائز -28 - باب ما جاء في الصلاة على الشهداء ودفنهم.

وسنده قوي.

2037 -

البخاري (3/ 214) 23 - كتاب الجنائز -77 - باب هل يخرج الميت من القبر واللحد لعلة.=

ص: 1890

ما أراني إلا مقتولاً في أول من يقتل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وإني لا أترك بعدي أعز علي منك، غير نفس رسول الله صلى الله عليه وسلم. وإن علي دينًا، فاقض، واستوص بأخواتك خيرًا. فأصبحنا، فكان أول قتيل، ودفن معه آخر في قبرٍ، ثم لم تطب نفسي أن أتركه مع الآخر، فاستخرجته بعد ستة أشهرٍ، فإذا هو كيوم وضعته هنية، غير أذنه.

2038 -

* روى البخاري عن جابر رضي الله عنه أن أباه توفى وعليه دين، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: إن أبي ترك عليه دينًا، وليس عندي إلا ما يخرج نخله، ولا يبلغ ما يخرج سنين ما عليه، فانطلق معي لكي لا يفحش علي الغرماء، فمشى حول بيدرٍ من بيادر التمر فدعا، ثم آخر، ثم جلس عليه فقال:"انزعوه". فأوفاهم الذي لهم، وبقي مثل ما أعطاهم.

2039 -

* روى الترمذي والحاكم عن جابر بن عبد الله يقول: لقيني رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال لي: "يا جابر مالي أراك منكسرًا؟ " قلت: يا رسول استشهد أبي قتل يوم أحدٍن وترك عيالاً ودينًا. قال: "أفلا أبشرك بما لقي الله به أباك؟ قال: قلت: بلى يا رسول الله. قال: "ما كلم الله أحدًا قط إلا من وراء حجاب، وأحيا أباك فكلمه كفاحًا. فقال: يا عبدي تمن علي أعطك. قال: يا رب تحييني فأقتل فيك ثانية. قال الرب عز وجل: إنه قد سبق مني "أنهم إليها لا يرجعون". قال: وأنزلت هذه الآية: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا} (3) الآية.

2040 -

* روى أحمد عن جابر أنه سمع رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يقول إذا ذكر أصحاب

= هنية: أي شيئًا يسيرًا، وهو تصغير "هنة" أي شيء، فصغره لكونه أثرًا يسيرًا.

2038 -

البخاري (6/ 587) 61 - كتاب المناقب -25 - باب علامات النبوة في الإسلام.

2039 -

الترمذي (5/ 230) 48 - كتاب تفسير القرآن -4 - باب "ومن سورة آل عمران".

وقال: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه.

والمستدرك (2/ 202). وصححه ووافقه الذهبي.

كفاحًا: أي مواجهة ليس بينهما حجاب.

(3)

آل عمران: 169.

2040 -

أحمد في مسنده (3/ 275) وإسناده قوي.

فحص الجبل: سفحه وما انبسط منه.=

ص: 1891

أحدٍ: "والله لوددت أني غودت مع أصحاب فحص الجبل".

يقول: قتلت معهم صلى الله عليه وسلم.

وقال الذهبي عن جابر عن عبد الله:

الإمام الكبير، المجتهد الحافظ، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، أبو عبيد الله، وأبو عبد الرحمن، الأنصاري الخزرجي السلمي المدني الفقيه. من أهل بيعة الرضوان، وكان آخر من شهد ليلة العقبة الثانية موتًا.

روى علمًا كثيرًا عن النبي صلى الله عليه وسلم، وعن عمر، وعلي، وأبي بكر، وأبي عبيدة، ومعاذ بن جبل، والزبير، وطائفة.

وكان مفتي المدينة في زمانه. عاش بعد ابن عمر أعوامًا وتفرد. شهد ليلة العقبة مع والده. وكان والده من النقباء البدريين، استشهد يوم أحد وأحياه الله تعالى، وكلمه كفاحًا.

وقد انكشف عنه قبره إذ أجرى معاوية عينًا عند قبول شهداء أحد، فبادر جابر إلى أبيه بعد دهر، فوجده طريًا لم يبل. وكان جابر قد أطاع أباه يوم أحد وقعد لأجل أخواته، ثم شهد الخندق وبيعة الشجرة. وشاخ وذهب بصرة، وقارب التسعين ا. هـ.

2041 -

* روى الترمذي عن جابرٍ قال: استغفر لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة البعير خمسًا وعشرين مرة.

قال الترمذي: ومعنى قوله ليلة البعيرك ما روي عن جابر من غير وجه أنه كان مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفرٍ فباع بعيره من النبي صلى الله عليه وسلم واشترط ظهره إلى المدينة، يقول جابر ليلة بعت من النبي صلى الله عليه وسلم البعير استغفر لي خمسًا

=فحص الجبل: سفحه وما انبسط منه.

2041 -

الترمذي (5/ 691) 50 - كتاب المناقب -53 - باب في مناقب جابر بن عبد الله.

وقال: هذا حديث حسن غريب.

ص: 1892

وعشرين مرة، وكان جابر قد قتل أبوه عبد الله بن عمرو بن حرامٍ يوم أحدٍ وترك بناتٍ، فكان جابر يعولهن وينفق عليهن، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يبر جابرًا ويرحمه لسبب ذلك. هكذا روي في حديثٍ عن جابرٍ نحو هذا.

وذكر الذهبي في السير، عن جابر قال: كنت أمتح [الماء] لأصحابي يوم بدر (1).

قال الذهبي: قال ابن عيينة: لقي عطاء وعمرو وجابر بن عبد الله سنة جاور بمكة.

وقيل: إنه عاش أربعًا وتسعين سنة، فعلى هذا، كان عمره يوم بدرٍ ثماني عشرة سنة.

روي ابن عجلان، عن عبيد الله بن مقسم، قال: رحل جابر بن عبد الله في آخر عمره إلى مكة في أحاديث سمعها، ثم انصرف إلى المدينة.

ويروى أن جابرًا رحل في حديث القصاص إلى مصر ليسمعه من عبد الله بن أنيس. ا. هـ.

قال الشيخ شعيب محقق السير:

الصواب: إلى الشام، فقد أخرج الإمام أحمد، والبخاري في (الأدب المفرد)، والخطيب البغدادي في "الرحلة" من طريق عبد الله بن محمد بن عقيل، أنه سمع جابر بن عبد الله يقول: بلغني عن رجل حديث سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاشتريت بعيرًا، ثم شددت عليه رحلي، فسرت إليه شهرًا، حتى قدمت عليه الشام، فإذا عبد الله بن أنيس، فقلت للبواب: قل له: جابر على الباب. فقال: ابن عبد الله؟ قلت: نعم. فخرج يطأ ثوبه، فاعتنقني واعتنقته، فقلت: حديثًا بلغني عنك أنك سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم في القصاص، فخشيت أن تموت أو أموت قبل أن أسمعه. قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "يحشر الناس يوم القيامة -أو قال العباد- عراة غرلا بهما". قال: قلنا: وما بهما؟ قال: ليس معهم شيء، ثم يناديهم بصوت يسمعه من بعد -أحسبه قال- كما يسمعه من قرب: أنا الملك، أنا الديان، ولا ينبغي لأحد من أهل النار أن يدخل النار، وله عند

(1) صحح إسناده الحافظ في الإصابة.

ص: 1893

أحد من أهل الجنة حق حتى أقصه منه حتى اللطمة". قال: قلنا: كيف وإنما نأتي الله عز وجل عراة غرلاً بهما؟ قال: "بالحسنات والسيئات". وحسنه الحافظ في "الفتح"، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي.

2042 -

* روى البخاري عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية: "أنتم خير أهل الأرض". وكنا ألفًا وأربعمائة، ولو كنت أبصر اليوم لأريتكم مكان الشجرة. تابعه الأعمش: سمع سالمًا سمع جابرًا ألفًا وأربعمائة.

قال الذهبي: وروي عن جابر، قال: كنت في جيش خالدٍ في حصار دمشق.

قال ابن سعد: شهد جابر العقبة مع السبعين، وكان أصغرهم.

قال جابر: عادني رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنا لا أعقل، فتوضأ وصب علي من وضوئه فعقلت.

وقال زيد بن أسلم: كفء بصر جابر.

قال الواقدي ويحيى بن بكير وطائفة: مات سنة ثمانٍ وسبعين.

وقال أبو نعيم: سنة سبعٍ وسبعين.

قيل: إنه عاش أربعًا وتسعين سنة: وأضر بأخرة.

مسنده بلغ ألفًا وخمس مئة وأربعين حديثًا، اتفق له الشيخان على ثمانيةٍ وخمسين حديثًا، انفرد له البخاري بستة وعشرين حديثًا، ومسلم بمئة وستة وعشرين حديثًا.

عن أبي نضرة قال: كان جابر بن عبد الله عريفًا، عرفه عمر.

عن أبي بكر المدني قال: كان جابر لا يبلغ إزاره كعبه، وعليه عمامة بيضاء، رأيته قد أرسلها من ورائه.

وقال عاصم بن عمر: أتانا جابر وعليه ملاءتان -وقد عمي- مصفرًا لحيته ورأسه بالورس، وفي يده قدح. ا. هـ.

2042 - البخاري (7/ 443) 64 - كتاب المغازي -35 - باب غزوة الحديبية.

ص: 1894

2043 -

* روى البزار عن جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام، قال: أمر أبي بحريرة، فصنعت، ثم أمرني فحملتها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال لي:"ما هذا يا جبر؟ ألحم ذا؟ " قلت: لا يا رسول الله! ولكن أبي أمر بحريرة فصنعتها، ثم أمرني فحملتها إليك، فقال:"ضعها". فأتيت أبي، فقال لي: ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قلت: قال لي: ما هذا يا جابر! ألحم؟ قال أبي: أرى رسول الله صلى الله عليه وسلم -أو أحسب- يشتهي اللحم، فقام إلى داجن، فذبحها، ثم أمر بها، فشويت، ثم أمرني، فأتيت بها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"جزاكم الله معشر الأنصار خيرًا، ولا سيما آل عمرو بن حرام، وسعد بن عبادة".

2044 -

* روى الطبراني عن أبي نعيم قال: مات جابر بن عبد الله سنة تسع وسبعين.

2043 - كشف الأستار (3/ 260). وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (/317): رواه البزار ورجاله ثقات.

2044 -

المعجم الكبير (2/ 181). وقال الهيثمي في المجمع (10/ 10): رجاله ثقات.

ص: 1895