الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
68 - حكيم بن حزام رضي الله عنه
قال ابن حجر في الإصابة:
حكيم بن حزام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي الأسدي ابن أخي خديجة زوج النبي صلى الله عليه وآله وسلم، واسم أمه صفية وقيل فاختة وقيل زينب بنت زهير ابن الحارث بن أسد بن عبد العزى ويكنى أبا خالد
…
موسى بن عقبة عن أبي حبيبة مولى الزبير سمعت حكيم بن حزام يقول: ولدت قبل الفيل بثلاثة عشر سنة وأعقل حين أراد عبد المطلب أن يذبح عبد الله ابنه وقتل والد حكيم في الفجار، وشهدها حكيم. وحكى الزبير بن بكار أن حكيمًا ولد في جوف الكعبة. قال: وكان من سادات قريش، وكان صديق النبي صلى الله عليه وآله وسلم قبل المبعث، وكان يوده ويحبه بعد البعثة لكنه تأخر إسلامه حتى أسلم عام الفتح، وثبت في السيرة وفي الصحيح أنه صلى الله عليه وآله وسلم قال:"من دخل دار حكيم بن حزام فهو آمن" وكان من المؤلفة، وشهد حنينًا وأعطي من غنائمها مائة بعير ثم حسن إسلامه، وكان قد شهد بدرًا مع الكفار ونجا مع من نجا، فكان إذا اجتهد في اليمين قال والذي نجاني يوم بدر، وكنيته أبو خالد. قال الزبير جاء الإسلام وفي يد حكيم الوفادة. وكان يفعل المعروف ويصل الرحم
…
وكان من العلماء بأنساب قريش وأخبارها. مات سنة خمسين وقيل سنة أربع وقيل ثمان وخمسين وقيل سنة ستين وهو ممن عاش مائة وعشرين سنة شطرها في الجاهلية وشطرها في الإسلام. قال البخاري في التاريخ: مات سنة ستين وهو ابن عشرين ومائة سنة قاله إبراهيم بن المنذر أ. هـ ابن حجر.
وقال الذهبي في السير عن حكيم: أسلم يوم الفتح وحسن إسلامه. وغزا حنينًا والطائف. وكان من أشراف قريش، وعقلائها، ونبلائها. وكانت خديجة عمته، وكان الزبير ابن عمه وقدم دمشق تاجرًا. قيل: إنه كان إذا اجتهد في يمينه، قال: لا والذي نجاني يوم بدر من القتل. وقال البخاري في (تاريخه): عاش ستين سنة في الجاهلية، وستين في الإسلام. قلت: لم يعش في الإسلام إلا بضعًا وأربعين سنة.
وقال أحمد بن البرقي: كان من المؤلفة، أعطاه النبي صلى الله عليه وسلم من غنائم حنين مئة بعير، فيما ذكر ابن إسحاق. وأولاده هم: هشام، وخالد، وحزام، وعبد الله، ويحيى، وأم سمية، وأم عمرو، وأم هشام وقيل: قتل أبوه يوم الفجار الأخير (1).
وعن هشام، عن أبيه؛ [حكيم]؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم الفتح:"من دخل دار أبي سفيان فهو آمن، ومن دخل دار حكيم بن حزام، فهو آمن، ومن دخل دار بديل بن ورقاء فهو آمن، ومن أغلق بابه فهو آمن"(2).
وعن هشام بن عروة، عن أبيه، أن أبا سفيان، وحكيم بن حزام، وبديل بن ورقاء، أسلموا وبايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبعثهم إلى أهل مكة يدعونهم إلى الإسلام (3) أ. هـ.
2200 -
* روى البخاري ومسلم عن حكيم بن حزام رضي الله عنه قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاني، ثم سألته فأعطاني، ثم سألته فأعطاني، ثم قال:"يا حكيم! هذا المال خضر حلو، فمن أخذه بسخاوة نفس بورك له فيه، ومن أخذه بإشراف نفس لم يبارك له فيه، وكان كالذي يأكل ولا يشبع، واليد العليا خير من اليد السفلى." قال حكيم: فقلت: يا رسول الله والذي بعثك بالحق لا أرزأ أحدًا بعدك شيئًا حتى أفارق الدنيا، فكان أبو بكر رضي الله عنه يدعو حكيمًا ليعطيه العطاء، فيأبى أن يقبل منه شيئًا، ثم إن عمر رضي الله عنه دعاه ليعطيه فأبى أن يقبله، فقال: يا معشر المسلمين أشهدكم على حكيم أني أعرض عليه حقه الذي قسم الله له
(1) قال محقق السير: الفجار: بالكسر بمعنى المفاجرة، وذلك أنه كان قتال في الشهر الحرام، ففجروا فيه جميعًا، فسمي الفجار. وللعرب فجارات أربعة، والفجار الأخير هذا شهده رسول صلى الله عليه وسلم مع أعمامه، وعمره إذ ذاك صلى الله عليه وسلم عشرون سنة، وكانت هذه الحرب بين قريش ومن معهم وبين قيس عيلان.
(2)
رجاله ثقات لكنه مرسل. ونسبه الحافظ في الفتح إلى موسى بن عقبة في المغازي.
(3)
رجاله ثقات لكنه مرسل.
2200 -
البخاري (3/ 335) 24 - كتاب الزكاة- 50 - باب الاستعفاف عن المسألة.
ومسلم مختصرًا (2/ 717) 12 - كتاب الزكاة- 32 - باب بيان أن اليد العليا خير من اليد السفلى.
يرزأ: لم يأخذ من أحد شيئًا.
إشراف النفس: تطلعها وطمعها وشرهها.
سخاوة النفس: ضد ذلك.
في هذا الفيء، فيأبى أن يأخذه، ولم يرزأ حكيم أحدًا من الناس بعد النبي صلى الله عليه وسلم حتى توفي رضي الله عنه.
قال الذهبي: قال ابن مندة: ولد حكيم في جوف الكعبة، وعاش مئة وعشرين سنة.
روى الزبير، عن مصعب بن عثمان قال: دخلت أم حكيم في نسوة الكعبة، فضربها المخاض، فأتيت بنطع (1) حين أعجلتها الولادة، فولدت في الكعبة.
وكان حكيم من سادات قريش. قال الزبير: كان شديد الأدمة، خفيف اللحم.
عن عراك بن مالك أن حكيم بن حزام قال: كان محمد صلى الله عليه وسلم أحب الناس إلي في الجاهلية، فلما نبئ وهاجر، شهد حكيم الموسم كافرًا، فوجد حلة لذي يزن تباع، فاشتراها بخمسين دينارًا ليهديها إلى رسول الله، فقدم بها عليه المدينة، فأراده على قبضها هدية، فأبى، قال عبيد الله: حسبته قال: "إنا لا نقبل من المشركين شيئًا، ولكن إن شئت بالثمن" قال: فأعطيته حين أبى علي الهدية (2).
وفي رواية: فلبسها، فرأيتها عليه على المنبر، فلم أر شيئًا أحسن منه يومئذ فيها، ثم أعطاها أسامة فرآها حكيم على أسامة، فقال: يا أسامة أتلبس حلة يزن؟ قال: نعم، والله لأنا خير منه، ولأبي خير من أبيه. فانطلقت إلى مكة، فأعجبتهم بقوله.
الزبير: أخبرنا إبراهيم بن حمزة قال: كان مشركو قريش لما حصروا بني هاشم في الشعب، كان حكيم تأتيه العير بالحنطة فيقبلها (3) الشعب، ثم يضرب أعجازها، فتدخل عليهم، فيأخذون ما عليها.
الزبير: أخبرنا مصعب بن عثمان؛ سمعتهم يقولون: لم يدخل دار الندوة للرأي أحد
(1) النطع: قطعة من الجلد يوقى بها ما تحتها.
(2)
رواه أحمد في مسنده (3/ 402) والطبراني في الكبير (3/ 202).
وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (4/ 151): رواه أحمد والطبراني في الكبير، وإسناده رجاله صحيح.
والحاكم في مستدركه (3/ 484) وصححه ووافقه الذهبي.
(3)
أقبل الإبل الطريق: أسلكها إياه، وذلك أن يجعل وجوهها مستقبلة وجه الطريق.
حتى بلغ أربعين سنة، إلا حكيم بن حزام، فإنه دخل للرأي وهو ابن خمس عشرة. وهو أحد النفر الذين دفنوا عثمان ليلًا.
وعن أبي حازم قال: ما بلغنا أنه كان بالمدينة أكثر حملًا في سبيل الله من حكيم.
وقيل: إن حكيمًا باع دار الندوة من معاوية بمئة ألف. فقال له ابن الزبير: بعت مكرمة قريش، فقال: ذهبت المكارم يا ابن أخي إلا التقوى، إني اشتريت بها دارًا في الجنة، أشهدكم أني قد جعلتها لله (1).
الأصمعي: حدثنا هشام بن سعد صاحب المحامل، عن أبيه قال: قال حكيم بن حزام: ما أصبحت وليس ببابي صاحب حاجة، إلا علمت أنها من المصائب التي أسأل الله الأجر عليها.
وكان حكيم علامة بالنسب فقيه النفس، كبير الشأن.
قال الهيثم: والمدائني، وأبو عبيد، وشباب: مات سنة أربع وخمسين رضي الله عنه. وقيل: إنه دخل على حكيم عند الموت وهو يقول: لا إله إلا الله قد كنت أخشاك، وأنا اليوم أرجوك أ. هـ الذهبي.
2201 -
* روى الحاكم عن حسان بن بلال عن حكيم بن حزام: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما بعثه واليًا إلى اليمن قال: "لا تمس القرآن إلا وأنت طاهر".
2202 -
* روى البخاري ومسلم عن هشام بن عروة، عن أبيه، أن حكيم بن حزام أعتق في الجاهلية مئة رقبة، وحمل على مئة بعير، فلما أسلم حمل على مئة بعير، وأعتق مئة رقبة، قال: فسألت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله، أرأيت أشياء كنت أصنعها
(1) رواه الطبراني في الكبير (3/ 187).
وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (9/ 384): رواه الطبراني بإسنادين أحدهما حسن.
2201 -
المستدرك (3/ 485) وصححه ووافقه الذهبي.
2202 -
البخاري (3/ 301) 24 - كتاب الزكاة - 24. باب من تصدق في الشرك ثم اسلم. ومسلم (1/ 113) 1 - كتاب الإيمان - 55 - باب بيان حكم عمل الكافر إذا أسلم بعده.
في الجاهلية، كنت أتحنث بها، (يعني: أتبرر بها) قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أسلمت على ما سلف لك من خير".
قال إبراهيم بن المنذر الحزامي: حكيم بن حزام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي يكنى أبا خالد، مات سنة أربع وخمسين وهو ابن مائة وعشرين سنة ولد قبل الفيل بثلاث عشرة سنة ومات بالمدينة (1).
* * *
(1) أخرجه الحاكم في المستدرك (3/ 472).