الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
48 - عثمان بن مظعون رضي الله عنه
قال ابن حجر: عثمان بن مظعون بالظاء المعجمة ابن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح للجحمي .. قال ابم إسحاق: أسلم بعد ثلاثة عشر رجلاً وهاجر إلى الحبشة هو وابنه السائب الهجرة الأولى في جماعة فلما بلغه أن قريشاً أسلمت رجعوا فدخل عثمان في جوار الوليد بن النغيرة ثم ذكر رده جواره ورضاه بما عليه النبي صلى الله عليه وسلم وذكر قصته مع لبيد بن ربيعة حين أنشد: ألا كل شيء ما حلا الله باطل، فقال عثمان بن مظعون، صدقت، فقال لبيد: وكل نعيم لا محالة زائل، فقال عثمان: كذبت نعيم الجنة لا سزول، فقام سفيه منهم إلى عثمان فلطم عينه فاخضرت. وفي الصحيحين عن سعد بن أبي وقاص، قال: رد النبي صلى الله عليه وآله وسل على عثمان بن مظعةن التبتل ولو أذن له لاختصينا، وروى ابن شاهين والبيهقي في الشعب من طريق قدامة بن إبراهيم الجمحي عن عمر بن حسين عن عائشة بنت قدامة عن أبيها عن عمها قال قلت: يا رسول الله، إني رجل تشق على العزبة في المغزي فتأذن لي في الخصي فأختصى، فقال: لا ولكن عليه يا ابن مظعون بالصوم، وروى البزار من طريق قدامة بن موسى عن أبيه عن جده قدامة بن مظعون حديثا وقال: لا أعلم له غيره، وفي الصحيحين عن أم العلاء قالت: لما مات عثمان ابن مظعون قلت شهادتي عليك أبا السائب لقد أكرمك الله، توفي بعد شهوده بدراً في السنة الثانية من الهجرة، وهو أول من مات بالمدينة من المهاجرين وأول من دفن بالبقيع منهم وروى الترمذي من طريق القاسم ع عائشة قالت: قبل النبي صلى الله عليه وآله وسلم عثمان بن مظعون وهو ميت وهو يبكي وعيناه تذرفان، ولما توفي إبراهيم بن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: الحق بسلفنا الصالح عثمان بن مظعون وقالت امرأة ترثيه:
يا عين جودي بدمع غير ممنون
…
على رزية عثمان بن مظعون
اهـ. ابن حجر.
قال الذهبي في ترجمته: من سادة المهاجرين، ومن أولياء الله المتقين الذين فازوا بوفاتهم في حياة نبيه فصلى عليهم، وكان أبو السائب رضي الله عنه أول من دفع بالبقيع.
روى كثير بن زيد المدني: عن المطَّلب بن عبد الله قال: لما دفن النبي صلى الله عليه وسلم عثمان بن مظعون، قال لرجل: هلم تلك الصخرة، فجعلها عند قبر أخي، أعرفه بها، أدفن إليه من دفنت من أهلي، فقام الرجل فلم يُطقها، فقال- يعني الذي حدثه: - فلكأني أنظر إلى بياض ساعدي رسول الله- صلى الله عليه وسلم حين احتملها، حتى وضعها عند قبره هذا مرسل (1) وكان ممن حرَّم الخمر في الجاهلية. اهـ.
2143 -
* روى عبد الرازق وابن سعد عن عائشة قالت: دخلت امرأة عثمان بن مظعون- واسمها خولة بنت حكيم- على عائشة، وهي باذة الهيئة. فسألتها ما شأنك؟ فقالت: زوجي يقوم الليل ويصوم النهار، فدخل النبي صلى الله عليه وسلم، فذكرت ذلك له عائشة، فلقي النبي، صلى الله عليه وسلم، فقال:"يا عثمان! إن الرهبانية لم تكتب علينا، أما لك فيَّ أسوة؟ فوالله إن أخشاكم لله، وأحفظكم لحدوده لأنا".
قال الذهبي: وعن عبيد الله بن عتبة قال: خطَّ رسول الله صلى الله عليه والسلام لآل مظعون موضع دراهم اليوم بالمدينة.
ومات في شعبان سنة ثلاث.
وعن عائشة بنت قدامة قالت: كان بنو مظعون متقاربين في الشبه. كان عثمان شديد الأدمة، كبير اللحية. رضي الله عنه اهـ.
2144 -
* روى الترمذي والحاكم عن عائشة: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قبَّل عثمان بن مظعون وهو ميت، ودموعه تسيل على خدِّ عثمان بن مظعون.
(1) رواه أبو داود (13/ 212) كتاب الجنائز، باب في جمع الموتى في قبر والقبر يُعلَّم، وسنده حين مرسل. وابن ماجة بنحوه مختصراً عن أنس (1/ 498) 6 - كتاب الجنائز- 42 - باب ما جاء في العلامة في القبر. وقال البوصيري في الزوائد: هذا إسناد حسن.
2143 -
المصنف (6/ 167)، والطبقات الكبرى (3/ 395) عن أبي بردة.
2144 -
أبو داود (3/ 201) كتاب الجنائز، باب تقبيل الميت.
والترمذي (3/ 305) 8 - كتاب الجنائز- 14 - باب ما جاء في تقبيل الميت. وقال: هذا حديث حسن صحيح. والمستدرك (3/ 190) وصححه الذهبي.
2145 -
* روى الإمام مالك عن أبي النَّظْر قال: لما مُرَّ بجنازة عثمان بن مظعون قال رسولُ الله: "ذهبت ولم تلبس منها بشيء".
2146 -
* روى البخاري عن خارجة بن زيد بن ثابت أن أم العُلاء- امرأَةً من نسائهم بايعت النبي، صلى الله عليه وسلم أخبرتْهُ أن عثمان بن مَظعونِ طارَ لهم في السُّكنى حين اقترعت الأنصار على سُكنى المهاجرين. قالت أمُّ العلاء: فاشتكى عثمانُ عندنا، فمرضته حتى توفي، وجعلناه في أثوابه، فدخل علينا النبيُّ صلى الله عليه وسلم، فقلت: رحمة الله عليك أبا السائب، شهادتي عليك لقد أكرمك الله. فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"وما يُدريك أن الله أكرمهُ؟ " قالت: قلت: لا أدري، بأبي أنت وأمي يا رسول الله، فمن؟ قال:"أما هو فقد جاءُه والله اليقين، والله إني لأرجو له الخير، وما أدري والله- وأنا رسول الله- ما يُفعل بي" قالت: فوالله لا أُزكِّى أحداً بعده. قالت فأحزنني ذلك، فنمت، فرأيتُ لعثمان عيناً تجري، فجئت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخبرتُه، فقال:"ذلك عمله".
* * *
2145 - الموطأ (1/ 242) 16 - كتاب الجنائز- 16 - باب جامع الجنائز، وهو مرسل وقد وصله ابن عبد البر عن عائشة.
2146 -
البخاري (7/ 264) 63 - كتاب مناقب الأنصار- 46 - باب مقدم النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه المدينة.