الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
17 - أبو طلحة الأنصاري رضي الله عنه
قال ابن حجر في الإصابة:
زيد بن سهل بن الأسود بن حرام بن عمرو بن زيد مناة بن عمرو بن مالك بن عدي ابن عمرو بن مالك بن النجار الأنصاري الخزرجي أبو طلحة .. مشهور بكنيته، ووهم عن سماه سهل بن زيد وهو قول ابن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة في تسمية من شهد العقبة، وقد قال ابن سعد: أخبرنا معن بن عيسى أخبرنا أبو طلحة من ولد أبي طلحة قال: اسم أبي طلحة زيد.
وهو القائل:
أنا أبو طحة واسمي زيد
…
وكل يوم في سلاحي صيد
كان من فضلاء الصحابة وهو زوج أم سليم. ا. هـ.
وقال الذهبي: وكان قد سرد الصوم بعد النبي صلى الله عليه وسلم .. وذكر عروة وموسى بن عقبة وابن إسحاق: أن أبا طلحة ممن شهد العقبة وبدرًا .. عاش بعد النبي صلى الله عليه وسلم نيفًا وعشرين سنة
…
وكان جلدًا صيتًا آدم مربوعًا لا يغير شيبه .. مات سنة أربع وثلاثين .. روى عن النبي صلى الله عليه وسلم نيفًا وعشرين حديثًا منها في الصحيحين حديثان وتفرد البخاري بحديث ومسلم بحديث. صلى الله عليه وسلم.
ومما ورد فيه:
1967 -
* روى الطبراني عن أنس قال: خطب أبو طلحة أم سليم قبل أن يسلم، فقالت: أما إني فيك لراغبة، وما مثلك يرد، ولكنك رجل كافر، وأنا امرأة مسلمة، فإن تسلم فذلك مهري لا أسألك غيره. فأسلم أبو طلحة وتزوجها.
قال ثابت البناني: فما سمعنا بمهر كان قط أكرم من مهر أم سليم: الإسلام.
1976 - المعجم الكبير (5/ 91) وإسناده صحيح.
1977 -
* روى أبو داود والحاكم عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم حنين: "من قتل قتيلاً فله سلبه". فقتل أبو طلحة يومئذ عشرين رجلاً، وأخذ أسلابهم.
1978 -
* روى مسلم عن أنس بن مالكٍ؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رمى جمرة العقبة، ثم انصرف إلى البدن فنحرها، والحجام جالس، وقال بيده عن رأسه، فحلق شقه الأيمن فقسمه فيمن يليه، ثم قال:"احلق الشق الآخر". فقال: "أين أبو طلحة؟ " فأعطاه إياه.
1979 -
* روى البخاري ومسلم عن أنس بن مالكٍ، يقول: كان أبو طلحة أكثر أنصاري بالمدينة مالاً، وكان أحب أمواله إليه بيرحى، وكانت مستقبلة المسجد، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخلها ويشرب من ماءٍ فيها طيبٍ.
قال أنس: فلما نزلت هذه الآية {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} (4) قام أبو طلحة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إن الله يقول في كتابه: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} . وإن أحب أموالي إلي بيرحى، وإنها صدقة لله، أرجو برها وذخرها عند الله، فضعها يا رسول الله، حيث شئت، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "بخ! ذلك مال رابح. ذلك مال رابح. قد سمعت ما قلت فيها".
1977 - أبو داود (3/ 71) -كتاب الجهاد، باب في السلب.
والمستدرك (3/ 353). وصححه ووافقه الذهبي.
1978 -
مسلم (2/ 947) -كتاب الحج- 56 - باب بيان أن السنة يوم النحر.
1979 -
البخاري (3/ 325) 24 - كتاب الزكاة -44 - باب الزكاة على الأقارب.
ومسلم (2/ 693) 12 - كتاب الزكاة -14 - باب فضل النفقة والصدقة على الأقربين.
بيرحى: اختلفوا في ضبط هذه اللفظة على أوجه. قال القاضي رحمه الله: روينا هذه اللفظة عن شيوخنا بفتح الراء وضمها مع الكسر الباء. وبفتح الباء والراء. وهذا الموضع يعرف بقصر بني جديلة قبلي المسجد. وهو حائط يسمى بهذا الاسم. ومعنى الحائط، هنا، البستان. وقال في الفائق: إنها فيعلى، من البراح، وهي الأرض المنكشفة الظاهرة.
أرجو برها وذخرها: يعني لا أريد ثمرتها العاجلة الدنيوية الفانية، بل أطلب مثوبتها الآجلة الأخروية الباقية.
بخ: قال أهل اللغة: بخ، بإسكان الخاء وتنوينها مكسورة. قال ابن دريد: معناه تعظيم الأمر وتفخيه.
(1)
آل عمران: 92.
1980 -
* روى أحمد عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لصوت أبي طلحة أشد على المشركين من فئة".
وفي رواية "لصوت أبي طلحة في الجيش خير من فئة".
1981 -
* روى مسلم، عن أبي هريرة، قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إني مجهود فأرسل إلى بعض نسائه، فقالت: والذي بعثك بالحق! ما عندي إلا ماء. ثم أرسل إلى أخرى، فقالت مثل ذلك. حتى قلن كلهن مثل ذلك: لا، والذي بعثك بالحق! ما عندي إلا ماء. فقال:"من يضيف هذا، الليلة، رحمة الله". فقام رجل من الأنصار فقال: أنا. يا رسول الله! فانطلق به إلى رحله، فقال لامرأته: هل عندك شيء؟ قالت: لا. إلا قوت صبياني. قال: فعلليهم بشيءٍ. فإذا دخل ضيفنا فأطفئي السراج وأريه أنا نأكل، فإذ أهوى ليأكل فقومي إلى السراج حتى تطفئيه. قال: فقعدوا وأكل الضيف. فلما أصبح غدا على النبي صلى الله عليه وسلم. فقال: "قد عجب الله من صنيعكما بضيفكما الليلة".
وفي رواية للبخاري (1) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: أتى رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، أصابني الجهد. فأرسل إلى نسائه فلم يجد عندهن شيئًا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ألا رجل يضيفه الليلة يرحمه الله؟ " فقام رجل من الأنصار فقال: أنا يا رسول الله. فذهب إلى أهله فقال لامرأته: ضيف رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تدخريه شيئًا. فقالت: والله ما عندي إلا قوت الصبية. قال: فإذا أراد الصبية العشاء فنوميهم، وتعالى فأطفئي السراج ونطوي بطوننا الليلة. ففعلت. ثم غدا الرجل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:
1980 - أحمد في مسنده (3/ 112، 249).
وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (9/ 312): رواه أحمد وأبو يعلى ورجال الرواية الأولى رجال الصحيح.
1981 -
مسلم (2/ 1634) 36 - كتاب الأشربة -32 - باب إكرام الضيف وفضل إيثاره.
مجهود: رجل مجهود: مهزول جائع.
فعلليهم: تعليل الطفل: وعده وتسويفه وتمنيته، وشغله عما يراد صرفه عنه.
(1)
البخاري (8/ 631) 65 - كتاب التغير -59 - سورة الحشر -6 - باب {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ} .
نطوي بطوننا الليلة: أي نبيت بغير عشاء.
…
=
"لقد عجب الله عز وجل -أوضحك- من فلانٍ وفلانة". فأنزل الله عز وجل: {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ} (1).
وفي رواية الترمذي (2) عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلاً من الأنصار بات به ضيف، ولم يكن عنده إلا قوته وقوت صبيانه، فقال لامرأته: نومي الصبية، وأطفئي السراج، وقربي للضيف ما عندك. فنزلت هذه الآية:{وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ} .
1982 -
* روى الحاكم عن أنس: أن أبا طلحة قال: لا أتأمر على اثنين ولا أذمهما.
1983 -
* روى الحاكم أخبرنا حماد بن سلمة عن أنس بن مالك أن أبا طلحة قرأ هذه الآية {انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا} . فقال: استنفرنا الله وأمرنا الله واستنفرنا شيوخًا وشبابا جهزوني. فقال بنوه: يرحمك الله إنك قد غزوت على عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأبي بكر وعمر ونحن نغزو عنك الآن. فغزا البحر فمات. فطلبوا جزيرة يدفنونه فيها فلم يقدروا عليه إلا بعد سبعة أيام وما تغير.
1984 -
* روى الحاكم عن أنس بن مالك أن أبا طلحة كان يرمي بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يرفع ظهره من خلفه لينظر أين يقع نبله فيتطاول أبو طلحة بصدره يقي به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هكذا: يا نبي الله جعلني الله فداك نحري دون حراك.
* * *
= خصاصة: الخصاصة: الحاجة والقافة.
(1)
الحشر: 9.
(2)
الترمذي (5/ 409) 48 - كتاب تفسير القرآن -60 - باب ومن سورة الحشر.
وقال: هذا حديث حسن صحيح.
1982 -
المستدرك (3/ 353). وصححه ووافقه الذهبي.
1983 -
المستدرك (3/ 353). وصححه وسكت عنه الذهبي.
قال ابن حجر: أخرجه القسوي في تاريخه، وأبو يعلى وإسناده صحيح.
1984 -
المستدرك (3/ 353). وصححه وسكت عن الذهبي. وقال في الإصابة: صحيح الإسناد.