الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
26 - البراء بن مالك رضي الله عنه
قال ابن حجر:
البراء بن مالك بن النضر الأنصاري أخو أنس. تقدم نسبه في ترجمة أنس، وهو أخو أنس لأبيه. قاله أبو حاتم. وقال ابن سعد: أخوه لأبيه وأمه أمهما أم سليم انتهى. وفيه نظر لأنه سيأتي في ترجمة شريك بن سحماء أنه أخو البراء بن مالك لأمه، أمهما سمحاء، أما أم أنس فهي أم سليم بلا خلاف. وتقدم في ترجمة أنجشة أن البراء كان حادي النبي صلى الله عليه وآله وسلم. وفي المستدرك من طريق ابن إسحاق عن عبد (عبيد) الله بن أنس سمعت أنس بن مالك يقول: كان البراء بن مالك حسن الصوت وكان يرجز لرسول الله صلى عليه وآله وسلم في بعض أسفاره فقال له: "إياك والقوارير". فأمسك. وروى السراج من طريق حماد عن ثابت عن أنس قال: كان البراء حادي الرجال. وقد تقدم بأتم منه في أنجشة. وشهد البراء مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المشاهد إلا بدرًا، وله يوم اليمامة أخبار، واستشهد يوم حصن تستر في خلافة عمر سنة عشرين وقيل قبلها وقيل سنة ثلاث وعشرين. ذكر سيف أن الهرمزان هو الذي قتله، وروى عنه أخوه أ، س، وروى البغوي بإسناد صحيح عن محمد بن سيرين عن أنس قال: دخلت على البراء بن مالك وهو يتغنى فقلت له: قد أبدلك الله ما هو خير منه. فقال: أترهب أن أموت على فراشي لا والله ما كان الله ليحرمني ذلك وقد قتلت مائة منفردًا سوى ما شاركت فيه. وقال بقي بن مخلد في مسنده عن أبي إسحاق قال: زحف المسلمون إلى المشركين يوم اليمامة حتى ألجؤوهم إلى حديثة فيه عدو الله مسيلمة، فقال البراء بن مالك يا معشر المسلمين ألقوني إليهم فاحتمل حتى إذا أشرف على الجدار اقتحم فقاتلهم على الحديقة حتى فتحها على المسلمين ودخل عليهم المسلمون فقتل الله مسيلمة.
عن أنس قال: رمى البراء بنفسه عليهم فقاتلهم حتى فتح الباب وبه بضع وثمانون جراحة من بين رمية بسهم وضربة فحمل إلى رحله يداوى وأقام عليه خالد شهرًا. وفي تاريخ السراج من طريق يونس عن الحسن وعن ابن سيرين عن أنس أن خالد بن الوليد قال للبراء يوم اليمامة: قم يا براء. قال: فركب فرسه فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال:
يا أهل المدينة لا مدينة لكم اليوم وإنما هو الله وحده والجنة. ثم حمل وحمل الناس معه فانهزم أهل اليمامة، فلقي البراء معكم اليمامة فضربه البراء وصرعه، فأخذ سيف محكم اليمامة فضرب به حتى انقطع. وروى البغوي عن البراء قال: لقيت يوم مسيلمة رجلاً يقال له حمار اليمامة رجلاً جسيمًا بيده السيف أبيض فضربت رجليه فكأنما أخطأته وانقعر فوقع على قفاه فأخذت سيفه وأغمدت سيفي، فما ضربت به ضربة حتى انقطع. وفي الطبراني من طريق إسحاق عن عبد الله بن أبي طلحة قال: بينما أنس بن مالك وأخوه عند حصن من حصون العدو يعني بالحريق (بالعراق) فكانوا يلقون كلاليب في سلاسل محماة فتعلق بالإنسان فيرفعونه إليهم، ففعلوا ذلك بأنس فأقبل البراء حتى تراءى في الجدار ثم قبض بيده على السلسلة فما برح حتى قطع الحبل ثم نظر إلى يده فإذا عظامها تلوح قد ذهب ما عليها من اللحم وأنجى الله أنس بن مالك بذلك. وروى الترمذي عن أنس أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال:"رب أشعث أغبر لا يؤبه له لو أقسم على الله لأبره منهم البراء بن مالك". فلما كان يوم تستر من بلاد فارس انكشف الناس، فقال المسلمون: يا براء أقسم على ربك. فقال: أقسم عليك يا رب لما منحتنا أكتافهم وألحقتني بنبيك. فحمل وحمل الناس معه فقتل مرزبان الزاره من عظماء الفرس وأخذ سلبه فانهزم الفرس وقتل البراء. وفي المستدرك من طريق سلامة عن عقيل عن الزهري عن أنس نحوه. ا. هـ.
وقال الذهبي: البراء بن مالك بن النضر بن ضمضم بن زيد بن حرام بن جندب بن عامر ابن غنم بن عدي بن النجار، الأنصاري النجاري المدني.
البطل الكرار صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخو خادم النبي صلى الله عليه وسلم، أنس بن مالك، شهد أحدًا، وبايع تحت الشجرة.
قيل: كتب عمر بن الخطاب إلى أمراء الجيش: لا تستعملوا البراء على جيش، فإنه مهلكة من المهالك يقدم بهم.
وبلغنا أن البراء يوم حرب مسيلمة الكذاب أمر أصحابه أن يحتملوه على ترس، على أسنة رماحهم، ويلقوه في الحديقة. فاقتحم إليهم، وشدد عليهم، وقاتل حتى افتتح باب
الحديقة. فجرح يومئذ بضعة وثمانين جرحًا، ولذلك أقام خالد بن الوليد عليه شهرًا يداوي جراحه.
وقد اشتهر أن البراء قتل في حروبه مئة نفس من الشجعان مبارزة ا. هـ.
2045 -
* روى الحاكم عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كم من ضعيف متضعف ذي طمرين لو أقسم على الله لأبر قسمه منهم البراء بن مالك". فإن البراء لقي زحفًا من المشركين وقد أوجع المشركون في المسلمين فقالوا: يا براء إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال إنك لو أقسمت على الله لأبرك فأسقم على ربك. فقال: أقسمت عليك يا رب لما منحتنا أكتافهم. ثم التقوا على قنطرة السوس فأوجعوا في المسلمين فقالوا له: يا براء أقسم على ربك. فقال: أقسمت عليك يا رب لما منحتنا أكتافهم وألحقتني بنبيك صلى الله عليه وآله وسلم فمنحوا أكتافهم وقتل البراء شهيدًا.
2046 -
* روى الترمذي، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كم من أشعث أغبر ذي طمرين لا يؤبه له لو أقسم على الله لأبره. منهم البراء بن مالك".
2047 -
* روى الحاكم عن أنس بن مالك أنه دخل على أخيه البراء وهو مستلق واضعًا إحدى رجليه على الأخرى يتغنى فنهاه، فقال: أترهب أن أموت على فراشي وقد تفردت بقتل مائة من الكفار سوى من شركني فيه الناس.
وفي رواية: يا أخي تتغنى بالشعر وقد أبدلك الله به القرآن؟
2045 - المستدرك (3/ 291) وصححه ووافقه الذهبي.
الطمر: الثوب الخلق. لأبره: لصدقه وجعله بارًا غير حانث.
2046 -
الترمذي (5/ 693) 50 - كتاب المناقب -55 - باب مناقب البراء بن مالك.
وقال: هذا حديث صحيح من هذا الوجه.
الأشعث: البعيد العهد بالدهن والتسريح والغسل.
لا يؤبه له: لا يعرف ولا يعلم به لقلة شأنه.
2047 -
المستدرك (3/ 291) وصححه ووافقه الذهبي، وذكره الحافظ في الإصابة عن البغوي وقال: إسناده صحيح. ورواه أبو نعيم في الحلية.
2048 -
* روى ابن سعد عن أنس قال: دخلت على البراء وهو يتغنى، ويرنم قوسه، فقلت: إلى متى هذا؟ قال: أتراني أموت على فراشي؟ والله لقد قتلت بضعًا وتسعين.
قال الذهبي: ابن عون: عن محمد قال: بارز البراء مرزبان الزارة فطعنه، فصرعه، وأخذ سلبه.
الزارة: لفظ المرة من الزار. وعين الزارة بالبحرين معروفة. والزارة قرية كبيرة بها. ومنها مرزبان الزارة وله ذكر في الفتوح. وقد فتحت الزارة سنة (12) للهجرة في أيام أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وصولحوا.
استشهد يوم فتح تستر سنة عشرين ا. هـ.
2049 -
* روى الحاكم عن أنس بن مالك قال: كان البراء بن مالك رجلاً حسن الصوت فكان يرجز لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في بعض أسفاره فبينما هو يرجز إذ قارب النساء فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إياك والقوارير". قال فأمسك: قال محمد: كره رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن تسمع النساء صوته.
2050 -
* روى الطبراني عن ابن سيرين قال: بارز البراء بن مالك أخو أنس بن مالك مرزبان الزار فقتله فأخذ سلبه فبلغ سلبه ثلاثين ألفًا.
* * *
2048 - الطبقات الكبرى لابن سعد (7/ 17) وإسناده صحيح.
2049 -
المستدرك (3/ 291). وصححه ووافقه الذهبي.
2050 -
المعجم الكبير (2/ 37).
قال الهيثمي في مجمع الزوائد (5/ 331): رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.