الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
81 - أسيد بن حضير رضي الله عنه
قال ابن حجر:
أسيد بن الحضير بن سماك بن عيتك بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل الأنصاري الأشهلي .. يكنى أبا يحيى وأبا عتيك، وكان أبوه حضير فارس الأوس ورئيسهم يوم بعاث وكان أسيد من السابقين إلى الإسلام، وهو أحد النقباء ليلة العقبة وكان إسلامه على يد مصعب بن عمير قبل سعد بن معاذ، واختلف في شهوده بدرًا قال ابن سعد: كان شريفًا كاملاً وآخى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بينه وبين زيد بن حارثة، وكان ممن ثبت يوم أحد وجرح حينئذ سبع جراحات
…
عن عائشة قالت: ثلاثة من الأنصار لم يكن أحد منهم يلحق في الفضل كلهم من بني عبد الأشهل سعد بن معاذ وأسيد بن حضير وعباد ابن بشر، وأخرج أحمد في مسنده عن عائشة قالت: كان أسيد بن حضير من أفاضل الناس
…
روى ابن السكن من طريق ابن عيينة عن هشام بن عروة عن أبيه قال: لما مات أسيد بن حضير باع عمر ماله ثلاث سنين فوفى بها دينه وقال لا أترك بني أخي عالة فرد الأرض وباع ثمرها، وأرخ البغوي وغيره وفاته سنة عشرين وقال المدائني سنة إحدى وعشرين. ا. هـ.
وقال الذهبي:
الإمام أبو يحيى، وقيل أبو عتيك الأنصاري، الأوسي الأشهلي: أحد النقباء الاثني عشر ليلة العقبة، أسلم قديمًا، وقال: ما شهد بدرًا، وكان أبوه شريفًا مطاعًا يدعى حضير الكتائب، وكان رئيس الأوس يوم بعاث (1) فقتل يومئذ قبل عام الهجرة بست سنين، وكان أسيد يعد من عقلاء الأشراف وذوي الرأي.
قال محمد بن سعد: آخى النبي، صلى الله عليه وسلم، بينه وبين زيد بن حارثة، وله رواية
(1) بعاث: موضع في نواحي المدينة كانت به وقائع بين الأوس والخزرج في الجاهلية، وكان الظفر فيه يومئذ للأوس على الخزرج. وكان على الأوس يومئذ حضير والد الصحابي الجليل المترجم وكان على الخزرج عمر بن النعمان البياضي فقتلا جميعًا.
أحاديث، روت عنه عائشة، وكعب بن مالك، وعبد الرحمن بن أبي ليلى، ولم يلحقه.
قال أبو هريرة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "نعم الرجل أبو بكر. نعم الرجل عمر، نعم الرجل أسيد بن حضير". أخرجه الترمذي، وإسناده جيد (1).
ابن إسحاق: عن يحيى بن عباد بن عبد الله، عن عائشة قالت: ثلاثة من الأنصار من بني عبد الأشهل لم يكن أحد يعتد عليهم فضلاً بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم: سعد بن معاذ، وأسيد ابن حضير، وعباد بن بشر رضي الله عنهم (2).
وروى أن أسيدًا كان من أحسن الناس صوتًا بالقرآن.
قال ابن إسحاق: أسيد بن حضير، نقيب لم يشهد بدرًا، يكنى أبا يحيى. ويقال: كان في أسيد مزاح وطيب أخلاق.
عن أسيد بن حضير -وكان فيه مزاح- أنه كان عند النبي صلى الله عليه وسلم، فطعنه النبي صلى الله عليه وسلم بعود كان معه، فقال: أصبرني، فقال: اصطبر، قال: إن عليك قميصًا وليس علي قميص، قال: فكشف النبي صلى الله عليه وسلم قميصه، قال: فجعل يقبل كشحه ويقول: إنما أردت هذا يا رسول الله (3).
قال يحيى بن بكير: مات أسيد سنة عشرين، وحمله عمر بين العمودين -عمودي السرير- حتى وضعه بالبقيع، ثم صلى عليه.
وندم على تخلفه عن بدر، وقال: ظننت أنها العير، ولو ظننت أنه غزو ما تخلفت. وقد جرح يوم أ؛ د سبع جراحات. ا. هـ الذهبي.
(1) الترمذي: (5/ 666) 50 - كتاب المناقب، 33 - باب مناقب معاذ بن جبل وزيد بن ثابت.
والحاكم في المستدرك (3/ 268) وصححه ووافقه الذهبي.
(2)
رواه الحاكم في المستدرك: (3/ 229) وصححه ووافقه الذهبي.
(3)
أبو داود (4/ 256) كتاب الأدب، باب في قبلة لجسد. وإسناده قوي.
والحاكم في المستدرك (3/ 288) وصححه ووافقه الذهبي.
أصبرني: أقدني. واصطبر: استقد. الكشح: ما بين الخاصرة والضلوع.
2233 -
* روى الحاكم عن أسيد بن حضير أنه كان تأوه وكان يومنا فصلى بنا قاعدًا فعاده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقالوا: يا رسول الله إن أسيدًا إمامنا وإنه مريض وإنه صلى قاعدًا. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم "فصلوا وراءه قعودًا فإن الإمام ليؤتم به فإذا صلى قاعدًا فصلوا خلفه قعودًا".
2234 -
* روى البخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنه: أن رجلين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم خرجا من عند النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة مظلمةٍ، ومعهما مثل المصباحين يضيئان بين أيديهما، فلما افترقا صار مع كل واحد منهما واحد، حتى أتى أهله.
وفي رواية (3) قال: كان أسيد بن حضير وعباد بن بشرٍ عند النبي صلى الله عليه وسلم، فخرجا في ليلة مظلمة، فإذا نور بين أيديهما
…
وذكر نحوه.
2235 -
* روى البخاري ومسلم عن أسيد بن حضير قال: بينما هو يقرأ من الليل سورة البقرة وفرسه مربوط عند إذ جالت الفرس، فسكت فسكنت، فقرأ فجالت الفرس، فسكت وسكت الفرس، ثم قرأ فجالت الفرس فانصرف، وكان ابنه يحيى قريبًا منها فأشفق أن تصيبه، فلما اجتره رفع رأسه إلى السماء حتى ما يراها، فلما أصبح حدث النبي صلى الله عليه وسلم فقال له:"اقرأ يا ابن حضير، اقرأ باابن حضير" قال: فأشفقت يا رسول الله أن تطأ يحيى، وكان منها قريبًا، فرفعت رأسي فانصرفت إليه، فرفعت رأسي إلى السماء، فإذا مثل الظلة فيها أمثال المصابيح، فخرجت حتى لا أراها، قال:"وتدري ما ذاك" قال: لا، قال "تلك الملائكة دنت لصوتك، ولو قرأت لأصبحت ينظر الناس إليها، لا تتوارى منهم".
2236 -
* روى البخاري ومسلم عن البراء قال: كان رجل يقرأ سورة الكهف، وإلى
2233 - المستدرك (3/ 289). وصححه ووافقه الذهبي.
2234 -
البخاري (1/ 557) 8 - كتاب الصلاة، باب:79.
(3)
البخاري (7/ 125) 63 - كتاب مناقب الأنصار -13 - باب منقبة أسيد بن حضير وعباد بن بشر.
2235 -
البخاري (9/ 63) 66 - كتاب فضائل القرآن -15 - باب نزول السكينة والملائكة عند قراءة القرآن.
ومسلم (1/ 548) 6 - كتاب صلاة المسافرين وقصرها -26 - باب نزول السكينة لقراءة القرآن.
2236 -
البخاري (9/ 57) 66 - كتاب فضائل القرآن -11 - باب فضل الكهف.
مسلم (1/ 548) 6 - كتاب صلاة المسافرين وقصرها -26 - باب نزول السكينة عند قراءة القرآن.
جانبه حصان مربوط بشطنين، فتغشته سحابة، فجعلت تدنو وتدنو، وجعل فرسه ينفر. فلما أصبح أتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له، فقال:"تلك السكينة تنزلت بالقرآن".
قال ابن حجر في الفتح: قيل هو أسيد بن حضير
…
وقد وقع قريب من القصة التي لأسيد لثابت بن قيس بن شماس لكن في سورة البقرة أيضًا. وأخرج أبو داود من طريق مرسلة قال "قيل للنبي صلى الله عليه وسلم: ألم تر ثابت بن قيس لم تزل داره البارحة تزهر بمصابيح؛ قال: "فلعله قرأ سورة البقرة". فسئل قال: قرأت سورة البقرة، ويحتمل أن يكون قرأ سورة البقرة وسورة الكهف جميعًا أو من كل منهما".
انتهى من الفتح.
* * *