الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
87 - أمُّ سُلَيْمٍ رضي الله عنها
قال ابن حجر: أم سليم بنت سليمان بن خالد بن زد بن حرام بن جندب الأنصارية، وهي أم أنس خادم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، اشتهرت بكنيتها واختلف في اسمها فقيل سهلة وقيل رميلة وقيل رمينة وقيل مليكة وقيل الغميصاء أو الرميصاء، تزوجت مالك بن النض في الجاهلية فولدت أنسا في الجاهلية، وأسلمت مع السابقين إلى الإسلام من الأنصار فغضب مالك وخرج إلى الشام فمات بها، فتزوجت بعده أبا طلحة
…
وكانت أم سليم تقول لا أتزوج حتى يبلغ أنس ويجلس في المجالس، فيقول جزى الله أمي عني خيرا لقد أحسنت ولايتي، فقال لها أبو طلحة فقد جلس أنس وتكلم فتزوجها
…
وفي الصحيح عن أنس أن أم سليم لما قدم النبي صل الله عليه وآله وسلم قالت: يا رسول الله هذا أنس يخدمك وكان حينئذ ابن عشر سنين، فخدم النبي صلى الله عليه وآله وسلم منذ قدم المدينة حتى مات، فاشتهر بخادم النبي صلى الله عليه وآله وسلم
…
وذكر أبو عمر نسبها من كتاب ابن السكن بحروفه ولكن قال اسم أمها مليكة والذي في كتاب ابن السكن اسم أمها أنيقة نبه عليه ابن فتحون، وكأن أبا عمر أخذه عن ابن سعد وإنه جزم بأن أمها مليكة بنت مالك بن عدي بن زيد مناة.
وقال الذهبي: مات زوجها مالك بن النضر، ثم تزوحها أبو طلحة زيد بن سهل الأنصاري، فولدت له: أبا عمير، وعبد الله.
شهدت: حنينا، وأحدا. من أفاضل النساء.
قال محمد بن سيرين: كانت ام سليم مع النبي (ص) يوم أحد، ومعها خنجر (1).
عن أنس: أن أم سليم اتخذت خنجرا يوم حنين، فقال أبو طلحة: يا رسول الله هذه أم سليم معها خنجر! فقالت: يا رسول الله، إن دنا مني مشرك بقرت به بطنه (2).
(1) ورواه ابن سعد (8/ 425).
(2)
ورواه ابن سعد (8/ 425) وإسناده صحيح.
عن إسحاق بن عبد الله، عن جدته أم سليم: أنها آمنت برسول الله صلى الله عليه وسلم، قالت: فجاء أبو أنس، وكان غائباً، فقال أصبوت؟ فقالت: ما صبوت، ولكني آمنت!.
وجعلت تُلقن أنساً: قل: لا إله إلا الله، قل: أشهدُ أنَّ محمداً رسول الله ففعل. فيقول لها أبوه: لا تفسدي عليَّ ابني. فتقول إني لا أفسده! فخرج مالك، فلقيه عدوٌ له، فقتله. فقالت: لا جرمَ، لا أفطم أنساً حتى يدع الثَّدي؛ ولا أتزوج حتى يأمرني أنس.
فخطبها أبو طلحة، وهو يومئذٍ مُشرك (1) ا. هـ الذهبي.
2250 -
* روى النسائي عن أنس قال: تزوج أبو طلحة أم سليم، فكان صداق ما بينهما الإسلام. أسلمت أم سليم قبل أبي طلحة فخطبها، فقالت: إني قد أسلمت، فإن أسلمت نكحتك، فأسلم، فكان صداق ما بينهما.
2251 -
* روى ابن سعد عن أنس بن مالك: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يزور أم سليم، فتتحفه بالشيء تصنعه له، وأخٌ لي أصغر مني يُكنى أبا عُمير، فزارنا يوماً، فقال: مالي أرى أبا عمير خاثر النفس؟ قالت: ماتت صعوةٌ [له كان يلعب بها]. فجعل النبيُّ يمسح رأسه، ويقول:"يا أبا عمير، ما فعل النُغير؟ ".
2252 -
* روى البخاري عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يدخل في المدينة بيت امرأة، غير بيت أم سُليمٍ، إلا على أزواجه، فقيل له، فقال:"إني أرحمها، قُتل معي أخوها".
(1) ورواه ابن سعد (8/ 25) وتمامه: فقالت له يوماً فيما تقول: أرأيت حجراً تعبده لا يضرك ولا ينفعك أو خشبة تأتي بها النجار، فينجرها لك: هل يضرك؟ هل ينفعك؟ قال: فوقع في قلبه الذي قالت، قال: فأتاها فقال: لقد وقع في قلبي الذي قلت، وآمن، قالت: فإني أتزوجك ولا آخذ منك صداقاً غيره.
2250 -
النسائي (6/ 114) كتاب النكاح، باب التزويج على الإسلام.
2251 -
الطبقات الكبرى (8/ 427) وإسناده صحيح.
وأخرجه البخاري مختصراً (60/ 526) 78 - كتاب الأدب -81 - باب الانبساط إلى الناس.
الصعوة: طائر أصغر من العصفور: النُغير: تصغير نُغُر، وهو فرخ العصفور.
2252 -
البخاري (6/ 50) 56 - كتاب الجهاد، 78 - باب فضل من جهز غازياً أو خلفه بخير.
وفي رواية (1): كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يدخل على أحدٍ من النساء إلا على أزواجه، إلا أم سليمٍ، فإنه كان يدخل عليها، فقيل له في ذلك، فقال:"أرحمها، قُتِلَ معي أخوها".
وأم سليم: هي أم أنس بن مالك، ولعله أراد: على الدوام، فإنه كان يدخل على أم حرام، وهي خالة أنس.
قد سبق القول إن أم حرام خالته صلى الله عليه وسلم، وأم سليم أختها فهي محرم ودخوله صلى الله عليه وسلم صلة رحم.
2253 -
* روى البخاري ومسلم عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "رأيتُني دخلت الجنة، فسمعت خشفةً، فإذا أنا بالرميصاء امرأة أبي طلحة".
2254 -
* روى ابن سعد عن أنس: أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على أم سليم، وقربةً مُعلقةٌ، فشرب منها قائماً، فقامت إلى فيَّ السقاء، فقطعته.
وفي الباب ما يقويه عن أم ثابت كبشة بنت ثابت أخت حسان بن ثابت رضي الله عنها قالت: دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فشرب من قِربة معلقة قائماً، فقمت إلى فيها فقطعته (2).
قال النووي في (رياضه): (وإنما قطعتها لتحفظ موضع فم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتتبرك به، وتصونه عن الابتذال).
(1) مسلم (4/ 1908) 44 - كتاب فضائل الصحابة -19 - باب من فضائل أم سليم.
2253 -
البخاري (7/ 40) 62 - كتاب فضائل الصحابة -6 - باب مناقب عمر بن الخطاب.
ومسلم (4/ 1908) 44 - كتاب فضائل الصحابة -19 - باب من فضائل أم سليم أم أنس بن مالك لكن عن أنس.
الخشفة: الحس والحركة، وقيل هو الصوت ليس بالشديد، ومعنى الحديث هنا: ما يسمع من حس وقع القدم.
2254 -
الطبقات الكبرى (8/ 428).
(2)
الترمذي (4/ 306) 37 - كتاب الأشربة -18 - باب ما جاء في الرخصة في ذلك.
وابن ماجه (2/ 1132) -2 - كتاب الأشربة -21 - باب الشرب قائماً وإسناده صحيح.
2255 -
* روى ابن سعيد عن أم سليم، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يَقيلُ في بيتي، فكنت أبسطُ له نِطعاً، فيقيلُ عليه، فيعرقُ، فكنتُ آخذ سكاً فأعجنه بعرقه.
وأخرج بنحوه البخاري ومسلم عن أنس (1).
وزاد ابن سعد في طبقاته:
قال ابن سيرين: فاستوهبتُ من أم سُليم من ذلك السُّك، فوهبت لي منه.
قال أيوب: فاستوهبتُ من محمد [هو ابن سيرين] من ذلك السُّكِّ، فوهب لي منه؛ فإنه عندي الآن.
قال: ولما مات محمد حُنِّط بذلك السُّكِّ.
قال أنس: ثَقُلَ ابنٌ لأم سليم، فخرج أبو طلحة إلى المسجد، فتوفي الغلام. فهيأت أم سليم أمره، وقالت: لا تخبره. فرجع، وقد سَيَّرت له عشاءه، فتعشى، ثم أصاب من أهله. فلما كان من آخر الليل، قالت: يا أبا طلحة، ألم تر آل أبي فلان استعاروا عارية، فمنعُوها، وطُلبت منهم، فشق عليهم. فقال: ما أنصفوا. قالت: فإن ابنك كان عاريةً من الله، فقبضه. فاسترجع، وحمد الله.
فلما أصبح غداً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما رآه، قال:"بارَك اللهُ لكُما في ليلتكما".
فحملت بعبد الله بن أبي طلحة، فولدت ليلاً، فأرسلت به معي، وأخذتُ تمرات عجوة، فانتهيتُ به إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وهو يهنأ أباعر له، ويَسِمُها، فقلتُ: يا رسول الله، ولدت أم سليم الليلة.
فمضغ بعض التمرات بريقه، فأوجره (2) إياه، فتلمظ الصبي، فقال: "حِبُّ الأنصار
2255 - الطبقات الكبرى (8/ 428).
(1)
البخاري (11/ 70) 79 - كتاب الاستئذان -41 - باب من زار قوماً فقال عندهم.
ومسلم (4/ 1816) 43 - كتاب الفضائل -22 - باب طيب عرق النبي صلى الله عليه وسلم والتبرك به.
يقيل: قال يقيل من القيلولة: وهي النوم في الظهيرة عند اشتداد الحر. السُّك: نوع من الطيب.
(2)
أوجره: وضعها في فيه بشيء من الكلفة.
التمر" فقلت: سَمِّه يا رسول الله. قال: "هو عبد الله" (1).
سعيد بن مسروق الثوري، عن عباية بن رفاعة، قال: كانت أم أنس تحت أبي طلحة. فذكر نحوه. وفيه: فقال رسول الله: "اللهم بارك لهما في ليلتهما".
قال عباية: فلقد رأيت لذلك الغلام سبع بنين، كلهم قد ختم القرآن (2).
عن أنس: أن النبي صلى الله عليه وسلم لما أراد أن يحلق رأسه بمنى، أخذ أبو طلحة شِق شعره، فجاء به إلى أم سليم، فكانت تجعله في سكها.
قالت: وكان يقيلُ عندي على نِطعٍ، وكان مِعراقاً (3) صلى الله عليه وسلم، فجعلت أسلتُ العرق في قارورة. فاستيقظ، فقال:"ما تجعلين"؟ قلت: أريد أن أدُوف (4) بعرقك طيبي (5).
عن أنس: أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على أم سليم، فأتته بسمن وتمر. فقال: إني صائم. ثم قام، فصلَّى، ودعا لأم سليم ولأهل بيتها، فقالت: إن لي خُوَيْصَةً (6) قال: "ما هي"؟ قالت: خادمُك أنس، فما ترك خير آخرة ولا دُنيا إلا دعا لي به، وبعثت معي بمكتلٍ من رُطبٍ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم (7) أ. هـ ابن سعد.
* * *
(1) البخاري (9/ 587) 71 - كتاب العقيقة -1 - باب تسمية المولود غداة يولد لمن لم يعق عنه وتحنيكه.
ومسلم (4/ 1909) 44 - كتاب فضائل الصحابة- 20 - باب من فضائل أبي طلحة الأنصاري رضي الله عنه.
(2)
رواه ابن سعد (8/ 434) ورجاله ثقات.
(3)
المعراق: كثير العرق.
(4)
أدوف: أخلط.
(5)
رواه أحمد في مسنده (2/ 287) وابن سعد (8/ 428).
(6)
خويصة: قال الحافظ: بتشديد الصاد وتخفيفها تصغير خاصة. وهو ما اغتُفِر فيه التقاء الساكنين.
(7)
ورواه البخاري (4/ 228) 30 - كتاب الصوم -61 - باب من زار قوماً فلم يفطر عندهم.